عبدالخالق القاسمي
مؤخّراً وبعد دعوة الناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” إلى تصعيد العمليات العسكرية اليمنية، استجابت القواتُ المسلحة اليمنية وكثّـفت من ضرباتها إلى عُمقِ الأراضي الفلسطينية المحتلّة، حتى تحول الأسبوع المنصرم إلى أسبوع بدون نوم في “إسرائيل”، بحسب توصيف الإعلام العبري.
ففي الصباح والمساء، تدوي صافرات الإنذار في “إسرائيل” ويهرع إلى الملاجئ يوميًّا الملايين من المستوطنين، بعضهم يُقتل أثناء التدافع والبعض الآخر يصاب، أما الكثير منهم يدخل في حالة نفسية أَو سكتة قلبية.
في المقابل تكثّـف “إسرائيل” ومعها أمريكا من غاراتها على اليمن مستهدفةً الأعيان والمنشآت المدنية، ولكن الصادم للأعداء جميعاً أن الشعب اليمني يخرج بالملايين في مختلف المحافظات لإعلان التحدي والصمود.
معادلة واضحة تؤكّـد الفرق بين من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة، وبين أصحاب العزة على الكافرين أولي البأس الشديد، وقد حكى الله عنها في كتابِهِ الكريم..
فعن اليهود قال الله:
قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا، فَاذْهَبْ أنت وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ.
وعن قوم سبأ قال الله:
قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ.
بالمقارنة نجد أن البأس والصبر والتسليم للقيادة خِصالٌ تتوافرُ في الشعب اليمني، بينما الضعة وانعدام الصبر وعدم التسليم للقيادة من صفات اليهود.
اليمن قد أعد العتاد المناسب الذي يرهبُ عدوَّ الله ويزعزع كيانه ويتجاوز منظوماته الدفاعية، وبغضِّ النظر عن موازين القوى العسكرية إلا أن النصر في أية معركة عسكرية محتوم بالعوامل التي تتوافر في الشعب اليمني وأبرزها الصبر والثبات.
يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَأثبتوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
والسؤال الحقيقي: هل سيصبر من لم يصبر على طعام واحد في حربه ضد اليمنيين الذين يقولون كما قال الشهيد حمران الرهمي: “وربِّ محمد لو أكلنا ترابَ هذه الأرض، وشربنا رياحَها، ولبسنا من أشجارها وسكنَّا جبالها لن نركع وهيهاتَ منا الذلة”.
التقديرات تشير إلى حالة اليأس والإحباط التي أصابت حتى العسكريين الصهاينة؛ فالمتحدِّثُ السابِقُ باسم “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، يعترفُ بأن الصواريخ اليمنية -أصابت أم لم تصب- هي بالفعل تشل “إسرائيل”، والملايين يدخلون الملاجئ، وكل ما فعلته “إسرائيل” لم يردع اليمن.
أيضًا المحلِّلُ العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي، قال: إن “هناك صعوبةً كبيرةً في مواجهة اليمن، وخُصُوصًا؛ بسَببِ البُعد الجغرافي ومحدودية الموارد الاستخبارية، ومن الصعب تنفيذ عمليات فاعلة لتعطيل وسائل إنتاج الصواريخ والطائرات المسيَّرة وإعاقة إطلاقها، وهناك مشكلة رئيسة أُخرى، هي أن اليمنيين لا يتأثرون بالضربات، ولا شيء يمنعهم من مواصلة القتال.
والحق كما يقال ما شهدت به الأعداء.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“ذا نيويورك صن”: تطور القدرات اليمنية يزيد قلق أمريكا و”إسرائيل” وحلفائهما
الثورة نت /.
أكدت صحيفة أمريكية بارزة أن تطور القدرات اليمنية وتعقيدات العمليات البحرية يزيد الرعب في صفوف الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين.
وفي تقرير لها يوم الأحد، أكدت صحيفة “ذا نيويورك صن” أن “العمليات الجوية الأمريكية لم تنجح في كبح قدرات اليمنيين، بل زادتهم جرأة”.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن “الهجمات اليمنية تشير إلى تطور استراتيجي في القدرات والنوايا مما يثير القلق لدى أمريكا و(إسرائيل) وحلفائهما”.
وأضافت أن “الأكثر إثارة لقلق مسؤولي الاستخبارات والبحرية هو مستوى التعقيد المتزايد في الهجمات اليمنية”.
ولفتت إلى أن “اليمنيين، بعد أربعة أشهر من إعلانهم الحرب على (إسرائيل)، حولوا البحر الأحمر إلى ساحة اختبار بحري حديث”.
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن السفير البريطاني السابق في اليمن قوله إن “ردع اليمنيين ليس بالأمر السهل، فهم صامدون ويصعب كسرهم”، فيما ذكرت مديرة ما يسمى “برنامج الشرق الأوسط” في مؤسسة “Defense Priorities” أن “الحل لمشكلة البحر الأحمر هو الضغط على (إسرائيل) لوقف الحرب على غزة”.
وقالت إن “شركات الشحن طالما تبقى مترددة أو تواصل تحميل التكاليف للمستهلكين، فإن استراتيجية اليمن ستنجح”.
وتأتي هذه التصريحات لتكشف عن مدى التأثير الذي أحدثته هزيمة العدو الأمريكي أمام اليمن، وتصاعد العمليات العسكرية في عمق الاحتلال الصهيوني.
جدير ذكره ان القوات المسلحة اليمنية، أعلنت مساء أمس عن مرحلةٍ جديدةٍ من الحصار البحري على كيان العدو الصهيوني، تشمل كافة سفن الشركات المتعاملة مع موانئ فلسطين المحتلة.