بلينكن: نحرص على سيادة العراق ودعم تشكيل حكومة سورية تضم أطياف الشعب
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في العاصمة العراقية بغداد، التزام الولايات المتحدة بدعم أمن واستقرار وسيادة العراق، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، وعلى رأسها منع عودة تنظيم داعش الذي يهدد استقرار المنطقة.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية - في بيان اليوم /الجمعة/ - أن بلينكن جدد خلال لقائه السوداني دعم بلاده لعملية سياسية يقودها السوريون، بهدف تشكيل حكومة مدنية شاملة تمثل جميع أطياف الشعب السوري.
وشدد بلينكن على ضرورة احترام حقوق الإنسان في سوريا، بما يشمل حقوق النساء والأقليات الدينية، مع التأكيد على حماية المواقع الدينية والمقدسة في البلاد.
وتناول الاجتماع أيضًا أهمية ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ومنع استخدام الأراضي السورية كقاعدة للإرهاب أو تهديد لجيرانها.
وكان بلينكن قد شدد في مستهل زيارته على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق، مؤكدًا التزام واشنطن بدعم الجهود الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: واشنطن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن سيادة العراق
إقرأ أيضاً:
أزمة خور عبد الله: سيادة وطنية تُباع بالرشاوى
آخر تحديث: 30 يوليوز 2025 - 10:40 صبقلم : سعد الكناني تعود أزمة خور عبد الله بين العراق والكويت إلى ما بعد حرب الخليج الثانية، عندما تم ترسيم الحدود بموجب القرار الأممي 833 لسنة 1993. وقد فرض هذا القرار على العراق، في ظروف الاحتلال الأمريكي والضعف السياسي الكامل، تنازلات حدودية اعتُبرت مهينة، منها اعتبار جزء من خور عبد الله ضمن المياه الكويتية، رغم أن العراق تاريخياً ووثائقيا كان المتحكم الفعلي في الممر المائي لكونه عراقي 100%. في عام 2013، صادق البرلمان العراقي على اتفاقية “تنظيم الملاحة” في قناة خور عبد الله، وهي الاتفاقية التي تم استخدامها كذريعة لاحقة لبناء ميناء مبارك الكبير الكويتي، الذي يعرقل الملاحة العراقية ويخنق منفذنا البحري الحيوي. لكن ما لم يُكشف علنًا إلا لاحقًا هو أن هذه المصادقة لم تكن نزيهة ولا وطنية. إذ تؤكد مصادر موثوقة وتقارير إعلامية أن الوفد العراقي الذي فاوض على الاتفاقية وقام بالتوقيع عليها قد تلقى رشى من الجانب الكويتي، شملت امتيازات مالية وسفريات ومنافع شخصية، بهدف تمرير الاتفاقية على حساب السيادة العراقية. إننا هنا لا نتحدث عن دبلوماسية، بل عن بيع للوطن مقابل المال، وهي جريمة مزدوجة: خيانة وطنية وفساد موثق. هذا ما دفع المحكمة الاتحادية العليا في العراق، عام 2023، إلى إصدار حكم ببطلان الاتفاقية، مستندة إلى خلل دستوري في آلية التصويت البرلماني، لكنه في الجوهر، يعكس الرفض الشعبي والسياسي العميق لأي اتفاقية وقّعت في ظروف غامضة ومشبوهة، خارج إرادة الشعب. في المقابل، رأت الكويت في الحكم العراقي انقلابًا على اتفاق دولي، وطالبت بتدويل القضية، مستندة إلى دعم من مجلس التعاون الخليجي وبعض الأطراف في الجامعة العربية، التي أثبتت مجددًا أنها لا تنظر لقضايا السيادة العراقية إلا من زاوية المصالح الخليجية، وليس من مبدأ العدالة. السؤال الجوهري هنا: هل ما زالت السيادة العراقية قابلة للبيع؟ وهل يمكن الوثوق بأي اتفاق دولي يتم التوقيع عليه في ظل حكومات تابعة وضعيفة ومخترقة من الخارج؟ إن هذه الأزمة تكشف مجددًا حقيقة أن جزءاً من النخب السياسية العراقية ليست فقط غير مؤهلة للدفاع عن الوطن، بل مستعدة للمساومة عليه مقابل منافع تافهة. وهي أزمة ليست مع الكويت فحسب، بل مع الذات السياسية العراقية، التي لم تعد تعرف معنى الكرامة الوطنية. لذلك لا يمكن لأي تسوية دبلوماسية أن تصمد إذا لم تكن مبنية على شرعية وطنية نابعة من الإرادة الشعبية، وليس على مصالح شخصية وولاءات خارجية. يجب إعادة فتح ملف خور عبد الله ضمن إطار وطني شامل وإيداع قرار المحكمة الاتحادية إلى الأمم المتحدة ولدى المنظمة البحرية الدولية مع ايداع خارطة المجالات البحرية العراقية لدى الامم المتحدة أيضاً، ومراجعة كل الاتفاقيات الموقعة سواء كانت تحت الضغط أو الرشوة، وإخضاع المسؤولين عنها للمحاسبة القضائية والشعبية. خور عبد الله ليس مجرد ممر مائي، بل رمز لكرامة العراق البحرية والسيادية. والتنازل عنه، بأي شكل، هو خيانة تاريخية لن تُنسى.