لبنان ٢٤:
2025-05-28@21:35:05 GMT

سيناريوهات ما بعد الـ 60 يوماً..

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT


لا تزال اسرائيل تخرق قرار وقف اطلاق النار وتنفذ عمليات تسلل برية وتفجيرات، اضافة الى غارات جوية وان كانت تراجع عددها في المرحلة الاخيرة، ولعل تبرير البعض لكل هذه الخروقات بأنها مبنية على اتفاق ثنائي بين اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية، لا يلغي امكانية حصول تداعيات خطيرة في حال استمرت الخروقات بعد الايام الستين.



من المؤكد ان تلقي "حزب الله" لضربات قاسمة خلال الحرب ساهم في تكريس سلوكه الحالي وتعامله بروية مع كل ما يحصل، والاكيد ايضا ان قطع خط الامداد سيلعب دورا كبيرا في عدم ذهاب "حزب الله" الى مستويات كبيرة من التصعيد العسكري، وعليه فإن الانتظار اليوم سيد الموقف في ظل عدم قدرة الحزب على غض النظر طويلا لان ذلك سيكرس فكرة انه مهزوم ما سيمنعه على المدى القريب من ترميم قدراته والتحرك بشكل جدي.

يعمل "حزب الله" على تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل وجدي وهذا ما يظهره الواقع جنوب الليطاني والتصريحات العلنية وفي الجلسات المغلقة لقادة الحزب ومسؤوليه، لكن تنفيذ القرار من طرف واحد ليس واردا لدى الحزب، اذ انه لا يمكنه ابدا السكوت على استمرار الخروقات الاسرائيلية بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً التي قبل بها من دون قناعة فعلية بجدواها.

السيناريو المثالي لمرحلة ما بعد الـ 60 يوما هو انتهاء الخروقات وانسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان بالكامل وهذا الامر سيؤدي الى استقرار طويل المدى، اذ يقول بعض المطلعين ان عقودا من الزمن ستمر من دون اي معارك بين لبنان واسرائيل. اما السيناريو الثاني فهو الذهاب الى انسحاب كامل للجيش الاسرائيلي مع استمرار الخروقات وهذا ما قد يتعايش معه الحزب لفترة الى حين ترميم قدرته والعمل على استعادة الردع بشكل او بآخر كما فعل منذ بداية التسعينيات حتى العام 2000.

اما السيناريو الثالث فيقوم على بقاء الجيش الاسرائيلي في الجنوب بعد انقضاء مهلة الـ 60 يوما، وهذا ما قد يشكل فرصة غير متوقعة للحزب، اذ سيستغل الحزب هذا الامر للعودة الى العمليات العسكرية ضد الجيش الاسرائيلي بما يشبه عملياته قبل التحرير وهو بذلك سيحظى بشرعية كاملة من الداخل اللبناني ومن الواقع الدولي، وسيكون الحزب عندها يملك القدرة السريعة على بناء الردع مجددا خصوصا ان اسرائيل لن تنسحب بسرعة الا بعد تعرضها لاستنزاف كبير، لذلك فإن هذا السيناريو الخطير الذي قد يؤدي الى الحرب مجددا.

كل هذه السيناريوهات ستتأثر حتما بالواقع الاقليمي والدولي، وتحديدا التطورات في الساحة السورية وقدرة "حزب الله" على استعادة خط الامداد عبرها او بطرق اخرى، كذلك في الداخل الاسرائيلي، اذ ان الفوضى السياسية في اسرائيل سيساهم في تكرار الحزب تجربة ما بعد حرب 2007 من إلتفاف على القرار 1701..
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الـ 60 یوما حزب الله

إقرأ أيضاً:

تحولات استراتيجية في أوروبا تجاه اسرائيل

التحولات التي تشهدها أوروبا في الموقف تجاه الاحتلال الاسرائيلي تاريخية واستراتيجية وغير مسبوقة، وسوف تنعكس على العلاقات بين دول أوروبا وبين اسرائيل الى الأبد. 

المواقف الأوروبية متسارعة ومتلاحقة وجميعها ليست في مصلحة الاحتلال الاسرائيلي، كما إن ما نشرته الصحافة العبرية مؤخراً يؤكد أن ثمة حالة من الرعب في تل أبيب بسبب التحول الأوروبي، إذ لم تعد أوروبا قادرة على الاستمرار في تقديم الدعم والغطاء لعدوان يستهدف المستشفيات والأطفال والمرضى، ويقوم بحرق خيام اللاجئين ومراكز الإيواء، كما يمنع الطعام والشراب عن المدنيين، وهي سلسلة من جرائم الحرب التي لم تعرف البشرية مثيلاً لها طيلة المئة عامٍ الأخيرة.

خلال الأيام الماضية شهدت أوروبا سلسلة من التحركات الرسمية على أعلى المستويات والتي تعارض الجرائم الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وهي تحركات غير مسبوقة تجلت في مواقف واضحة لعدد من الدول الأوروبية على رأسها اسبانيا وفرنسا، كما إن بريطانيا وكندا تحركتا أيضاً لإعلان موقف مناهض للعدوان الاسرائيلي. 

في بريطانيا كانت الحكومة قبل شهور قليلة فقط من الآن ترفض إصدار بيان يُطالب بوقف إطلاق النار، بينما تحول الموقف السياسي حالياً نحو التوجه الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والدعوة لفرض عقوبات على اسرائيل، والتوقف عن تزويد تل أبيب بقطع الغيار اللازمة للطائرات وكذلك وقف تصدير الأسلحة ووقف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، فضلاً عن إجراءات أخرى محتملة قد يتم اتخاذها في الأيام المقبلة.

وفي إيرلندا ليس بعيداً عن بريطانيا بدأت الدولة إجراءاتها من أجل منع دخول أية منتجات قادمة من المستوطنات، وذلك على الرغم من أن هذا القرار يُمكن التحايل عليه بسهولة من قبل التجار الاسرائيليين، لكنه يظل ذو بعد تجاري واقتصادي ويتضمن ما يُشبه العقوبات للمستوطنين الذين يُشكل وجودهم في الضفة الغربية انتهاكاً للقانون الدولي.

الصحافة العبرية ازدحمت خلال اليومين الماضيين بالتقارير التي تعبر عن حالة القلق من التحركات البريطانية، خاصة وأن الحكومة في لندن تلقت رسالة وقعها أكثر من 800 محامٍ وأكاديمي وقاضٍ بارز، من بينهم قضاة سابقون في المحكمة العليا البريطانية، وتدعو الرسالة إلى فرض عقوبات على حكومة الاحتلال الإسرائيلي ووزرائها، وتدعو حكومة كير ستارمر للمطالبة بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وذلك بسبب "انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني تُرتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، كما جاء في الرسالة.

موجة الغضب الأوروبية ضد اسرائيل غير مسبوقة مطلقاً، والمواقف الأوروبية تجاه عدوان الاحتلال تُشكل تحولاً استراتيجياً، فالقارة الأوروبية لطالما كانت توفر الغطاء لاسرائيل منذ تأسيسها بقرار بريطاني في العام 1948، بل إن الموقف الأوروبي خلال الشهور الأولى لهذه الحرب كان داعماً بشكل كامل ومطلق لاسرائيل وكان يُبرر الحرب بأنها "دفاع عن النفس" وهو ما تحول تماماً في الأيام الأخيرة. 

وأغلب الظنَّ أن الأوروبيين بدؤوا يؤمنون بأن هذه الحرب العمياء لا جدوى منها بعد عامين من البدء بها، وبعد أن فشلت طوال هذين العامين في استعادة ولو أسير اسرائيلي واحد بالقوة، فمن تم استعادته حدث له ذلك بالاتفاق وليس بالقوة.. أصبح العالم بأكمله مقتنعاً اليوم بأن هذه الحرب فاشلة وأنها مجرد ثأر اسرائيلي أعمى من الأطفال والمدنيين ليس أكثر. 

مقالات مشابهة

  • حزب الله والمقاومة بعد 43 عاما على التأسيس: مرحلة جديدة ومراجعة شاملة
  • الحزب والمقاومة بعد 43 عاما على التأسيس: مرحلة جديدة ومراجعة شاملة
  • حزب الله يدين العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء
  • تحولات استراتيجية في أوروبا تجاه اسرائيل
  • عبد الله الشحات: بيراميدز كان يستحق الدعم من رابطة الأندية وتأجيل لقاء سيراميكا.. وهذا سبب تقديمي شكوى ضد الإسماعيلي
  • عبد الله الشحات: بيراميدز كان يستحق الدعم من الرابطة الأندية.. وهذا سبب تقديمي شكوى ضد الإسماعيلي
  • ملتقى الجامع الأزهر يوضح المفهوم الشامل لتعظيم شعائر الله
  • سيناريوهات حصد الأهلي وبيراميدز لقب الدوري الممتاز
  • قاسم يقطع الطريق على تسليم السلاح: لا تنازلات من دون مقابل بعد الان
  • عشية زيارة الوفد النيابي له : «حزب الله» يتحدث عن «مساحة تفاهم واسعة» مع الرئيس اللبناني