"متحف السيارات السلطانية" يحكي تاريخًا من العراقة ويكشف اهتمام السلاطين بعالم السيارات
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
الرؤية- مدرين المكتومية
الكثير من المتاحف نتوقع ما تضمه بين جنباتها، إلا أنَّ الأمر لم يكن كذلك في متحف السيارات السلطانية "حيث للسيارة قصة ذائقة فريدة"، خاصة وأنَّ ما تمَّ نشره من صور هو الشيء اليسير مما يضمه هذا المتحف الرائع.
بمجرد دخول المتحف تشعر أنك أمام مجموعة من التحف الرائعة من السيارات الفريدة من نوعها على مستوى الشكل والتصنيع، وعلى الرغم من أنني لست ممن يهتم كثيراً بالسيارات إلا أنَّ فخامة اسم المتحف تجعلك ترغب فعلاً بزيارته، والتعرف على الذوق العالي والفريد في اختيار وانتقاء ما تمَّ عرضه، سواء تلك السيارات الفارهة والحديثة أو تلك العتيقة التي تمثل حقباً مختلفة من الزمان والتاريخ.
وبمجرد مشاهدة صور المتحف تعتقد أنه صغير جدًا ولا يضم سوى القليل من السيارات، إلا أنه عد الدخول تتفاجأ بالعدد الكبير من السيارات التي يحويها المتحف، تقف في الوسط كأنك شاهد على حقبة من الزمن بدأ فيها تصنيع السيارات بالديزل وانتهاء بالرفاهية والحداثة، تقف أمام التاريخ شاهداً على كل شيء.
وقد تم افتتاح المتحف للعامة بناءً على الأوامر السامية لجلالة السُّلطان المعظّم- أعزّه الله- بهدف تعريف الجمهور بما يحتويه من ثراء يضم مختلف أنواع السيارات التي حظيت بالرعاية والاهتمام السامي على مدى الأعوام الماضية، وليكون نافذة من نوافذ جذب المهتمين بعالم السيارات.
ويضم المتحف مجموعة فريدة ورائعة من السيارات المختلفة، منها الكلاسيكي ومنها النادر، بالإضافة إلى السيارات الرياضية والسيارات الشخصية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- والسيارات التي استخدمها السُّلطان قابوس بن سعيد والسُّلطان سعيد بن تيمور والسيِّد طارق بن تيمور طيّب الله ثراهم.
وأسس فكرة المتحف السُّلطان قابوس بن سعيد- طيّب الله ثراه- إذ كان مهتما بالسيارات ويحرص على الاحتفاظ بالسيارات القديمة والمُميزة والنادرة، وكانت البداية بسيارتين تعودان إلى السُّلطان سعيد بن تيمور- رحمه الله- لتُجمع بعد ذلك السيارات القديمة للسلطانين الراحلين، ويُقتنى عدد من السيارات الحديثة والنادرة آنذاك، وفي عام 2012، شيد مبنى المتحف ليكون مقراً لعرض السيارات، واقتصرت زيارة المتحف على ضيوف جلالة السُّلطان.
وتكمن رؤية المتحف في أن يكون أحد أبرز المتاحف الإقليمية المتخصصة في السيارات والجاذبة للزوار بمحتوياته، حيث يهدف إلى تشجيع ثقافة الحفاظ والاهتمام بالسيارات الكلاسيكية والنادرة، وأن يكون موقعًا جاذباً للمهتمين بالسيارات وللزوار من داخل السلطنة وخارجها، وإبراز اسم سلطنة عُمان على خارطة المتاحف المتخصصة.
ويقع المتحف في قصر البركة العامر بولاية السيب، الأمر الذي يعد دلالة على الأهمية الكبيرة التي يحظى بها المتحف والرعاية السامية التي نالها من قبل المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وكذلك المكانة الكبيرة واستمرار الرعاية الكريمة التي يحظى بها من المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- إذ يمكن للزائرين الوصول إليه عبر بوابة الصافنات التي خصصت لزوار المتحف حيث سيتم نقلهم بعد ذلك لموقع المتحف.
ومن بين المُقتنيات الخاصة بالمتحف، هناك تاريخ يمتد لأكثر من 130 عاماً، حيث يضم أسطول السيارات عددا كبير من التحف التي تشكل حقبة زمنية وتاريخية كبيرة، كما أن هذه السيارات تظهر وكأنها حديثة نظرًا للاهتمام الكبير بها.
ومن بين مقتنيات المتحف سيارة "دريراد" من شركة بنز والتي صنعت في العام 1886م، وتعد من السيارات البخارية التي يمتد عمرها لأكثر من 130 عامًا، كما أنَّ هناك عددا من السيارات التي تم تصنيع عدد محدود للغاية منها، مثل سيارة "ديملر ماجستيك" والتي تم تصنيعها في 1923م وتبقى منها سيارتان فقط في العالم، بناقل حركة يدوي وبمحرك 6 أسطوانات، حيث طلب الملك جورج الخامس تصنيع مركبات "ديملر" جديدة كلياً للاستخدام الملكي فصنعت سبع مركبات وفقاً للمواصفات الملكية المطلوبة، ويعد هذا النموذج هو الوحيد المتبقي حول العالم خارج المقتنيات الملكية البريطانية.
ويضم أيضا سيارات كلاسيكية، أحدها من نوع "بنتلي" والتي يعود عمر صناعتها إلى عام 1939م، إلى جانب عدد من السيارات المُصفحة ومن بينها سيارة "أودي A8L" والتي تم تصنيعها في 2012، أما فيما يخص السيارات الرياضية فمن بين المعروض سيارة "كوينيجسينج ريجيرا"، بالإضافة إلى سيارات كهربائية مختلفة.
ومن التفاصيل اللافتة في المتحف هو نقش اسم السلطان قابوس بداخل مقصورات عدد من السيارات، كما أن غطاء المحرك لسيارة فولكس واجن- بيتش بجي 1984 يتألق بالشعار السلطاني بلمعة لافتة، كما أن الرقم 25 في سيارة أودي A6 المصنعة 1995م يدل على ذكرى اليوبيل الفضي مرور 25 عاماً على النهضة المباركة، وصنعت السيارة بناءً على طلب خاص من السلطان الراحل - طيب الله ثراه- بالإضافة إلى السيارات الصحرواية التي تضم أود – أوريكس ديزرت كنج 1994م بشعار المها.
والمتحف بحجمه الكبير يضم أيضًا عددا من سيارات رولز رويس – فانتوم v / 1960م وهي سيارة بريطانية الصنع فريدة من نوعها أنتجتها شركة رولز رويس وصممتها خصيصاً للعملاء المميزين الذي عدتهم جديرين بهذا التميز، وقد صنع منها 516 نسخة فقط. كما يضم المتحف سيارة "بورش- 911 تيربو" 1976 حيث تعد من السيارات التي استخدمها السيد طارق بن تيمور رحمه الله، ففي عام 1974م أطلقت شركة بورش إنتاجها الأول من سيارات التيربو 911 وتم التسويق لهذه السيارة باسم بورش 930 إلا أنه أطلق عليها في أوروبا اسم بورش 911 وقد أصبحت هذه السيارة إحدى أشهر السيارات في فئتها آنذاك.
ويضم المتحف أيضا عددا من السيارات التي تعود ملكيتها لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ومن بينها سيارة فيراري 550 مارنيلو 2001م، وهي سيارة ذات مُحركين أمامي وخلفي، وتصل سرعة انطلاقها من وقوفها التام إلى 100 كم في الساعة خلال 4.4 ثانية.
كما يضم أيضاً سيارة "وايزمان GT MF5 2010"، وقد صنع منها عدد محدود وهي هدية من السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- وهي من تصنيع ألماني متخصص في تصنيع أسقف المركبات القابلة للطي، التي تصنع يدوياً، وهو ما استمرت في القيام به إلى حين إغلاقها في عام 2013.
ومن بين السيارات التي لها حكايتها الخاصة بالنسبة للعُمانيين، رينج روفر 1979م اليدوية، وبثمان أسطوانات و135 حصان، وقد استخدمها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه في الجولات السامية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: من السیارات التی حفظه الله ورعاه طیب الله ثراه الجلالة الس بن تیمور ومن بین التی تم کما أن إلا أن
إقرأ أيضاً:
بعد عودته.. مراسل الجزيرة محمد البقالي يحكي ما جرى مع حنظلة
عاد مراسل قناة الجزيرة في باريس محمد البقالي إلى مطار شارل ديغول، بعد أن أبعدته سلطات الاحتلال الإسرائيلي إثر اعتقاله ضمن طاقم السفينة "حنظلة" التي أبحرت في محاولة لكسر الحصار عن قطاع غزة.
الرحلة التي بدأت من ميناء غاليبولي الإيطالي كان من المفترض أن تنتهي على شواطئ غزة، لكنها اعتُرضت في المياه الدولية، وسيطرت عليها البحرية الإسرائيلية بالقوة، قبل أن تبدأ رحلة قاسية من التحقيق والاحتجاز.
ويصف البقالي لحظة الاقتحام بأنها كانت متوقعة، إذ استعد الطاقم بارتداء سترات النجاة، وأعلنوا فورا الإضراب عن الطعام، احتجاجا على "حملة العلاقات العامة" التي عادة ما ينفذها الجيش الإسرائيلي بتصوير توزيع الماء والطعام على المعتقلين لإضفاء طابع إنساني زائف.
ويؤكد البقالي -في حديثه للجزيرة نت- أن الرحلة لم تكن محاولة لاختراق الحدود، بل كانت نداء أخلاقيّا لكسر جدار الصمت، مشيرا في هذا السياق إلى أن ما حمله المشاركون لم يكن سلاحا بل "رواية تُدين الحصار وتفضح صمت العالم عن الإبادة في غزة".
ووفق الصحفي المغربي، رافق "حنظلة" ما بين 8 إلى 10 زوارق حربية طوال الرحلة التي استمرت قرابة 12 ساعة إلى ميناء أسدود، حيث كان في استقبالهم جهاز الشرطة وممثلو الأمن الإسرائيلي، الذين تعاملوا بفظاظة ظاهرة ومهينة منذ اللحظة الأولى.
وعند الوصول، ردد النشطاء شعار "الحرية لفلسطين" بصوت واحد، وهو ما أثار حنق الجنود الإسرائيليين، وتحول الغضب الرسمي إلى غضب شخصي ضد النشطاء، تجلى في التهديدات المباشرة والحرب النفسية في أثناء الاستجواب والاحتجاز.
فظاظة وعدائية
ويشير مراسل الجزيرة إلى أن التعامل مع النشطاء، خاصة المشاركين من جنسيات غير عربية، كان عدائيا، وخص بالذكر أميركيا من أصل أفريقي تعرض لمعاملة قاسية، مؤكدا أن جميع المعتقلين واجهوا ظروفا متردية داخل الزنازين.
إعلانوكان المعتقلون محرومين من أي اتصال بالعالم الخارجي، حسب البقالي، ولم يكن يُسمح لهم بدخول الحمام إلا تحت المراقبة، وكان عليهم إبقاء الأبواب مفتوحة أمام الكاميرات، حتى في الزنزانة ضيقة المساحة.
ويكشف عن أن لائحة الاتهامات التي وُجهت للمحتجزين كانت عبثية، إذ اتُهموا زورا بحيازة مخدرات والارتباط بتنظيمات إرهابية، رغم أن المهمة كانت إنسانية واضحة، وفق ما شدد عليه النشطاء أمام سلطات الاحتلال.
ورغم الإفراج عن بعض النشطاء -ومنهم البقالي، والنائبة الفرنسية غابرييل كاتالا، ومصور الجزيرة، ومواطنان من أميركا وإيطاليا– فإن مصير 14 ناشطا آخرين لا يزال مجهولا، في ظل انقطاع المعلومات وتضارب الروايات.
وفي هذا السياق، ناشد البقالي مجددا ضرورة إطلاق سراح زملائه الذين ما زالوا قيد الاحتجاز في سجن "جفعون"، مؤكدا أن بعضهم يواصل الإضراب عن الطعام، احتجاجا على إجراءات الترحيل القسري وممارسات الاحتلال.
ورأى أن التعامل الإسرائيلي منذ لحظة الاعتراض وحتى الترحيل يعكس رغبة واضحة في إسكات الشهود ومنع الرواية من الوصول إلى الرأي العام، مشددا على أن القصة أقوى من الحصار، وأنها ستصل للعالم رغم محاولات الطمس.
الرحلة لم تنته
وعن لحظة المغادرة، قال البقالي إن ما حدث "ليس نهاية الرحلة، بل بداية لسرد جديد"، مؤكدا أن سفينة "حنظلة" وإن لم تصل إلى غزة، إلا أنها قرّبت العالم خطوة من معاناة سكانها، وكشفت للعالم حقيقة ما يجري في ظل التعتيم.
في هذه الأثناء، لا تزال تداعيات احتجاز سفينة "حنظلة" تتفاعل، في وقتٍ يستعد فيه تحالف "صمود" لإطلاق إحدى أكبر القوافل البحرية المدنية، بمشاركة زوارق من 39 دولة، في محاولة رمزية جديدة لفك الحصار عن القطاع.
وتحمل هذه المبادرة طابعا إنسانيّا ومدنيّا، وتهدف إلى فضح صمت الحكومات إزاء جرائم الحرب المستمرة في غزة، والتأكيد أن التضامن الشعبي العالمي ما زال قادرا على تجاوز الجدران البحرية والسياسية في آن.
يُذكر أن مركز "عدالة" الحقوقي أكد -في بيان له- أن جميع النشطاء الموقوفين رفضوا إجراءات الترحيل السريع، وأصروا على تقديم مرافعات قانونية تثبت مشروعية تحركهم الإنساني، كما واصلوا إضرابهم عن الطعام داخل المعتقل.
وشدد البقالي على أن المعركة اليوم لم تعد فقط من أجل كسر الحصار البحري، بل من أجل كسر جدار التواطؤ الدولي، وإعادة الاعتبار لصوت الشاهد والإنسان، في وجه منظومة احتلال لا تقبل أن تُفضَح جرائمها.