جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-06@11:28:06 GMT

أسوأ نسخة

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

أسوأ نسخة

 

عائض الأحمد

في قريتي الصغيرة التي احتضنت طفولتي لم أكن أشعر بأنَّ أحدًا ممن كانوا حولي مختلف أو ينقصه شيء أملكه واتفرد به، أسنان المشط متساويات والشعر المنسدل على أكتافنا، لونه واحد ومن نفس الماء والمنبع، نغسله كلما تسنى لنا ذلك.

كل شيء نعده ونحسبه بقدر حاجتنا، لم نكن نتوجس خيفة من أحد ولم يكن لغريب أن يفسد قضيتنا، كنَّا القضاة وكنَّا الحكام فيما اختلفنا فيه الود والرأي لم يسقطا القضية أبدًا، ظهورنا لم يكن يتجاوز تلك المساحة الضيقة، يومنا ينتهي بحلول الظلام ونهارنا يبدأ بالنور به نحيا ونرتع ونسرح ونلتقي.

أحلامنا تشبه حياتنا محدودة ميسرة أقصاها حب عابر وكأنَّ ابنة الجيران سيدة نساء العالمين وطموح العاشقين ومن هام على وجهه صعودا ونزولا في قمم تلك الجبال التي سكنتنا قبل أن نسكنها، فقد أظهرت أجمل ما نملك، حب الحياة والتسامح وتقبل الآخرين.

كنت أشعر بأن الجميع آبائي وكل صدور الأمهات كصدر أمي، لم يكن بيننا إذن لقاء أو طلب يستنكره أحد، كانت منازلنا بدون أبواب مشرعة بأدب، أقصى مراتب العتب الغياب عن "الرواح" وفيه تثار الطرف وأخبار القرى الأخرى ولن تخلو من غارات وبطولات الأجداد وحماسة المستمعين ويختم النهار بشمس الأصيل، فتغلق أبواب لتفتح قلوب لم تكن تعرف إلا الحب.

بقاء الحال يشبه السؤال الذي لم يفتأ يطرحه دون أن يجد خلاصا من تبعاته الموجعة أين أنا من ذلك الأمس هل للأيام من عودة؟

الذكريات توقد مشاعل فتيل الصبا، وتنعَى حاضرها الغائر في قسوته وامتناعه عن رد الجمال بمثله، الكلمات تشبه الخطوات لن تكررها إن لم تصل بك إلى ما تريد، والأخطاء ربيبة البشر إن لم تتجاهلها لمن تحب، علقت في جدار قلبك وسحقت كل غراسك وذرته الرياح هباء إن حاولت تطويعه أصابك وهن صغره، وإن أكبرته سحقتك غلظته وردة فعله، وأنزلك منزلة الخائن العابث، حينها تظهر أسوأ نسخة حفظتها البشرية فقاطع الود كقاطع الوريد ومن قتل قلبًا واحدًا سهل عليه دك أفئدة أخرى.

لم يعد لنا من سبيل لاستحصارها فشرارة تلمع في محيط مظلم تظن بها خيرا نور قادم لا محاله، وإن كان صبرا فمن عاش عقدين كاملين لن يُضنه حولان آخران يربت فيهما على كتفيه، قبل أن ينزله متكى الغفلة ويسقط حمله ويودعها لم يعد لي بذلك قدرة أو فاقة.

حينما انزلتك الروح وستخلفت بأنفاسك أكسجين الحياه، فلا تقطعي وصالا أعيش له وانحني، دعي الرياح والشمس وما تحمله السماء ينبض حبا لم يكن يوما يسير بغير هداك.

ختاما: ليتني استبقيتك حلما، فالواقع أشد مرارة وسطوة وغفلة.

شيء من ذاته: سئمت صمت مشاعرك وبخلها، فتسولت طعاما لا يشبهني فذقت مرارته.

نقد: ما تراه يمثلني في ساعتي هذه فقط، الحساب لا يجمع دائما، النقص صفه إنسانية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تقديم عرفات للعالم.. مصر تفتح لحركة فتح أبواب الشرعية الدولية

قال الكاتب الصحفي عادل حمودة إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يكتفِ بدعم حركة "فتح"، بل لعب دورًا محوريًا في تقديمها إلى المجتمع الدولي، وعلى رأسه الاتحاد السوفيتي، كحركة تحرر وطني تمثل الشعب الفلسطيني. 

وأوضح حمودة، خلال تقديمه برنامج واجه الحقيقة الذي يعرض على شاشة القاهرة الإخبارية ، أن عبد الناصر اصطحب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات إلى موسكو في صيف عام 1968، لكن باسم مستعار وجواز سفر مصري يحمل اسم "عبد الفتاح إبراهيم"، وذلك تجنبًا لإثارة انتباه إسرائيل لتلك الزيارة السرية.

وأضاف حمودة، أن القيادة السوفيتية لم تتقبل ياسر عرفات بسهولة، واعتبرته في البداية شخصية مغامرة يصعب التعامل معها. إلا أن إصرار عبد الناصر دفعهم إلى ترتيب لقاء مطول بين عرفات ومسؤول حركات التحرر "مارازوف"، دام أكثر من ساعتين، 

وأسفر عن تغيير الموقف السوفيتي بالكامل. وقال مارازوف بوضوح: "لولا عبد الناصر، لما تعاملنا مع هذا الرجل"، في إشارة إلى الثقة التي حازها عرفات بسبب دعم الزعيم المصري.

وأكد حمودة أن اللقاء التاريخي أسفر عن تحول كبير، تمثل في تسليم السفير السوفيتي بالقاهرة، سيرجي فينوجرادوف، ورقة صغيرة للكاتب محمد حسنين هيكل بعد أسابيع قليلة، تضمنت قائمة أسلحة مرسلة للمنظمة بقيمة نصف مليون روبل، شملت مدافع وطائرات. إلا أن هذا الدعم لم يمنع اندلاع الخلافات لاحقًا بين "فتح" وبقية الفصائل الفلسطينية، وصولًا إلى الصدامات مع الجيش الأردني، التي تحولت إلى مواجهات دامية عُرفت باسم "أحداث أيلول الأسود".

طباعة شارك الصحفي عادل حمودة جمال عبد الناصر فتح

مقالات مشابهة

  • الشوكولاتة تفتح أبواب 180 دولة أمام تركيا.. الأرقام تُذهل الأسواق!
  • رسالة بن فرحان… التزموا ورقة برّاك وإلا الآتي أسوأ
  • تقديم عرفات للعالم.. مصر تفتح لحركة فتح أبواب الشرعية الدولية
  • أفضل الأدعية يوم عاشوراء.. كلمات تفتح لك أبواب المغفرة فلا تفوتها
  • هل بدأ الانهيار؟.. اليمن يواجه أسوأ موسم زراعي منذ عقود!
  • رغم نجاحه في شباك التذاكر.. هاميلتون يحذر من إنتاج جزء ثانٍ لـ «فورمولا 1»
  • الرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج
  • وزير الخارجية: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري
  • الرئيس الشرع: شعبنا العظيم إن الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع
  • وزير الخارجية: توجت جهودنا برفع العقوبات ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة، سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري، والرمزية السورية اليوم أكثر انفتاحاً ترمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه