هل أصبحت "غرف الغضب" في كينيا الحل الأمثل لتخفيف التوتر النفسي؟
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
تشهد كينيا تزايدًا في الإقبال على "غرف الغضب"، وهي أماكن مخصصة تُـتـاح للزوار فيها فرصة لتفريغ غضبهم من خلال تحطيم الزجاجات وأشياء أخرى باستخدام عصي البيسبول، في محاولة لتخفيف التوتر والضغط النفسي الناتج عن تحديات الحياة اليومية.
دانيال غاتيمو، أحد العملاء في إحدى غرف الغضب، يرتدي معدات الحماية ويبدأ بتحطيم الزجاجات بيده.
وقال غاتيمو: "قبل أن آتي إلى هنا، كنت غاضبًا للغاية بسبب الوضع الاقتصادي، ومشكلة قتل النساء، وطريقة إدارة الحكومة. هنا أشعر أنني أستطيع تفريغ غضبي بطريقة أكثر تحكمًا، بدلاً من أن أكون في الخارج أصرخ أو أسيء للآخرين".
أما كينيا جيتونغا، فتعتبر تجربتها في غرفة الغضب مفيدة جدًا. وأضافت: "لقد كانت تجربة مذهلة. رمي الزجاجات، الصراخ، والتخلص من الألم الداخلي. أشعر بتحسن كبير الآن ولم أعد أشعر بثقل في صدري".
Relatedفي ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنود كينيا وغيرها إلى قوة أممية لحفظ السلامكينيا تواجه موجة احتجاجات ضد خطة بناء محطة نووية: قلق من الأضرار المحتملة على البيئة والسياحة الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على مسيرة نسائية في كينيا"توقفوا عن قتلنا".. متظاهرون ضد قتل الإناث في كينيا يتعرضون للغاز المسيل للدموع على يد الشرطةمن جانبها، أكدت وامبوي كاراتي، وهي اختصاصية العلاج النفسي التي أسست "غرفة الشفاء" في سبتمبر 2024، أن غرف الغضب يمكن أن تكون وسيلة مؤقتة للتخفيف من التوتر، لكنها ليست بديلاً عن العلاج النفسي.
وأوضحت كاراتي أن : "غرف الغضب توفر بعض الراحة، لكنها لا تعالج الأسباب الجذرية للمشكلات النفسية. فالناس بحاجة إلى العلاج النفسي للتعامل مع التحديات العميقة التي يواجهونها".
رغم ذلك، تُعد غرف الغضب وسيلة فعالة لتخفيف القلق والتوتر في كينيا، خاصة في ظل نقص الوصول إلى خدمات الصحة النفسية. وفقًا لتقرير صادر عن "مشروع العقول العالمية". ويعاني حوالي 23% من الكينيين من مشكلات نفسية، بينما لا يحصل 75% من السكان على العلاج النفسي اللازم.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: "غرف الغضب" للتنفيس عن الضغط النفسي خلال جائحة كورونا الذكاء الاصطناعي يساهم في اكتشاف دواء لعلاج مرض نفسي الفطر لعلاج الضغط النفسي طب بديلمرضىعلم النفسعلاجكينياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: عيد الميلاد السنة الجديدة احتفالات المسيحية قطاع غزة سوريا ضحايا عيد الميلاد السنة الجديدة احتفالات المسيحية قطاع غزة سوريا ضحايا مرضى علم النفس علاج كينيا عيد الميلاد السنة الجديدة احتفالات المسيحية قتل قطاع غزة سوريا ضحايا رومانيا الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب أسلحة العلاج النفسی یعرض الآن Next فی کینیا
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا
نشر موقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" تقريرًا، استعرض خلاله التطورات الأخيرة في العلاقات بين تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والتحديات التي تواجهها كل منهما، في ظل تحولات إستراتيجية وصراعات محتدمة على الساحة السورية والشرق أوسطية بشكل عام.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "تركيا تشكل تهديدًا لإسرائيل التي توهم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو هزيمته لأبرز خصومه". مضيفا أنّ خطة الاحتلال الإسرائيلي التي بدت متماسكة على الورق في نظر واضعيها، والرامية لإنشاء كيان درزي عازل في سوريا يمتد عبر "ممر داوود" الصحراوي نحو كيان كردي مماثل شرق الفرات تتداعى أمام الأعين.
وأبرز: "غير أن الموقف التركي الحازم، الذي جاء ردًا على التحريض الإسرائيلي للاضطرابات الدرزية في محافظة السويداء السورية، دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى التراجع بشكل ملحوظ. ويبدو أن مصير الدروز، كحال الأكراد، مرشح لأن يكون كمصير الأفغان الذين تُركوا في مواجهة مصيرهم لوحدهم".
وأورد الموقع أنّ العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا شهدت تدهورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، على خلفية ممارسات الكيان في قطاع غزة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من سكان القطاع.
وارتكب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطأً استراتيجيًا حين افترض أن الوضع سيبقى على حاله، وأنّ أنقرة ستقبل ضمنيًا بتقسيم النفوذ في سوريا بين الجانبين. غير أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يبد استعدادًا مطلقًا للرضوخ لهذا التصور وتعامل مع الملف السوري بجدية بحيث يعتبر سوريا، بقيادة حليفه أحمد الشرع منطقة نفوذ تركية خالصة لا تقبل القسمة أو المشاركة.
وينقل الموقع عن باحثو "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أنّ: "النهج العسكري الحازم لإسرائيل يحقق في الواقع مكاسب خفية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. فقد عزّز مكانته الدبلوماسية من خلال الظهور كوسيط إقليمي وعامل استقرار داخل حلف الناتو".
وأردف: "نتيجة للهزائم التي تكبدتها إيران وحلفائها في المنطقة؛ برزت تركيا كقوة إقليمية صاعدة. كما استغل أردوغان تطورات الأحداث الأخيرة، التي فجّرتها العمليات الإسرائيلية، لصرف انتباه الرأي العام الداخلي عن أزمة التضخم المتفاقمة في البلاد".
وتابع: "استجاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لدعوة نظيره السوري بتقديم دعم عسكري لحماية وحدة أراضي سوريا، معلنًا موافقته على التعاون في هذا الإطار. وفي خطوة لافتة، أدلى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان -الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات وأحد أبرز المرشحين المحتملين لخلافة أردوغان- أثناء زيارته معرض الصناعات الدفاعية الدولي الذي احتضنته اسطنبول، بتصريحات ذات طابع هجومي".
التصريحات، بحسب الموقع نفسه، عكست توجّهًا حازمًا واستعدادًا للتصعيد جاء فيها: "إذا تم استخدام العنف لتقسيم سوريا وزعزعة استقرارها، فسنعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا لأمننا القومي، وسنتدخل على الفور." في الأثناء، لم تكن الرسالة رمزية أو خطابية فحسب، بل حملت دلالة عملية على استعداد تركيا لاتخاذ خطوات ملموسة.
وذكر الموقع أنه: "عند تقييم القدرات العسكرية للطرفين، يتضح أن الجيش الإسرائيلي يتفوق تقنيًا على الجيش التركي في مجالات سلاح الجو، والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والقوى السيبرانية. إلاّ أن القوات البرية التركية تُعد أكثر تفوقًا ليس فقط من حيث العدد بل أيضًا من حيث المعدات والجاهزية القتالية".
في المقابل، لا يمكن حسم المعارك جوًّا، ودون عملية برية لن تستطيع دولة الاحتلال الإسرائيلي إنشاء ما يُعرف بـ"ممر داوود"، وهي مغامرة عسكرية لا تبدو ممكنة في ظل موازين القوى الحالية. وحتى على مستوى سلاح الجو، بدأت أنقرة تتخذ خطوات لتقليص الفجوة؛ فبعد أن فقدت الأمل في إتمام صفقة طائرات "إف.35" الأمريكية، لجأت إلى توقيع اتفاق مع ألمانيا لشراء 40 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" من الجيل الرابع.
وأورد: "تعوّض تركيا عن نقص مواردها المالية، التي كان بإمكان إسرائيل نظريًا استغلالها للضغط عليها، من خلال تعاون وثيق مع "العملاق الغازي" القطري الغني بالثروات".
واسترسل: "ينقل الموقع عن رئيس معهد مسغاف لبحوث الأمن القومي ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي سابقًا، مائير بن شبات، أنه بعد انهيار "محور المقاومة" بقيادة إيران، "تسد كل من قطر وتركيا الفراغ الناتج نظرًا لامتلاكهما طموحات إقليمية وعالمية مشتركة، بالإضافة إلى الموارد اللازمة لدعمها فضلا عن تواجدهما على جميع الجبهات، مستفيدين من دورهما كوسطاء".
وأضاف: "على سبيل المثال، تكفلت قطر بدفع رواتب العاملين في القطاع الحكومي السوري، وأعلنت عن استثمار 7 مليارات دولار في قطاع الطاقة السوري".
وفي ختام التقرير نوّه الموقع بأن هذا التحول في مجريات الأمور يشير إلى وجود حدود على مستوى القدرات لكل من دولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا. فبينما تملك تركيا الموارد الكافية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في سوريا حتى الآن، فإن قد تواجه في مناطق أخرى عقبات تعرقل تنفيذ مخططاتها. لا سيما في الأماكن التي ستتصارع فيها مع لاعبين إقليميين وعالميين أكثر قوة من دولة الاحتلال الإسرائيلي.