كيف تعامل "هيئة تحرير الشام" الأقليات في سوريا؟
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
سلط الكاتب الصحافي جوزيف إس لافون، الضوء على مرحلة جديدة درامية في الحرب الأهلية السورية، حيث انهار نظام الأسد بشكل مفاجئ وصعدت "هيئة تحرير الشام" بقيادة أبو محمد الجولاني إلى السلطة، بعد سيطرتها على دمشق في 8 ديسمبر (كانون الأول).
حكم هيئة تحرير الشام سيظل على الأرجح متسماً بالتطرف
أنهى هروب بشار الأسد إلى موسكو حكماً دام 53 عاماً، تاركاً هيئة تحرير الشام في مركز السلطة.
ويعتقد بعض المحللين أن هيئة تحرير الشام شهدت تحولاً أيديولوجياً حقيقياً. ويستشهد تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط بتواصل الجولاني مع جماعات المعارضة الأخرى والأقليات كدليل على الاعتدال.
على سبيل المثال، سُمح للمسيحيين في إدلب بالاحتفال بالقداس علناً، كما ساعدت هيئة تحرير الشام قرى الدروز في جبال السماق بتوفير المياه.
Syrians are rejoicing after Assad's rule has come to an end after six decades of repression. But members of minority groups, like Salem, are holding their breath to see if Syria's new rulers — the Islamist group HTS — will keep their promise on protecting them and their rights. pic.twitter.com/JdklzAg6Gf
— DW News (@dwnews) December 17, 2024علاوة على ذلك، رافق انفصال الهيئة عن القاعدة حملات تطهير لعناصر متشددة رفضت الانفصال. حتى جيمس جيفري، الممثل الأمريكي الخاص السابق لسوريا، أقر بأن الجولاني يمثل "الخيار الأقل سوءاً" بين الفصائل.
تاريخ الجولاني
وقال الكاتب إن التفاؤل بشأن اعتدال هيئة تحرير الشام يتجاهل ماضي الجولاني. فقد برز الجولاني كمسلح مخضرم خلال حرب العراق تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي، ثم أبو بكر البغدادي. وأسس جبهة النصرة كفرع رسمي للقاعدة في سوريا بمباركة البغدادي، ملتزماً بإسقاط نظام الأسد.
ورأى الكاتب أن إعادة تشكيل هيئة تحرير الشام تعكس براغماتية تكتيكية وليست تغييراً أيديولوجياً حقيقياً. ففي عقيدة الفصائل المسلحة يُعتبر الخداع (التَّقية) استراتيجية مقبولة لتحقيق الأهداف الكبرى. ويعتقد خبراء مثل توماس جوسلين أن الانفصال عن القاعدة كان إسميّاً.
NEW | Syria: HTS is trying to retain control over the forces that it leads to maintain its moderate image and prevent sectarian conflict. HTS likely recognizes the risk of revenge killings and sectarian violence, which could destabilize Syria further. (1/5) pic.twitter.com/XLFOKP3nDF
— Critical Threats (@criticalthreats) December 13, 2024وبرر الجولاني خطوته علناً بأن الارتباط بالقاعدة جلب للبلاد تدخلاً عسكرياً أجنبياً، مما يشير إلى أن الانفصال كان تكتيكياً بحتاً.
وقال لافون إن هيئة تحرير الشام مستمرة في قمع الأقليات السورية على الرغم من ادعاءاتها بالاعتدال. ويحذر الباحث آرون زيلين من أن تصريحات هيئة تحرير الشام الموجهة للغرب تختلف بشكل كبير عن أفعالها على الأرض.
توصيات سياسية
ودعا الكاتب إلى توخي الحذر الشديد عند التعامل مع هيئة تحرير الشام. فرغم أن سقوط الأسد لا يُرثى له، وقال إنه يجب على صانعي السياسة الأمريكيين مقاومة إغراء اعتبار الهيئة شراً أقل. إن تاريخها، وتكتيكاتها الخادعة، واضطهادها المستمر للأقليات يكشف عن فلسفتها غير المتغيرة.
وحذر الكاتب من التفاؤل السابق لأوانه بشأن صعود هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا. فعلى الرغم من وعود الجولاني بالاعتدال، تُظهر سجل الهيئة وأيديولوجيتها أن الأقليات السورية تواجه مستقبلاً محفوف بالمخاطر، مؤكداً ضرورة أن يظل صانعي السياسة يقظين ومشككين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد هیئة تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
قيوح يُقيل الكاتب العام لوزارة النقل وسط تكهنات بتصفيات حسابات
زنقة 20 | علي التومي
في خطوة مفاجئة، أقدم وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، على إعفاء الكاتب العام للوزارة، خالد الشرقاوي من مهامه، وذلك في سياق سلسلة من التغييرات التي يشهدها القطاع في الآونة الأخيرة.
ويُعد الشرقاوي من أقدم الأطر الإدارية في الوزارة، حيث شغل منصب الكاتب العام في عهد عدد من الوزراء، من بينهم عزيز الرباح وعبد القادر اعمارة، ثم استمر في المنصب تحت إشراف الوزير السابق محمد عبد الجليل، والوزير الحالي قيوح.
وقد تم تعيين المفتش العام للوزارة كاتبا عاما بالنيابة، وهو ما اعتبره بعض المتابعين تعزيزاً لنفوذ جناح إداري مقرب من وزير سابق داخل الوزارة، في وقت تعاني فيه قطاعات النقل الجوي والطيران المدني من اختلالات بنيوية وإدارية.
واثار القرار أثار جدلا واسعا، خصوصا أنه جاء بالتزامن مع إعفاء عدد من المسؤولين البارزين في الوزارة، من بينهم المدير العام للطيران المدني ورئيس قسم تنظيم النقل الجوي، دون توضيحات رسمية بشأن أسباب هذه الإعفاءات، التي طالت أسماء لها باع طويل في القطاع.
وحسب نفس المصدر، فإن هذه القرارات الأخيرة تعيد إلى الواجهة أسئلة جوهرية حول معايير التعيين والإعفاء داخل وزارة النقل، ومدى تأثير الخلفيات السياسية والولاءات الحزبية على مسار كفاءات وطنية يشهد لها بالخبرة والإنجاز.
وفي انتظار توضيح رسمي من الوزارة تبقى التساؤلات مفتوحة، حول هل يتعلق الأمر بتفعيل مبدأ المحاسبة، أم أن الوزارة دخلت دوامة تصفية حسابات سياسية وإدارية ضيقة.