ينفرد الشعب اليمني من بين شعوب الأمة العربية والإسلامية، بموقفه المساند والمناصر لفلسطين وقضيته العادلة بصورة رسمية وشعبية لا مثيل لها، باعتباره ينطلق، في هذا الموقف، من التزام ديني واستجابة لواجب النصرة في ظل تخاذل عربي معيب ومخز، ورغم أن اليمن يتعرض لعدوان أمريكي إسرائيلي مباشر هدفه الأساسي زيادة معاناة أبناء الشعب اليمني وثني الجمهورية اليمنية.

.

الثورة  / أحمد السعيدي

.إلا أن الرد جاء من القيادة الثورية بأن موقفنا في مساندة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم مبدئي وإيماني وديني، ولن يتوقف أو يتراجع، وثانيا من عمليات القوات المسلحة وأننا مستمرون بمعونة الله وتوفيقه، وستحصل ضربات إن شاء الله مؤثرة على العدو أكثر وان العدوان الإسرائيلي لن يزيد الشعب اليمني إلا إصراراً على مواصلة موقفه ومساندته لنصرة الشعب الفلسطيني ودفاعاً عن النفس، وبذل المزيد من الجهود في ذلك..
المواقف التاريخية
رغم البعد الجغرافي بين اليمن وفلسطين، إلا أن اليمنيين أثبتوا منذ فجر الإسلام أنهم أهل النخوة والشهامة والمروءة في إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم والوقوف مع الحق والدفاع عن قضايا الأمة المصيرية ومقدساتها في مشارق الأرض ومغاربها، ولذلك كان موقف اليمن ولا يزال إزاء قضية فلسطين هو الأقوى عربياً وإسلامياً، وقد ازداد قوة وصلابة حينما حمل ثقافة القرآن الكريم الجهادية التي بدأت منذ أول يوم أعلن فيه الشهيد القائد مشروعه المقاوم في 2001م، الذي جعل اليهود الصهاينة يدركون خطورة المشروع القرآني وجندوا لمواجهته أدوات أخرى حولت مسار المعركة واستنزفت طاقات الأمة ردحاً من الزمن.، ولذلك فالشعب اليمني ارتبط بقضايا أمته ومنها القضية المركزية قضية فلسطين، وتمسك بها من خلال أربع مراحل مرت بها تجسيداً للهوية الإيمانية والمبادئ والقيم والأخلاقيات العربية.
الأحداث في سوريا
موقف الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية لم يتأثر بالأحداث في سوريا وهذا ما عبر عنه السيد القائد عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير عندما أعلن أن “شعبنا مستمر في جهاده وتحركه مناصرة للشعب الفلسطيني، تضامنًا مع أي شعب عربي يتعرض للعدوان الإسرائيلي” وأكد أن موقفنا مما شهدته سوريا “لا يتأثر بمن يسيطر على الوضع أيًا يكن”، وقال: “طالما أن العدوان يستهدف بلدًا عربيًا وشعبًا مسلمًا فنحن إلى جانب هذا البلد”. وأضاف: “نؤكد وقوفنا مع سوريا ومع الشعب السوري ضد العدوان الإسرائيلي”. وقال: “على الأمة مسؤولية أن تقف إلى جانب الشعب السوري ضد العدوان الإسرائيلي”، وأضاف: “الجماعات التي سيطرت على سوريا أمام اختبار حقيقي تجاه العدوان الإسرائيلي وتجاه القضية الفلسطينية”، مستطردًا: “لم يصدر حتى الآن أي موقف ولا أي ردة فعل من الجماعات التي سيطرت على سوريا تجاه المخاطر المستمرة من العدو الإسرائيلي”
استشهاد قادة حزب الله
حتى بعد استشهاد قادة حزب الله السيد حسن نصر الله ثم السيد هاشم صفي الدين كان الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية راسخ وثابت وأعلن السير على خطى هؤلاء القادة العظماء الذين تركوا من الإرث الجهادي والأثر الاستشهادي ما يجعل جذوة الجهاد والمقاومة مشتعلة، وتحرير القدس وفلسطين حقيقة وزوال الكيان الصهيوني حتمياً وأقرب من أي وقت مضى، وقد أوصل اليمن رسالة للعدو الصهيوني أنه مهما ظن باغتيال القادة العظماء أنه سيوقف مسيرة الجهاد والمقاومة فهو واهم، فكم قد استشهد من القادة، لكن دماءهم روت شجرة الحرية والكرامة، واستمر المنحى التصاعدي لحركات المقاومة بقوة أكثر وبعزمة أصلب لا تلين”، وكان الموقف اليماني معبراً عن المزيد من الالتفاف حول قادة المقاومة، والسير معهم في طريق الجهاد الذي هو باب من أبواب الجنة والحذر من مغبة التقاعس والتثبيط والتشكيك في هذا السبيل وقادته، والتأكيد على واحدية المعركة ووحدة المصير.
العمليات مستمرة
ثبات الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني أكدته استمرار العمليات العسكرية المختلفة سواء في البحر الأحمر أو الاستهداف المباشر للعمق الصهيوني بالصواريخ فرط صوتية، حيث تم استهداف السفن الأمريكية هذا الأسبوع بالرغم من أنها مارست أقصى درجات الحذر والتمويه والتخفي، وهذا ما أكده قائد الثورة عندما افصح عن استمرار العمليات قائلاً “من عمليات هذا الأسبوع ما هو في البحار باستهداف 5 سفن أمريكية في خليج عدن، منها بارجتان حربيتان”، مضيفًا أن “عمليات جبهة الإسناد في يمن الإيمان استهدفت هذا الأسبوع يافا المحتلة، وأسدود وعسقلان”، وأن هذه العمليات نُفذت بـ19 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا ومسيرة، منوهًا بعمليات مشتركة تم تنفيذها هذا الأسبوع مع الفصائل في العراق.
اعتراف العدو
الضربات اليمنية الموجهة ضد الكيان الصهيوني ونوعية هذه الضربات سيما التي توجه الى تل ابيب وبالصواريخ الفرط صوتية، لا زالت تشكل عامل قلق للعدو سيما مع وعود صنعاء بمضاعفة الضربات، وفي هذا السياق تقول صحيفة يديعوت أحرونوت أن يوم الأحد الماضي كان يفترض أن يكون يومًا هادئًا، إلا أن الهجوم الباليستي القادم من اليمن أظهر واقعًا مقلقًا، يتمثل في افتقار إسرائيل إلى خطة استراتيجية متماسكة للتعامل مع هذه التهديدات المستمرة، ووسط غياب استراتيجية واضحة للتصدي منذ 14 شهراً تقريباً كما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها عن إخفاق الكيان الصهيوني في التعامل مع التهديدات العسكرية المتصاعدة القادمة وبالتالي فإن الوضع الأمني يتفاقم، وبالتالي فبحسب الصحيفة، الكيان لا يزال يواجه تحديات معقدة على جبهات متعددة، قائلة: إن كيان العدو يشعر بخيبة أمل بسبب فشل الولايات المتحدة وحلفائها في وقف الهجمات اليمنية أو الحد منها، مشيرة في الوقت عينه إلى أن الأمل المتبقي الآن هو أن يؤدي انتهاء القتال في غزة إلى إغلاق الجبهة اليمنية ولكن ليس هناك يقين بأن هذا سيكون هو الحال، وبالنظر إلى ضربة اليمن التي طالت المدمرة الأمريكية تؤكد أكبر خدمة إخبارية للشحن في العالم وهي مجلة tradewindsnews)) النرويجية أن الهجوم المتجدد من اليمن على السفن الأمريكية يوفر دليلًا إضافيًا على عدم تراجع القدرات العسكرية في اليمن، وبحسب المجلة فإن الهجوم يدل على أن قدرات اليمنيين على تنفيذ هجمات بحرية لا تزال غير منقوصة، على الرغم من مزاعم الولايات المتحدة المتكررة بتقويض هذه القدرة من خلال الضربات الجوية.
شهادة العالم
كما أكد باحث صيني شهير في مجال العلوم البحتة أن اليمنيين أظهروا جرأة أكبر من الصين بعد أن شنوا مراراً عمليات عسكرية ضد حاملات الطائرات الأمريكية، وقال الباحث الصيني «وانغ تاو» في تقرير نشره بعنوان «النظرية القائلة بأن حاملة الطائرات الأمريكية عديمة الفائدة أصبحت حقيقة»، ليس الأمر أن حاملات الطائرات عديمة الجدوى بشكل عام، ولكن بالنسبة للصين، أصبحت جميع حاملات الطائرات الأمريكية وغيرها من الدول بلا فائدة، أما حاملات الطائرات الصينية، فلا تزال لها قيمة في الوقت الحالي، لكنها بحاجة إلى إعادة التفكير في استراتيجية تطويرها، وأشار إلى أنه في يونيو 2024م، أعلنت القوات المسلحة اليمنية أنها شنت هجوماً على حاملة الطائرات «يو إس إس» أيزنهاور وأصابتها، ولم يتلق هذا الأمر تأكيدا نهائيا، وقد نفت الولايات المتحدة تعرضها للضرب منذ البداية وحتى النهاية، لكن وسط النفي المستمر، غادرت السفينة «أيزنهاور» البحر الأحمر بسرعة، ودخلت البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، ثم عادت إلى وطنها، وخلص الباحث الصيني، إلى أن القوات المسلحة اليمنية نفذت بالفعل عمليات عسكرية ضد حاملة الطائرات الأمريكية، رغم نفي واشنطن لإصابتها، حيث وهي لم تغرق ولكنها أُجبرت على الانسحاب، وبين أن اليمنيين أظهروا عدم خوفهم من حاملة الطائرات الأمريكية، بينما أبدت الحاملة حذرًا واضحًا من التعرض لهجمات أخرى، مما دفعها إلى الانسحاب السريع.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الانتصار اليمني في البحر الأحمر.. رسالة مدوية بنهاية عصر الهيمنة الأمريكية

يمانيون | تحليل
تمرّ الإمبراطورية الأمريكية اليوم بلحظة فارقة في تاريخها، لحظة لا تُخطئها أعين المراقبين ولا تقديرات الاستراتيجيات الجيوسياسية في العالم.

فمنذ عقود، فرضت الولايات المتحدة هيمنتها بالقوة على النظام العالمي، عبر سطوتها العسكرية والاقتصادية، فمارست الاحتلال المباشر تارة، والوصاية السياسية والنهب الاقتصادي تارة أخرى، وكانت البحر الأحمر مجرد ساحة عبور لتلك الإمبراطورية في مشاريعها نحو الهيمنة العالمية.

لكنّ معركة البحر الأحمر الأخيرة جاءت لتقلب هذه المعادلات، وتعلن بداية مرحلة جديدة لا يقرر فيها الكبار وحدهم مصير الملاحة الدولية، بل أصبح للشعوب المستضعفة – بفضل صمودها وتطور إمكانياتها الدفاعية – القدرة على فرض الوقائع الجديدة، وكسر إرادة الطغيان العالمي.

اليمن… مفاجأة التاريخ
حين دخلت القوات المسلحة اليمنية ساحة البحر الأحمر، لم تدخلها كدولة نامية محاصرة، بل كممثّل عن قضية عادلة، وموقف أخلاقي، وإرادة سياسية لا تلين.

استخدمت اليمن أدواتها العسكرية بمهارة، وأعلنت – بلغة القوة – أن الممرات البحرية لم تعد خطوطاً أمريكية حمراء، وأن مصالح الاحتلال الصهيوني ليست محصّنة، بل أصبحت تحت طائلة النار والموقف.

إن هذه المواجهة، رغم محدودية الوسائل مقارنةً بالإمكانات الأمريكية الضخمة، كشفت هشاشة الردع الأمريكي في مواجهة الإرادة الراسخة.

فكم من حاملات طائرات عبرت تلك المياه دون منازع، قبل أن تواجه اليوم طوفاناً من المسيّرات والصواريخ اليمنية الذكية التي تجاوزت الحواجز التقليدية للتفوق التكنولوجي.

تحوّل دولي في المواقف
الرسالة التي وصلت إلى عواصم العالم لم تكن عسكرية فقط، بل كانت سياسية وأخلاقية واستراتيجية. مفادها: أن الهيبة الأمريكية ليست قدراً لا يُقاوم، وأن مشاريع التسلط يمكن أن تُكسَر.

ولعل أبرز مظاهر هذا التحول، الصمت المريب – أو التراجع الخجول – من بعض حلفاء أمريكا في حلف الناتو، الذين باتوا يرون في استمرار التورط في الحروب الأمريكية عبئاً لا يطاق، وسبباً مباشراً في اهتزاز أمنهم الداخلي واستنزاف مقدّراتهم الاقتصادية.

كما بدأت شعوب أخرى تطرح تساؤلات كانت تعتبر من المحرمات: لماذا نخضع لقرارات أمريكية لا تأخذ مصالحنا بعين الاعتبار؟ لماذا نمضي خلف سياسات عدوانية تعود علينا بالخراب؟ واليمن قدم الجواب: يمكن المقاومة، ويمكن الانتصار.

البحر الأحمر… ميدان كسر الهيمنة
لقد شكّلت المعركة البحرية في البحر الأحمر والعربي ليس فقط تطوراً عسكرياً، بل لحظة مفصلية في ميزان الردع العالمي.. لم تعد قواعد الاشتباك تُدار من غرفة عمليات أمريكية أو قواعدها العائمة في البحار، بل أصبح للميدان صوت آخر، وصورة أخرى، وشعوب أخرى.

أثبتت اليمن أن التحكم بممرات الطاقة والتجارة العالمية لم يعد امتيازاً للغرب، وأن القوة لم تعد حكراً على من يمتلك التكنولوجيا، بل على من يمتلك الحق والإرادة والشجاعة السياسية لاتخاذ القرار.

بداية أفول الهيمنة الأمريكية
هزيمة أمريكا في البحر الأحمر – حتى وإن لم تعلنها واشنطن صراحة – تمثل كسرًا رمزيًا واستراتيجيًا للهيبة التي بنتها على مدى عقود، وهي بداية تحول عالمي أعمق، يتمثل في تراجع دور القطب الأوحد، وصعود قوى جديدة تفرض توازنًا في الإرادات والمعادلات.

لم يكن التراجع الأمريكي في أفغانستان، ولا التخبط في العراق، ولا التخلي عن أوكرانيا، ولا الانقسامات داخل حلف الناتو، إلا مؤشرات على دخول الإمبراطورية الأمريكية مرحلة الشيخوخة السياسية والاستراتيجية، تلك التي تحدث عنها ابن خلدون في نظريته عن أعمار الدول.

والآن، ها هو البحر الأحمر – بسواحله اليمنية – يعلن صراحةً أن العالم قد تغيّر، وأن الزمن الأمريكي يوشك على الأفول، وأن إرادة الشعوب حين تقترن بالقوة والموقف المبدئي، قادرة على إعادة صياغة الجغرافيا السياسية… من عمق البحر، إلى عرش الإمبراطورية.

مقالات مشابهة

  • محللة سياسية: موقف فرنسا من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني مميز وأسبق من دول أخرى
  • رئيس الوزراء: موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ولا سلام إلا بحل الدولتين
  • تحليل بريطاني: القدرات العسكرية اليمنية أربكت أمريكا و”إسرائيل”
  • ضياء رشوان: موقف مصر لا تحكمه المصالح المؤقتة بل يرتكز على ثوابت راسخة
  • محمد عبد المنعم: خطاب الرئيس السيسي عبّر عن موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية
  • خطاب السيسي يعيد ترسيخ ثوابت القاهرة تجاه غزة.. وخبير: مصر دائما حاملة لهموم الشعب الفلسطيني
  • بدر عبد العاطي: ندعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة
  • الانتصار اليمني في البحر الأحمر.. رسالة مدوية بنهاية عصر الهيمنة الأمريكية
  • الحركة الوطنية: تصريحات الرئيس السيسي تكشف الحقائق وتؤكد موقف مصر تجاه فلسطين
  • أيمن العشري: موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابت وشريف ونابع من قراءة دقيقة لأوضاع المنطقة