شرطة عمان السلطانية تواصل العمل والعطاء لتحقيق الإنجازات ودعم مسيرة التطور والتقدم
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
◄ الخنجري: الإنجازات المتتالية ترجمة للرعاية السامية لجلالة السُّلطان
◄ تطور ملحوظ في جميع خدمات العمل الشرطي لتلبية احتياجات المجتمع
◄ العمل على إيجاد منظومة إعلامية متكاملة لأداء رسالتها الوطنية
◄ توظيف التقنيات الحديثة في العمل الإعلامي الأمني لتقديم محتوى متكاملا
مسقط- الرؤية
قال العقيد صالح بن سالم الخنجري مدير العلاقات والإعلام الأمني بشرطة عمان السلطانية، إن الإنجازات المتتالية التي تحققت هي ترجمة للرعاية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى- أيده الله- إيماناً من جلالته بأهمية ثبات ورسوخ الأمن وانتشار الأمان في البلاد كركيزة من ركائز النهضة العمانية، إذ أسهمت في استمرار عملية البناء والتطور والازدهار على كافة المستويات.
وأضاف- بمناسبة الخامس من يناير يوم شرطة عمان السلطانية- أن الرسالة الشرطية أضحت محط إشادةٍ وتقدير يفتخرُ بها كل مواطن، نتيجة تظافر الجهود المخلصة من منتسبي شرطة عمان السلطانية، مبينا: "نحن نشهد اليوم ثمرة هذه الجهود التي قدمتها القيادة العامة للشرطة لتشمل مكونات العمل الشرطي الحديث جميع الخدمات التي تلامس المجتمع وما ينسجم مع التطور الاقتصادي والسياحي والثقافي الذي وصلت إليه سلطنة عمان".
وتابع الخنجري قائلا: "ما يبعث في النفس الفخر والاعتزاز ونحن نحتفل بيوم شرطة عمان السلطانية حصول أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة على شهادة الاعتماد الأكاديمي في عام 2024م، تقديرًا لدورها كمنارة علمية رائدة في تزويد منتسبي شرطة عمان السلطانية بالمعارف والبحوث والدراسات والقدرات اللازمة للقيام بواجباتهم بإمكانات عالية بما يتوافق مع تطلعات المجتمع والتطورات المتلاحقة التي تشهدها الحياة الحديثة ومتطلبات التنمية الوطنية تحقيقًا للأهداف الاستراتيجية لرؤية عمان 2040".
وبين العقيد صالح الخنجري أن شرطة عمان السلطانية تحرص على مد جسور التعاون مع مختلف المؤسسات الإعلامية، بهدف تسليط الضوء على العمل الشرطي وتوظيف وسائل الإعلام في خدمة الفكر الأمني لتحقيق الطمأنينة والسكينة، ورفع مستوى المعرفة لدى كافة شرائح المجتمع، وتعزيز الوعي الأمني الوقائي، وتوفير المعلومات التي تضمن للمجتمع حق المعرفة فيما يدور حوله، لافتا إلى أن الشرطة تعمل على إيجاد منظومة إعلامية متكاملة تؤدي رسالتها الإعلامية بما يتواءم مع فكر المجتمع والتقدم الذي تشهده مختلف المجالات، من أجل الوصول إلى أكبر شريحة مجتمعية، كما أن إدارة العلاقات والإعلام الأمني تعمد إلى توعية وتثقيف المجتمع عبر بث وتغطية كافة الأحداث بشفافية وموضوعية، مع الحرص على عدم المبالغة في تقديمها أو التقليل من أهميتها، لإحداث الأثر الأمني دون تهويل أو تهوين.
وأكد الخنجري أن مشاركة أفراد المجتمع في تحقيق الأمن يُعد مطلبًا أساسيًا لنجاح المنظومة الأمنية، ويبرز دور الإعلام الأمني في هذا الجانب من خلال تكوين صورة ذهنية إيجابية لدى المواطنين عن مختلف المهام الشرطية، وحثهم على توفير المساعدة والمشاركة في حفظ النظام وجهود التوعية، مبيناً أن المنهجية الإعلامية للشرطة ترتكز على المهنية والإجادة في العمل والشراكة المجتمعية وبناء الثقة المتبادلة مع المجتمع وكذلك المصداقية في طرح المادة الإعلامية، إلى جانب إبراز المنجزات الشرطية ونفي الشائعات، ودراسة ردود أفعال المجتمع وقياس مستوى التأثير وتجويد الرسالة الإعلامية بما يلبي احتياجات المجتمع ويُعزز العلاقة لتحقيق مستوى عالٍ من التعاون مع كافة الأفراد والمؤسسات العامة.
وأكد العقيد صالح الخنجري أن إدارة العلاقات والإعلام الأمني تحرص على تنويع أساليب طرح المادة الإعلامية وبثها عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، للوصول إلى كافة شرائح المجتمع، كما تعمل على أنسنة المحتوى الإعلامي من خلال إنتاج أعمال إبداعية بطابع إنساني يلامس شعور المتلقي ويعزز من مستوى التأثير والتفاعل والاستجابة.
وأفاد مدير العلاقات والإعلام الأمني أن الإعلام شريك أساسي ومهم في منظومة إدارة الحالات الطارئة لإيصال المعلومات والتوجيهات والإرشادات للمجتمع وإبقائه على اطلاع مستمر بكافة المستجدات خلال الحالات الطارئة، إذ يحرص القائمون على العمل الإعلامي خلال الأزمات على بث المعلومات بشكل فوري ومباشر مما يسهم في دحض الشائعات والحد منها، مضيفا أن المجتمع بوعيه وإدراكه والتزامه هو الركيزة الأساسية في إنجاح إدارة الأزمات، مشيدًا بدور المواطنين والمقيمين في الإبلاغ عن أية حالات والتعامل مع بعضها من منطلق إنساني إلى حين وصول فرق الاستجابة.
وذكر العقيد صالح الخنجري أن التطور الذي طرأ على وسائل الاتصال خلال الفترة الماضية وتوفر الوسائل الإعلامية كما ونوعا له تأثير ودور فاعل وكبير في تحقيق أهداف إدارة العلاقات والإعلام الأمني، فإلى جانب العمل الصحفي والتلفزيوني والإذاعي، تمتلك شرطة عمان السلطانية إعلامًا إلكترونيًا حديثًا يتمثل في حساباتها على مختلف المنصات الإلكترونية والتي تحظى بمتابعة كبيرة مما يدل على نجاحها وملامستها لصوت المجتمع واحتياجاته، كما تمتلك إمكانات تدعم كافة الأعمال المتعلقة بالإنتاج الإعلامي من استوديوهات وأجهزة فنية متطورة ومعدات تصوير ومركبات مجهزة لتغطية كافة الأحداث، إلى جانب توظيف التقنيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي الأمني بهدف تقديم محتوى إعلامي أمني متكامل ودقيق ومؤثر بما يعبر عن رؤية سلطنة عمان في الريادة والتميز.
وتواصل شرطة عمان السلطانية وهي تحتفل بالخامس من يناير العمل والعطاء وقد تحقق لها العديد من الإنجازات كشرطة تسهر على أمن الوطن والمواطن والمقيم لتسهم في مسيرة التطور والتقدم في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم القائد الأعلى حفظه الله ورعاه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: شرطة عمان السلطانیة الإعلام الأمنی العقید صالح
إقرأ أيضاً:
البطالة وأثرها على الاستقرار المجتمعي
علي بن عبدالله بن منصور السليمي
دائمًا ما نسمع عبارة: "الباحثون عن عمل"، ولعلّك -عزيزي القارئ- واحدٌ منهم الآن. ولكن، هل تساءلت يومًا عن حقيقة هذه المشكلة التي تواجهها؟
أو عن الآثار التي قد تخلّفها، سواء على حياتك الشخصية أو على المجتمع بأسره؟
وهل حاولت في وقتٍ ما أن تبحث عن حلّ جذري لها؟
أنا لا أشك في ذلك... لكن في السطور القادمة، سنحاول أن ننظر إلى هذه المعضلة من زاوية مختلفة، لعلنا نستلهم منها شيئًا، أو يلتمس -ولو أحدنا- طريقًا نحو المستقبل الذي ينشده.
لا شكّ أنّ مشكلة "البطالة" باتت من القضايا العالمية الملحّة، فلا يكاد يخلو بيت -تقريبًا- من باحث عن عمل. ومع توالي الأزمات العالمية وتفاقم الصراعات الدولية، تتعاظم هذه الظاهرة، ويكون أول المتضررين منها هو المواطن الصالح البسيط، الذي يسعى بشرف إلى لقمة عيشه.
وعلى الرغم من الجهود الجادة التي تبذلها الحكومات في سبيل احتواء هذه الأزمة، إلا أننا نلاحظ -مع مرور الوقت- ازدياد أعداد الباحثين عن عمل، دون تحسّن ملموس في الأوضاع. ومن هنا، بات من الضروري عقد لقاءات موسعة ومناقشات جادة لإيجاد حلول واقعية وعملية لهذه الآفة، التي تنهش في نسيج المجتمع مثل سوسةٍ تأكل في صمت، حتى تحدث فيه شرخًا يصعب رأبه.
فهل ننتظر -لا قدّر الله- أن يبلغ السيل الزُبى؟
هل ننتظر انتشار الفقر، وازدياد معدلات الجريمة، وظهور الانحرافات السلوكية في مجتمعنا؟ بالتأكيد لا.
إنّ مجتمعنا المسلم المحافظ، يدرك تمامًا أن البطالة قد تفضي إلى هذه المشكلات الخطيرة، فهي نتيجة طبيعية للفراغ، واليأس، وانعدام مصدر الدخل.
وقد حث الإسلام على العمل والكسب الحلال، واعتبره من أسباب الكرامة والعيش الكريم، فقال تعالى:
"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" (الملك: 15).
وقال أيضًا: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" (التوبة: 105).
كما قال النبي ﷺ: "مَا أَكَلَ أحدٌ طعامًا قط خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِهِ..." (رواه البخاري).
إذاً يجب على كل امرئ فينا أن يسعى في طلب رزقه، ويطرق جميع الأبواب حتى يحقق مبتغاه.
وفي المقابل يجب أن تكون هناك تسهيلات كبيرة من لدن الدولة؛ حتى تتحقق للفرد الوظيفة المناسبة له التي يستطيع من خلالها أن يعيش حياة كريمة.
فلا يمكن للإنسان -بطبيعة الحال- أن يكون كائنا خاملا وسط الخلية المنتعشة التي تتطلب كل ذرة قوة فيها حتى تنمو وتزدهر، وإلا سيتم إقصاؤه بعيدًا.
إلا أن هذا الأمر لا يتحقق إلا إذا تكاتف الجميع، وعملوا فيما بينهم على إصلاح الخَلَّة، ومعالجة العِلَّة، فلا يمكن القضاء على هذه الظاهرة إلا إذا تظافرت جميع الجهود من أعلى الهرم إلى أدناه.
ولربما هناك بعض الحلول التي من شأنها أن تسهم في تقليص حجم هذه المشكلة ومضرتها، وسنسردها لكم فيما تبقى من سطور قليلة قادمة...
ولمواجهة هذه الظاهرة، تبرز الحاجة الملحّة إلى تبنّي سياسات تنموية واقتصادية شاملة، تستند إلى رؤى واقعية وفاعلة. ومن أبرز هذه السياسات: تنشيط الاستثمارات في القطاعات المنتِجة لفرص العمل، ودعم ريادة الأعمال والمبادرات الفردية، والعمل على مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع متطلبات سوق العمل. كما ينبغي تشجيع الشباب على الانخراط في المهن الحرفية والتقنية، ونشر ثقافة الإنتاج والعمل الجاد، باعتبارها أساسًا لبناء مجتمع متماسك واقتصاد مستدام.
وفي الختام، فإنّ البطالة ليست مجرد أزمة اقتصادية، بل هي تحدٍّ حضاري يمسّ كيان المجتمع واستقراره وأمنه.
ومن هذا المنطلق، يجب علينا -أفرادًا ومؤسسات- أن نستشعر حجم المسؤولية، ونتكاتف جميعًا في السعي الجاد نحو إيجاد الحلول، وتوفير بيئات محفزة للعمل، وتمكين الشباب من أداء دورهم الحقيقي في بناء أوطانهم.
ولنأخذ بأسباب النجاح والتوكل على الله، متيقنين بأن العمل شرف، والكسب الحلال عبادة، وأن في الجد والاجتهاد تُصنع الأمم وتنهض الحضارات.