مشروع قانون إسرائيلي يستهدف الملتحقين بجامعات فلسطينية
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
القدس المحتلة- في 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري صادق الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على اقتراح قانون يقضي بتفويض مدير عام وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية برفض توظيف معلمين من القدس والداخل الفلسطيني حاصلين على لقب أكاديمي من مؤسسة تخضع لرقابة وإشراف السلطة الفلسطينية.
وتقدم باقتراح القانون عضو الكنيست من حزب الليكود عميت هليفي وآخرون، وأيده خلال التصويت 40 عضوا وعارضه 9 أعضاء.
وجاء على الموقع الإلكتروني للكنيست الزعم بأن "الدراسة في تلك المؤسسات تتضمن في كثير من الأحيان، محتوى معاديا للسامية وتلقينا عقائديا يهدف إلى إنكار وجود دولة إسرائيل والتحريض بشكل جدي ضدها".
وبالتالي "ليس من المناسب أن يعمل أولئك الذين اختاروا تعلم هذه المحتويات ضمن مؤسسات القطاع العام في دولة إسرائيل، لا سيما السماح لهم بتعريض الأطفال الذين لا حول ولا قوة لهم للمحتويات التي يتم تدريسها في مؤسسات السلطة الفلسطينية والتي تقوم بالتحريض ضد دولة إسرائيل وتربي على الإرهاب".
"الكنيست" تصدّق على قانون حظر توظيف المعلمين خريجي الجامعات الفلسطينية https://t.co/KWo2G7vDGr
— SadaNews (@SadaNewsPS) December 26, 2024
إعلان استهداف المناراترئيس جامعة القدس د.عماد أبو كشك استهلّ حديثه للجزيرة نت بالقول إن الجامعات الفلسطينية هي منارات تنويرية وتضم أكبر عدد من النخب الفلسطينية من باحثين ومفكرين وعلماء في مجالات مختلفة.
"وبالتالي هذا القرار يأتي لمحاصرة الجامعات ومحاولة إغلاقها من جهة، وعزل المقدسيين وأهالي الداخل المحتل عنها من جهة أخرى، لأنها تشكل الحصانة الفكرية لهم، ويريد الاحتلال إخضاع الشعب الفلسطيني والسيطرة عليه" وفق رئيس جامعة القدس.
وأضاف أن الحق في التعليم واختيار المؤسسة التي يريد الشخص أن يلتحق بها من أبسط حقوق الإنسان، ولا علاقة لذلك بالسياسة، لكن إصرار الحكومة الإسرائيلية على عزل وإضعاف المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية واضح بأنها تريد من خلاله الضغط على الشعب الفلسطيني باستهداف أهم المؤسسات الموجودة لديه، وهي الجامعات التي تعتبر مراكز للنخبة ولبنة أساسية في الاقتصاد الفلسطيني، وبالتالي هذا من أخطر القرارات العنصرية التي تتخذها إسرائيل، وفقا لأبو كشك.
ووفقا لرئيس الجامعة فإن 55% من طلبة جامعة القدس الذين يبلغ عددهم 13 ألف طالب هم من المقدسيين ومناطق الـ48، وسيكون للقانون الجديد في حال المصادقة عليه بالقراءات الثلاث تأثير كبير على الجامعة التي تحمل اسم العاصمة.
"يريدون إخضاع الفلسطينيين لمسار فكري خاص يتّسق مع أجندات ومخططات الحكومة الإسرائيلية، ويرتبط اقتراح القانون الجديد بأسرلة المناهج في القدس ومحاصرة مدارسها وإنهاء وجودها" يقول رئيس جامعة القدس.
تمييز عنصري
ورغم أن اقتراح القانون الجديد ينحصر في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، فإن رئيس جامعة القدس أبدى مخاوفه من أن تطال التشريعات وزارات إسرائيلية أخرى، وبالتالي ستدفع 10 جامعات فلسطينية في الضفة الغربية أثمانا باهظة مع حرمان الفلسطينيين في القدس والداخل من الالتحاق بها بتخصصات معينة.
إعلانوأوضح "كان الطلبة المقدسيون ممن يتخرجون من كليتي الآداب والعلوم في جامعة القدس يخضعون لاستكمالات أكاديمية في كليات إسرائيلية من أجل السماح لهم بالتدريس في مدارس تابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية، لكن التشريع الجديد قد يحرم هؤلاء الطلبة من الالتحاق بهاتين الكليتين".
وعن التحدي الجديد، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة فيصل الحسيني، عبد القادر الحسيني إن هذه القوانين سياسية بامتياز وبعيدة عن المهنية والعقلانية، وتعمق وتكرس واقع التمييز العنصري للمنظومة التي تحكم دولة إسرائيل.
ومن ناحية أخرى أشار مدير المؤسسة المختصة بقطاع التعليم في القدس، إلى أن "للتشريعات الجديدة أثر كبير على المقدسيين والفلسطينيين من حملة الجنسية الإسرائيلية الذين يدرس عدد كبير منهم في الجامعات الفلسطينية".
ومن هنا يجب مواجهة هذه التحديات قانونيا عبر اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة بغض النظر عن النتيجة، لكن من المهم أن يكون هناك تحدٍّ على الصعيد القانوني لمثل هذه القرارات، وفق الحسيني.
وقطاع التعليم هو أحد القطاعات التي تستهدفها الخطة الخمسية الإسرائيلية التي تمتد من عام 2024 وحتى عام 2028، وتحمل اسم "تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية والتنمية الاقتصادية لشرقيّ القدس" بقرار حمل الرقم 550.
ورُصد للخطة الخمسية الجديدة ميزانية 3.2 مليارات شيكل (نحو 844 مليون دولار أميركي)، ورغم أن الهدف المعلن للخطة هو تحقيق مزيد من الاندماج للمقدسيين في المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي، فإن الهدف المخفي هو التغلغل بالمقدسيين وربطهم بالمنظومة الإسرائيلية الاجتماعية والاقتصادية والقانونية، من أجل إخضاعهم وضبطهم وكي وعيهم، وفق خبراء مقدسيين.
إعلانوترصد الخطة الجديدة 800 مليون شيكل للمدارس الابتدائية والثانوية بالقدس، من أجل "الاستمرار في البناء على الإنجازات التي تحققت في إطار الخطة الخمسية السابقة، مع التركيز على التعليم العالي والتوظيف الجيد، وإنشاء فريق للعمل على تعزيز جودة نظام التعليم في شرقي القدس بشكل عام، وتوسيع نظام التعليم الرسمي بشكل خاص" وذلك عبر زيادة نسبة الطلبة الذين يتعلمون المنهاج الإسرائيلي، وأولئك الذين يلتحقون ببرامج الإعداد للأكاديميات الإسرائيلية.
ويعمل القائمون على الخطة لزيادة عدد الطلبة الذين يتخرَّجون من المدارس بنظام "البجروت" الإسرائيلي (يوزاي التوجيهي)، وتقديم الحوافز المادية والتربوية لرفع نسبة الطلبة المؤهلين للحصول على شهادة الثانوية العامة عالية الجودة، مع التركيز على اللغة العبرية للطلبة والمعلمين.
وخصصت وزارة المعارف الإسرائيلية ميزانية بقيمة 300 مليون شيكل (نحو 80 مليون دولار) لتمويل المؤسسات التعليمية في القدس بشرط تدريس المنهاج الإسرائيلي، من أجل تهيئتهم للالتحاق لاحقا بالكليات والجامعات الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تعليمي رئیس جامعة القدس دولة إسرائیل فی القدس من أجل
إقرأ أيضاً:
شؤون القدس: ما يجري بالمسجد الأقصى والمدينة يأتي ضمن مخطط فرض السيادة الإسرائيلية
قالت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، إن ما يجري في المسجد الأقصى ومدينة القدس خلال الأسابيع الأخيرة يمثل تصعيدا مبرمجا ومدروسا، ويأتي ضمن مخططات الاحتلال لتغيير طابع المدينة وفرض سيادة إسرائيلية كاملة على مقدساتها، في انتهاك صارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم، ولمكانة القدس كمدينة محتلة وفق القانون الدولي.
وأوضحت دائرة شؤون القدس، في بيان صحفي، أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية/وفا/، اليوم/الخميس/، أن ذروة هذا التصعيد تزامنت مع موسم الأعياد اليهودية، حيث سُجّل اقتحام نحو 9820 مستوطنا لباحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال، بينهم وزراء وأعضاء كنيست على رأسهم المتطرف إيتمار بن غفير، الذي قاد اقتحامات رسمية في رسالة سياسية واضحة مفادها أن حكومة الاحتلال نفسها تتبنى مشروع "تهويد الأقصى" وتحوّله إلى ميدان استعراض لسيادتها المزعومة.
وأضافت، أن هذه الاقتحامات ترافقت مع أداء طقوس تلمودية علنية، ورقصات وأناشيد دينية داخل الساحات، في الوقت الذي فُرضت فيه قيود مشددة على دخول المصلين المسلمين، واعتُقل عدد من حراس المسجد والمصلين، في محاولة لترهيبهم وإفراغ الحرم من رواده، كما تم اقتحام عدد من دور العبادة في أحياء القدس القديمة، وإصدار قرارات بتغريم مؤذنين وفرض قيود على رفع الأذان، في سابقة خطيرة تمس جوهر حرية العبادة وتكشف طبيعة التمييز الديني الممنهج الذي تمارسه سلطات الاحتلال.
وشددت الدائرة على أن سلوك الاحتلال لا يمكن قراءته بمعزل عن المشهد السياسي العام، حيث يتقاطع ميدانيا مع المشاريع الاستيطانية في محيط القدس، ومع خطاب حكومي إسرائيلي متطرف يسعى لتحويل الصراع من سياسي إلى ديني، ويدفع بالمدينة المقدسة إلى حافة الانفجار، لافتةً الى أن استمرار هذه السياسات سيُدخل المنطقة في دوامة صراع ديني تهدد الأمن الإقليمي والدولي، وتنسف أي إمكانية لسلام حقيقي أو استقرار مستدام.
وطالبت دائرة شؤون القدس، المجتمع الدولي ولا سيما الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي، إلى التحرك الفوري والفاعل لوضع حد لهذه الانتهاكات ومحاسبة إسرائيل على خروقاتها الممنهجة للقانون الدولي، مؤكدة أن حماية المسجد الأقصى والقدس ليست قضية دينية فحسب، بل هي ركيزة للاستقرار الإقليمي.