الدوار والدوخة.. الأسباب والعلاج
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
يرتبط الشعور بالدوار بالخوف من الإصابة بأمراض مختلفة، وهو ما ينطبق أيضا على الدوخة، فما الفرق بين الدوار والدوخة؟ وما أسبابهما؟ وما العلاج المناسب؟
و"الدوار" (Vertigo) إحساس بالحركة أو الدوران، ويشعر المصابون به وكأنهم يدورون أو يتحركون بالفعل، أو أن العالم يدور حولهم.
وللدوار أنواع أهمها:
الدوار المحيطييحدث بسبب مشكلة في جزء الأذن الداخلية الذي يتحكم في التوازن، وتسمى تلك المناطق المتاهة الدهليزية أو القنوات نصف الدائرية، وقد تشمل المشكلة أيضا العصب الدهليزي، وهو العصب الموجود بين الأذن الداخلية وجذع الدماغ، وذلك وفقا لموقع "بن ميدسين فيلادلفيا".
وتساهم بعض العوامل في الإصابة بالدوار المحيطي:
بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية أمينوغليكوزيد، أو سيسبلاتين، أو مدرات البول، أو الساليسيلات. إصابة في الرأس. التهاب العصب الدهليزي. تهيج وتورم الأذن الداخلية (التهاب تيه الأذن). مرض مينيير. الضغط على العصب الدهليزي، عادة من ورم غير سرطاني مثل الورم السحائي أو الورم الشفاني.
الدوار المركزي
ويحدث بسبب مشكلة في الدماغ، وعادة في جذع الدماغ أو الجزء الخلفي من الدماغ (المخيخ)، وتحدث الإصابة بسبب:
مرض الأوعية الدموية. بعض الأدوية، مثل مضادات الاختلاج والأسبرين. التصلب المتعدد. النوبات (نادرا). سكتة دماغية. الأورام (السرطانية أو غير السرطانية). الصداع النصفي الدهليزي، وهو نوع من الصداع النصفي. أعراض الدواريتمثل العرض الرئيسي في الإحساس بأنك أو الغرفة تتحرك أو تدور، وقد يسبب الإحساس بالدوران الغثيان والقيء.
اعتمادا على السبب، يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
مشكلة في تركيز العيون. دوخة. فقدان السمع في إحدى الأذنين أو كلتيهما. فقدان التوازن (قد يسبب السقوط). طنين في الأذنين. الغثيان والقيء مما يؤدي إلى فقدان سوائل الجسم.إذا كنت تعاني من الدوار بسبب مشاكل في الدماغ (الدوار المركزي)، فقد تكون لديك أعراض أخرى، بما في ذلك:
صعوبة في البلع. رؤية مزدوجة. مشاكل في حركة العين. شلل في الوجه. كلام غير واضح. ضعف الأطراف. علاج الدواريجب تحديد سبب أي اضطراب في الدماغ يسبب الدوار وعلاجه عندما يكون ذلك ممكنا.
قد توصف لك أدوية لعلاج أعراض الدوار المحيطي، مثل الغثيان والقيء. وقد يساعد العلاج الطبيعي في تحسين مشاكل التوازن، حيث ستتعلم تمارين لاستعادة إحساسك بالتوازن، ويمكن أن تقوي التمارين أيضا عضلاتك للمساعدة في منع السقوط.
لمنع تفاقم الأعراض أثناء نوبة الدوار، جرب ما يلي:
اجلس أو استلق عند ظهور الأعراض. استأنف النشاط تدريجيا. تجنب التغييرات المفاجئة في الوضعية. لا تحاول القراءة عند ظهور الأعراض. تجنب الأضواء الساطعة. قد تحتاج إلى مساعدة في المشي عند ظهور الأعراض. تجنب الأنشطة الخطرة مثل القيادة وتشغيل الآلات الثقيلة والتسلق لمدة أسبوع بعد اختفاء الأعراض. يمكن اقتراح الجراحة، بما في ذلك تخفيف ضغط الأوعية الدموية الدقيقة، في بعض الحالات.إذا ارتبط الدوار بأعراض سكتة دماغية أو قلبية فيجب طلب الطوارئ فورا.
في هذين الرابطين أعراض السكتة الدماغية وأعراض النوبة القلبية.
ما الدوخة؟الدوخة هي مصطلح يصف مجموعة من الأعراض، مثل الشعور بعدم الاستقرار أو الضعف أو الإغماء. إنه شيء قد يختبره معظم الناس من وقت لآخر. ونادرا ما تكون علامة على وجود مشكلة خطيرة.
الفرق بين الدوار والدوخةفي الدوار أنت تشعر كأنك تدور أو تتحرك بالفعل، أو أن العالم يدور حولك، في الدوخة أنت تشعر بعدم التوازن أو الإغماء.
وتشمل أعراض الدوخة الشعور بعدم الاستقرار أو عدم التوازن، وقد تشعر أيضا بالضعف، وقد تشعر أيضا أنك ستصاب بالإغماء.
ما الذي يسبب الدوخة؟الدوخة شائعة عند البالغين، لكنها نادرا ما تكون علامة على وجود حالة خطيرة، وذلك وفقا لموقع "هيلث دايركت" التابع للحكومة الأسترالية.
للدوخة العديد من الأسباب المحتملة، بما في ذلك:
المشاكل أو الحالات التي تؤثر على الأذنين مثل مرض مينيير. مشاكل في العين. مشاكل في القلب. صداع نصفي. التوتر أو القلق. انخفاض سكر الدم. الجفاف أو الإنهاك الحراري. انخفاض ضغط الدم عند الوقوف. مشاكل في تدفق الدم إلى الدماغ. الفيروسات والأمراض الأخرى. اضطرابات الدماغ والأعصاب. أسباب الشعور بالإغماءالشعور بالإغماء أمر شائع ويحدث عندما ينخفض تدفق الدم إلى الدماغ، ويمكن أن يحدث ذلك بسبب عدد من العوامل، مثل:
تغيرات في ضغط الدم بسبب الوضعية. جفاف. فقر دم. بعض الأدوية. مستويات عالية من الألم. التعرض لمشاهد تجدها مزعجة، مثل رؤية الدم. مستويات عالية من القلق. الوقوف لفترات طويلة من الزمن. السعال أو العطس أو الضحك. الضغط أثناء التبرز. متى يجب أن تراجع الطبيب في حالة الدوخة؟يجب أن تطلب العناية الطبية إذا شعرت بالدوخة ولديك أيضا:
ألم أو ضغط أو ثقل أو ضيق في الصدر أو الكتفين أو الرقبة أو الذراعين أو الفك أو الظهر، فهذه أعراض نوبة قلبية. غثيان وعرق بارد وضيق في التنفس. خدر أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق. مشكلة في التحدث أو الفهم أو البلع. تغيرات الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما. الارتباك أو فقدان الوعي. راجع طبيبك إذا كنت تعاني من السقوط غير المبرر، أو إذا كانت الدوخة لديك مفاجئة، أو شديدة، أو مطولة أو مستمرة في الحدوث. علاج الدوخةغالبا ما تتحسن الدوخة بدون علاج. إذا كنت بحاجة إلى علاج، فسيعتمد ذلك على سبب الدوخة لديك.
حتى إذا تعذر العثور على السبب، فهناك طرق فعالة لعلاج الدوخة، بما في ذلك الأدوية وتمارين التوازن.
إذا كنت تشعر بالدوار أو الدوخة، فقد تجد النصائح التالية مفيدة:
عندما تشعر بالدوخة، توقف عما تفعله واجلس حتى تشعر بتحسن. إذا شعرت بالإغماء، فحاول الاستلقاء. سيسمح هذا للدم بالوصول إلى الدماغ بسرعة تأكد من شرب كمية كافية من السوائل على الأقل 6 أكواب كبيرة من الماء كل يوم، ما لم ينصح طبيبك بخلاف ذلك. استرح قدر الإمكان. غير وضعيتك ببطء، خاصة عند الوقوف بعد الاستلقاء، حاول الجلوس لبضع دقائق قبل الوقوف. تجنب حركات الرأس المفاجئة والسريعة، مثل النظر لأعلى أو حولها بسرعة كبيرة. تمسك بالحاجز عند صعود ونزول السلالم. ضع في اعتبارك استخدام أداة مساعدة على المشي. تجنب القيادة أو تشغيل المعدات أو الآلات الخطرة أثناء شعورك بالدوار لأن ذلك قد يشكل خطورة على نفسك والآخرين.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بما فی ذلک مشکلة فی مشاکل فی إذا کنت
إقرأ أيضاً:
الخلايا النجمية قد تفسر سعة التخزين الهائلة للدماغ البشري
طرح باحثون فرضية جديدة حول كيفية مساهمة الخلايا النجمية – وهي فئة من خلايا الدماغ – في تخزين الذاكرة. ومن شأن الفرضية الجديدة أن تساعد في تفسير سعة التخزين الهائلة للدماغ، والتي تعد أكبر بكثير مما يتوقع من الخلايا العصبية وحدها.
وأجرى الدراسة باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Sciences) في 23 مايو/ أيار الماضي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
يقول جان جاك سلوتين، أستاذ الهندسة الميكانيكية وعلوم الدماغ والإدراك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأحد مؤلفي الدراسة: "في البداية، كان يعتقد أن الخلايا النجمية تقوم فقط بتنظيف محيط الخلايا العصبية، لكن لا يوجد سبب محدد يمنع تطور وظائفها؛ فبما أن كل خلية نجمية يمكنها التواصل مع مئات الآلاف من نقاط الاشتباك العصبي، فقد يكون من المنطقي أن تستخدم أيضا في وظائف حسابية".
وتعرف نقاط الاشتباك العصبي على أنها النقاط التي تتفاعل فيها خليتان عصبيتان مع بعضهما البعض، وهي مواقع لنقل الاشارات من الخلية العصبية قبل المشبك إلى الخلية العصبية بعد المشبك.
إعلانيحتوي الدماغ البشري على حوالي 86 مليار خلية عصبية. وتطلق هذه الخلايا إشارات كهربائية تساعد الدماغ على تخزين الذكريات وإرسال المعلومات والأوامر في جميع أنحاء الدماغ والجهاز العصبي.
يحتوي الدماغ أيضا على مليارات الخلايا النجمية، وهي خلايا على شكل نجمة ذات امتدادات طويلة تمكّنها من التفاعل مع ملايين الخلايا العصبية. وعلى الرغم من الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأنها خلايا داعمة في المقام الأول، إلا أن دراسات حديثة أشارت إلى أن الخلايا النجمية قد تلعب دورا في تخزين الذاكرة والوظائف الإدراكية الأخرى.
تؤدي الخلايا النجمية مجموعة متنوعة من وظائف الدعم في الدماغ: فهي تنظف مخلفات الخلايا، وتوفر العناصر الغذائية للخلايا العصبية، وتساعد في ضمان إمداد الدم الكافي.
ترسل الخلايا النجمية أيضا العديد من المجسات الرفيعة، المعروفة باسم "الزوائد"، والتي يمكن أن يلتف كل منها حول مشبك عصبي واحد لتكوين مشبك ثلاثي الأجزاء.
خلال العامين الماضيين، أظهر علماء الأعصاب أنه في حال تعطل الروابط بين الخلايا النجمية والخلايا العصبية في الحصين – جزء من الدماغ يلعب دورا أساسيا في الذاكرة وتكوينها – فإن تخزين الذاكرة واسترجاعها يتأثران.
وعلى عكس الخلايا العصبية، لا تستطيع الخلايا النجمية إطلاق جهود الفعل (action potentials)، وهي النبضات الكهربائية التي تحمل المعلومات في جميع أنحاء الدماغ، ولكن يمكنها استخدام إشارات الكالسيوم للتواصل مع الخلايا النجمية الأخرى.
على مدار العقود القليلة الماضية، ومع تحسن دقة تصوير الكالسيوم، وجد الباحثون أن إشارات الكالسيوم تسمح أيضا للخلايا النجمية بتنسيق نشاطها مع الخلايا العصبية في المشابك العصبية التي ترتبط بها.
تشير هذه الدراسات إلى أن الخلايا النجمية يمكنها اكتشاف النشاط العصبي، مما يدفعها إلى تغيير مستويات الكالسيوم الخاصة بها، وقد تحفّز هذه التغييرات الخلايا النجمية على إطلاق نواقل دبقيّة – جزيئات إشارة تشبه النواقل العصبية – في المشبك العصبي.
إعلانيقول يقول ليو كوزاتشكوف من قسم علوم الدماغ والإدراك، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والباحث المشارك في الدراسة: "هناك حلقة مغلقة بين إشارات الخلايا العصبية وإشارات الخلايا النجمية إلى الخلايا العصبية، الأمر غير المعروف تحديدا هو نوع الحسابات التي يمكن للخلايا النجمية إجراؤها بالمعلومات التي تستشعرها من الخلايا العصبية".
الذاكرة والمشابك العصبية
شرع فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في نمذجة ما قد تفعله هذه الروابط وكيف يمكن أن تساهم في تخزين الذاكرة، ويعتمد نموذجهم على شبكات هوبفيلد، وهي نوع من الشبكات العصبية التي يمكنها تخزين الأنماط واستدعاؤها.
تستخدم شبكات هوبفيلد، التي طوّرت في الأصل على يد جون هوبفيلد وشون إيتشي أماري في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، غالبا لنمذجة الدماغ، ولكن ثبت أن هذه الشبكات لا تستطيع تخزين معلومات كافية لمراعاة سعة الذاكرة الهائلة للدماغ البشري، وطور باحثون نسخة أحدث ومعدَّلة من شبكة هوبفيلد، تعرف باسم الذاكرة الترابطية الكثيفة، تخزِّن معلومات أكثر بكثير من خلال ترتيب أعلى من الاقترانات بين أكثر من خليتين عصبيتين، ولكن ليس من الواضح كيف يمكن للدماغ تنفيذ هذه الاقترانات متعددة الخلايا العصبية في مشبك افتراضي، لأن المشابك التقليدية لا تربط سوى خليتين عصبيتين: خلية قبل المشبك وخلية بعد المشبك، وهنا يأتي دور الخلايا النجمية.
يقول ديمتري كروتوف الباحث المشارك من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا/آلات الأعمال الدولية، مختبر واتسون للذكاء الاصطناعي، ماساتشوستس، الولايات المتحدة: "إذا كانت لديك شبكة من الخلايا العصبية، والتي تترابط في أزواج، فلن يكون هناك سوى قدر ضئيل جدا من المعلومات التي يمكنك ترميزها في تلك الشبكات".
وأضاف:" لبناء ذكريات ارتباطية كثيفة، نحتاج إلى ربط أكثر من خليتين عصبيتين. ولأن خلية نجمية واحدة قادرة على الاتصال بالعديد من الخلايا العصبية، والعديد من المشابك العصبية، فمن اللافت افتراض وجود عملية نقل معلومات بين المشابك العصبية بوساطة هذه الخلية. كان هذا هو الإلهام الأكبر لنا لدراسة الخلايا النجمية، ودفعنا إلى التفكير في كيفية بناء ذكريات ارتباطية كثيفة في علم الأحياء".
إعلانيستطيع نموذج الذاكرة الارتباطية للخلية النجمية العصبية، الذي طوره الباحثون في دراستهم الجديدة، تخزين معلومات أكثر بكثير من شبكة هوبفيلد التقليدية، أي أكثر من كافية لتفسير سعة ذاكرة الدماغ.
يقول الباحثون إن الروابط البيولوجية الواسعة بين الخلايا العصبية والخلايا النجمية تدعم فكرة أن هذا النوع من النماذج قد يفسر كيفية عمل أنظمة تخزين الذاكرة في الدماغ، ويفترضون أن الذكريات داخل الخلايا النجمية تشفَّر من خلال تغيرات تدريجية في أنماط تدفق الكالسيوم، وتنقل هذه المعلومات إلى الخلايا العصبية بواسطة نواقل دبقية تطلق عند المشابك العصبية التي تتصل بها عمليات الخلايا النجمية.
يقول كوزاتشكوف: "من خلال التنسيق الدقيق لهذين الأمرين – النمط المكاني الزمني للكالسيوم في الخلية، ثم الإشارة إلى الخلايا العصبية – يمكن الحصول على الديناميكيات اللازمة بالضبط لهذه السعة التخزينية المتزايدة بشكل هائل".
إحدى السمات الرئيسية للنموذج الجديد هي أنه يتعامل مع الخلايا النجمية كمجموعات من العمليات، بدلا من كيان واحد، ويمكن اعتبار كل عملية من هذه العمليات وحدة حسابية واحدة، ونظرا لقدرات تخزين المعلومات العالية للذاكرات الترابطية الكثيفة، فإن نسبة كمية المعلومات المخزنة إلى عدد الوحدات الحسابية عالية جدا وتنمو مع حجم الشبكة، هذا لا يجعل النظام عالي السعة فحسب، بل أيضا موفرا للطاقة.
بالإضافة إلى تقديم رؤية ثاقبة حول كيفية تخزين الدماغ للذاكرة، يمكن لهذا النموذج أيضا أن يوفر إرشادات للباحثين العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويمكن للباحثين- من خلال تغيير اتصال شبكة العمليات- إنشاء مجموعة واسعة من النماذج التي يمكن استكشافها لأغراض مختلفة.
إعلانيقول سلوتين: "في حين أن علم الأعصاب ألهم في البداية أفكارا رئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن الخمسين عاما الماضية من أبحاث علم الأعصاب كان لها تأثير ضئيل على هذا المجال، وقد ابتعدت العديد من خوارزميات الذكاء الاصطناعي الحديثة عن التشبيهات العصبية. وبهذا المعنى، قد يكون هذا العمل أحد المساهمات الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي المستمدة من أبحاث علم الأعصاب الحديثة."