موقع 24:
2025-06-06@02:27:10 GMT

جماعات التطرف تنقسم لتلبس ثوباً جديداً

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

جماعات التطرف تنقسم لتلبس ثوباً جديداً

الحلول النموذجيَّة للتخلُّص من أعراض التطرف والإرهاب كثيرة

المواجهات العسكريَّة وحدها لن تنهي الصراع التطرف أو الإرهاب؛ لأن هناك جذورًا فكريَّة وثقافيَّة متشددة، هيأت مناخًا خاصًّا جعلتنا نتقبَّل التطرُّف وكأنه قدَر لا مناصَ منه، كما أن البحث في موضوع الطائفية أو التشدد أو العنف أضحى أمرًا مغريًا بالبحث عن مكامنه الأولى وهُويته، إنها رحلة شاقَّة وعميقة في داخل أغوار النفس البشريَّة، ومدى الطبيعة العدوانيَّة والدمويَّة لتوجُّهات أصحابه.


فالخسائر الكبرى منيت بها “الدولة العربية”، والهزائم المتلاحقة في أماكن التوتر، هل يعني دحر ظاهرة "التشدد أو التطرف أو الطائفية" واخواتها؟، هل يمكن أن تتشظى هذه الجماعه وتنقسم خلايا لتلبس ثوبًا جديداً -تتجدد-لتخفي معالمها الواضحة؟، هل نستطيع القول بأنه فقد أو سيفقد وهجه؟ هل بدأ التنظيم لفظ أنفاسه الأخيرة؟! هل الولاء العابر للحدود للتطرف في خفوت وتراجع؟!
إن الإرهاب يزرع أتباعه في المناطق الأكثر توتُّرًا، ويجيد التفاعل مع أي أقليَّة تشعر بالتهديد أو تشكو من التهميش؛ لأن الطائفية لا تنمو إلا داخل بيئات تمزِّقها الخلافات العرقيَّة والدينيَّة، ما يسمح باستغلال الظروف الأمنيَّة المتردية والبيئات المنقسمة، لا سيما في خضمِّ أزمات صعقت الشعوب العربية بما فيه الكفاية، وجعلتها منهكة لاهثة عن الحرية والكرامة والعيش والأمن.
إن العالم كله، وخصوصًا عالمنا العربي، يقف اليوم أمام تحدٍّ كبيرٍ يُضاف إلى قائمة الأزمات التي تواجهها المنطقة بقوة وثبات، وهو مدى سيادة الدولة الوطنية، والحفاظ عليها من العبثية والفوضوية، مرورًا بالتخلُّص من الطائفية التي ترعاها دول مجاورة، وصولًا إلى عدم الاستقرار الإقليمي من كل الجبهات، ما يدلُّ على المنحى التصاعدي للتوتر القائم.
وإنَّ غياب التوازن في بعض المواقف العربية يُشكِّل تهديدًا جديدًا، خاصَّةً تلك الجماعات المسلَّحة بوعي تاريخي مُثقَل؛ لأنَّ لديها إمكانات التلاعب بالنسيج الوطني لتصنع مشهدًا عربيًّا كسيحًا ومشوّهًا.
والعجيب أن بعض السياسيين المسكونين بهاجس التغيير، لا ينتبهون لما يحدث في الكثير من البلدان العربية والمجاورة، وكأنهم لا يُنصتون لأجراس خطر الانقسام التي تدق بقوة.
لا يمكن النهوض بدون الاعتزاز بالدولة الوطنية المتماسكة، وميراثها الأصيل الذي خلّفه الأسلاف، ليعكس الصورة النموذجية للإنسان المتحضر الذي يتواصل مع الماضي والحاضر ويرسم المستقبل الذي يجب أن يُشاهده العالم.
فالحوار الوطني هو مؤشِّر حقيقي من مؤشرات التحضُّر، وهو الجهاد الذي يهدف إلى تحقيق قيم الإنسانية والكرامة والوعي، وهو يمثِّل الإصلاح الذي لا ينبغي أن يكون للتكيُّف مع الأوضاع السائدة المضللة فقط، بل يجب أن يهدف إلى تغيير حقيقي يؤدي بهذه المجتمعات إلى معانقة الحرية والكرامة والسّلام.
ولنا فيما يحدث في سوريا خير دليل؛ فلضمان استدامة المكاسب المتحققة في سوريا، أرى أن الحل الوحيد هو التلاحم الوطني لاستئصال شأفة العنف، ونتمنى الاستمرار في التعاون بين كل الأطياف الوطنية، وأن تجمعهم وحدة الموقف لكي يتم التغلب على الخسائر أو أي تبعات أو أعراض مرضية من شأنها أن تجهض الدولة الوطنية أو تهدد استمرار هذا الانتصار المهم.
إن الأوطان العربيَّة كافة مطلوب منها التصالح المجتمعي، وقبول خطاب السلام المجتمعي بين كلِّ الأطياف والمكونات المختلفة، فهذا هو الاختبار الحقيقي لكيفيَّة التعامُل مع مرحلة هاجس الخوف من«الانقسام»، ولا بدَّ من الوصول إلى طريقة للتعامل مع ملف الفكر المتطرِّف عمومًا؛ ومكافحة تبعات المعركة المستعرة مع المتشددين.
كما أن الحلول النموذجيَّة للتخلُّص من أعراض التطرف والإرهاب كثيرة، مثل الإجراءات السياسيَّة والأمنيَّة القويَّة، وملء الفراغ بالتدين المتزن الذي يحمي الشباب من أن يكون فريسة سهلة للوقوع في الجريمة، وكل هذا لن يتأتى إلا من خلال العلماء الربانيين، والمعلمين المخلصين، وأهل الفتوى الصُّلحاء، وأئمة المنابر الفضلاء، الذين يتَّصدون للأفكار المغذية للتطرف، وتجفيف مسبِّبات الصراع الديني والإثني، أو تسويق الأفكار الطائفيَّة، والفتاوى العشوائيَّة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد

إقرأ أيضاً:

كأس رئيس الدولة للخيول العربية تصل غداً المحطة السادسة في السويد

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الجواد «الشاهين» يحلق بلقب كأس رئيس الدولة للخيول في إيطاليا «دايموند جيم إيه إيه» بطل كأس رئيس الدولة للخيول العربية في أميركا

بدعم وتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، تقام غداً منافسات المحطة السادسة لسلسلة سباقات كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة، في مضمار جارديت العشبي في ستوكهولم، بالتزامن مع احتفالات العيد الوطني لمملكة السويد. وتشهد سباقات النسخة الثانية والثلاثين للكأس الغالية اهتماماً كبيراً، ورعاية متواصلة من القيادة الرشيدة، دعماً للملاك والمربين بدول العالم كافة، والعمل على تشجيعهم لاقتناء وتربية الخيل العربية، بما يحافظ على مكانتها الأصيلة، ورفعة شأنها عالمياً، الأمر الذي يساهم في تحقيق صناعة متطورة لسباقات الخيل العربية. ويُعد سباق المحطة السويدية لكأس رئيس الدولة الأغلى في تاريخ سباقات الخيول العربية بالدول الإسكندنافية، حيث تبلغ جائزته 100 ألف يورو، ويشهد مشاركة 9 من نخبة الخيول العربية في السويد وأوروبا، حيث يقام السباق لمسافة 1500متر، ضمن فئة ليستد المخصصة للخيول من عمر أربع سنوات فما فوق. ويمثل خيول الإمارات في القمة السويدية المهرة «حوله» لياس لإدارة سباقات الخيل، والتي تتواجد بطموح اقتناص اللقب الغالي، وكسب رهان التحدي، وذلك تحت إشراف المدربة إليزابيث بيرنارد جان فرانسوا، وقيادة الفارس فالنتين سيجوي، كما تضم قائمة المشاركين حضوراً مهماً لخيول مميزة لإسطبلات الخالدية عبر الجواد «رسمي الخالدية» بطل سباق الكأس بالسويد عامي 2021 و2022، إلى جانب «وسمي الخالدية»، كما تشارك بطلة سباق هولندا العام الماضي الفرس «فريدة بي» للمالك والمدرب بيتر ديكرز، إضافة إلى ذلك توجد في السباق مجموعة رائعة من الخيول مثل:(«ماشو تي» للمالك ماريا هاجمن اريكسون، و«نو ريسك نو ريوارد»، و«أيمن»، وجيندور «دي بوزول»، و«كابوتشينو». وتضم قائمة أبطال سباقات كأس رئيس الدولة للخيول العربية في السويد«مهداف عذبه» لمربط عذبة بطل عام 2020،«رسمي الخالدية» لإسطبلات الخالدية بطل سباقات 2021 و2022، وفريدي بي لجيرارد زوتوليف بطل نسختي 2023 و2024. من جهته، قال مطر اليبهوني الظاهري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لسلسلة سباقات كأس رئيس الدولة للخيول العربية:«تسعدنا النجاحات الكبيرة والمكتسبات المهمة، التي حققتها محطات الكأس الغالية في تونس والمغرب وفرنسا وأميركا، إضافة إلى إيطاليا، إذ نسعى لمضاعفة المنجزات في سباق المحطة السادسة بمملكة السويد، والاستمرار بصناعة سباقات متطورة تخدم ملاك ومربي الخيل العربي حول العالم، ترجمة لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي يولي اهتماماً كبيراً لدعم خطط الازدهار والنماء لمسيرة الخيل العربي عالمياً». وأضاف:«الوصول للمحطة السادسة في السويد يجسد التنوع الجغرافي في خطط الدعم لملاك ومربي الخيل العربي في القارة الأوروبية، حيث نتطلع لتحقيق نجاحات جديدة تساهم في ترسيخ ريادة الكأس الغالية، التي غدت نموذجاً مميزاً، ما يواكب سمعة ومكانة الإمارات المرموقة والتأكيد على نهجها الأصيل في الالتزام ودعم سباقات الخيل العربي، انطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة، ورعايتها المستمرة للحفاظ على إرث الخيل العربية».

مقالات مشابهة

  • المجلس الوطني: عدوان المستوطنين على بلدة دير دبوان إرهاب منظم
  • كأس رئيس الدولة للخيول العربية تصل غداً المحطة السادسة في السويد
  • “اعتدال”: الوئام الوطني درع ضد التطرف وخطابه الهدام
  • نواب البرلمان: تطوير الغزل والنسيج خطوة استراتيجية لإحياء الصناعة الوطنية
  • الوزير الشيباني: حذرنا منذ بداية التحرير من أن عدم تطبيق اتفاقية عام 1974 سيقود للفوضى ويدعم تمرد جماعات على الدولة وأي قصف لأراضينا مدان ونحمل المجتمع الدولي مسؤوليات وقفه.
  • دار الكتب تمثل مصر في المؤتمر الأول للمكتبات الوطنية العربية
  • «التعليم العالي»: لا مبرر للدراسة في جامعات أقل تصنيفاً من «الوطنية»
  • ذكرى جريمة تفجير مسجد دار الرئاسة.. اغتيال الوطن الذي لا يُنسى
  • وزير الخارجية الإيراني: مصر الدولة الوحيدة التي أتيحت لي فرصة لقاء رئيسها
  • مذكرة تعاون بين المجلس الوطني للبحوث العلمية وجامعة بيروت العربية