شدد محللون سياسيون على ضرورة أن تعيد الإدارة الأميركية حساباتها في مسألة المفاوضات الجارية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة، والتوقف عن تحميل مسؤولية عرقلة المفاوضات دوما للطرف الأخير و"ذلك من أجل ضمان مصالحها في منطقة الشرق الأوسط".

وأعلنت كل من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" -في بيان مشترك السبت الماضي- أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بات "أقرب من أي وقف مضى" إذا لم تضع إسرائيل "شروطاً جديدة".

في حين نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن موعد إبرام الصفقة قد يمتد حتى تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، وذلك بعدما كان هناك توجه لتوقيع الاتفاق هذا الشهر.

وقال المدير السابق بوكالة المخابرات المركزية الأميركية برنارد هادسون -في الوقفة التحليلية "مسار الأحداث"- إن فريق ترامب يقوم حاليا بمراقبة الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورجح أن يقوم بوضع شروط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل وضع خطة مؤقتة لحل مشكلة الأسرى في قطاع غزة.

وشدد هادسون على أن أولوية ترامب ستكون إعادة الأسرى الأميركيين لدى المقاومة في غزة، وحذر من حدوث "تغير كبير" في السياسة الأميركية في حال لم يتم الإفراج عن هؤلاء الأسرى، وقال إن تصور ترامب أن "أي شخص يحتجز رهينة أميركيا سيصبح عدوا للولايات المتحدة" مشير إلى أن التغير سيكون عبر تقديم دعم أكبر لإسرائيل وخيارات أخرى.

إعلان

ومن جانبه اعترض الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة على كلام هدسون، وقال إن الإدارة الأميركية "لا ترى ما يرتكبه نتنياهو من مجازر وحرب إبادة في قطاع غزة، ولا ترى أنه ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، مطلوبان لدى المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم الحرب في غزة".

ودعا الكاتب الإدارة الأميركية القادمة إلى مراجعة حساباتها من منظور المصالح "لأن غير ذلك سيغلق الباب أمام مسألة اندماج إسرائيل في المنطقة" لافتا إلى أن الأميركيين والإسرائيليين يعتقدون أنهم أضعفوا حركة حماس وحزب الله اللبناني، لكن قراءتهم "تكتيكية" للأمور ولا يمكن البناء عليها إستراتيجيا.

ولم يستبعد أن يلجأ ترامب إلى إيقاف الحرب في غزة "إذا كان في ذلك مصلحة أميركية لتمرير قضايا ومشاريع كبرى في الشرق الأوسط".

ويعول اليمين الإسرائيلي على عودة ترامب إلى البيت الأبيض -كما يقول الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى- من أجل دعم إسرائيل في البقاء في غزة والسيطرة على شمال القطاع.

ويؤكد مصطفى أن نتنياهو يهمه مستقبل الاحتلال في غزة، ولذلك يعمل على عرقلة المفاوضات الجارية من خلال وضع شروط جديدة وإعادة فتح ملفات تم الاتفاق بشأنها، مشيرا إلى وجود إجماع إسرائيلي داخلي بأن نتنياهو هو المعرقل.

وفي نفس السياق، أوضح الحيلة أن حماس ليس من يعرقل المفاوضات بل نتنياهو، فقد كانت هناك بعض البنود الواضحة وتم التوافق عليها بالمرحلة الأولى مثل إطلاق الأطفال وكبار السن والنساء والمرضى، لكن نتنياهو أراد أن يضيف عددا من الجنود على القائمة لإفشال الصفقة، كما قبلت حماس- حسب مصادر- بإطلاق 5 مجندات في المرحلة الأولى بإبداء حسن نية، غير أن نتنياهو تعمد إضافة شروط أخرى.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن الوسطاء لديهم ما وصفها بالأفكار الخلاقة لحل العقد التي تعترض المفاوضات، ومنها على سبيل المثال اقتراحهم بأن تكون عودة النازحين الفلسطينيين إلى بيوتهم عبر إشراف طرف ثالث وليس عبر الاحتلال الإسرائيلي.

إعلان

يذكر أن الخارجية القطرية أكدت استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة في إطار المناقشات الفنية والتقنية. ودعا الناطق باسمها ماجد الأنصاري -في مؤتمر صحفي بالدوحة- جميع الأطراف للتعاون مع الوساطة القطرية المصرية الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی غزة

إقرأ أيضاً:

قوات مشاة البحرية الأميركية تنفذ أول اعتقال في لوس أنجلوس وسط توقعات بمزيد من الاحتجاجات

يونيو 14, 2025آخر تحديث: يونيو 14, 2025

المستقلة/- قام مشاة البحرية الأمريكية المنتشرين في لوس أنجلوس بأول اعتقال لمدني يوم الجمعة، في إطار استخدام نادر للقوة العسكرية لدعم الشرطة المحلية، وقبل الاحتجاجات الوطنية على العرض العسكري للرئيس دونالد ترامب في واشنطن.

وقد تخلل اعتقال الرجل، وهو جندي مخضرم في الجيش الأمريكي ومهاجر حصل على الجنسية الأمريكية، سلسلة من الأحداث غير العادية للغاية التي لاقت استحسان مؤيدي ترامب، لكنها أثارت غضب الأمريكيين الآخرين الذين يتظاهرون في الشوارع.

أمر ترامب مشاة البحرية بالتوجه إلى لوس أنجلوس ردًا على احتجاجات الشوارع على مداهمات الهجرة، لينضموا إلى قوات الحرس الوطني المنتشرة بالفعل في المدينة رغم اعتراض حاكم كاليفورنيا. وقال ترامب إن القوات ضرورية لقمع الاحتجاجات – وهو ادعاء يشكك فيه مسؤولو الولاية والمسؤولون المحليون.

ومن المقرر تنظيم حوالي 1800 احتجاج في جميع أنحاء الولايات المتحدة يوم السبت احتجاجًا على العرض العسكري في واشنطن الذي يُصادف الذكرى السنوية الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي، ويتزامن مع عيد ميلاد ترامب التاسع والسبعين.

يُعدّ كلٌّ من العرض العسكري والاستخدام المحلي للقوات العاملة أمرًا غير شائع في الولايات المتحدة، وكذلك الاحتجاز العسكري لمواطن أمريكي على الأراضي الأمريكية. وكان من غير المألوف أيضًا أن يُخرج عملاء فيدراليون بالقوة عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي ويُكبّلوه بالأصفاد يوم الخميس أثناء مقاطعته مؤتمرًا صحفيًا لوزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم.

وقام المعارضين الديمقراطيين بالرد. ومن المتوقع تنظيم خمسة عشر احتجاجًا في لوس أنجلوس وحدها، وفقًا لما ذكرته عمدة المدينة كارين باس، حاثةً الناس على الحفاظ على السلمية.

وقالت باس، التي انضم إليها عشرات المسؤولين المنتخبين لمعارضة المداهمات والوجود العسكري: “نحن هنا اليوم لأن المداهمات أثارت الخوف والذعر. هل تستطيع الحكومة الفيدرالية التدخل والاستيلاء على السلطة من ولاية ومن سلطة قضائية محلية؟ إلى أي مدى سيتحمل الشعب الأمريكي هذا؟”

تم تكليف حوالي 200 جندي من مشاة البحرية بحماية مبنى ويلشاير الفيدرالي في لوس أنجلوس، كجزء من كتيبة قوامها 700 جندي أُرسلت لدعم الحرس الوطني، وفقًا لما ذكره اللواء سكوت شيرمان، قائد الحرس الوطني وقوات مشاة البحرية.

يُكلف جنود مشاة البحرية والحرس الوطني المنتشرين في لوس أنجلوس بحماية الممتلكات الفيدرالية والموظفين، ويجوز لهم احتجاز الأشخاص مؤقتًا، ولكن يتعين عليهم تسليمهم إلى جهات إنفاذ القانون المدنية لأي اعتقال رسمي.

مقالات مشابهة

  • محللون سياسيون وعسكريون لدى الاحتلال: دخلنا حربا بلا مخرج كـ”كلب مهاجم” لدى ترامب
  • مسؤول أمريكي لـCNN: ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي.. ونتنياهو يعلق
  • ترامب عارض خطة إسرائيلية لقتل خامنئي ونتنياهو يرد: لا تعليق
  • أخبار العالم | إيران تشن هجمات صاروخية غير مسبوقة على إسرائيل.. مصرع وإصابة العشرات في تل أبيب ونتنياهو يطلب من ترامب انضمام أمريكا للحرب
  • قوات مشاة البحرية الأميركية تنفذ أول اعتقال في لوس أنجلوس وسط توقعات بمزيد من الاحتجاجات
  • كيف يتعامل ترامب مع تصعيد إسرائيل وإيران؟
  • نتنياهو: إسرائيل نسقت مسبقا مع إدارة ترامب بشأن الهجوم على إيران
  • نتنياهو: تصعيد إيران يختلف تمامًا عن حماس وحزب الله
  • نتنياهو : نتوقع موجات من الهجمات الإيرانية على إسرائيل
  • عاجل | الصفدي يؤكد أهمية استمرار المفاوضات الأميركية الإيرانية مع العراق