أعلن المركز الدولي للزراعة الملحية “إكبا” عن إستراتيجيته العشرية “2024-2034” وهويته المؤسسية الجديدة خلال حفل ضخم عُقد في مقره الرئيسي في دبي، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة، بينهم قادة عالميون في مجال الاستدامة وشركاء رئيسيون للمركز.
وتهدف الإستراتيجية الجديدة إلى تعزيز دور “إكبا” في مواجهة التحديات الزراعية العالمية، مثل الملوحة وندرة المياه وتغير المناخ، مع التركيز على إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتحسين الأمن الغذائي والمائي، خاصة في المناطق الجافة والمالحة.


وأكدت سعادة رزان خليفة المبارك، رئيسة مجلس الإدارة، أن “إكبا” يعمل منذ تأسيسه في 1999 على مواجهة تحديات بيئية وزراعية ملحة، بفضل دعم القيادة الرشيدة للدولة وشركائه المؤسسين، مثل البنك الإسلامي للتنمية وصندوق الأوبك للتنمية الدولية، مشيرة إلى أن الإستراتيجية الجديدة ستُمكّن المركز من مواصلة ريادته في الابتكار، مع تعزيز التعاون لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة.
من جانبها، قالت الدكتورة طريفة عجيف الزعابي، المديرة العامة لإكبا.. إن الإستراتيجية تركز على تعميق تأثير المركز من خلال تطوير حلول علمية مبتكرة، وتوسيع الشراكات الدولية، وتعزيز المرونة في النظم الزراعية والبيئية مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية تعكس إرث إكبا الممتد لعقود في إدارة الملوحة والتكيف مع التغير المناخي، مؤكدة أن المركز سيواصل تقديم حلول عملية قابلة للتطبيق على نطاق واسع لدعم الزراعة المستدامة.
وتم خلال الحفل إطلاق الهوية المؤسسية الجديدة للمركز، التي تشمل شعارًا يرمز إلى رسالة إكبا، يمثل اللون الأزرق الماء كعنصر حيوي، والبني التربة كأساس للزراعة المستدامة، والورقة الخضراء النمو والتجدد، مع التركيز على المحاصيل القادرة على التكيف مع المناخ والتنوع البيولوجي.
وأضافت المديرة العامة لإكبا أن الهوية الجديدة تعكس رؤيتنا الطموحة لتلبية الاحتياجات المتغيرة لشركائنا والمجتمعات التي نخدمها، سنواصل دفع الابتكار والشراكات لتحقيق حلول علمية ملموسة لمواجهة التحديات الكبرى، بما في ذلك الأمن الغذائي والتغير المناخي.
وأكدت الإستراتيجية العشرية لإكبا التزامه الراسخ بمواجهة التحديات الزراعية عبر الابتكار والتعاون، مع تعزيز الشراكات الدولية لتطوير ممارسات زراعية مستدامة وتحقيق الأمن الغذائي والمائي ، فيما يتواصل دور المركز كرائد عالمي في تمكين المجتمعات من تجاوز التحديات المناخية ودعم الاستدامة والنمو المشترك.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

فرص وظيفية بالقطارة

راشد بن حميد الراشدي

أتعجب من أعداد أبنائنا الباحثين عن عمل، والتي بلغت عشرات الآلاف بين خريجين ومُسرّحين، وأتعجب أكثر من زيادة عدد الوافدين، الذي بلغ مليوني وافد، وأتعجب أكثر وأكثر من أن الحلول لهذه المشكلة خجولة، وأتعجب أكثر وأكثر وأكثر من أن يتنافس على وظيفة مطلوب فيها 200 شخص، 35 ألف باحث عن عمل.

شخَّص الجميع المشكلة، ونادى الجميع بالحلول، وذهب الوضع عند بعض الغيورين إلى مطالبتهم الحكومة بإسناد أمر التوظيف لهم، من أجل إيجاد حلول فورية وفعّالة تُنقذ الوطن وأبناءه من هذا الأمر الجلل، الذي لامس كل بيت في عُمان، في زهرة الشباب وبُناة المستقبل الذين قذفتهم أمواج الحياة من حولهم نحو أتون العوز والفراغ، بدون وظائف تُعينهم على مدارك الحياة.

عُمان، ولله الحمد، بلاد الثروات والإمكانيات والعقول المستنيرة بالعلم، وهي وطن التعاضد والتكاتف والهدوء والخُلق الكريم، الذي يمدحه كل الزوار على مدار العام.

فالنمو الاقتصادي للوطن، وتحقيق الفوائض المالية، وتقدُّم السلطنة في مختلف المؤشرات، يجب أن ينعكس أثره على أبناء المجتمع أولًا، ويجب أن نرى الرفاه والسعادة في كل بيت، من خلال وجود مصادر دخل ثابتة لأبناء المجتمع، فالوطن أولى بأبنائه لبنائه قبل الغريب.

مشكلة الباحثين عن عمل تُدق ناقوس الخطر، مع سماعنا لقصص كثيرة تُدمي القلب، من عائلات بذلت الغالي والنفيس في تعليم أبنائها، والنتيجة جلوسهم في البيوت بلا عمل، فأصبحوا عالة على أسرهم، ومن عائلات سُرّح القائمون عليها، فتفكك البيت، وأصبحوا عالة على المجتمع، يعتاشون على ذُلّ السؤال من أصحاب الخير والجمعيات الخيرية الأهلية.

الفرص اليوم تُعلن بالقطّارة، تتفاوت بين عشرات ومئات الفرص الوظيفية في العام، يتسابق لها علية القوم قبل فقرائهم، بينما يقف في طابور الانتظار مئات الآلاف من الباحثين عن عمل، مع زيادة نمو الوافدين، البالغ عددهم اليوم أكثر من مليوني وافد، يتسيّدون سُلّم الوظائف العالية والمتوسطة والمتدنية، وبدون رقيب في منافستهم لقوت المواطن وحقه في التوظيف والعمل في وطنه.

ومع مشكلة الباحثين عن عمل، يضطر الكثير من الشباب لضرورة إيجاد سُبل نحو تحقيق طموحاتهم، وإيجاد مصدر دخل لهم من خلال القطاع الخاص، وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي بات العمل فيها يحمل مخاطر وتحديات، وقع فيها الشباب، وجعلتهم مديونين ومطالبين، بدل تحقيقهم أرباحًا مجزية تُعينهم وتُعين أسرهم، من خلال عوامل أوجدتها قوانين العمل وأنظمته التي خدمت الوافد، ومن خلال الرسوم المتعددة من مختلف الجهات الحكومية المترتبة عليهم، ومن خلال سوق عمل يشهد ركودًا بلا حلول مجزية تُعين رائد العمل.

نحن سمعنا وعلمنا عن مبادرات كثيرة، وحلول، وتصريحات، وبرامج، وقوانين مختلفة، نحو إيجاد حلول لمشكلة الباحثين عن عمل، منها حلول التوظيف المدعومة برواتب شهرية متدنية جدًّا، لا تكاد تسد احتياجات الشخص من مأكل ومشرب ونقل وعيش كريم. ومع كل تلك الهالات الإعلامية التي تُقام حولها، لم نجد أثرًا على الأرض؛ فآلاف الخريجين كل عام، وآلاف الباحثين تتفاقم مشاكلهم يومًا بعد آخر، فلا حلول جذرية لتلك المشكلة إلا بالإرادة الصادقة من المسؤولين عن هذا القطاع الحيوي، الذي يضمّ تحته خيرة أبناء عُمان، جيل الغد القادم، الذي يجب أن يحظى بحياة كريمة، ووظيفة مُعينة، وسعادة هانئة وسط وطنه وبين أهله.

إن الأمر عظيم في ترك هذه المشكلة بلا علاج فوري شامل، بعيدًا عن ذر الرماد في العيون بإعلانات وظيفية لا ترقى إلى حل ١% من نسبة الباحثين المتزايدة عامًا بعد عام، وإلى زيادة عدد العاملين الوافدين مقابل أبناء الوطن.

ومن خلال هذه المقالة أُقترح: تنظيم مخرجات التعليم، ورسم التخصصات المستقبلية التي يحتاجها الوطن، ولدينا قطاعات كثيرة واعدة. إيجاد قاعدة بيانات حقيقية للعاملين من الوافدين في القطاعين الخاص والحكومي، وحصر وظائفهم، وإحلالها فورًا للمواطنين الأكفاء في تلك الوظائف. إعداد الكفاءات المناسبة لإحلالها بدل الوافد في مختلف المجالات، ولمختلف القطاعات التي فيها نسبة كبيرة من الوافدين، كالقطاع الصحي، والتربوي، والجامعي، والصناعي، والتخصصي، وغيرها من قطاعات العمل. تنظيم قوانين العمل التي تخدم المواطن، وليس الوافد، وإعادة صياغتها، كقانون المستثمر الأجنبي، وقانون انتقال العامل الوافد بدون سماح الكفيل، والذي أضرّ بأصحاب العمل، فأصبحوا في عداد المسرّحين بعد أن تم إغلاق مؤسساتهم. تشجيع مجال ريادة الأعمال، بخفض الرسوم والضرائب المترتبة عليهم، ودعمهم في الخدمات الحكومية المقدمة، من إعفاءات سنوية، ورسوم، وتراخيص أثقلت كاهلهم. إقامة مشاريع كبيرة يديرها أبناء عُمان، ذوو الكفاءات المؤهلة في مختلف التخصصات. ختامًا:

أتمنى أن تكون هناك جهات تُصغي لمناشدات المواطنين، من مسؤولين، وأصحاب الشركات الكبرى، وكل من له علاقة بهذا الملف العصيب، فلقد بلغ الأمر مبلغًا عظيمًا، يجب إيجاد طرائق لحله، فليس الحل بالقطّارة، إنما الحل بسيل ماطر يسقي الأرض جفاف سنين.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار.
فالحل ليس بالقطّارة.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ليفربول يكشف عن قمصان شركة الملابس الجديدة بمشاركة صلاح
  • المركز الكاثوليكي يكشف عن اللحظات الأخيرة في حياة الراحل لطفي لبيب
  • تخليد اسمه في الكتاب.. المركز الكاثوليكي يكشف عن تكريم منتظر لـ لطفي لبيب
  • بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي يكشف عن وصيه لطفي لبيب.. خاص
  • محاضرة هندسية في حمص تناقش أحدث حلول إعادة تأهيل جسر الرستن
  • 495 مليار ريال حجم الاقتصاد الرقمي.. وزير الإعلام: إطلاق الإستراتيجية الوطنية للإعلام قريباً
  • ماذا قرّر حزب الله مالياً؟ مركز إسرائيلي يكشف
  • وزير الطاقة يزور عيادات “التمكين” في الرياض إحدى المبادرات الإستراتيجية “لوزارة الموارد البشرية”
  • فرص وظيفية بالقطارة
  • زراعة الشيوخ: تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات