موقع 24:
2025-08-01@10:11:31 GMT

بعد الفوز في سوريا..ماذا تريد أنقرة من دمشق؟

تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT

بعد الفوز في سوريا..ماذا تريد أنقرة من دمشق؟

يرى المحلل غالب دالاي أن لا أزمة أعادت تحديد موقع تركيا في السياسات الإقليمية والدولية مثل الصراع السوري.

وتشترك تركيا مع سوريا في أطول حدود برية بطول أكثر من 900كيلومتر. وبالتالي، فإن سوريا ليست مجرد قضية سياسة خارجية لتركيا ولكنها أيضاً قضية داخلية.

وقال دالاي، وهو زميل استشاري أول في معهد تشاتام هاوس وباحث دكتوراه في كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد، وزميل أول غير مقيم في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمي:"بينما شكلت تركيا مسار الصراع السوري، فإن هذا الصراع شكل بدوره ديناميكيات السياسة الداخلية التركية وعلاقاتها الدولية على مدار أكثر من عقد".

وأضاف دالاي ، في تقرير نشره معهد تشاتام هاوس أن العلاقة بين تركيا والأزمة السورية قصة اعادة تشكيل متبادلة. فكل الانقسامات العرقية والطائفية والهوية الأيديولوجية في سوريا ، موجودة أيضاً في تركيا. وتستضيف تركيا أيضاً قرابة 3.6ملايين لاجئ سوري ما أدى إلى ظهور أحزاب يمينية متطرفة، ومعادية للأجانب وأعادت تحديد طبيعة السياسة القومية في البلاد.

وبين كل الفاعلين الخارجيين في سوريا، ظلت تركيا الداعم الأكثر ثباتاً للمعارضة السورية.

وكانت هذه سياسة غير شعبية على نحو متزايد، مع الوضع في الاعتبار التكاليف الباهظة للصراع لتركيا من الناحية الأمنية والسياسية والاقتصادية وفي شكل تدفقات للاجئين.

وأيدت المعارضة التركية، المنتقدة العلنية لسياسة الحكومة، منذ فترة طويلة أن تطبيع أنقرة العلاقات مع نظام الأسد المخلوع الآن ووقف دعم مجموعات المعارضة.

Turkey feels its longstanding support for the Syrian opposition has been vindicated. But its increased influence in Damascus comes with significant challenges, writes @GalipDalay (@CH_MENAP).https://t.co/3rTIApo1t1

— Chatham House (@ChathamHouse) December 13, 2024

ومع سقوط الأسد، يشعر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته أن سياستهما كان لها مايبررها وثبت صحتها. وفي الوقت الذي تستعد فيه القوى الفاعلة ،التي طورت معها تركيا علاقات وثيقة على مر السنين، للحصول على مزيد من النفوذ والسلطة في دمشق، من المقرر أن تكسب أنقرة آليات أساسية للنفوذ في سوريا.

4أهداف

وقبل سقوط الأسد، كانت سياسة تركيا في سوريا تتضمن 4 أهداف رئيسية هى إعادة قسرية جزئية للاجئين السوريين، وأمن الحدود، وتجريد قوات سوريا الديقراطية قسد بقيادة الأكراد من المكاسب السياسية والميدانية على الأرض التي حققتها ، وانتزاع بعض التنازلات من النظام لصالح مجموعات المعارضة السورية المتحالفة مع أنقرة في أي مفاوضات.

وبسقوط الأسد، لم يعد الهدف الرابع موجوداً، ولكن أنقرة ستحاول تحقيق اهدافها الأخرى بنفوذها على الزعماء الجدد في دمشق وصلاتها بالمجتمع العربي، والقبائل العربية، بينما تحتفظ بضغط عسكرى على قسد.

ومع زوال نظام الأسد، هناك توقعات داخل تركيا بأن يعود اللاجئون السوريون إلى بلادهم. ورغم أن السوريين الذين يعيشون في دول مجاورة منذ زمن  بما فيها تركيا، بدأوا بالفعل في العودة إلى سوريا، فإن البلاد قد دمرت بحرب أهلية وحشية على مدار 13عاماً، والأوضاع لاتزال مروعة. ومن ثم، لن يتمكن السوريون من العودة بشكل جماعي إلى بلادهم على الأقل في المدى القريب. وعلى الساسة الأتراك، والمعارضة، والشخصيات العامة الامتناع عن المبالغة في التوقعات لعودة اللاجئين السوريين.

قبل سقوطه.. الأسد اشتكى لإيران من دعم تركيا للمعارضة - موقع 24قال مسؤولان إيرانيان لرويترز، إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد اشتكى لوزير الخارجية الإيراني في الأيام الأخيرة التي سبقت الإطاحة به؛ من أن تركيا تدعم بقوة قوات المعارضة لإسقاطه تحديد علاقات تركيا

وأضاف دالاي أن الأزمة السورية أعادت تحديد علاقات تركيا الدولية. وأدت قدرة الأسد على البقاء في سدة الحكم، بشكل كبير بفضل روسيا، وإيران، وحزب الله ، إلى تقارب أنقرة وموسكو وطهران، خاصةً بعد محاولة الانقلاب في تركيا في2016 و دق إسفين بين تركيا والغرب.

ومن المحتمل أن يكون لسقوط الأسد تأثير عكسي، ومن المرجح أن يضع المزيد من الضغط على علاقات تركيا مع روسيا وإيران، ويؤدي لتقارب بين تركيا والغرب.

ورغم ذلك، سيتعين على موسكو أن تدير استياءها من تركيا لأنها تحتاج إلى دعم أنقرة للحفاظ على مصالحها في سوريا خاصةً قواعدها البحرية والجوية الحيوية في البلاد.

وخلال حكم الأسد، نصبت روسيا بشكل فعال نفسها حارس بوابة لأي تطبيع محتمل بين تركيا ونظام الأسد وكانت تلعب دوراً مماثلاً بين النظام وقسد.ومنح دور حارس البوابة روسيا بعض النفوذ في مواجهة تركيا.

وعندما توقفت عملية أستانا، وهى آلية لإدارة وتجميد الصراع في الأزمة السورية والتي همشت عملية جنيف بقيادة الأمم المتحدة، وكانت تقودها تركيا وروسيا وإيران، أرادت موسكو أن تستخدم دورها حارس البوابة لاعادة هيكلة علاقاتها والاحتفاظ بديناميكية الاعتماد المتبادل مع أنقرة.

وأصبحت هذه الديناميكية مع روسيا في سوريا عاملًا رئيسياً شكل سياسة تركيا في قضايا آخري تتعلق بروسيا مثل أوكرانيا، أوليبيا، أو البحر الأسود. وعلى مدار وقت طويل، استغلت روسيا بمهارة سوريا ونقاط ضعف تركيا هناك، للتأثير على خيارات سياسة أنقرة في أماكن أخرى. والآن، حدث انقلاب في الأدوار . وربما تلعب أنقرة دور حارس بوابة لموسكو للتواصل مع دمشق.

ومن المرجح أن يحدث نفس الشئ مع إيران.ومع تولى شركائها وحلفائها السلطة في دمشق، فإن أنقرة لها الآن اليد العليا في مواجهة موسكو وطهران، ويتقلص اعتمادها عليهما.

ويمكن أن تكون سوريا أيضاً نقطة مصالح مشتركة لتركيا والدول العربية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للدخول في حوار والتعاون، في سوريا وغيرها.

تركيا تعيد فتح سفارتها في سوريا - موقع 24أكد وزير الخارجية التركي، الجمعة، أنّ بلاده ستعيد فتح سفارتها في دمشق السبت بعد إغلاق طويل منذ العام 2012. المهمة الحقيقية

وبعد 13عاماً من الحرب في سوريا، تشعر أنقرة بأنها فازت في النهاية. ولكن المهمة الحقيقية مستقبلاً هي كسب مرحلة ما بعد الصراع وتأمين السلام في سوريا، ومنع الانزلاق مرة أخرى إلى صراع.

وأختتم دالاي تقريره بالقول إن هذه المسؤولية تقع بشكل كبير على عاتق الفاعلين السوريين. ولكن تركيا بوصفها كما يقال الداعم الخارجي الأكثر التزاماً لمجموعات المعارضة، يجب أن تستخدم نفوذها لدفعها لتطوير نظام سياسي وشرعي وشامل على نحو أكبر في سوريا. وسيكون تحقيق هذا تطوراً ايجابياً كبيراً ليس لسوريا والمنطقة الأوسع نطاقاً فحسب، بل أيضا فوزاً آخر لتركيا أيضاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تركيا سوريا سقوط الأسد تركيا سوريا سقوط الأسد بین ترکیا ترکیا فی فی سوریا فی دمشق

إقرأ أيضاً:

روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه

وصل وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، إلى روسيا، الخميس، والتقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، في أول زيارة لمسؤول سوري رفيع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.

ما اللافت؟

تعتبر الزيارة إلى روسيا بعد أشهر فقط على سقوط نظام الأسد، أمرا لافتا، كون الأخير لاجئ في روسيا حاليا، وكانت موسكو حليفته في قمع المعارضة والثورة في سوريا على مدى عقد كامل قبل أن يصبح معارضو الأسد في السلطة اليوم.

ماذا تريد سوريا من موسكو؟

تريد سوريا "تصحيح العلاقة" مع موسكو في الوقت الحالي، كما تريد دعم روسيا في الوصول إلى "سوريا موحدة وقوية" وذلك وسط دعوات لتقسيم البلاد على شكل فيدرالية، إلى جانب نزاعات طائفية مع العلويين في الساحل، والدروز في الجنوب، والأكراد في شمال شرق البلاد.

انفتاح مبكر؟

بعد أشهر فقط على سقوط الأسد، وبالتحديد في نيسان/ أبريل الماضي، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" أن  روسيا تحتفظ بوجود عسكري على الأراضي السورية، وأن  حكومته تجري مفاوضات مع موسكو بهذا الشأن، مشيرًا إلى احتمالية تقديمها دعما عسكريا لدمشق. 

وأكد في هذا السياق أن حكومته أبلغت موسكو بضرورة التزام الوجود العسكري الأجنبي بالقانون السوري، وأن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يحفظ سيادة البلاد وأمنها.



وأشار الرئيس السوري إلى أن موسكو كانت ولا تزال أحد أبرز مزوّدي الجيش السوري بالسلاح، فضلاً عن تقديمها الدعم الفني لمحطات الطاقة. وقال: "لدينا اتفاقيات في مجالي الغذاء والطاقة مع روسيا منذ سنوات، ويجب أخذ هذه المصالح بعين الاعتبار".

ماذا عن تسليم الأسد؟

بشأن الأسد، رفضت السلطات الروسية تسليم الأسد الذي قدم طلب لجوء إلى موسكو "لأسباب إنسانية".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس بوتين هو من قرر بصفة شخصية منح حق اللجوء الإنساني للرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته.

متى بدأ التدخل العسكري الروسي في سوريا؟

بدأ الدعم السياسي لنظام الأسد منذ اليوم الأول لاندلاع ثورة شعبية ضد نظام حزب البعث في عام 2011.

وكانت أولى الضربات العسكرية الروسية ضد المعارضة في سوريا في أيلول/ سبتمبر من عام 2015 بطلب من رئيس النظام المخلوع آنذاك بشار الأسد.

وافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة خارج البلاد.

وقال الائتلاف السوري المعارض آنذاك أن الضربات الروسية استهدفت المدنيين، وليس مقاتلين من تنظيم الدولة كما زعمت وزارة الدفاع الروسية.

لاحقا، بدأت روسيا بتعزيز حضورها العسكري في البلاد من ذلك الوقت عبر قواعد برية، وجوية، وبحرية.

ماذا حصل بعد سقوط الأسد؟

سحبت روسيا قواتها من الخطوط الأمامية في شمال سوريا ومن مواقع في جبال الساحل لكنها لم تغادر قاعدتيها الرئيسيتين حميم الجوية، وطرطوس البحرية.

 وبعد أيام من سقوط الأسد، أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية طائرتين على ما يبدو من طراز أنتونوف إيه.إن-124، وهي من بين أكبر طائرات الشحن في العالم، في قاعدة حميميم وكانت مقدمتاهما مفتوحتين استعدادا للتحميل.



وقالت مصادر عسكرية وأمنية سورية على اتصال بالروس إن موسكو تسحب قواتها من الخطوط الأمامية وتسحب بعض المعدات الثقيلة وضباطا سوريين كبارا.

لاحقا، ذكر معهد دراسات الحرب في واشنطن، أن صور الأقمار الصناعية تظهر سحب روسيا أسطولها من  قاعدة طرطوس البحرية.

وأظهرت الصور إخلاء روسيا ثلاث فرقاطات حربية وغواصة وسفينتين مساعدتين من القاعدة البحرية.

ماذا قالوا؟

◼ قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إن هناك فرص عديدة لسوريا موحدة وقوية، ونأمل أن تقف روسيا إلى جانبنا في هذا المسار.

◼ تابع الشيباني: اتفقنا مع وزير الخارجية الروسي على تشكيل لجنتين لإعادة النظر في جميع الاتفاقيات السابقة مع النظام البائد وإعادة تقييمها بما يصب في مصلحة شعبنا.

◼ قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو مهتمة بالتعاون مع دمشق وتم مناقشة عمل السفارتين واتفقنا على تشكيل لجنة روسية سورية مشتركة للنظر في المسارات الاقتصادية متبادلة المنفعة.

◼ تابع لافروف بأن موسكو تعارض أن تتحول سوريا إلى ساحة للمنافسات الجيوسياسية للدول الكبرى.

ماذا عن إيران؟

وليست روسيا وحدها هي من دعم الأسد في وجه المعارضة المسلحة، حيث وقفت طهران بكامل ثقلها خلف الأسد بشكل رسمي، إلى جانب المليشيات الإيرانية المسلحة.

لكن إيران قالت إنها ليست في عجلة من أمرها لإقامة علاقات مع السلطات السورية الجديدة، واكتفت بتمني الخير لسوريا وشعبها في ظل الإدارة الجديدة.

وعليه لم تبد أيضا السلطات السورية الجديدة أي رغبة في علاقات سريعة مع إيران، على غرار ما تفعله مع موسكو.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن العلاقات مقطوعة حاليا بين إيران وسوريا، و"لسنا على عجلة، لإقامة العلاقات".



وأوضح عراقجي، أنه في حين ترى الحكومة السورية، مدى قدرة العلاقات مع إيران، على مساعدة الشعب السوري، فنحن مستعدون للرد على طلبها.

والمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في حينه على احترام بلاده لخيار الشعب السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وقال بقائي إن "مواقف إيران تجاه سوريا واضحة، ومنذ بداية التطورات تم التأكيد على أن إيران تحترم خيار السوريين، وأي شيء يقرره الشعب السوري يجب أن تحترمه جميع دول المنطقة".

وشدد بقائي على ضرورة أن "تكون سوريا قادرة على تقرير مصيرها ومستقبلها دون التدخل المدمر للأطراف الإقليمية أو الدولية، وألا تصبح مكانا لتزايد الإرهاب والتطرف العنيف"، بحسب تعبيره.

ماذا ننتظر؟

ربما تنتقل العلاقات الروسية السورية إلى مستوى جديد إذا قرر الرئيس الشرع تلبية الدعوة الروسية وحضور "القمة العربية الروسية" في موسكو في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وقال لافروف إن موسكو تأمل حضور الشرع إلى القمة.

مقالات مشابهة

  • كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟
  • من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد
  • الشيباني: سوريا تريد علاقة سليمة مع روسيا قائمة على التعاون
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك ما نعرفه
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه
  • باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
  • المارديني لـ سانا: نؤمن بأن ما حققناه في مطارات أخرى من زيادة التفاعل الإعلاني ورفع قيمة الإعلانات، يمكن تحقيقه أيضاً في دمشق، مع مراعاة الطابع المحلي والثقافي للمكان
  • تركيا تبدأ رسمياً تصدير الغاز إلى سوريا
  • يديعوت أحرونوت: تأثير تركيا العسكري والسياسي المتزايد بات التهديد الأكبر لإسرائيل
  • تركيا تشترط الاستخدام الكامل لخط كركوك-جيهان في اتفاقها مع العراق