«الورش الإبداعية».. طريق الموهوبين
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
هزاع أبو الريش
ساهمت الورش الإبداعية في تطوير مهارات الموهوبين وصقل إبداعاتهم، والارتقاء بأعمالهم وتطويرها، حيث إن، للورش الأدبية - تحديداً - دوراً مهماً ولافتاً عززت من خلاله ثقة الشباب وأضاءت لهم دروباً عديدة في طريق التميز والإبداع.
يقول الكاتب وليد المرزوقي: «للورش الإبداعية، الفنية والأدبية، أهمية بالغة تساهم في تزويد الشباب بمهارات إبداعية جديدة يستفيدون منها، ومن ثم يكونون علي دراية كافية بممارسة نشاطهم الإبداعي والاستمرارية بثقة وجدارة».
من جانبه، يوضح الشاعر حسن بن شرفا، أن على المبدع أن يتواجد في الورش لأنها وسيلة ضرورية للحصول على المعلومات المعرفية، والجوانب التي تساهم في تعزيز مهاراته كي يكون قادراً على تحمل مسؤولية إبداعه والارتقاء بمهاراته نحو الأفضل، ولا يستطيع المبدع أن يطور من نفسه إلا بالاحتكاك والتواصل مع المبدعين من خلال هذه الأنشطة الثقافية من ورش وغيرها من الفعاليات، التي تنظم لأجل زرع الإضافة المثلى في نفس المبدع. مشيراً إلى أن الإنسان الموهوب لا يستطيع الوصول إلى أعلى مراتب الإبداع الحقيقية إلا من خلال التطوير من ذاته، والحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات المعرفية التي تساعده على التطوير في لغته وأسلوبه ومهاراته الفكرية لإنتاج عمل إبداعي يلامس وجدان الآخر، ويؤثر في مشاعره.
وتقول الكاتبة مريم الرميثي: بالتأكيد الورش الإبداعية مفيدة جداً، خاصة للكُتَّاب الشباب الذين لا يملكون الرؤية الصحيحة حول إبداعاتهم، وما باستطاعتهم تقديمه، وعندهم الطريق الإبداعي شبه ضبابي، وغير واضح، وكذلك لديهم ارتباك في تكوين الفكرة أو توظيفها، فالورش تضعهم على الطريق الواضح، وتعزز لديهم مهارات الإبداع، سواء كتابة أو فنون تشكيلية وغيرها من الإبداعات التي تحتاج إلى تطوير في المهارة والطرح. فالورش تُثمر بشكل ملحوظ في إنتاج شباب جدد يظهرون على الساحة الأدبية والثقافية بعد ذلك، فأغلب الشباب المبدعين الموجودين حالياً هم نتاج ورش أضافت لهم في حياتهم ومسيرتهم المُلهمة، وهذه أهم رسائل الورش المقامة، هي تقديم جيل جديد من المبدعين على اطلاع ومقدرة لصياغة عمل إبداعي متكامل يشكل نقلة نوعية متميزة.
حالة إيجابية وأبرز الآليات لدعم الموهوبين من شباب المبدعين
ترى الكاتبة رحمة حسن أن الورش من أبرز الآليات التي يتم من خلالها دعم الموهوبين من الشباب المبدعين، ومساندتهم والوقوف بجانبهم حتى إيجاد فرصة ظهور أعمالهم للنور، وخلق قاعدة جماهيرية لهم. بالإضافة إلى ذلك، الورش حالة إيجابية لتخريج مبدعين قادرين على التواصل، وتكون لديهم مهارات في معرفة فكر الآخر، وهذا ما يجعل إبداعاتهم أكثر حضوراً وجرأة، وتكون لديهم الخبرة في فهم الممارسات الإبداعية بشكل أفضل وأقوى، وفي حينها تكون أعمالهم أكثر جمالية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشباب مريم الرميثي الفنون التشكيلية الإمارات الثقافة
إقرأ أيضاً:
فعاليات فنية وثقافية وتعليمية ضمن برنامج التدريب الصيفي بالمتحف القومي للحضارة المصرية
انطلقت خلال شهر يوليو الجاري فعاليات برنامج التدريب الصيفي للأطفال والطلاب، بالمتحف القومي للحضارة المصرية، وذلك في إطار الدور الثقافي والتربوي للمتحف.
المتحف القومي للحضارةوقد شهدت الفعاليات إقبالًا كبيراً من الأطفال ما بين سن 8 وحتى 15 سنوات، حيث يوفر البرنامج أنشطة تعليمية وفنية وثقافية متنوعة تهدف إلى تعزيز الهوية المصرية وتنمية الإبداع والمعرفة بالتاريخ والحضارة.
وأوضح الدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، إن هذه البرامج تأتي في إطار رؤية المتحف كمؤسسة تعليمية وثقافية رائدة تسعى إلى تقديم محتوى تثقيفي وترفيهي خلال العطلة الصيفية، خاصة للأطفال.
وأشار أن الورش المتنوعة تستلهم روح الحضارة المصرية القديمة، من خلال تناول موضوعات تربوية وفنية تهدف إلى تنمية المهارات الفكرية والإبداعية لدى الأطفال.
وتضمنت فعاليات البرنامج الصيفي، التي نظمها القسم التعليمي بالمتحف، مجموعة من الورش الفنية والثقافية الخاصة احتفالًا بالمناسبات العالمية، سعيًا إلى ربط الأطفال بالثقافات العالمية.
فاحتفالًا بـ"اليوم العالمي للنوبة"، قُدّمت ورشة بعنوان "تكي... تكي نوبة"، لتعريف الأطفال بالتراث الثقافي الغني لأهل النوبة.
وخلال الورشة، خاض المشاركون تجربة فريدة لاكتشاف ملامح الحياة النوبية من عادات وتقاليد وأزياء وأكلات، وألعاب الشعبية والعمارة.
وبمناسبة "اليوم العالمي للشطرنج" أقيمت ورشة فنية سلطت الضوء على لعبة "السِّنت"، إحدى أقدم ألعاب العقل التي مارسها المصريون القدماء، حيث استعرضت الورشة أبعاد اللعبة الرمزية والدينية، ودورها في التعبير عن مفاهيم مثل الحياة والموت والخلود.
وفي إطار الورش العلمية الفنية، جاءت ورشة "السر في الأوكسيد"، التي قدمتها الأستاذة نورهان عادل بمشاركة الفنانة علا المحمدي، حيث خاض الأطفال تجربة علمية شيقة لفهم طبيعة الألوان من خلال تجارب تناولت انعكاس الضوء، وامتصاص الألوان، وتطبيقات نظرية الألوان، ثم قاموا بتصميم أعمال فنية مستوحاة من تقنيات الفنان المصري القديم.
من جانبها ، أوضحت عزة رزق مسؤولة القسم التعليمي، أنه في إطار الفعاليات المستمرة، قُدمت ورشة "ألعابنا المصرية"، تعرّف خلالها الأطفال على مجموعة من الألعاب الشعبية والتراثية المصريةمثل لعبه النحلة الدوارة ، التي عكست جوانب من الثقافة الشعبية وروح التعاون والتفكير الجماعي، بعيدًا عن التكنولوجيا الحديثة.
وفي سياق غرس القيم عبر قصص الحضارة، نُظّمت ورشة بعنوان "صوت ماعت"، تناولت تعاليم الحق والعدل في الحضارة المصرية القديمة من خلال قصص تمثيلية وأنشطة محاكاة، وهدفت إلى ترسيخ مفاهيم العدالة والمسؤولية المجتمعية كما عاشها المصري القديم .
نفذت الورش الفنية بالقسم التعليمى كل من الفنانة هبة عبد القادر، أخصائي فنون بالمتحف، والأستاذة أسماء السيد ، وبمساعدة كلا من المتطوعات هنا نادر ، وسما حسين .
واختُتم البرنامج بمجموعة من الورش المتقدمة في الكتابة الإبداعية للكبار، من خلال المستوى الثاني لورشة "الكتابة والتحرير قبل النشر"، التي قدّمها الكاتب والروائي د. محمد الشخيبي، حيث درّب الأطفال والكبار على تطوير مهارات كتابة القصص القصيرة والروايات، من خلال بناء الشخصيات، وتحرير النصوص، والتسويق للأعمال الأدبية.