“مؤتمر صون أشجار القرم” يسلط الضوء على أولويات المستقبل
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
أكدت هيئة البيئة – أبوظبي، في ختام فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها، ضرورة حماية وتنمية أشجار القرم حول العالم، كونها واحدة من أهم الطرق لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية العالمية.
ودعا المؤتمر إلى ضرورة التعاون وحشد الجهود للحصول على التمويل اللازم على نطاق واسع لتحقيق أهداف الحفاظ على أشجار القرم وتنميتها، لافتا إلى الجهود الناجحة لمبادرة “تنمية القرم” Mangrove Breakthrough، ودورها المحوري في حشد الموارد من الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الخيرية لسد الفجوات ودفع العمل التحويلي.
وسلط المؤتمر الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه النظم البيئية للقرم في ضمان مرونة السواحل وحماية التنوع البيولوجي والأمن الغذائي، والتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه لاسيما في ظل تعرض أكثر من 50% من هذه النظم في العالم لخطر الانهيار بحلول عام 2050 بسبب الضغوط الناجمة عن الأنشطة البشرية.
كما سلط الضوء على نهج شامل للحفاظ على أشجار القرم وتنميتها، مع تأكيد الحاجة إلى الربط بين هذه الأشجار والنظم البيئية المجاورة مثل الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية ومنابع الأنهار، حيث يوفر هذا النهج فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية، مما يوفر إستراتيجية متوازنة لتحقيق هذا الهدف.
وركزت النقاشات على ضرورة مشاركة المجتمع المحلي كقوة داعمة لنجاح جهود الحفاظ على أشجار القرم، حيث لا تدعم أشجار القرم المعاد تأهيلها سبل العيش فحسب، بل تقلل أيضًا من الضغوط على النظم البيئية من خلال المشاركة المجتمعية وبناء القدرات، مما يضمن قدرتها على الاستفادة بشكل مستدام.
وتم استعراض نماذج ناجحة لمشاريع مجتمعية لإعادة تأهيل أشجار القرم في دول مثل إندونيسيا وغينيا بيساو وكينيا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، إذ أظهرت هذه المشاريع أساليب قابلة للتطوير وأفضل الممارسات التي يمكن تطبيقها على مستوى العالم، ومع تزايد الوعي بأهمية أشجار القرم سلط المؤتمر الضوء على الحاجة إلى الاستفادة من هذا الزخم من خلال تبادل المعرفة العلمية، وتعزيز أفضل الممارسات وتنفيذها على نطاق واسع ودعمها وتمويلها.
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي، في كلمته خلال الختام، إن المؤتمر الدولي الأول من نوعه لصون أشجار القرم وتنميتها، أظهر قوة التعاون والابتكار في معالجة التحديات الحرجة التي تواجهها أنظمة أشجار القرم على مستوى العالم، ووفر منصة لسد الفجوة بين البحث العلمي المتطور وجهود إعادة تأهيل أشجار القرم العملية على أرض الواقع، إضافة إلى دوره في إبراز الحاجة إلى تطوير الأساليب التقليدية في إعادة التأهيل، وتعزيز الإستراتيجيات القائمة على العلم، والمشاركة المجتمعية، والفهم الشامل لترابط النظم البيئية .
وأضاف أن المؤتمر سلط الضوء على مبادرة القرم – أبوظبي، التي تعد من أهم جهود الهيئة الرامية إلى ترسيخ مكانة أبوظبي العالمية الرائدة في مجال حماية أشجار القرم والمحافظة عليها، إذ تمثل هذه المبادرة، التي أطلقها سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مثالاً واضحاً على اهتمام القيادة الرشيدة وتشجيعها على البحث العلمي المستمر والعمل لمعالجة تغير المناخ وتعزيز التنوع البيولوجي .
وأوضح أن المؤتمر الذي جمع ممثلين من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، أكد الالتزام بتوسيع نطاق مشاريع إعادة التأهيل المؤثرة، والاستثمار في حلول موثوقة، وبناء أنظمة بيئية مرنة تعود بالنفع على الطبيعة والمجتمعات والمناخ .
وأكد أن هذا العمل المشترك المدعوم بالمعرفة، بداية رحلة تحويلية نحو إحداث تأثير إيجابي ودائم على جهود صون أشجار القرم وتنميتها محليًا وعالميًا .
وجمعت النسخة الأولى من المؤتمر أكثر من 500 خبير وصانع سياسات ومتخصص في مجال الحفاظ على البيئة، لمعالجة أحد أكثر التحديات البيئية أهمية في العالم، لتكون نتائج هذا الحدث التاريخي بمثابة نقطة الانطلاق نحو تعزيز الجهود العالمية لحماية وتنمية أشجار القرم، وضمان صحة هذه النظم البيئية الحيوية للأجيال القادمة.
وأشرف على تنظيم المؤتمر بجانب هيئة البيئة – أبوظبي، مجموعة من الجهاتِ العالميةِ المعنيةِ بحمايةِ البيئة تضمُّ أكثر من عشرة شركاء عالميين من المنظمات البيئية والجهات العلمية مثل، مكتب الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، والتحالف العالمي لأشجار القرم، وجامعة سانت أندروز، والمجموعة المتخصِّصة لأشجار القرم التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وجمعية علم الحيوان في لندن، والمنظمة الدولية للأراضي الرطبة، وجمعية الإمارات للطبيعة.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: أشجار القرم وتنمیتها النظم البیئیة الضوء على
إقرأ أيضاً:
مركز أبوظبي للصحة العامة يوسّع نطاق برنامج الفحص الدوري الشامل “افحص” لتعزيز الصحة المجتمعية والرعاية الاستباقية
أضاف مركز أبوظبي للصحة العامة تحديثات واسعة إلى برنامج الفحص الدوري الشامل “افحص”، تتضمن مجموعة من الفحوصات التي تعكس الاحتياجات الصحية المتنامية لسكان الإمارة. وتُركّز التحديثات على سهولة الوصول، والكشف المبكر، والرعاية الصحية الشاملة، ما يعزز التزام أبوظبي بالرعاية الوقائية الاستباقية التي تُركز على المجتمع.
ومن خلال توسيع البرنامج، يؤكد مركز أبوظبي للصحة العامة على أهمية الكشف المبكر في الحد من المرض، وتمكين التدخل المبكر، وتحسين نتائج العلاج وجودة الحياة، لا سيّما في حالات الأمراض المزمنة والسرطانات. فمن خلال الفحوصات الدورية، يمكن اكتشاف وتحديد المشكلات الصحية في مراحلها المبكرة والأكثر قابلية للعلاج، وغالباً قبل ظهور أي أعراض.
وقال سعادة الدكتور راشد السويدي، المدير العام لمركز أبوظبي للصحة العامة، قائلاً: “يُعد برنامج افحص ركيزة أساسية في استراتيجيتنا للصحة العامة، فهو يُمكّن أفراد المجتمع من الاعتناء بصحتهم ورفاههم ويضعهم على المسار نحو حياة صحية مديدة من خلال الكشف المبكر، وأدوات الفحص الذكية المتطورة، والرعاية المصممة بناء على احتياجات كل فرد. وتشكل التحديثات الأخيرة تحسينات استراتيجية تستجيب للاحتياجات الصحية المتغيرة لمجتمعنا، وتسهم في تحقيق رؤيتنا نحو مجتمع أكثر صحة. ومن خلال إضافة خدمات نوعية، مثل فحوصات الصحة النفسية والإنجابية وصولاً إلى الفحوصات غير الجراحية للكشف عن سرطان القولون والمستقيم، يُواصل برنامج افحص دوره المحوري في تعزيز الوقاية الاستباقية والرعاية التي تُركز على الفرد.”
وتضمنت أبرز تحديثات البرنامج، إدخال فحص مُخصص للصحة الإنجابية، بالإضافة إلى خدمات اختبار الذاكرة. ويهدف فحص الصحة الإنجابية للرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاماً، إلى دعم الأفراد في رحلتهم نحو الإنجاب، ويتماشى مع المبادرات الحكومية الأوسع لمعالجة تحديات الخصوبة. وفي الوقت ذاته، تم تقديم اختبار الذاكرة بدءاً من سن الخمسين، بهدف الكشف المبكر عن التغيرات المعرفية ودعم صحة الدماغ على المدى الطويل.
ويعد إدخال الفحص السريري للثدي (CBE) للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و39 عاماً من التحديثات المهمة التي تعكس نهج مركز أبوظبي للصحة العامة وهو نهج ذكي قائم على البيانات يعتمد على تكييف معايير الفحص العالمية لتتناسب مع الاحتياجات والأنماط المحلية. ويضمن هذا التحديث حصول النساء على استشارات طبية وتقييمات مبكرة، ما يدعم تقديم الإرشاد لهن في الوقت المناسب ويوفر لهن الطمأنينة وراحة البال، لا سيما وأن الكشف المبكر يُعدّ من أكثر الوسائل فاعلية في تحسين نتائج العلاج.
كما تم توسيع نطاق فحص البصر ليشمل كلاً من استشارات أطباء العيون وتقنيات تصوير الشبكية المتقدمة، ما يُسهم في الكشف عن مؤشرات وأعراض حالات خطيرة مثل اعتلال الشبكية السكري، والمياه الزرقاء (الجلوكوما)، والتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر. ويؤدي هذا التوسع إلى تحسين جودة وعمق تقييم صحة العين.
وتشمل خدمات الفحص الجديدة أيضاً اختبار تعداد الدم الكامل (CBC) وهو أداة بسيطة لكنها فعّالة وقوية تُمكِّن من الكشف عن العديد من الحالات الصحية الكامنة مثل نقص الحديد وفقر الدم، ما يُسهم في التشخيص المبكر والدقيق للمشكلات الصحية التي قد لا يتم اكتشافها في مراحلها الأولى.
ويشتمل فحص الصحة النفسية الآن على تقييم القلق، والذي تمت إضافته حديثاً إلى البرنامج، بالإضافة إلى فحص الاكتئاب الذي كان مدرجاً سابقاً.
وتعكس هذه التحسينات الاستراتيجية رسالة مركز أبوظبي للصحة العامة في الالتزام بمواصلة تكييف خدمات الرعاية الصحية لتلبية الاحتياجات الخاصة لمجتمع أبوظبي. ومن خلال دمج الابتكار القائم على الأدلة مع التصميم الذي يُركز على الفرد، يقدم برنامج افحص خدمات فحص مبكرة وملائمة وسهلة الوصول لكل مقيم مؤهل للحصول عليها.
ويُسهم توسيع نطاق برنامج افحص بشكل مباشر في دعم استراتيجية الرعاية الصحية الشاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تضع الوقاية من الأمراض، وصحة السكان، وضمان الوصول المستدام للرعاية الصحية في مقدمة أولوياتها. ويلعب مركز أبوظبي للصحة العامة دوراً محورياً في تحقيق هذه الرؤية من خلال تنفيذ مبادرات تهدف إلى تخفيف العبء الصحي على المدى الطويل وتعزيز منظومة الرعاية الصحية.
ويُواصل مركز أبوظبي للصحة العامة التأكيد على أهمية الفحوصات الصحية الدورية وتشجيع المشاركة الواسعة في برنامج افحص. ويُشجَّع الأفراد المؤهلين من حاملي بطاقة ثقة الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فأكثر على حجز مواعيد فحوصاتهم عبر تطبيق صحتنا أو عبر مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين.وام