توفي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الحائز على جائزة نوبل للسلام، في منزله ببلينز بولاية جورجيا عن عمر يناهز 100 عام. وأعلن مركز كارتر وفاة الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة، الذي دخل دار رعاية المحتضرين منذ أكثر من عام، مساء الأحد، محاطًا بعائلته.

اعلان

وكان كارتر، الذي شغل منصب الرئيس من عام 1977 إلى 1981، مزارعًا بسيطًا يزرع الفول السوداني قبل أن يصبح سياسيًا يسعى إلى ترسيخ قيم الفضيلة في البيت الأبيض بعد فضيحة ووترغيت وهزيمة فيتنام.

رغم هزيمته الساحقة في الانتخابات عام 1980، انتقل ليصبح صوتًا عالميًا بارزًا في الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية.

من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر منصة "إكس" بأنه "قائد استثنائي ورجل دولة وإنساني".

وأشار بايدن إلى مساهمات كارتر في مجالات حقوق الإنسان، القضاء على الأمراض، تعزيز السلام، وإرساء قواعد الانتخابات الحرة والنزيهة. كما أعلن بايدن عن تنظيم جنازة رسمية تكريمًا لذكراه.

Relatedعمره قرن من الزمان.. الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر يحتفل بالذكرى المئوية لملادهعكس التوقعات..الرئيس الأسبق جيمي كارتر يكمل عاما تحت رعاية خاصة بالمسنين الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش سيحضر حفل تنصيب بايدن فيما سيغيب جيمي كارتر لقضاء وقته المتبقي مع عائلته.. الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر يتلقى "رعاية تلطيفية" في بيته

دخل كارتر، الديمقراطي المعتدل، السباق الرئاسي عام 1976 كحاكم غير معروف من ولاية جورجيا، مستندًا إلى وعد بسيط ومباشر: عدم خداع الشعب الأمريكي. في وقت كانت فيه البلاد تعاني من آثار فضيحة ووترغيت وحرب فيتنام، نجح كارتر في كسب ثقة الأمريكيين الذين كانوا يبحثون عن زعيم يتحلى بالصدق والنزاهة.

ورغم الانتقادات التي طالت تصريحاته في مقابلة مع مجلة بلاي بوي، والتي أثارت جدلًا بشأن حياته الشخصية، إلا أن مصداقيته وشخصيته الصريحة حظيت بتقدير شعب أنهكته السياسة التقليدية وأزماتها.

خلال فترة ولايته، ترك كارتر بصمة واضحة عبر عدد من المبادرات البارزة، مثل تأسيس وزارتي الطاقة والتعليم، وتحرير صناعة الطاقة، وحماية ملايين الأفدنة من براري ألاسكا، ما جعل إرثه الرئاسي مرتبطًا بالإصلاحات البيئية والبنية التحتية المستدامة.

الرئيس جيمي كارتر يستمع إلى السيناتور جو بايدن أثناء انتظارهما لإلقاء كلمة في حفل استقبال لجمع التبرعات في ويلمنجتون، 20 فبراير 1978Barry Thumma/AP

ومن أبرز إنجازات كارتر خلال رئاسته التوسط في اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، التي جمعت مصر وإسرائيل على طاولة المفاوضات وأرست أسسًا للسلام في الشرق الأوسط.

لكن لم تخلُ فترة رئاسته من التحديات الكبرى، حيث واجه أزمة الرهائن في إيران التي استمرت 444 يومًا، ورافقها تدهور اقتصادي بسبب التضخم. وعلى الرغم من نجاحه في تحرير الرهائن قبيل نهاية ولايته، فإن توقيت الإفراج عنهم في يوم تنصيب الرئيس الجديد رونالد ريغان شكّل ضربة رمزية لحكمه.

بعد خروجه من البيت الأبيض، ركز كارتر على العمل الإنساني والدفاع عن حقوق الإنسان. أسس مع زوجته روزالين مركز كارتر عام 1982، الذي تحول إلى منصة دولية لدعم الديمقراطية وتعزيز الصحة العامة. وفي عام 2002، حصل كارتر على جائزة نوبل للسلام تقديرًا لدوره البارز في حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية.

جيمي كارتر وزوجته روزالين يلوحان في المؤتمر الوطني في حديقة ماديسون سكوير في نيويورك، 15 يوليو 1976Anonymous/AP

ورغم وصف البعض كارتر بأنه "أفضل كرئيس سابق"، إلا أن إرثه السياسي والإنساني استمر في التبلور مع مرور الوقت. بحلول عام 2022، أشرف مركز كارتر على مراقبة 113 عملية انتخابية حول العالم، مما عزز دوره كمنصة رائدة لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.

بعد تشخيص إصابته بالسرطان في عام 2015، أعرب كارتر عن شعوره بالرضا عن مسيرة حياته، مشيرًا إلى إيمانه العميق بقيم العدالة والإنسانية التي شكلت أساس مسيرته.

وقال كارتر: "لقد حظيت بحياة رائعة، مليئة بالمغامرات والتجارب المميزة. كان لدي الآلاف من الأصدقاء، وعشت حياة مشبعة بالمعنى والفرح".

الرئيس جيمي كارتر يلوح للجمهور أثناء سيره مع زوجته روزالين وابنتهما إيمي بعد تنصيبه في واشنطن، 20 يناير 1977Suzanne Vlamis/AP

رغم الانتقادات التي تعرض لها أثناء رئاسته، إلا أن حلفاءه كانوا راضين لأنه عاش فترة طويلة بما يكفي ليشهد كيف أعاد كتّاب السير الذاتية والمؤرخون تقييم فترته الرئاسية، ليؤكدوا أن تأثيرها كان أكبر مما كان يُعتقد في حينه.

المصادر الإضافية • أب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ردًا على قرارات بايدن "الرحيمة".. ترامب يتعهد بإعادة عقوبة الإعدام قبل تسلم ترامب الرئاسة.. بايدن يوقف تنفيذ الإعدام بحق عشرات السجناء الفيدراليين "قرار غبي وغير مدروس".. ترامب ينتقد سماح بايدن لكييف بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكية وفاةجو بايدنالولايات المتحدة الأمريكيةكبار السنالبيت الأبيضجائزة نوبلاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next حرب غزة: إسرائيل تواصل قصفها وقتل وجرح العشرات وتنكل بالطواقم الطبية والبرد يفتك بالأطفال الرضع يعرض الآن Next أحمد الشرع: تنظيم انتخابات في سوريا قد يستغرق 4 سنوات.. ترى كم ستطول مدة الفترة الانتقالية في سوريا؟ يعرض الآن Next غزة: مقتل سبعة فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية على مستشفى الوفاء ورضيع خامس يفارق الحياة بسبب البرد يعرض الآن Next أسرار اللحظات الأخيرة: ماذا عُرض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل إعدامه؟ يعرض الآن Next الممثلة الأسترالية ريبل ويلسون وزوجتها رامونا أغروما تحتفلان بزفافهما الثاني في سيدني اعلانالاكثر قراءة اغتصاب جماعي ووفيات غريبة.. تقرير يكشف عن الوجه الآخر لمشروع نيوم الطموح للأمير محمد بن سلمان في خطوة غير مسبوقة.. بلجيكا تقرر حظر بيع السجائر الإلكترونية اعتباراً من العام الجديد كوريا الجنوبية تودع العام بكارثة جوية: مقتل 179 راكبا في اشتعال طائرة بعد انزلاقها عن المدرج مصدر حكومي أذربيجاني ليورونيوز: قررنا إرسال مسجلات رحلة الخطوط الجوية التي تحطمت بصاروخ إلى البرازيل 15 مصاباً في فلوريدا إثر اصطدام قطار بشاحنة إطفاء عبرت حاجز السكك الحديدية اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلقطاع غزةضحاياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني تقاليد وممارساتحركة حماسسوريافلاديمير بوتينالشرق الأوسطقتلروسيافرنساالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة ضحايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قتل إسرائيل قطاع غزة ضحايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قتل وفاة جو بايدن الولايات المتحدة الأمريكية كبار السن البيت الأبيض جائزة نوبل إسرائيل قطاع غزة ضحايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس سوريا فلاديمير بوتين الشرق الأوسط قتل روسيا فرنسا یعرض الآن Next جیمی کارتر

إقرأ أيضاً:

بايدن يُحذر: أمريكا تواجه أياما مظلمة في عهد ترامب

(CNN)-- حذّر الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، الخميس، من أن البلاد تواجه "أياما مظلمة" في عهد الرئيس دونالد ترامب، قائلاً إنه يبدو أن السلطة التنفيذية "تبذل قصارى جهدها لتفكيك الدستور".

وقال بايدن في كلمته خلال الحفل السنوي لنقابة المحامين الوطنية في شيكاغو: "إنهم يفعلون ذلك في كثير من الأحيان بمساعدة الكونغرس الذي يجلس على الهامش، وبتمكين من أعلى محكمة في البلاد. يا إلهي.. الأحكام التي أصدروها".

وأضاف الرئيس الأمريكي السابق: "أيها الناس، في حياتنا، وفي حياة أمتنا، هناك لحظات عصيبة للغاية تفصل كل ما جاء قبلها عما جاء بعدها. لحظات أجبرتنا على مواجهة حقيقة قاسية عن أنفسنا ومؤسساتنا والديمقراطية نفسها. نحن، في رأيي، في لحظة كهذه من التاريخ الأمريكي، تنعكس في كل محاولة وحشية من السلطة التنفيذية، وكل تراجع للحريات الأساسية، وكل تآكل للسوابق التاريخية".

ولم يذكر بايدن ترامب بالاسم مطلقا، بل أشار إليه بـ"هذا الرجل"، وجادل بأن الشعب الأمريكي بدأ يدرك ضرورة الرقابة القضائية على السلطة التنفيذية.

وقال: "القضاة مهمون. والمحاكم مهمة. والقانون مهم، والدستور مهم. أعتقد أن الكثير من الأمريكيين بدأوا يدركون الضغط الذي نتعرض له الآن مع هذا الرجل كرئيس". وأضاف: "استعدوا يا رفاق، هذه مجرد البداية".

وانتقد بايدن "شركات المحاماة التي ترضخ للضغوط، وتخضع للمتنمرين، بدلا من أن تتشبث بالعدالة والقانون"، بجانب بعض أكبر وسائل الإعلام في البلاد. كما سخر من "الفرحة التي يعرب عنها بعض سياسيينا" تجاه النهج العدواني الذي تتبعه الإدارة في إنفاذ قوانين الهجرة.

وقال بايدن إن الإدارة الحالية عازمة على العمل على "تقويض جميع المكاسب التي حققناها خلال إدارتي، ومحو التاريخ بدلا من صنعه، ومحو العدالة والمساواة، ومحو العدالة نفسها".

وأردف االرئيس الأمريكي السابق: "أيها الناس، لا يُمكننا تجميل هذا الوضع. هذه أيام مظلمة، لكنكم جميعا هنا للسبب نفسه. لأن مستقبلنا على المحك. يجب علينا، يجب علينا ألا نعتذر عن الكفاح من أجل المستقبل".

ويأتي خطاب بايدن الأخير في نفس الأسبوع الذي خضع فيه اثنان من كبار مساعديه لمقابلات أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب، كجزء من تحقيق مكثّف تجريه اللجنة بقيادة الجمهوريين بشأن التدهور المعرفي للرئيس السابق، والجهود المُحتملة لإخفائه عن الجمهور.

وفي خطابه في شيكاغو، مازح الرئيس السابق بشأن عمره.

وقال: "أتمتع بتميز غريب، وهو أنه تم انتخابي كأصغر سيناتور في تاريخ أمريكا، وأكبر رئيس سنا في تاريخ أمريكا. إنه جحيم أن تبلغ الأربعين مرتين".

وظل الرئيس السابق الذي لا يزال يخضع للعلاج من نوعٍ شرس من سرطان البروستاتا، بعيدا عن الأنظار نسبيا منذ مغادرته البيت الأبيض، ولم يلق سوى عددٍ قليل من الخطب. ويقضي بايدن معظم وقته في منزله في ويلمنغتون وريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير، ويعمل على إعداد كتاب سيصدر قريبا

وفي ختام خطابه، شجع بايدن الأمريكيين على "استحضار الشجاعة" للدفاع عن الحق.

وقال: "هذا يعني قبول العميل الذي لا يستطيع كتابة شيك كبير، ولكنه بحاجة إلى حماية حقوقه الأساسية. وهذا يعني الموافقة على تلك الوثيقة التي قد تثير غضب أصحاب السلطة، لكنكم تعلمون أن هذا هو الصواب. هذا يعني الوقوف بحزم في وجه الإجراءات غير الدستورية، المصممة لترهيبكم. وهذا يعني كتابة المقال، وإلقاء الخطاب، وقيادة الاحتجاج، والدفاع عن الأفكار التي تبنى عليها بلدكم، وحماية مؤسساتكم، والنضال من أجل روح الأمة".

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة محمد محمد سلبة
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة محمد محمد حمود سلبة
  • بايدن يُحذر: أمريكا تواجه أياما مظلمة في عهد ترامب
  • رئيس وزراء فرنسي سابق: علينا أن نواجه الجنون القاتل في غزة
  • نائب الرئيس الفلسطيني: هجوم حركي منظم يستهدف الأردن
  • مسؤول سابق في جيش الاحتلال يطالب نتنياهو بصفقة شاملة مع حماس الآن 
  • هل فهد بن نافل أفضل رئيس نادي في تاريخ الأندية السعودية
  • كاتي بيري تثير الجدل بحفل عشاء مع رئيس وزراء سابق
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه