جامعات بلا أحزاب: أين دور الإدارات في تحفيز شباب المستقبل؟
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
#سواليف
#جامعات بلا #أحزاب: أين دور الإدارات في #تحفيز #شباب_المستقبل؟
بقلم: أ.د. #محمد_تركي_بني_سلامة
يشكل الشباب النسبة الأكبر من المجتمع الأردني، وهم عماد الحاضر وأمل المستقبل، وفرسان الغد الذين يعول عليهم في قيادة الوطن نحو الاستقرار والازدهار. ومع الرؤية الملكية للإصلاح والتحديث السياسي التي أكدت أن التحديث خيار استراتيجي لا رجعة عنه، تبرز الحاجة الملحة إلى تفعيل دور الجامعات في تعزيز مشاركة الشباب في العمل الحزبي والسياسي.
بعد مرور عام على صدور نظام تنظيم الأنشطة الحزبية داخل الجامعات، كان يُفترض أن تشهد الساحة الجامعية تحولات إيجابية في اتجاه تعزيز النشاط الحزبي والعمل الطلابي. لكن الواقع يروي قصة مختلفة تماماً، حيث تشير التقارير إلى أن العديد من الجامعات اختارت إما تجاهل هذا النظام أو تطبيقه بشكل يعوق أي تطور حقيقي. وقد ألغت بعض الجامعات انتخابات اتحادات الطلبة، وتوقفت أخرى عن عقد انتخابات الأندية الطلابية التي كانت تُنظم بشكل دوري قبل صدور النظام.
مقالات ذات صلة عمان الأهلية تُرشِّح 12 طالبًا للمشاركة في برنامج Erasmus+ للتبادل الطلابي 2024/12/29هذا التراجع في دعم الحريات الطلابية داخل الجامعات يطرح تساؤلات جدية حول جدية الإدارات الجامعية في تحقيق أهداف النظام الذي كان يهدف إلى تعزيز الحياة السياسية بين الطلبة. بل إننا شهدنا اتخاذ إجراءات عقابية ضد الطلبة الناشطين على خلفية مشاركتهم في فعاليات داعمة للقضايا الوطنية، مما يعكس تناقضاً واضحاً بين الخطاب الرسمي للإصلاح وسلوك الإدارات الجامعية.
الجامعات، بدلاً من أن تكون منابر للحرية ومراكز لتأهيل الشباب للمشاركة السياسية، أصبحت بيئات تُقيّد الحريات وتقف عقبة أمام العمل الحزبي. نظام تنظيم الأنشطة الحزبية، الذي كان يفترض أن يُشكل قفزة نوعية في مجال الحريات الطلابية، تم تفريغه من مضمونه بسبب الصلاحيات المطلقة الممنوحة لعمادات شؤون الطلبة، التي أصبحت تتحكم في تفاصيل النشاطات، من المكان والزمان إلى الأسماء المشاركة وحتى مضمون الفعاليات. هذا التحكم المفرط أفقد النظام مصداقيته وحوله إلى أداة للسيطرة بدلاً من كونه محفزاً للعمل الحزبي.
في هذا السياق، أشارت حملة “ذبحتونا” إلى أن النظام فشل في تحقيق أهدافه، حيث لم تشهد الجامعات سوى عدد محدود من الفعاليات الحزبية، وغالباً ما كانت هذه الفعاليات شكلية وبعيدة عن الروح الحقيقية للعمل السياسي. كما أن غياب الحماس الحزبي داخل الجامعات يعكس عدم قناعة الأحزاب بجدوى هذه الفعاليات في ظل القيود المفروضة.
إن التحديات التي تواجه العمل الحزبي داخل الجامعات تتطلب مراجعة شاملة للسياسات والأنظمة. يجب أن تكون الجامعات بيئة مشجعة للتعددية السياسية والفكرية، وألا تتحول إلى ساحة للصراعات أو منصة لإسكات الأصوات الناشئة. إذا أردنا أن يكون للشباب دور حقيقي في مستقبل الأردن، يجب أن نتيح لهم الفرصة للمشاركة بحرية في العملية السياسية داخل الحرم الجامعي.
على الإدارات الجامعية أن تستلهم الرؤية الملكية للإصلاح والتحديث، وأن تعمل على تفعيل الأنظمة الحزبية بشكل جاد وفعّال. تعزيز العمل الحزبي داخل الجامعات لا يعني فقط تنظيم الفعاليات، بل يتطلب بناء ثقافة سياسية حقيقية تحفز الطلبة على الانخراط في العمل الوطني. يجب أن تكون الجامعات منابر لتأهيل الشباب للقيادة، وليس ساحات لإجهاض أحلامهم السياسية.
إن الشباب الأردني، وخصوصاً طلبة الجامعات، يمثلون الأمل الذي يعوّل عليه لتحقيق الديمقراطية المستدامة. لكن الأمل وحده لا يكفي، بل يحتاج إلى دعم وتوجيه حقيقي. الجامعات ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل هي مصانع قيادات المستقبل، وأي تقصير في دورها يعرض المسيرة الديمقراطية للخطر.
وفي ظل الظروف الراهنة، فإننا بحاجة إلى إرادة حقيقية من الإدارات الجامعية لتفعيل الأنظمة الحزبية وتعزيز الحريات الطلابية. كما أن الأحزاب السياسية مطالبة بالعمل بجدية داخل الجامعات وإعادة بناء الثقة مع الشباب، ليصبحوا جزءاً من مشروع الإصلاح السياسي.
تحفيز الطلبة على المشاركة الحزبية هو مسؤولية وطنية، ويجب أن تكون الجامعات في طليعة هذا الجهد. إنها لحظة تاريخية تستدعي من الجميع التحرك بجدية وإخلاص لإعداد جيل واعٍ قادر على حمل راية الوطن. الشباب هم القوة الدافعة للمستقبل، وإذا لم نقدم لهم الدعم الآن، سنفقد فرصة ذهبية لبناء أردن قوي وديمقراطي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف أحزاب تحفيز شباب المستقبل محمد تركي بني سلامة داخل الجامعات العمل الحزبی أن تکون
إقرأ أيضاً:
كاتبة بريطانية: شباب الغرب أصبحوا يفضلون اليمين المتطرف على الديمقراطية
رصدت جاميما كيلي كاتبة العمود بصحيفة فايننشال تايمز تحوّلا سياسيا لافتا بين الأجيال الشابة في الغرب، مشيرةً إلى أن جيل زد لم يعد يميل إلى اليسار، بل بات أقرب إلى اليمين، وأحيانا إلى أقصى أطيافه الشعبوية والمعادية للمهاجرين.
وأوضحت أن استطلاعات الرأي بالولايات المتحدة وأوروبا تُظهر ميل الشباب نحو أحزاب ومواقف تشكك في القيم الليبرالية، وتزدري الإعلام المستقل والجامعات، وتسعى إلى تقويض النظام القائم لا إلى الحفاظ عليه، عكس اليمينيين التقليديين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هل تستطيع إسرائيل إصلاح علاقاتها مع الأميركيين؟list 2 of 2كاتب فرنسي: هكذا تؤثر الشعبوية على السياسة الخارجيةend of listالتحوّل بالأرقاموأشارت كيلي إلى أن استطلاعا لجامعة ييل الأميركية أظهر أن الفئة العمرية بين 18 و21 عاما تميل للجمهوريين بفارق 12 نقطة، في حين يدعم من تتراوح أعمارهم بين 22 و29 عاما الديمقراطيين بفارق 6 نقاط.
وفي المملكة المتحدة، تشير الأرقام إلى تراجع في دعم الشباب لحزب العمال، إذ أظهرت نتائج الانتخابات عام 2024 أن نسبة المصوتين من الفئة العمرية بين 18 و21 عاما كانت أقل من نسب المصوتين في منتصف العمر.
ووفقا لما نقله المقال عن أحدث استطلاع صدر عن مركز جون سميث، أبدى 26% من الرجال الشباب (بين 16 و29 عاما) تعاطفا مع حزب الإصلاح اليميني بقيادة نايجل فاراج، مقارنة بـ15% فقط من الشابات.
وفي استطلاع آخر -أعدته شركة يوغوف لمؤسسة توي- قال 60% فقط من البريطانيين بين 16 و26 عاما إنهم يفضلون الديمقراطية، مقابل 18% رأوا أن الحكم السلطوي قد يكون أفضل في بعض الحالات، وهو ما اعتبرته الكاتبة مؤشرا مقلقا.
بديل جذابوبيّنت الكاتبة -استنادا لدراسة سابقة نشرتها الصحيفة- أن الانقسام في آراء الجنسين داخل "جيل زد" كبير لدرجة أنه قد يكون من الأنسب اعتباره جيلين مختلفين بدلا من جيل واحد.
ولفتت إلى أن النساء تميل أكثر إلى الليبرالية، بينما يتجه الرجال نحو الفكر المحافظ، بل ويتبنى بعضهم أفكارا قومية أو دينية تحت شعار "القيم اليهودية المسيحية التقليدية".
إعلانوأضافت أن جاذبية اليمين بين الشباب لا تأتي فقط من مواقفه السياسية، بل من حيويته الفكرية فهو يقدم خطابا متمردا ضد ما تعتبره الأجيال السابقة "الليبرالية الراكدة" مما يمنحه طابعا ثوريا يستهوي جيلا يبحث عن معنى وهوية.
وبينما يدعو بعض مفكري اليمين إلى أفكار مثيرة للجدل مثل استبدال الديمقراطية بالنظام الملكي، تعاني التيارات اليسارية من شح المفكرين والأفكار الجديدة القادرة على إلهام الجيل الشاب، وفق المقال.
وخلصت كيلي إلى أن الجيل الشاب لم يعد يثق بقدرة الديمقراطية الليبرالية على التغيير ومواكبة تحديات العصر، داعية إلى تجديد الفكر الليبرالي وإنشاء بيئة حرة للنقاش لإثبات أن الديمقراطية ما زالت تستحق الدفاع عنها.