دعوات إسرائيلية لاستهداف الحوثيين في اليمن وصولا للإطاحة بهم
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
قال كاتب إسرائيلي إن قدرة الحوثيين على التحدي المباشر لدولة الاحتلال قد تبدو صعبة، لكنهم قادرين على تعريض أصولها الاستراتيجية للخطر، في ضوء العجز عن العثور على حل لتهديدهم البحري المتصاعد.
داني سيترينوفيتش الكاتب بصحيفة معاريف، أكد أن "الطائرة بدون طيار التي أصابت قبل أيام مبنى سكنيا في يافنه قرب أسدود، مؤشر آخر على أنه، بعكس ما يحدث في لبنان وسوريا والعراق، قررت قيادة الحوثيين في اليمن مواصلة القتال ضد الاحتلال بأي ثمن، حتى انتهاء الحرب في غزة على أقل تقدير، مع العلم أن إطلاق تلك الطائرة مؤخرا ليس حدثا معزولا، فقد أطلق الحوثيون مؤخرا عدداً من صواريخ أرض-أرض ضد إسرائيل".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "رغم الهجمات التي نفذها الاحتلال ضد الحوثيين في ميناء الحديدة، لكنهم يواصلون مهاجمة الوجود البحري الأمريكي في منطقة المضيق، مع العلم أن نشاطهم بات ملحوظا عقب اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وقطع الاتصال العملي بين حزب الله وحماس، وعدم رد إيران على الهجوم الإسرائيلي ضدها، وركود أنشطة المليشيات الشيعية في العراق".
وأوضح أن "استمرار الحوثيين في عملياتهم ينبغي أخذ تهديدهم بعين الاعتبار الإقليمي والدولي، في ضوء عدم قدرة أنشطة الاحتلال والولايات المتحدة على ردعهم، مما سرّع فعليا من نشاطهم ضد السفن المارة عبر مضيق باب المندب، وباتجاه إيلات، صحيح أنهم لا يستطيعون تحدي إسرائيل عسكرياً، وإطلاق النار عليها هو لمضايقتها، لكنه قد يعرّض أصولها الاستراتيجية للخطر، مما يستدعي التأكيد على عدم التوصل إلى حلّ لهم في السياق البحري".
وكشف أن "عمليات الحوثيين أدت لتجميد نشاط ميناء إيلات، وألحقت أضرارًا بالغة بالواردات الإسرائيلية من شرق آسيا، ولذلك، من المشكوك فيه للغاية ما إذا كان استمرار النشاط المتقطع ضدهم سيغير الوضع الحالي، ولو انتهت حرب غزة في نهاية المطاف، فليس هناك ضمان بأن الحوثيين سيوقفون هجماتهم ضد إسرائيل والمضيق تحت ذرائع أخرى، لأن استهدافهم لا يحقق إنجازات معينة، ولا يردعهم، ويمنع إطلاق نيرانهم بشكل كامل".
وزعم أن "هناك حاجة للتفكير في حملة مستمرة ومشتركة لن يكون هدفها منع أنشطة الحوثيين تكتيكيًا، بل تؤدي في النهاية للإطاحة بنظامهم في اليمن، صحيح أنه لن يكون سهلاً أو سريعاً، لكن من الواضح اليوم أن الحملة ضدهم لن تنتهي، مما يتطلب شراكة طويلة الأمد بين إسرائيل والولايات المتحدة ودول المنطقة الراغبة بضمان حرية الملاحة في المضيق، لأنهم يمثلون طرفا مختلفاً تمامًا في المحور الإيراني، فليس لديهم اعتبارات "للربح والخسارة" نظرًا لعدم امتلاكهم تقريبًا لأي أصول استراتيجية من شأنها أن تؤثر على قيادتهم".
وأوضح أن "حماسة الحوثيين الأيديولوجية، وشعورهم بأنه ليس لديهم ما يخسرونه، يؤدي لحقيقة أنهم مشبعون بالدوافع لمواصلة مهاجمة إسرائيل، بغض النظر عما يحدث في دول المحور الأخرى، التي يؤدي ضعفها في الواقع لتعزيز صورة الحوثيين كمن لا يستسلمون لإسرائيل أو الولايات المتحدة، وفي ضوء ذلك، من المهم ألا يكون رد الفعل ضدهم استعراضياً، بل حملة متواصلة ستؤدي في النهاية للإطاحة بهم، وإلا سيكون من الصعب للغاية منع إطلاق النار من اليمن لفترة طويلة".
آرييه أغوزي المراسل الأمني لموقع زمن إسرائيل، زعم أن "الحوثيين ليسوا مشكلة إسرائيلية فقط، بل عالمية، لكن الولايات المتحدة وأوروبا تظهران تراخيًا إزاءهم، فقد هاجمت إسرائيل منشآتهم، رغم انشغال قواتها الجوية على جبهات أخرى، مع أن الولايات المتحدة، وبدون المساعدات الأوروبية، كفيلة بحل مشكلة الحوثيين البحرية خلال ساعتين، وتستطيع خمس قاذفات استراتيجية من طراز "بي-52"، تحمل كل منها عشرات الأطنان من القنابل، تنفيذ المهمة، لكن العالم يفضل، كما في حالات سابقة، أن يغمض عينيه جزئياً".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "بعد أن تلقى حزب الله وحماس ضربات موجعة، وسقوط حكم بشار الأسد في سوريا، فإن طهران ستحاول استغلال فرعها في اليمن بقوة أكبر، وسيواصل الحوثيون جهودهم لإيذاء إسرائيل، أمام أعين الولايات المتحدة وأوروبا "نصف المغمضة"، وإذا لم يحدث تغيير في الوضع، فسيتعين على إسرائيل أن تتحرك ضدهم، لأنهم يتصرفون وفق التعليمات المباشرة من طهران، وإذا اقتنعت الولايات المتحدة بالانضمام، فسيكون التنفيذ أسهل، أما إذا استمرت بغضّ الطرف جزئياً، فسيتعين على إسرائيل أن تتصرف بمفردها، إذا كنت ترغب في توجيه ضربة ساحقة للحوثيين".
وزعم أن "إيران تنقل للحوثيين أنظمة أسلحة متطورة وطائرات مسيرة مسلحة وصواريخ كروز وصواريخ باليستية، وهم يعلمون أنه في الوضع الحالي يمكنهم بشكل أساسي شن حرب استنزاف ضد أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ولذلك لا يمكن الاستمرار في الوضع الحالي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الحوثيين الاحتلال غزة غزة الاحتلال البحر الاحمر الحوثي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الحوثیین فی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟
قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".
وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".
وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".
وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".
"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.
وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".
وأشار إلى أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".
وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".
وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".
وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".
وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".
ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".
وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".