سلط موقع "أويل برايس" الضوء على تطلع دول الخليج العربية إلى الاستثمار في مشروعات التعدين والطاقة بباكستان، التي تعاني من ضائقة مالية، وبحاجة ملحة إلى جذب الاستثمار في صناعات التعدين والطاقة والزراعة واللوجستيات.

وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهما من أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم، تجريان مناقشات لتوقيع صفقات مع باكستان للاستثمار في قطاعي الطاقة والتعدين تحديدا.

وتكافح باكستان لمواجهة أزمة اقتصادية امتدت لسنوات، لكن الأزمة تفاقمت العام الماضي عندما ارتفعت أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ولا تستطيع باكستان، التي تعتمد على واردات الطاقة، تحمل المنافسة مع أوروبا وبقية آسيا على الغاز الطبيعي المسال، ولا يمكنها شراء الغاز الطبيعي المسال المكلف بالقليل النقدي الذي تمتلكه.

وفي وقت مبكر من العام الجاري، عانت كل باكستان تقريبًا من انقطاع الكهرباء، وجاءت استراتيجية الحكومة لتوفير الطاقة بنتائج عكسية.

وأدى ارتفاع معدلات التضخم والضعف الشديد للعملة المحلية وسرعة إفراغ احتياطيات النقد الأجنبي إلى أن تكون باكستان على شفا الانهيار الاقتصادي.

ورغم الانخفاض الكبير في أسعار الغاز الطبيعي المسال هذا العام مقارنةً بأعلى مستوياتها القياسية في أغسطس/آب من العام الماضي، إلا أن باكستان خرجت من سوق مشتريات الغاز الطبيعي المسال مرة أخرى، وتخلت عن خططها لشراء شحنات للعام المقبل بعد أن اجتذبت مناقصتها عرضين فقط تميزا بعلاوة 30% على أسعار السوق.

وفي الشهر الماضي فقط، توصلت باكستان إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، والذي وافق على إقراضها 3 مليارات دولار لباكستان لدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي تضمن تعهدا ببذل جهود فورية لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد والحماية من الصدمات.

اقرأ أيضاً

السعودية والإمارات تتجاهلان طلبا باكستانيا للوفاء بشروط النقد الدولي

وذكر الصندوق في بيان أن كلا من الفيضانات المدمرة والخطأ في السياسات أدى إلى عجز مالي كبير، وتضخم متزايد، وتآكل احتياطي السنة المالية لباكستان، وأعلن، في يوليو/تموز الماضي، أن المدفوعات الفورية لإسلام آباد ستبلغ حوالي 1.2 مليار دولار.

وقالت كريستالينا جورجيفا، مدير عام الصندوق: "تضرر الاقتصاد الباكستاني بشدة من الصدمات الكبيرة العام الماضي، ولا سيما الآثار غير المباشرة من الآثار الشديدة للفيضانات والتقلبات الكبيرة في أسعار السلع الأساسية وتشديد شروط التمويل الخارجية والمحلية".

وأضافت أن "الترتيب الجديد للسلطات الاحتياطية، والذي تم تنفيذه بأمانة، يوفر لباكستان فرصة لاستعادة استقرار الاقتصاد الكلي ومعالجة هذه الاختلالات من خلال التنفيذ المتسق للسياسة (الاقتصادية)".

السعودية والإمارات

وبينما تكافح باكستان لمنع الاقتصاد من المزيد من الانهيار والفوضى، فإنها تتطلع إلى جذب الاستثمار، وفي هذا الإطار تبدو السعودية والإمارات على استعداد للتفاوض على صفقات مع إدارة تصريف الأعمال في باكستان، التي ستحكم، على الأرجح، حتى إجراء الانتخابات العام المقبل.

وتعد باكستان حليفًا مهمًا لكل من البلدين الخليجيين، اللتين أمضتا سنوات في تقديم الأموال لإسلام آباد، والآن تريد الاستثمار في النحاس والتكرير والخدمات اللوجستية والطاقة النظيفة والزراعة.

وفي السياق، قال مسؤولون ومحللون إن السعودية مهتمة بشراء حصص في مشاريع التعدين الباكستانية، بينما تتطلع الإمارات إلى الاستثمار في الطاقة الخضراء واللوجستيات والزراعة، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"

وفي وقت سابق من هذا العام، أنشأت باكستان مجلسًا خاصًا لتيسير الاستثمار بهدف تقليل تكلفة ممارسة الأعمال التجارية، وإنشاء مجموعات صناعية.

ووقعت مجموعة موانئ أبوظبي في يونيو/حزيران اتفاقية امتياز مع هيئة ميناء كراتشي (KPT) ، وهي وكالة حكومية فيدرالية باكستانية تشرف على عمليات ميناء كراتشي، للحصول على امتياز لمدة 50 عامًا لمحطة الحاويات.

وسيستمثر مشروع مشترك بين موانئ أبوظبي وكحيل تيرمينالز الإماراتية في البنية التحتية للميناء، مع التخطيط للجزء الأكبر منه في عام 2026.

تعدين النحاس

وقال محللون للصحيفة الأمريكية إن السعودية مهتمة بمشروع لتعدين النحاس في باكستان طورته شركة "باريك جولد" الكندية، وكذلك بمشروع لبناء أكبر مصفاة في باكستان.

وأفادت صحيفة فاينانشيال تايمز، الأسبوع الجاري، بأن صندوق الثروة السيادي السعودي وشركة التعدين الحكومية السعودية (معادن) أعربا عن اهتمامهما بالمشروع.

ويأمل مارك بريستو، الرئيس التنفيذي لـ "باريك جولد" أن تساهم الشركات السعودية في مشروع التعدين، مشيرا إلى أن صناديق الثروة السيادية "تأتي بأفق أطول بكثير" لعوائد استثماراتها، على عكس العديد من الشركات الغربية التي تسعى للربح بشكل فوري أو على المدى القريب.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن مسؤولين سعوديين من وزارات الخارجية والطاقة والبيئة والزراعة زاروا إسلام آباد، الأسبوع الماضي، لإجراء محادثات، وأعربت المملكة عن اهتمامها باستكشاف فرص الاستثمار في باكستان.

وقال وزير البترول الباكستاني المنتهية ولايته، مصدق مالك، إن السعودية قد تكون "قريبة جدًا" من التوصل إلى اتفاق مع باكستان بشأن مصفاة كبيرة في ميناء جوادر على بحر العرب.

ويتطلع السعوديون وباكستان لإبرام الصفقة بحلول نهاية عام 2023، ويمكن أن يبدأ البناء في أوائل العام المقبل، حسبما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال"

ومن شأن المزيد من الصفقات مع الحلفاء في الخليج أن تساعد الاقتصاد الباكستاني في الخروج من عثرته على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً

مليارات الدولارات.. لماذا زادت السعودية والإمارات من وتيرة مساعداتها لباكستان الآن؟

المصدر | أويل برايس/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: باكستان التعدين السعودية الإمارات الخليج الغاز الطبیعی المسال السعودیة والإمارات الاستثمار فی فی باکستان

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء: البنك الأوروبي شريك نجاح في مشروعات الطاقة المتجددة

أشاد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة بالتعاون المثمر والشراكة بين قطاع الكهرباء والبنك الأوربي، موضحا أن مشاركة البنك فى تمويل مشروعات القطاع كان لها بالغ الأثر فى زيادة القدرات التوليدية وتحديث الشبكة الموحدة، مضيفا أن استراتيجية الطاقة تستهدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى حوالي 42 % من إجمالي مزيج الطاقة بحلول عام 2030، وإلى حوالي 65 % بحلول عام 2040، وهو ماتعمل عليه الوزارة فى ظل ما تم من تهيئة مناخ استثماري جاذب لمشروعات الطاقة المتجددة والشراكة مع القطاع الخاص الذى يقوم بتنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبطاريات تخزين الطاقة لتعظيم العوائد من الطاقة المتجددة وضمان استقرار الشبكة واستمرارية التغذية الكهربائية،

وأشار الدكتور محمود عصمت إلى أن هناك تواصل دائم ومستمر مع مؤسسات التمويل الدولية في اطار الشراكة القائمة ، وفى ضوء الاستراتيجية الوطنية للطاقة التي تم تحديثها واعتمادها من مجلس الوزراء ويجرى من خلال لدعم وتطوير وتحديث الشبكة القومية للكهرباء وزيادة قدرتها على استيعاب القدرات الجديدة من الطاقات المتجددة، موضحا ان البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية شريك نجاح وداعم رئيسى فى مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتطوير مراكز التحكم على شبكات التوزيع.

وأشار إلى اجتماعه أمس الثلاثاء بمسئولي البنك لمتابعة مجريات تنفيذ المشروعات المشتركة، والتأكيد على برنامج العمل للتحول الطاقى وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وخفض استخدام الوقود الأحفوري والحد من الانبعاثات الكربونية والفقد فى التيار الكهربائي، موضحًا مناقشة مشروعات الربط الكهربائي لتحويل مصر إلى مركز إقليمي وجسرا لتبادل الطاقة بين قارات افريقيا واسيا وأوروبا، ومنها مشروعات الربط الكهربائي القائمة مع دول الجوار مثل السودان وليبيا والأردن، وكذا مشروع الربط مع المملكة العربية السعودية والمستهدف تشغيله هذا العام، ومشروعات الربط الكهربائي مع اليونان، والربط الكهربائي بين مصر وإيطاليا، والتى تستهدف تحقيق التكامل الطاقي الإقليمي واستقرار الشبكات الكهربائية وتحقيق المنفعة المشتركة لكافة الأطراف

طباعة شارك الكهرباء وزير الكهرباء الطاقة المتجددة البنك الأوربي

مقالات مشابهة

  • دعم رئاسي يمني لجهود السعودية والإمارات في تثبيت الاستقرار
  • اليمن: ندعم جهود السعودية والإمارات من أجل الحفاظ على وحدة الصف
  • وزيرا التخطيط والاستثمار يبحثان مع البنك الدولي إعداد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار الأجنبي
  • اختتام ورشة العمل حول الاستثمار في قطاع التعدين رؤية جديدة
  • وزيرا التخطيط والاستثمار يتابعان إعداد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار الأجنبي
  • الكهرباء والتخطيط:202 مليون يورو لدعم شبكات الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر
  • ورشة عمل بصنعاء حول الاستثمار في قطاع التعدين
  • القوات الروسية تستهدف مؤسسات الطاقة والصناعة العسكرية الأوكرانية
  • وزير الكهرباء: البنك الأوروبي شريك نجاح في مشروعات الطاقة المتجددة
  • الأردن بيئة آمنة للاستثمار