تلتقط "أم محمد" أنفاسها بصعوبة وهي تسرد فصلا من معاناتهم كلاجئين في ليبيا التي وصلت إليها بعد رحلة طويلة إثر خروجها من السودان.

وتقول للجزيرة نت "بعد اندلاع الحرب توجهنا إلى مصر ولكن لم نستطع البقاء هناك، فقررنا التوجه إلى ليبيا، جميع اللاجئين هنا مرضى ومصابون بداء الدرن (السُّلّ)، لا نملك ثمن الطعام ونحتاج إلى الدواء، بعض اللاجئين يسيرون أياما جائعين وعلى أقدامهم، وآخرون توجهوا إلى تونس، مضيفة "لا تملك المال، أنت لا شيء".

لاجئو السودان

ومع مرور أكثر من عام على الحرب التي اندلعت منتصف أبريل/نيسان 2023 بلغ عدد اللاجئين السودانيين مليونين و200 ألف شخص، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

ويواجه اللاجئون السودانيون عددا من التحديات خلال طريقهم للبحث عن الحماية، مما يضعهم أحيانا في مواقف محفوفة بالمخاطر، وينفصل عدد من الأطفال عن ذويهم خلال رحلة اللجوء ويصلون في أمس الحاجة إلى الدعم الطبي والنفسي، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

اللاجئون في المعسكرات في أوغندا يعانون من نقص الغذاء والرعاية الصحية (مجتمع اللاجئين السودانيين بأوغندا) رحلة اللجوء

في الوقت الذي يبدو فيه طريق اللجوء محفوفا بالمخاطر في رحلة أمل هربا من تداعيات الحرب، لكن المعاناة لم تنته بعد، فمن ليبيا تقول الطبيبة عدلاء توفيق التي أسست مركزا لإيواء اللاجئين السودانيين الذي يضم حوالي 3 آلاف لاجئ، إن أكثر الأمراض انتشارا هو مرض الكبد الوبائي (فيروس الكبد) والأنيميا، بجانب وجود عدد من المرضى النفسيين.

إعلان

وفي حديثها للجزيرة نت أشارت عدلاء إلى تقديم مساعدات من المسؤولين الليبيين، وتحدثت عن وقوع ألف حالة وفاة شهريا وسط اللاجئين في الطريق بين المثلث والكفرة وفقا للسلطات الأمنية، إضافة إلى عدد من المفقودين في الصحراء.

من جهته قال الأمين العام لمجلس تنسيق الجاليات السودانية بليبيا محجوب الفاضلابي، إن أمراض سوء التغذية تنتشر بين اللاجئين السودانيين، وتم تسجيل حالتي وفاة لأطفال بسوء التغذية، وفي مدينة سبها يعيش أكثر من 50 أسرة في منزل مستأجر حيث يوجد أكثر من 150 شابا ينامون في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

وفي حديثه للجزيرة نت قال محجوب: "قُدمت مساعدات غذائية وعلاجية من بعض المنظمات للاجئين في مدينة بنغازي والكفرة وإجدابيا، أما التدخلات من المنظمات في الجنوب ضعيفة باستثناء بعضها.

وأضاف: "تلقينا وعود بمساعدات من الهيئة الليبية للإغاثة والهلال الأحمر".

اللاجئون في تشاد

أما تشاد التي استقبلت حوالي 67 ألف لاجئ سوداني، فيقول المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان جمال عبد الله خميس، إن أوضاع اللاجئين الصحية فيها متردية، مع ارتفاع حالات سوء التغذية وسط الأطفال وكبار السن وحالات الوفاة والالتهابات، إضافة إلى الأمراض المزمنة التي لا يجد أصحابها الرعاية الطبية اللازمة.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال جمال إن الكادر الطبي الموجود بعدد من المنظمات غير مؤهل، وتم تسجيل عدد من الوفيات نتيجة تردي الخدمات الطبية، بالإضافة إلى نقص حاد في الغذاء رغم جهود منظمة الغذاء العالمية.

وأضاف: "لا يوجد تنوع غذائي ومياه نقية للشرب مع ارتفاع حالات سوء التغذية، بجانب عدد من المرضى النفسيين وحالات الجنون نتيجة الصدمة النفسية التي حدثت لهم ودون وجود معالجات".

تحديات صحية ومعيشية

وفي أوغندا يعيش اللاجئون السودانيون في ظل تحديات صحية ومعيشية، بحسب رئيس مجتمع اللاجئين السودانيين في أوغندا صالح إدريس آدم.

إعلان

وفي حديثه -للجزيرة نت- قال صالح إن اللاجئين يعانون بشكل يومي من تفشي الأمراض المزمنة مثل الكوليرا والسكري والملاريا والأمراض الجلدية، نتيجة سوء الصرف الصحي والمياه الملوثة، بجانب معاناة الأطفال من سوء التغذية بسبب نقص الغذاء والسكن، مما يؤثر بشكل كبير على صحتهم ونموهم.

وقال صالح إن المعسكرات تفتقر إلى الخدمات الصحية المتكاملة، نسبة لنقص العيادات الطبية والمستشفيات، كما لا يستطيع عدد من اللاجئين في كمبالا الحصول على العلاج في الوقت المناسب بسبب عدم توفر الإمكانيات لشراء الأدوية مع الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها.

احتياجات متزايدة

ويبلغ عدد اللاجئين السودانيين في أوغندا أكثر من 8 آلاف لاجئ في ظل وفيات بشكل مستمر بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مثل الكوليرا والسكري، إذا توفرت الظروف الصحية المناسبة، بحسب تصريح رئيس مجتمع اللاجئين بأوغندا للجزيرة نت.

وأضاف: "وضعنا كلاجئين مأساوي، نطالب المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي بزيادة الدعم لتحسين الأوضاع في المعسكرات بشكل عاجل، ونثمن الدور الذي تقوم به بعض المنظمات الدولية والمحلية، لكن المساعدات لا تزال غير كافية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اللاجئین السودانیین سوء التغذیة للجزیرة نت فی أوغندا أکثر من عدد من

إقرأ أيضاً:

لبنان يطلق المرحلة الأولى من خطة عودة اللاجئين السوريين

شعبان بلال (دمشق، القاهرة)

أعلن لبنان، أمس، انطلاق المرحلة الأولى من خطة الحكومة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية: إن العودة تتم بالتنسيق بين المديرية العامة للأمن العام اللبناني والدولة السورية، عبر مركز «المصنع» الحدودي البري شرق البلاد، مشيرةً إلى أنه تم تحديد نقطة التجمع في بلدة «بر الياس» استعداداً لانطلاق القوافل نحو سوريا. وتأتي الخطوة في إطار العودة المنظمة والآمنة بمشاركة كل من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة والصليب الأحمر اللبناني وعدد من المنظمات الإنسانية.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني طارق متري قد صرح في وقت سابق أن العودة ستنقسم إلى قسمين، منظمة وغير منظمة، بحيث يتم في الأول تسجيل الأسماء وتأمين حافلات لنقلهم إلى الداخل السوري على أن يحصل كل لاجئ على مبلغ 100 دولار.
أما بالنسبة للعودة غير المنظمة فسيكون على اللاجئ أن يحدد موعد مغادرته وتأمين وسيلة التنقل لكنه سيحصل أيضاً على 100 دولار.
وسيقوم الأمن العام اللبناني بإعفاء المغادرين من الغرامات المترتبة عليهم نتيجة إقامات منتهية الصلاحية مع شرط عدم العودة إلى لبنان.
وكشفت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، سيلين شميت، عن عودة أكثر من 443 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم حتى أبريل الماضي، موضحةً أن أكثر من مليون نازح داخلياً عادوا إلى مناطق إقامتهم الأصلية.
وذكرت شميت، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن العائدين يواجهون تحديات كبيرة، أبرزها الدمار الذي لحق بمنازلهم، والمخاطر الناتجة عن الألغام الأرضية، ونقص الخدمات الأساسية، مما يتطلب استجابة إنسانية مرنة وسريعة، ودعماً دولياً مستمراً لضمان كرامتهم واستقرارهم.
وأشارت إلى أن أبرز التحديات التي يواجهها العائدون تتعلق بالإسكان، حيث إن العديد من المنازل تضررت كلياً أو جزئياً، مما يجبر السكان على الإقامة في مراكز إيواء مؤقتة أو لدى أقاربهم في ظروف مزدحمة، موضحة أن الحصول على خدمات المياه والكهرباء لا يزال محدوداً في العديد من المناطق.
وأفادت شميت بأن الألغام والذخائر غير المنفجرة تشكل خطراً كبيراً على المدنيين في محافظات إدلب وحلب واللاذقية ودرعا، حيث تُسجل إصابات ووفيات أسبوعية، لا سيما بين الأطفال.
وقالت المسؤولة الأممية: إن الأوضاع الاقتصادية لا تزال هشة للغاية، إذ تتفاقم الأزمة نتيجة تدهور الخدمات العامة، وانخفاض القدرة الشرائية، وصعوبة الوصول إلى المعاملات المصرفية، إضافة إلى مشاكل السيولة.
وحذرت من خطورة النقص الواسع في خدمات الكهرباء والمياه في العديد من المناطق، مؤكدة أن إصلاح هذه الخدمات يشكل تحدياً بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية، مشيرة إلى فقدان عدد كبير من السوريين لوثائق الهوية والملكية، جراء تدمير سجلات الأحوال المدنية، مما يعرقل حصولهم على وثائق بديلة.

احتياجات إنسانية
أكدت شميت أن الاحتياجات الإنسانية ما تزال مرتفعة، حيث يقدر عدد المحتاجين للمساعدات بأكثر من 16.7 مليون شخص، إضافة إلى وجود نحو 7.4 مليون نازح داخلياً، و6.2 مليون لاجئ خارجياً، مشددة على أن الظروف لا تزال بالغة الصعوبة، مما يستوجب استمرار دعم المجتمع الدولي لمساندة السوريين في إعادة إعمار وطنهم ومعالجة الأزمة الإنسانية.

أخبار ذات صلة سوريا... دخول قافلة مساعدات رابعة إلى السويداء مقتل 18 مهاجراً وفقدان العشرات بعد غرق قارب قبالة ليبيا

مقالات مشابهة

  • توقيف 43 تاجر مخدرات وإحباط محاولات إدخال أكثر من 5قناطير من الكيف المعالج عبر الحدود مع المغرب
  • أرامل من غزة للجزيرة نت: أطفالنا يبكون جوعا ولا مؤسسات تكفلهم
  • أزمة إسكان خانقة في سوريا تحد من عودة اللاجئين
  • لبنان يطلق المرحلة الأولى من خطة عودة اللاجئين السوريين
  • نازحون سوريون بلبنان للجزيرة نت: قلقون من العودة
  • مفوضية اللاجئين: 17 ألف سوري في لبنان أبدوا رغبتهم بالعودة الطوعية
  • بالفيديو.. جورج عبد الله للجزيرة نت: عودتي ليست نهاية النضال والكفاح المسلّح حقٌ مشروع
  • ناشطة على متن حنظلة تروي للجزيرة نت تفاصيل الاقتحام الإسرائيلي
  • لم نشعر بالغربة.. السودانيون يشكرون مصر على كرم الضيافة
  • حين تمنح المفردات الشرعية: تنبيه للإعلاميين السودانيين