كيف تساعد شركات النفط الكبرى في تشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
تجهد شركتا النفط اكسون موبيل وشيفرون لدخول السباق لتشغيل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، حيث تراهن شركتا النفط الكبرى على أن شركات التكنولوجيا ستتحول في النهاية إلى الغاز الطبيعي لتلبية احتياجاتهما الهائلة من الطاقة.
وكشفت شركة إكسون هذا الأسبوع عن خطط لبناء مصنع للغاز الطبيعي لتشغيل مركز بيانات.
وقالت كاثرين ميكيلز، المديرة المالية لشركة إكسون، لمحللي وول ستريت يوم الأربعاء: "إننا نعمل مع شركات صناعية كبيرة أخرى للنشر السريع لحل من شأنه أن يوفر موثوقية عالية وقوة منخفضة الكثافة الكربونية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الحاسوبية للذكاء الاصطناعي". دون الكشف عن أسماء الشركات التي تعمل معها شركة النفط الكبرى في المشروع.
وأكدت ميكيلز أن محطة الغاز لن تعتمد على الشبكة الكهربائية وستكون مستقلة عن المرافق، مما يسمح بتركيبها بشكل أسرع من مشاريع توليد الطاقة التقليدية. ولم تكشف إكسون عن عميل أو جدول زمني للمشروع.
استثمرت شركة إكسون بكثافة في بناء شبكة احتجاز الكربون على طول ساحل الخليج مع أكثر من 900 ميل من خطوط الأنابيب لنقل ثاني أكسيد الكربون من العديد من العملاء الصناعيين إلى مواقع التخزين الدائمة.
تشير تقديرات شركة النفط الكبرى إلى أن إزالة الكربون من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تمثل ما يصل إلى 20% من إجمالي سوقها القابل للتوجيه لالتقاط الكربون وتخزينه بحلول عام 2050.
وقال رئيس أعمال الطاقة الجديدة بشركة النفط، جيف جوستافسون، في مؤتمر رويترز نيكست يوم الأربعاء، إن شيفرون تعمل أيضاً على إيجاد طرق لتشغيل مراكز البيانات.
وأضاف جوستافسون: "هذا شيء تتمتع شركتنا بوضع جيد للغاية للمشاركة فيه".
وقال المسؤول التنفيذي إن شيفرون هي شركة وطنية رئيسية لإنتاج الغاز ولديها معدات لتوليد الطاقة ومساحات كبيرة جدًا من الأراضي يمكن استخدامها لمراكز البيانات.
الغاز بديل النووي
اشترت شركات التكنولوجيا الكبرى ألفابت، أمازون، مايكروسوفت وميتا في البدء طاقة الرياح والطاقة الشمسية لمراكز البيانات الخاصة بها في إطار سعيها للتخفيف من تأثير أعمالها على المناخ. لكن احتياجات الذكاء الاصطناعي من الطاقة تنمو بشكل كبير لدرجة أن شركات التكنولوجيا تبحث عن مصادر للكهرباء أكثر ملائمة من الطاقة المتجددة.
ونتيجة لذلك، أظهرت شركات التكنولوجيا اهتماماً متزايداً بالطاقة النووية. تساعد شركة مايكروسوفت Microsoft في إعادة مفاعل Three Mile Island النووي إلى العمل من خلال شراء الطاقة من المصنع.
كذلك، تستثمر وحدة غوغل Google التابعة لشركة أمازون Amazon وألفابت Alphabet في الجيل التالي من المفاعلات النووية الصغيرة. ودعت شركة ميتا Meta مؤخراً الشركات إلى إرسال مقترحات لها لبناء محطات نووية جديدة.
من المتوقع حدوث ارتفاع كبير في الطلب على الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة على مدى العقد المقبل، حيث يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى زيادة في استهلاك الكهرباء والتي قد تواجه مصادر الطاقة المتجددة صعوبة في تلبيتها بمفردها.
وبعد عقد من النمو الثابت للطاقة في الولايات المتحدة، من المتوقع أن ينمو الطلب على الكهرباء بما يصل إلى 20% بحلول العام 2030، وفقاً لتحليل Wells Fargo الذي نشر في أبريل/ نيسان.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار شرکات التکنولوجیا الذکاء الاصطناعی النفط الکبرى شرکة النفط
إقرأ أيضاً:
المنطقة العربية تسجل قفزة تاريخية في توليد الكهرباء… السعودية في الصدارة ومصر تلاحق بقوة
أصدر مركز “وحدة أبحاث الطاقة” ومقره واشنطن، تقريرًا جديدًا يكشف عن قفزة كبيرة في معدلات توليد الكهرباء في العالم العربي خلال عام 2024، وسط تزايد المشروعات الطاقوية، وتوسّع الاعتماد على مصادر بديلة لتلبية الطلب المحلي المتسارع.
وبحسب التقرير، فقد ارتفع توليد الكهرباء على مستوى العالم ليصل إلى 31.25 ألف تيراواط/ساعة في 2024، مقارنة بـ 29.96 ألف تيراواط/ساعة في العام السابق، وهو ما يعكس طفرة متسارعة في قطاع الطاقة العالمي، مدفوعة بالتحولات الجيوسياسية وتغير المناخ.
السعودية تتصدر المشهد العربي بزيادة قياسية
تواصل المملكة العربية السعودية تصدّر قائمة الدول العربية الأكثر توليدًا للكهرباء، حيث بلغت قدرتها الإنتاجية في عام 2024 نحو 454.6 تيراواط/ساعة، مقارنة بـ 429.2 تيراواط/ساعة في 2023، مسجلة نموًا بنسبة 5.6%.
وهذه هي السنة السادسة على التوالي التي تسجّل فيها المملكة نموًا في إنتاج الكهرباء، مدعومًا بمشروعات استراتيجية ضخمة في الطاقة التقليدية والمتجددة، واتفاقيات تصدير للكهرباء والهيدروجين نحو أوروبا، بما يعزز موقعها كمركز طاقة إقليمي متقدم.
مصر تقترب بخطى ثابتة من المركز الأول
جاءت مصر في المركز الثاني عربيًا، بتوليد قدره 237.4 تيراواط/ساعة خلال العام، معززة مكانتها بفضل التشغيل الكامل لمحطات طاقة متجددة جديدة، من أبرزها محطة “جبل الزيت” لطاقة الرياح، الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى جانب مشاريع طاقة شمسية واسعة في صعيد مصر والصحراء الغربية.
الإمارات والعراق يحققان أرقاماً قوية
احتلت الإمارات المرتبة الثالثة، بإجمالي توليد بلغ 177.3 تيراواط/ساعة، مستفيدة من مزيج طاقة متنوع يشمل الغاز والطاقة النووية ومحطات شمسية متقدمة.
أما العراق، فقد بلغ توليده 169.5 تيراواط/ساعة، رغم التحديات المستمرة المتعلقة بالبنية التحتية والربط الكهربائي الإقليمي. ومع ذلك، وقّع العراق في يونيو الماضي عدداً من الصفقات الضخمة لتطوير شبكته الكهربائية، في إطار جهود تعزيز أمن الطاقة.
الجزائر والكويت وقطر في مراكز متقدمة
سجّلت الجزائر إنتاجًا كهربائيًا بلغ 101.1 تيراواط/ساعة، بدعم من مشروعات تعتمد على الغاز الطبيعي كمصدر رئيسي.
في حين وصلت الكويت إلى 89.5 تيراواط/ساعة، ثم قطر بـ 58.7 تيراواط/ساعة، حيث تستفيد الأخيرة من بنيتها التحتية المتقدمة في الغاز المسال والربط الكهربائي مع الجوار الخليجي.
سلطنة عمان والمغرب… استقرار وتوسع متدرج
بلغ إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان خلال 2024 نحو 48.5 تيراواط/ساعة، في حين سجلت المملكة المغربية 43.5 تيراواط/ساعة، وسط توجه واضح من الرباط نحو توسيع استثماراتها في الطاقة الشمسية والرياح، في إطار رؤية استراتيجية طويلة الأمد لخفض الاعتماد على الفحم.
الغاز يهيمن… والطاقة النظيفة تواصل الصعود
على الرغم من التقدم في مشروعات الطاقة المتجددة، إلا أن الغاز الطبيعي لا يزال يشكّل المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء في معظم الدول العربية.
ومع ذلك، يشير التقرير إلى تسارع ملحوظ في مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، وخاصة في مصر والسعودية والمغرب، بما يعكس التوجه نحو مزيج طاقي أكثر استدامة.
الصين في الصدارة عالميًا والعالم العربي يقترب
عالميًا، حافظت الصين على موقعها كأكبر دولة توليدًا للكهرباء، بإنتاج بلغ 10.08 ألف تيراواط/ساعة خلال 2024، مقابل 9.45 ألف تيراواط/ساعة في 2023.
وتُظهر بيانات وحدة أبحاث الطاقة أن العالم العربي، رغم تحدياته، يقترب بثبات من المساهمة بنسبة أكبر في توليد الطاقة عالميًا، مدفوعًا بفرص الاستثمار في الغاز النظيف والطاقة الخضراء.
نقلة نوعية إقليمية في مشهد الطاقة
التقرير خلص إلى أن المنطقة العربية تمر بمرحلة تحول استراتيجي في فلسفة توليد الطاقة، إذ تسعى الحكومات إلى موازنة الأمن الطاقي مع الالتزامات المناخية، وتعزيز الربط الكهربائي الإقليمي والدولي، وتأسيس بنية تحتية مرنة تسمح بتصدير الفائض من الكهرباء.