حصاد مَجلَّة الأزهر 2024.. ملفات خاصَّة وندوات توعويَّة والتعريف بتاريخ القدس
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
نشرت مَجلَّة الأزهر الشريف بين طيَّاتها على مدار عام 2024م، عددًا من الموضوعات المهمَّة في أبواب المجلة المختلفة التي يكتب فيها كبارُ علماء الأزهر ومصر والعالَم العربي.
وقد اهتمَّت أسرة تحرير مَجلة الأزهر الشريف بالجمع بين الأصالة والمعاصرة في اختيار موضوعات أعداد المجلة؛ إذْ نشرتِ العديد من الموضوعات التي تُعالِج بعض القضايا على السَّاحة، وأَفردت لها ملفَّاتٍ خاصَّةً في صفحات المجلَّة، كما نشرت عددًا من المقالات التي تنتصر للقضية الفلسطينيَّة، وتُواجِه الفساد، والإلحاد، وتفنِّد شُبُهات المستشرقين حول الإسلام.
ويَعرض هذا التقرير أبرز الملفَّات الخاصَّة التي نشرتها المجلة خلال عام 2024م، وأهمَّ الندوات التي عقدتها، كما يقدِّم عَرْضًا موجزًا لأبرز إصدارات المجلة خلال هذا العام.
ملفَّات خاصَّةنشرت مَجلَّة الأزهر الشريف في عدد شهر (رجب) 1445هـ ملفٍّا خاصٍّا بمناسبة ذِكرى الإسراء والمعراج واليوم العالمي للُّغة العربية، كما احتفتِ المَجلَّة في عددها الصَّادر أول شهر (شعبان) 1445هـ، بذِكرى (تحويل القِبلة) من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وفي عدد (رمضان) 1445هـ نشرت ملفًّا عن فضل هذا الشهر الكريم؛ لتزويد السَّادة القرَّاء بما ينفعهم في هذا الشهر المعظَّم، من خلال تقديم محتوًى يتعلَّق بأحكام الصيام وفضائله وأثره في تزكية المسلم، إلى جانب نَشْر ملفٍّ خاصٍّ في عدد شهر (شوَّال) 1445هـ بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، بالإضافة إلى نَشْر ملفٍّ خاصٍّ عن الحج في شهرَي: (ذي القَعدة، وذي الحجَّة) لعام 1445هـ، مع ملفٍّ آخر في الشهر الأخير حول حُجِّية السُّنة.
وفي عدد شهر (المحرَّم) 1446هـ، خصَّصت مَجلَّة الأزهر الشريف ملفًّا خاصًّا للحديث عن الهجرة النبوية المباركة؛ لكونها حدثًا مفصليًّا في تاريخ الإسلام، وتسليط الضوء على دلالاتها ومعانيها السَّامية، وما تحمله من دروس وعِبَر للمسلمين، واحتفت مَجلَّة الأزهر الشريف في عددَي: (ربيع الأول، وربيع الآخِر) لعام 1446هـ بالذِّكرى العطرة لمولد النبي ﷺ، في ملفٍّ خاصٍّ ضمن صفحات المجلة.
وفي إطار مبادرة رئاسة الجمهوريَّة (بداية جديدة لبناء الإنسان)، نشرت مَجلَّة الأزهر الشريف ملفًّا خاصًّا قدَّم رؤية إسلاميَّة شاملةً لكيفيَّة تحقيق التوازن بين الجوانب الروحيَّة والعقليَّة والجسديَّة للإنسان، وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للُّغة العربية، نشرت المَجلَّة ملفًّا خاصًّا يعكس رؤية الأزهر في دَعْم اللُّغة العربية، كونها أحد أعمدة التُّراث الإسلامي والثقافة العربيَّة.
ندوات مجلة الأزهرفي السياق ذاته، نشرت مَجلَّة الأزهر الشريف على مدار عام 2024م، عددًا من التغطيات الصحفيَّة لندوات المَجلَّة، التي نظَّمتها الأمانة العامَّة المساعدة للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية؛ برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف: الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيس تحرير المجلة، والتي جاءت بعناوين: (واقع القضيَّة الفلسطينيَّة بين التهجير والتصفية)، و(مَجلَّة الأزهر في عيون القرَّاء)، و(نحو تفعيل صِيَغ الاستثمار الإنتاجي في الواقع المعاصِر)، و(عَضْل المرأة وأثره على الأسْرة والمجتمع)، و(فِقه الأخلاق في السِّلم والحرب).
وتَعْقد مَجلَّة الأزهر ندواتٍ حواريَّـةً تستضيف فيها كبار علماء الأزهر ومصر في التخصُّصات الشرعيَّة والأدبيَّة والثقافيَّة والقانونيَّة وغيرها؛ لمناقشة أهمِّ قضايا العصر، وطَرْح الحلول المناسبة لها، وتناول الأفكار التي يطرحها فضيلةُ الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كما تُناقِش أهمَّ الكتب حديثة الصدور التي ألَّفها كبار العلماء، والقضايا التي يُثيرها كُتَّاب المقالات المنشورة في المجلة.
هدايا المجلةنشرت مَجَلَّة الأزهر الشريف على مدار عام 2024م، أربعة وعشرين إصدارًا من تقديم: فضيلة أ.د. نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيس تحرير مَجَلَّة الأزهر، بواقع مُلحقَين مع كلِّ عدد؛ هديَّـةً لقرَّائها الكِرام في التخصُّصات الشرعيَّة والعربيَّة وغيرها، بما يتماشَى والمستجدَّات التي تطرأ على السَّاحة في مختلِف الأصعدة، وهو ما يتَّسق مع أحد أهداف المجلَّة في كونها أداةَ تعليمٍ وتوجيهٍ دينيٍّ وإصلاحيٍّ للمسلمين؛ تعمل على نَشْر الفِكْر الإسلامي المستنير الذي يتبنَّاه الأزهر منذ ما يزيد على ألف عام.
وحِرْصًا على تعريف السَّادة القرَّاء بتلك الهدايا، تُقدِّم مَجلة الأزهر الشريف عناوين تلك الملاحق؛ لينتفع بها القرَّاء، وتكون خيرَ زادٍ لهم في طريق البحث والمعرفة؛ وهي: (الإسراء والمعراج) للدكتور محمد سيد طنطاوي، و(أثر القرآن في اللُّغة العربية) للشيخ أحمد حسن الباقوري، و(الإشاعات الكاذبة وكيف حاربها الإسلام؟) لفضيلة أ.د. محمد سيد طنطاوي، و(ملامح من تاريخ القدس عبر العصور) من إعداد الباحثين بلجنة التاريخ والحضارة، و(مدارك المرام في مسالك الصيام) للمحدث الحافظ قطب الدين القسطلاني، و(العقيدة وبناء الإنسان) للأستاذ الدكتور عبد الفتاح بركة، و(الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة) في ثلاثة أجزاء للأستاذ الدكتور محمد كامل الفقي، و(موقف السلف من المتشابهات بين المؤولين والمثبتين) للأستاذ الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، و(حج بلا مخالفات وعمرة بلا مؤاخذات) للأستاذ الدكتور حمدي شلبي، و(رد شبهة المنكرين لحُجِّية السُّنة) للأستاذ الدكتور حمدي صبح طه، و(في فِكرنا الحديث والمعاصر) في جزأين للأستاذ الدكتور حسن الشافعي، و(الشريعة الإسلامية والتطوُّر الاجتماعي عبر التاريخ) لفضيلة الشيخ محمد علي السايس، و(في مواجهة الإلحاد المعاصر وعقائد العلم) للأستاذ الدكتور يحيى هاشم فرغل، و(البخاري المفترَى عليه) في جزأين لفضيلة الشيخ محمد نجيب المطيعي، و(الأنوار الأزهرية في جولة الإمام الآسيوية)، و(مِن تراث الدكتور سليمان دنيا) من إعداد اللجنة العِلمية بالمجمع، و(الإسلام والوجود الدولي للمسلمين) لفضيلة الشيخ محمود شلتوت، و(مقوِّمات الإنسانية في القرآن الكريم) في جزأين للدكتور أحمد إبراهيم مهنا، و(إضاءات أزهريَّة حول مثاليَّة اللُّغة العربيَّة) بأقلام لفيف من كبار العلماء.
وتُباع مَجلة الأزهر الشريف التي صدر العدد الأول منها في عام 1349هـ= 1930م، بخمسة جنيهات فقط، كما أن باب الاشتراكات فيها مفتوح من خلال التواصل مع الإدارة العامَّة لمجلة الأزهر الشريف بمجمع البحوث الإسلامية في شارع الطيران بمدينة نصر، أو عبر التواصل مع قِسم الاشتراكات بمؤسَّسة الأهرام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر القدس للأستاذ الدکتور ة الأزهر الشریف ات التی عام 2024م فی عدد
إقرأ أيضاً:
قراءة في كتاب "القواسم في عُمان" للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
د. صالح بن ناصر القاسمي
منذ القدم، أولى العرب عناية خاصة بعلم الأنساب وتوثيقها، لما لها من أهمية في حفظ الروابط الاجتماعية ومعرفة الأصول والانتماءات. وقد أتى الإسلام مؤكدًا هذه الأهمية، كما في قوله تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ) (الأحزاب: 5). وقال عليه الصلاة والسلام: (من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام)، صحيح البخاري ومسلم.
وقد ارتبط علم الأنساب بتاريخ القبائل العربية، مما يجعل من الضروري لمن يتولى مهمة كتابة هذا التاريخ أن يتحلى بالموضوعية والحيادية، وأن يُعنى بالتدقيق والتمحيص، حتى يتمكن من الوصول إلى حقائق تاريخية تستند إلى دلائل راسخة ومعطيات موثوقة.
ومن القبائل التي حظيت باهتمام واسع في الدراسات التاريخية الحديثة، قبيلة القواسم، لما لها من علاقة وطيدة بأرض عُمان، ولما شكّله حضورها من تأثير على السواحل العُمانية.
وقد تناولت العديد من المصادر العربية والأجنبية نسب هذه القبيلة، ومواضع استقرارها، ودورها في تاريخ عُمان.
وفي هذا الصدد صدر في عام 2014م عن الدار العربية للموسوعات كتاب بعنوان (الفيصل القاسم في أصل القواسم) لمؤلفه الفاضل خلفان بن علي بن خلفان القاسمي، تناول فيه -بأسلوب علمي موثق- مختلف الآراء التي تناولت أصل قواسم عُمان ونسبهم، بالإضافة إلى تاريخ هجرتهم إلى عُمان ومواطن استقرارهم. ويُعد هذا الكتاب مرجعًا مهمًا في بابه، لما تضمنه من عرض شامل وموضوعي لكافة الآراء المتداولة حول قواسم عُمان. ولمن يرغب في التوسع والاطلاع على التفاصيل، يُنصح بالرجوع إليه.
وقد أُهديت نسخة من الكتاب إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، باعتباره باحثًا تاريخيا، وقد تفضل سموه بالإشادة بالكتاب، موجّهًا رسالة شخصية إلى مؤلفه عبّر فيها عن شكره وتقديره لمؤلفه، وهي رسالة أطلعنا عليها المؤلف قبل عدة سنوات، ما يُعدّ ضمنيًا بمثابة إقرار بمحتوى الكتاب ومضمونه.
وفي الآونة الأخيرة، طالعتنا الساحة الثقافية مؤلَّفًا جديدًا لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بعنوان "القواسم في عُمان"، ويقع في نحو ثلاثين صفحة، ونرغب هنا في تقديم قراءة أو تعليق موجز على هذا الإصدار.
بدايةً، لا يمكن حصر تاريخ القواسم في عُمان في هذه السطور القليلة، فهو تاريخ عريق وممتد، يزخر بالوقائع والشواهد التي تؤكد عمقه وأثره. وقد انتشر القواسم في معظم ولايات سلطنة عمان، ولا سيما في الولايات الساحلية، من ولاية شناص شمالًا حتى ولاية صور جنوبًا، فضلًا عن وجودهم الملحوظ في عدد من ولايات المنطقة الشرقية والداخلية، مثل بدبد وسمائل.
وقد تناول الشيخ الدكتور سلطان- حفظه الله- في حديثه جوانب من تاريخ القواسم، إلا أن تركيزه اقتصر على وجود القواسم في الجصة وسمائل دون التطرق إلى وجودهم في الولايات الأخرى، وهو ما يستدعي منا وقفة سريعة للتعليق والتوضيح.
ففيما يتعلق بوجود القواسم في الجصة، فإنه أقدم بكثير مما ورد في حديث الشيخ الدكتور سلطان، الذي أشار فيه إلى عام 1811م، بينما تثبت عدد من الأدلة والقرائن أن وجودهم في هذه المنطقة سابق لهذا التاريخ بكثير، وسنذكر فيما يلي بعض الدلائل التي تؤكد ذلك:
من بين ما يُستدل به على متانة العلاقة بين القواسم في عُمان -وأعني هنا القواسم القاطنين أرض عُمان الأم- والأسرة الحاكمة، أنهم ظلوا على الدوام تحت راية السادة البوسعيديين، بل وحتى من قبلهم في عهد اليعاربة. فلم يُعرف عنهم الدخول في أي صراع مع الحكام، بل كانوا في صفهم وشاركوا في معاركهم جنبًا إلى جنب. وقد أورد المؤرخ ابن رزيق في كتابه الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين (ص:416) موقفًا مشرفًا للقواسم خلال وقوفهم إلى جانب السيد سعيد بن سلطان في حربه ضد عمه قيس، حيث قال:
(وكان يومئذ القابض للسد سالم بن سلطان، ومعه رجال من جعلان من بني راسب والقواسم، وبعض رجال من بني جابر أهل طيوي، وبعض رجال من نخل من أصحاب مالك بن سيف اليعربي. أما سعيد بن سلطان فكان حينها في حصن بركاء. فلما اقترب قيس وقومه من السد، بادره بني راسب والقواسم بالهجوم، فاندلعت المعركة بينهم في وادي العدي، وقد قُتل فيها محمد بن ماجد، أمير بني راسب، وأمير القواسم، ولم يبق من قومهم إلا القليل، بعد أن أبلوا بلاءً حسنًا في القتال وأعطوا السيوف حقها. وبعد استشهاد القواسم وبني راسب، رجع سالم بن سلطان إلى مسقط).
هذا النص يؤكد بجلاء أن القواسم لم يكونوا خصوما أو خصما للسلطة في عُمان، بل كانوا من أوفى مناصريها، وخاضوا المعارك دفاعا عن شرعيتها وولاءً لحكامها.
الشاهد أن القواسم كان وجودهم في الجصة سابقا لذلك التاريخ، بل تشير المصادر إلى أن قواسم الجصة كانوا يشكلون إمارة يُوصَف شيخها بصفة "الأمير"، وقد أورد الشيخ سالم بن حمود السيابي في كتابه إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان (ص ٧٦) ما نصه: (ناهيك بقواسم الجصة، فقد كادوا يكونون حكومة مستقلة، وتقع الجصة شرقي مسقط، ولهم فيها آثار مهمة شاهدة على مجدهم).
والشاهد أيضا أن القواسم الذين سكنوا الجصة قد دوّنوا تاريخهم فيها، وهو تاريخ يسبق عهد السلطان سعيد بن سلطان -رحمه الله- الذي بدأ حكمه في عام ١٨٠٦م واستمر حتى عام ١٨٥٦م، إذ نجد أن أحد علماء الشافعية من قبيلة القواسم، الذي سكن هو وأجداده الجصة، قد وُلد في مطلع القرن الثالث عشر الهجري، أي في حدود عام 1790م، مما يؤكد أن أجداده استوطنوا الجصة قبل التاريخ الذي أورده الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وهو عام ١٨١١م.
ومن جانب آخر فإن المؤرخ ابن رزيق والذي دون سيرة السادة البوسعيديين لم يذكر أن السلطان سعيد بن سلطان -رحمه الله- حارب القواسم في مدينة صور، والثابت أن القواسم في صور دارت بينهم وبين قبيلة الجنبة حرب وصادف أن عاد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي من الدرعية بعد أن احتجزه أمير الدرعية عن طريق ميناء صور، حيث ذكر عبدالله بن صالح المطوع، في كتابه الجواهر واللآلي في تاريخ عُمان الشمالي صفحة 76-78 في معرض الكلام عن خروج الشيخ سلطان بن صقر القاسمي وفراره من الدرعية عن آل سعود قال: (وقد تعرف أثناء قضاء مناسك الحج على رجال من قبيلة الجنبة من بلدة صور وكانت بينهم وبين القواسم عداوة وحروب ودماء فأحبوا أن تكون لهم عند القواسم يد إحسان فعرضوا على الشيخ سلطان أن يسافر معهم وضمنوا له الوصول)، إلى أن قال: (وعندما وصل الشيخ سلطان إلى صور التف حوله من بقي فيها من القواسم والجنبة وبالغوا في إكرامه ورجوه جميعا أن يتوسط بينهما ويعقد بينهما معاهدة صلح ويزيل الأحقاد فتعهد بذلك ووفى بما تعهد به).
ومما لا شك فيه أن التاريخ حينما يذكر قبيلة، فإنه يذكرها بمجموعها الكبير، لا بأسرة واحدة فقط. وعليه، فإن ما أورده الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي من أن جميع سكان الجصة هم من نسل صالح بن محمد بن صالح بن علي المالودي القاسمي، بعيد عن الواقع. فالثابت أن قبيلة القواسم التي سكنت الجصة تضم أسرًا عديدة معروفة ببيوتها وأفخاذها، وهم أدرى بأنسابهم.
وقد أشار الشيخ الدكتور سلطان كذلك إلى الشيخ مبارك بن عبدالله، وذكر أنه أعقب ولده محمد الذي انتقل إلى الشارقة، دون أن يتطرق إلى ابنيه الآخرين: علي بن مبارك، الذي لا يزال على قيد الحياة في سلطنة عُمان، وأحمد بن مبارك، الذي توفي دون أن يُعقب.
أما نسب الشيخ مبارك بن عبدالله، فهو: مبارك بن عبدالله بن علي بن راشد بن حميد بن سلطان بن خالد بن صقر بن عبد الله بن غانم بن غازي القاسمي.
وهو آخر شيخ في الجصة، وينتمي إلى فخذ أولاد غازي، ولا تربطه صلة نسب بصالح بن محمد بن صالح بن علي المالودي القاسمي الذي أشار إليه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
أما فيما يخص القواسم في سمائل، فقد ذكر الشيخ الدكتور سلطان القاسمي أنهم من نسل ناصر بن سلطان بن صقر القاسمي من ابنه هلال. غير أن ناصرًا، وبحسب المصادر، لم يكن له من الذكور سوى ثلاثة أبناء فقط، وهم: إبراهيم، ومحمد، وماجد، وهم الذين وردت أسماؤهم في المشجرة القاسمية في دولة الإمارات، كما ذكرهم الشيخ سلطان القاسمي في كتابه التذكرة بالأرحام في الصفحة ٧١. وقد أشار إليهم أيضًا لوريمر في كتابه دليل الخليج، حيث ذكر أن ناصر بن سلطان بن صقر القاسمي توفي في رأس الخيمة. وبناءً على ذلك، لا يوجد ما يثبت وجود نسل لهلال بن ناصر بن سلطان القاسمي بين قواسم سمائل.
وبناءً على ما سبق، يتبيّن جليًّا أن قبيلة القواسم في عُمان تُعدّ من القبائل العريقة والمنتشرة في مختلف ولايات السلطنة، وليس من المنطقي حصر وجودها في الجصة وسمائل أو نسبتها إلى شخص واحد فقط، فذلك لا يطابق الواقع ولا ينسجم مع حقائق التاريخ ولا يُقبله العقل.