عضو بـ«النواب»: كلمة السيسي في قمة الدول الثماني تعكس رؤية مصر تجاه القضايا الدولية
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
قالت النائبة ميرال جلال الهريدي، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي تنعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة، تأتي كخطاب استراتيجي شامل يحمل رسائل قوية تعكس رؤية مصر الواضحة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وحرصها على تعزيز التعاون بين الدول النامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومواجهة التحديات المتصاعدة في العالم اليوم.
وأكدت في بيان لها، أن افتتاح الرئيس السيسي كلمته بالتأكيد على التنوع التاريخي والثقافي والاقتصادي الذي تتمتع به الدول الأعضاء في المنظمة، يشكل ركيزة أساسية لتعزيز روح التضامن والتكامل بين هذه الدول، وهذا التقديم يعكس رؤية مصر تجاه ضرورة توظيف هذا التنوع لصالح بناء اقتصاد مستدام يقوم على أساس الشراكة والتعاون المتبادل.
ولفتت إلى أن الرئيس السيسي خلال كلمته سلط الضوء على أهمية التركيز على الشباب باعتبارهم الركيزة الأساسية لمستقبل الدول، ما يجعل الاستثمار فيهم ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ضرورة ملحة لضمان تحقيق التنمية المستدامة.
العدوان الإسرائيلي تحدي صريح للشرعية الدوليةوأضافت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، أن الرئيس أظهر وضوحا وحزما في التعبير عن موقف مصر تجاه الأزمات التي تعصف بالمنطقة، خاصة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن تأكيد الرئيس السيسي على استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، تمثل تحدياً صريحاً للشرعية الدولية، مؤكداً أن تداعيات هذه الأزمة لا تهدد فلسطين وحدها، بل تمتد لتؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قمة الدول الثماني النامية قمة الدول النامية قمة الدول الثماني
إقرأ أيضاً:
الموقف الأوروبي تجاه غزة.. تناقض مواقف أم تبادل أدوار؟
"يا أهلَ مكة، أنأكلُ الطعامَ ونلبس الثياب، وبنو هاشم هَلْكى؟! واللهِ لا أقعد حتى تُشَقَّ هذه الصَّحيفةُ القاطعة الظَّالمة".
تلك مقولة قالها زهير بن أبي أمية المخزومي، الذي كان مشركا أيام حصار قريش للرسول والمؤمنين في شعب أبي طالب، ثم أسلم.
من يتأمل العبارة يجد أن قائلها لم يكتف بالقول والدعوة فقط، فأقسم "واللهِ لا أقعد حتى تُشَقَّ هذه الصَّحيفةُ القاطعة الظَّالمة"، وتخبرنا بقية القصة أن ما أراده تم.
ذاك الرجل لم يكن مسلما بعد، لكنه كان إنسانا، لم يتعامل مع المسألة على أنها سياسية بحتة، حركته النخوة والمروءة تجاه عذابات الناس في شعب أبي طالب، أزعجه أنهم لا يُسمح لهم بالطعام والشراب والزواج والحركة.
ما حدث آنذاك لم يكن الوحيد من نوعه في التاريخ الذي تخرج فيه فئة من الجهات المُحاصِرة لنصرة الفئة المُحاصَرة، بعد أن استيقظت ضمائرهم.
ما حدث من مطعم وأصحابه لم يكن خدعة، بدليل أنهم وقفوا وقفة قوية وجادة أمام قريش وطالبوا بإنهاء الحصار عن المسلمين، ومنهم من آمن بالله ورسوله.
لا أستعبد أن يكون ذلك مسرحية امتصاصا لغضب الجماهير، ولكن ورغم ذلك فإن هذا يجب استثماره بسرعة لقياس جدية الدول الغربية والعمل لتحويله لواقع ملموس، وكوني من غزة أشعر بأن مواقف الغرب الرسمي والشعبي أفضل من مواقفه السابقة
حديثا، ومنذ بدء العدوان على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، دعمت الدول الأوروبيّة الكيان الصهيوني بكل ما لديها وبكل ما يرغب، واستمرت وتنوعت وسائل الدعم إلى أن وصلنا لمرحلة بدأ فيها الموقف الأوروبي الرسمي والشعبي بالتغير والمطالبة بضرورة وقف الحرب ورفع الحصار.
لكن هل هذا التحول حقيقي وينمّ عن صحوة ضمير، أم خدعة تتبادل فيها الأدوار؟
هذا التغير خضع لعدة تفسيرات، البعض اعتبره خدعة وآخرون حقيقة، ولكل فريق أدلة يدعم بها موقفه، فالقائلون بأنه تغير حقيقي يرون أن جرائم العدو لم تعد تخفى على أحد، وأن الدعم المطلق له لم يعد مقبولا، خاصة أن تلك الدول الداعمة هي من يؤيد ويدعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ودعم مبادئ العدالة والمساواة.
أما القائلون بأنه مسرحية خادعة، يرون أن تغيير الآراء هو نتيجة لعرَض طارئ سيزول بزوال العرض، وهو الغضب الشعبي الأوروبي وانسجاما مع رأي الشعوب باعتبارها المُقرِرة لمن يصعد لسدة الحكم ومن ينزل عنها، وأن أوروبا الرسمية ليست مستعدة للتخلي عن دعم الكيان نظرا لتوغل الصهاينة في صناعة وصياغة كثير من تفاصيل الحياة في تلك البلدان، خاصة أن الغضب الشعبي بدأ يخرج عن المألوف في أمريكا وأوروبا، مثلما حدث في أمريكا حيث قتل رجل أمريكي اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية هناك، وحوادث أخرى.
شخصيا، لا أستعبد أن يكون ذلك مسرحية امتصاصا لغضب الجماهير، ولكن ورغم ذلك فإن هذا يجب استثماره بسرعة لقياس جدية الدول الغربية والعمل لتحويله لواقع ملموس، وكوني من غزة أشعر بأن مواقف الغرب الرسمي والشعبي أفضل من مواقفه السابقة.
ومما يؤيد موقفي أن الغرب الرسمي لن يكون حريصا على دماء أهل غزة العرب والمسلمين، أكثر من العرب والمسلمين الرسمين، خاصة أن التآمر العربي الرسمي واضح وجلي للجميع، وكثير من الدول العربية تتباهى بذلك، وليس أدل على ذلك أو أذل من ذلك ما جاء على لسان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط؛ الذي قال إن مقاطعة إسرائيل ليس من الحكمة السياسية، في حين أن مؤسسات ودول وشخصيات غربية قاطعت وفعّلت برامج مقاطعة لم تقم بها أي دولة عربية.
ومن باب الإنصاف نرى أن مواقف الدول الغربية، وهي أكثر جرأة من كل الدول العربية، حيث منهم من استدعي سفير الكيان لديه، ومن طالب بقوة الكف عن الجرائم وقرر تعليق صفقات السلاح.
لكن على رأي المثل المصري: "أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب".