سامح عسكر: سوريا تمثل أزمة كبيرة بين الجهاديين والصهاينة من ناحية النفوذ
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
قال الباحث التاريخي والأممي سامح عسكر، إن سوريا مثلما كانت نشوة وانتصار للجهاديين والصهاينة معا، فهي تمثل أزمة كبيرة بين الطرفين من ناحية النفوذ.
وأضاف عسكر، في منشور عبر إكس: أن تركيا هي الراعي الرسمي للجهاديين، وتحلم بالسيطرة على شمال سوريا وضمها للدولة التركية بدعوى التصدي لخطر الأكراد، وهم مدفوعون إلى هذا المصير تحت ضغط المعارك مع الأكراد والتي ستشتعل الأيام المقبلة.
وتابع: أنه ليس من نوايا تركيا وإسرائيل الصدام، فهما عمليا حلفاء ومتعاونين ضد نظام الأسد السابق، لكنهما الآن ستتصارعان على النفوذ، فإسرائيل تقضم سوريا من الجنوب، وتركيا تقضم سوريا من الشمال، والأكراد يقضمون سوريا من الشرق، والجهاديون في وسط هذه «المعمعة» مشغولون بتطبيق الشريعة، وحجاب النساء، وتكفير الشيعة والمسيحيين، وسن قوانين ضد الحريات وعقاب المرتد والزاني المحصن بالقتل والرجم.
وواصل: في حال توسعت إسرائيل وضمت (السويداء ودرعا والقنيطرة) لها، سيصطدم الصهاينة مع الأتراك وبالتالي حلفاؤهم من الجهاديين، للسبب الذي ذكرته منذ أيام، وهو أنه في حال نجاح الأكراد في السيطرة على شرق ووسط وشمال سوريا، سيكونون قد وفروا عمليا الخط الواصل بين (العراق وإسرائيل) والمعروف بممر داوود، وهو ممر جغرافي يسعى الإسرائيليون لتحقيقه للوصول إلى العراق وتحقيق الشق الأول من إسرائيل الكبرى بالوصول لنهر الفرات.
وأردف: أن مصر والسعودية والإمارات والأردن لا يهمهم من كل ذلك سوى عدم سيطرة القاعدة والإخوان على سوريا لحد الذي يهددون فيه الأمن القومي العربي.
وأكمل: لكن تركيا لا يمكنها الاستغناء عن الجهاديين، فهذه معركة فاصلة وصعبة يخوصها الأتراك سوف يجري فيها الاعتماد على الميلشيات الدينية التي دعمتها تركيا في الـ 10 سنوات الماضية، ولطبيعة الحلف التركي القطري، سيجري الصدام مرة أخرى بين الحلف العربي الرباعي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) مع قطر.
واستكمل: إنما هذه المرة سيقترب الحلف الرباعي العربي مع إيران، ضمن تنسيق سياسي واقتصادي أوسع ضمن مجموعة البريكس، بخلاف المرة الماضية التي كانت فيه إيران خصما للحلف الرباعي بالتحالف مع قطر، والسبب طبيعة الخصم التي تفرض على المختلفين وذوي السياسات المتباينة والمصالح المتضاربة أحيانا (التحالف ضد عدو واحد مشترك).
وذكر: أن لا شك أن التنظيمات الجهادية المتطرفة هي عدو صريح للعرب وإيران معا، والاثنان سينشغلان الفترة المقبلة لمقاومة نفوذ داعش والقاعدة والجماعات المتنامي، وستنسى إيران دورها مؤقتا في محور المقاومة، وإدارتها الإصلاحية ترغب في الانسحاب من المقاومة ضد إسرائيل تدريجيا لأجل مشروع الانفتاح الإيراني الذي رفعوه في برنامجهم..
واختتم قائلا: إن روسيا كان لها دور في سقوط الأسد، فهي ولكي تحافظ على شعرة معاوية مع الولايات المتحدة، عملت على تحجيم وتقييد الأسد، سواء بمنعه من الرد واستخدام الدفاع الروسي لذلك، أو برفض استخدام أراضي سوريا كمنطلق للهجوم الصاروخي على إسرائيل والبري في الجولان، فضلا عن عدم مقاومة روسيا لقوانين قيصر، أو دعم سوريا اقتصاديا بشكل يمنع تأثير قيصر نهائيا، وأدى ذلك لإضعاف الروح المعنوية للجنود السوريين، وشعورهم بالعجز وانعدام الكفاءة القتالية، فضلا عن انهيار الاقتصاد السوري وشعور الجنود والمؤيدين بالضعف، الذي كان من أهم أسباب الانسحابات الغريبة للجيش السوري بشكل ربما غير مسبوق في تاريخ الدول العربية كافة.
اقرأ أيضاًعمرو فاروق يفسر لـ «الأسبوع» سبب ظهور الإرهابي محمود فتحي في سوريا
بعد ظهوره في سوريا.. ننشر السجل الإجرامي لـ الإرهابي محمود فتحي
مصطفى بكري: إلغاء التجنيد الإجباري في سوريا يكشف زيف شعارات الميليشيات الإرهابية
أردوغان: سوريا بحاجة للدعم من الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر روسيا سوريا بوتين تركيا اسرائيل سامح عسكر
إقرأ أيضاً:
هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب كولورادو؟
عواصم - الوكالات
كشفت السلطات الأميركية، تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الذي وقع بالقرب من فعالية مؤيدة لإسرائيل في شارع "بيرل ستريت" الشهير بمدينة بولدر بولاية كولورادو، وأسفر عن إصابة 6 أشخاص على الأقل، بعضهم بحروق خطيرة.
وبحسب ما نقلته شبكة "فوكس نيوز"، فإن المشتبه به هو رجل يحمل الجنسية المصرية ويدعى محمد صبري سليمان، ويبلغ من العمر 45 عاماً، وكان قد دخل الأراضي الأميركية قبل عامين بتأشيرة مؤقتة انتهت صلاحيتها، ما جعله مقيماً بشكل غير قانوني في البلاد.
وأوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن المهاجم استخدم قاذف لهب بدائي الصنع أثناء تنفيذ الهجوم، وكان يردد عبارة "فلسطين حرة"، ما دفع المكتب لتصنيفه مبدئياً كـ"هجوم إرهابي موجه"، حسب ما صرّح به كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وقال المدعي العام لولاية كولورادو، فيل وايزر، إن الهجوم "يبدو كجريمة كراهية تستهدف الجالية اليهودية"، بينما لفت قائد شرطة بولدر، ستيفن ريدفيرن، إلى أن التحقيق ما زال في مراحله المبكرة، مؤكدًا أن "المعلومات أولية للغاية" ومن المبكر الجزم بالدوافع النهائية.
الهجوم وقع خلال تجمّع أسبوعي لأفراد من الجالية اليهودية نظمته "رابطة مكافحة التشهير" على ممر المشاة في بيرل ستريت، حيث اعتاد المشاركون على المشي أو الركض دعمًا للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
وقالت الرابطة، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "نحن على علم بالتقارير التي تفيد بوقوع هجوم خلال الفعالية، ونتابع التطورات مع السلطات الأمنية".
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من أسبوعين على حادثة مشابهة في واشنطن العاصمة، حيث اعتُقل رجل من مواليد شيكاغو، يبلغ من العمر 31 عامًا، بعد أن أطلق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية، مرددًا العبارات نفسها، مما أدى إلى مقتلهما لاحقًا في تبادل إطلاق نار مع الأمن.
وتعكس هذه الهجمات تصاعد التوترات في الولايات المتحدة على خلفية الحرب المستمرة في غزة، واحتمال تحوّل المواقف المتطرفة إلى أعمال عنف تستهدف تجمعات مدنية.
من جانبها، أعلنت شرطة كولورادو أن التحقيق جارٍ حاليًا باعتبار الحادث "عملاً إرهابيًا محتملاً"، مؤكدة أنه "لا يُعتقد وجود متورطين آخرين" في الهجوم. فيما تستمر جهود التعرف على خلفيات المشتبه به ودوافعه، وتقييم ما إذا كانت هناك صلة بتنظيمات خارجية أو تيارات فكرية متطرفة.
في المقابل، التزمت السلطات الفيدرالية الصمت بشأن تفاصيل التحقيق، مكتفية بالإشارة إلى أن التنسيق جارٍ بين مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة الأمن الداخلي، وشرطة الولاية.