جهود تشكيل حكومة موحدة في ليبيا: تنافس سياسي ورهانات دولية

البكوش: خوري تسعى للتوافق وسط تنافس القوى السياسية

أوضح المستشار السابق في مجلس الدولة الاستشاري، صلاح البكوش، أن اللقاءات المكثفة التي عقدتها المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري، خلال الأيام العشرة الماضية، تهدف إلى إيجاد صيغة توافقية بين أطراف الأزمة الليبية حول المبادرة السياسية التي من المتوقع أن تعلنها قريبًا.

وفي تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط”، أشار البكوش إلى أن خوري تدرك أن المشير خليفة حفتر والمستشار عقيلة صالح يشترطان تشكيل حكومة موحدة لضمان دعم مسار الانتخابات في مناطق نفوذهم. وعلى الجانب الآخر، فإن حكومة عبد الحميد الدبيبة والمجلس الرئاسي يطالبان بضمانات ومواعيد محددة لإجراء الانتخابات قبل قبول أي تشكيل جديد للحكومة.

البكوش لفت إلى أن الدول الغربية الداعمة لخوري ترى أن الحل يكمن في خارطة طريق سياسية تنتهي بإجراء الانتخابات وتجديد شرعية المؤسسات، معتبرًا أن البرلمان يحاول الضغط على البعثة الأممية عبر الحديث عن قائمة مرشحيه لرئاسة الحكومة الموحدة، رغم أن المجتمع الدولي لا يعترف عادة بحكومات يشكلها البرلمان منفردًا.

ونيس: الانقسامات تعرقل تشكيل الحكومة الموحدة

بدوره، قال عضو مجلس الدولة، سعيد محمد ونيس، إنه لا توجد ملامح واضحة أو موعد محدد للإعلان عن الحكومة الموحدة المرتقبة، مؤكدًا أن التوافق بين البرلمان ومجلس الدولة يظل الخيار الأساسي لتشكيلها، لكنه أشار إلى التباطؤ الناتج عن انقسامات مجلس الدولة منذ أشهر بسبب المنافسة على رئاسته.

ونيس انتقد الآلية المقترحة من البرلمان، التي تلزم المرشحين لرئاسة الحكومة بالحصول على تزكيات فردية من أعضاء المجلسين، واعتبر أن هذه الآلية مرفوضة من غالبية أعضاء مجلس الدولة. كما حذر من أن استمرار الخلافات سيؤدي إلى إطالة أمد الانقسام، مما يعزز بيئة الفساد ويزيد من معاناة الليبيين.

أبو شلبي: حكومة موحدة شرط أساسي لإجراء الانتخابات

من جهته، شدد عضو مجلس النواب، صلاح أبو شلبي، على أهمية تشكيل حكومة موحدة كخطوة أساسية لإنهاء المرحلة الانتقالية المستمرة منذ 14 عامًا وإجراء الانتخابات الوطنية.

وفي تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط”، ذكر أبو شلبي أن البرلمان يلتزم بالقوانين الانتخابية التي تشترط وجود حكومة موحدة كقاعدة لإجراء الاستحقاقات الانتخابية. وأشار إلى أن مجلس النواب بدأ بالفعل في تسلم ملفات المرشحين لرئاسة الحكومة المرتقبة، مشيرًا إلى وجود دعم محلي لهذا التوجه.

وحول دور البعثة الأممية، أشار أبو شلبي إلى أن خوري قد تعتمد على عدة سيناريوهات، من بينها تشكيل ملتقى حوار سياسي لاختيار الحكومة الموحدة بالتنسيق مع مجلسي النواب والدولة. وأضاف أن الخلافات بين البرلمان والبعثة الأممية ليست كبيرة، وأن الهدف المشترك بينهما هو توحيد السلطة التنفيذية.

إحاطة مرتقبة للمبعوثة الأممية

يتوقع أن تكون إحاطة المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري، المرتقبة يوم الاثنين المقبل، نقطة فاصلة في مسار الجهود الرامية لحل الجمود السياسي وتشكيل الحكومة الموحدة. ومع استمرار التجاذبات بين الأطراف الليبية، يبقى السؤال: هل تنجح خوري في تحقيق توافق دولي ومحلي يمهد الطريق للانتخابات؟

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الحکومة الموحدة حکومة موحدة مجلس الدولة أبو شلبی إلى أن

إقرأ أيضاً:

أكد دعمه الكامل للسلطة الشرعية.. الاتحاد الأفريقي يرفض تشكيل حكومة موازية في السودان

البلاد (القاهرة)
في خطوة حاسمة تهدف إلى دعم وحدة السودان واستقراره، أدان الاتحاد الأفريقي، إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية في البلاد، واصفاً الخطوة بأنها”تهديد خطير للسيادة الوطنية ومحاولة لتقسيم السودان”.
وجاء في بيان صادر عن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي أن إعلان ما يُعرف بـ”تحالف تأسيس السودان”، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، عن تشكيل حكومة انتقالية برئاسة موازية يمثل”انتهاكاً صريحاً لمبادئ الاتحاد، وتهديداً لوحدة السودان وسلامة أراضيه”.
وأشار المجلس إلى أن هذه الخطوة تقوض الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في السودان، محذراً من تداعياتها على العملية السياسية ومستقبل البلاد.
ودعا الاتحاد الأفريقي الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بالحكومة الموازية المعلنة من جانب قوات الدعم السريع، وعدم تقديم أي دعم سياسي أو مالي لها، مؤكداً أن هذا النوع من التحركات “لا يسهم إلا في تعقيد الأزمة السودانية، ويطيل أمد معاناة الشعب”.
وشدد الاتحاد مجدداً على دعمه الكامل لـمجلس السيادة الانتقالي برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، والحكومة المدنية الانتقالية التي تم تشكيلها حديثاً برئاسة الدكتور كامل إدريس، معتبراً أن هذين الكيانين هما الجهتان الشرعيتان الوحيدتان في السودان حالياً.
وأكد الاتحاد الأفريقي على ضرورة الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة، مع العودة العاجلة إلى طاولة المفاوضات، وبدء حوار وطني شامل يضمن مشاركة جميع القوى السياسية والمدنية، تحت رعاية إقليمية ودولية شفافة.
وقال بيان مجلس السلم والأمن إن “السبيل الوحيد لإنقاذ السودان من الانهيار هو في توافق سوداني شامل يعيد بناء مؤسسات الدولة على أسس دستورية وديمقراطية متفق عليها”.
وتسعى قوى إقليمية ودولية، من بينها الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، والأمم المتحدة، إلى بلورة حل سياسي للأزمة، لكن تشكيل حكومة موازية من قبل الدعم السريع يمثل عقبة جديدة أمام هذه الجهود.
وبحسب دبلوماسيين أفارقة، فإن موقف الاتحاد الأفريقي”واضح وغير قابل للتأويل” في رفض أي كيان موازٍ للدولة السودانية، واعتبار أي محاولة لتقسيم السلطة من خارج المؤسسات الشرعية أمراً”غير مقبول على الإطلاق”، ويشكل سابقة خطيرة في التعامل مع النزاعات الداخلية في القارة.
ويُنتظر أن يُناقش ملف السودان في القمة المقبلة للاتحاد الأفريقي، وسط توقعات بفرض عقوبات سياسية ودبلوماسية على الجهات التي تعيق مسار التسوية أو تسعى لتقويض المؤسسات المعترف بها.

مقالات مشابهة

  • البعثة الأممية تعقد مع الحكومة الإيطالية أول اجتماع لمجموعة دعم مكافحة الألغام في ليبيا
  • “بن شرادة” يحذر من استئثار البعثة الأممية بصناعة السلطة المقبلة دون إشراك القوى وشرائح المجتمع
  • الصول: تدخل حكومة الدبيبة في انتخابات مجلس الدولة” هدفه إحباط تفاهمات لإزاحتها من السلطة
  • بعد أزمة الجيزة.. متحدث الحكومة يكشف حقيقة العودة لتخفيف الأحمال من جديد
  • أكد دعمه الكامل للسلطة الشرعية.. الاتحاد الأفريقي يرفض تشكيل حكومة موازية في السودان
  • هل تنجح تشكيلة الحكومة السودانية بالتعامل مع الملفات الساخنة؟
  • أبو الغيط: إسرائيل لن تنجح في التطبيع والتعايش المشترك مع محيطها دون إنهاء الاحتلال
  • المنفي يبحث مع وفد وطني مبادرة لكسر الجمود السياسي
  • المنفي يلتقي وفداً من اتحادات وأحزاب ونقابات لبحث مبادرات كسر الجمود السياسي
  • الكونغو الديمقراطية على مشارف تشكيل حكومة جديدة