تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وجه الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة رساله مكتوبه اثناء لقاء أحمد الشرع بوفد الآباء الفرنسيسكان - حرَّاس الأراضي المقدسة.
 

وتم تسليمه رسالة، هذا نصها: 

 

قائد الإدارة الانتقالية
السيد أحمد الشرع المحترم

المجدُ للهِ في العُلى، وعلى الأرضِ السلام وبالناسِ المَسَرَّةُ، كلماتٌ هتفت بها الملائكةُ قبل ألفين وأربعةٍ وعشرين عامًا، إيذانًا بميلادِ أميرِ السلامِ السيدِ المسيحِ له المجدُ في مِذْوَدٍ متواضعٍ بعد مخاضِ أمِّنا مريمَ العذراءِ العسيرِ، وقد أُغلِقتِ الأبوابُ وسُدَّتِ الآذانُ وعُمِيَتِ العيونُ وقَسَتِ القلوبُ.

 

 

 

مخاضٌ عسيرٌ مهَّدَ لميلادِ عهدٍ جديدٍ للبشريةِ جمعاء جئناكم نحنُ الرهبانَ الفرنسيسكانَ في سوريا التاريخِ والحضارةِ، أيقونةِ الشرقِ وشُعاعِ العلمِ والمعرفةِ، في اللحظاتِ الأخيرةِ من مخاضِها العسيرِ، حاملينَ الألمَ والأملَ، متسلِّحينَ بالمحبةِ والكلمةِ الطيبةِ التي حملها القديسُ فرنسيسُ إلى الملكِ الكاملِ في مصرَ قبل أكثرَ من ثمانمائةِ عامٍ، وكانت انطلاقةً أكدت حينها بأنَّ المحبةَ أقوى من الحروبِ، والكلمةَ الطيبةَ أنجعُ من السيفِ.

حضرة القائد العام،
إنَّ عيونَ العالمِ أجمعَ شاخصةٌ إلى سوريا وإليكم، متطلعةٌ، متأملةٌ، ومتخوِّفةٌ، وكذلك نحنُ ومسيحيُّو سوريا، الذين لم يكونوا يومًا جاليةً أجنبيةً ولا ضيوفًا ولا حدثًا طارئًا، بل مكوِّنًا أساسيًّا ضاربًا في القدمِ والتاريخِ، تمتدُّ جذورهُ إلى السنينِ الميلاديةِ الأولى.
مسيحيون سوريونَ لهم ما لأشقائهم في الوطنِ وعليهم ما عليهم، عانَوا كما عانى الجميعُ، وتنعموا كما تنعَّم الجميعُ، ولكنَّ الثمنَ الذي دفعوهُ كان باهظًا: قُتلَ من قُتلَ، وتهجَّرَ من تهجَّرَ، وتشردَ من تشردَ، واعتُقِلَ من اعتُقِلَ، وهُدِّمت البيوتُ والكنائسُ. ومع ذلكَ ما زالوا وما زلنا متمسِّكينَ بسوريا وشعبِها وأرضِها، مؤمنينَ بأنَّ اللهَ تعالى أرادَ بعنايتِه الإلهيةِ أن نكونَ مسيحيينَ هنا، وليس في أيِّ مكانٍ آخر.
إنَّ المسيحيَّ لم ولن يكونَ عدوًّا لأحدٍ في أيِّ زمنٍ كان، بل هو إنسانٌ محبٌّ للحياةِ، ومحترمٌ لأخيهِ الإنسانِ بغضِّ النظرِ عن دينِه أو جنسِه أو عرقِه أو مكانتِه الاجتماعيةِ. المسيحيُّ مؤمنٌ إيمانًا مطلقًا بالحقِّ والعدلِ والحريةِ التي تنتهي عند بدايةِ حريةِ أخيه. إنَّ المسيحيَّ يَحْذُوهُ الأملُ من جديدٍ بأنْ يعودَ إلى بيتِهِ وكنيستِهِ ومدينتِهِ وعملِهِ وحياتِهِ، أسوةً بأهلِهِ وشعبِهِ السوريِّ الذي عانَى التشردَ والضياعَ.

فكلُّنا أملٌ بأن تكونَ المرحلةُ القادمةُ عنوانًا للأملِ المتجددِ ولسوريا العظيمةِ المحبَّةِ لشعبِها، وهذا الأملُ ليس مبنيًّا على وهمٍ، بل متسلِّحًا بما سمعناهُ مؤخرًا من كلماتِ حضرتِكم التي وضعتْ أسسًا وعناوينَ مستقبلٍ أفضل.

حضرة القائد العام،
إنَّ كلماتِكم عبر إحدى القنواتِ الفضائيةِ قبل يومينَ، شكَّلتْ حافزًا كبيرًا. فالمتابعُ لحديثِكم يجدُ أنَّ هناكَ رؤيةً واضحةً نابعةً عن تحليلٍ دقيقٍ للوضعِ الداخليِّ والجيوسياسيِّ، رؤيةً تضعُ الأمورَ في نصابِها من حيثُ تقاسمِ إرثِ الانتصارِ مع كلِّ من شاركَكم، إلى تكليفِ خبراءِ لوضعِ دستورٍ جديدٍ، إلى دمجِ الجميعِ في دولةٍ جديدةٍ وحديثةٍ، وتكليفِ أخصائيينَ اقتصاديينَ لدراسةِ النموذجِ الاقتصاديِّ الأنجعِ، وبدءِ عمليةِ إحصاءِ شاملةٍ تمهيدًا لانتخاباتٍ حرَّةٍ ونزيهةٍ، وأخيرًا إلى إبداءِ الرغبةِ بالسلامِ وعدمِ تشكيلِ أيِّ تهديدٍ لأيِّ أحدٍ.
حملتْ في مجملِها رسالةَ طمأنةٍ عميقةٍ لمكوِّناتِ الشعبِ السوريِّ بمختلفِ أطيافِه. إننا نقدرُ عاليًا حساسيةَ الوضعِ وحساسيةَ المهمةِ الملقاةِ على عاتقِكم، فتعقيداتُ الوضعِ الداخليِّ والخارجيِّ كبيرةٌ جدًا، فكلُّنا أملٌ بأن يتمَّ ترجمةُ تلكَ الرؤيةِ وخطةِ العملِ إلى واقعٍ ملموسٍ، من شأنهِ أن يلمسَ قلوبَ السوريينَ عمومًا، والمسيحيينَ خصوصًا. وسيكونُ السوريُّ المسيحيُّ، وكما كان دائمًا، مواطنًا محبًّا لوطنِهِ وحافظًا لعهدِهِ، حاملًا العالمَ إلى سوريا وحاملًا سوريا إلى العالم.


إنَّ الكنيسةَ الكاثوليكيةَ عمومًا، والرهبانَ الفرنسيسكانَ خصوصًا، عملوا وعلى مدارِ ثمانيةِ قرونٍ مضتْ، على خدمةِ الإنسانِ السوريِّ، ومساعدتِهِ في مجالاتِ حياتِهِ الروحيةِ والمعيشيةِ والصحيةِ والتعليميةِ. بنينا الكنائسَ والأديرةَ لتضافَ إلى إرثِ الكنائسِ التاريخيةِ الكبيرِ الذي تفخرُ بهِ سوريا. بنينا المدارسَ والمستشفياتِ، بنينا بيوتَ المسنِّينَ والمراكزَ الاجتماعيةَ والعديدَ العديدَ من المشاريعِ في أرجاءِ الأرضِ السوريةِ، أسوةً بعمومِ الأرضِ المقدسةِ وبصفتِها جزءًا منها.

لنشكِّلَ معًا جسرًا حملَ ويحملُ سوريا إلى العالمِ ويجلبُ العالمَ إلى سوريا وشعبِها، وكان ذلكَ كلُّهُ انطلاقًا من رسالتِنا المسيحيةِ المرتكزةِ على محبةِ الإنسانِ لكونهِ إنسانًا فقط، وليس لأيِّ سببٍ آخر.
كلُّنا أملٌ بأنْ تتحقَّقَ سوريا الحديثةُ التي نرنو إليها والتي نراها في كلماتِكم وتوجيهاتِكم. كلُّنا أملٌ بأنْ تُشكِّلَ حِضنًا دافئًا لكلِّ الذين عانَوا البردَ، أنْ تُشكِّلَ وطنًا لكلِّ من عانى التشردَ واللجوءَ.

نسألُ اللهَ العليَّ القديرَ، في هذا اليومِ الأخيرِ من العامِ 2024، أنْ يُعيدَ إلى سوريا بريقَها ومكانتَها، وأنْ تصبحَ نموذجًا يُحتذى في شرقٍ يكفيهِ ما عاناهُ من ويلاتِ الحروبِ والتدميرِ والتشريدِ. وفقكم اللهُ لما فيه خيرُ الشعبِ السوريِّ، ونكرِّرُ شكرَنا لوقتِكم الثمينِ ومقابلتِكم.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس إلى سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا.. الشرع يقرّ زيادة بنسبة 200% على رواتب العاملين والمتقاعدين

أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع المرسوم الرئاسي رقم (102) لعام 2025، القاضي بمنح العاملين في القطاع العام وأصحاب المعاشات التقاعدية زيادة مالية قدرها 200% من أصل الرواتب والمعاشات المقطوعة.

وبموجب المرسوم، تُطبق الزيادة على الرواتب والأجور المقطوعة للعاملين المدنيين والعسكريين في الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة، إضافة إلى شركات ومنشآت القطاع العام والوحدات الإدارية، وجهات القطاع المشترك التي لا تقل مساهمة الدولة فيها عن 50% من رأسمالها.

كما شملت الزيادة أصحاب المعاشات التقاعدية الخاضعين لقوانين التأمين والمعاشات والتأمينات الاجتماعية، حيث ستُضاف نسبة الـ200% إلى أصل المعاش التقاعدي.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه البلاد تحركات اقتصادية لاحتواء الضغوط المعيشية، وسط تقارير أشارت إلى موافقة أمريكية على مبادرة قطرية لتمويل رواتب القطاع العام السوري، باستثناء وزارتي الدفاع والداخلية.

وكان الرئيس الشرع قد أكد مؤخراً أن الحكومة تدرس رفع الرواتب بنسبة تصل إلى 400%، إضافة إلى إلغاء نظام التجنيد الإلزامي في الجيش السوري، ضمن سلسلة إصلاحات إدارية واقتصادية يجري تنفيذها في إطار ما وصفه بـ”نهج الدولة الجديد لإعادة بناء سوريا على أسس العدالة والكرامة الاجتماعية”.

سوريا تعين الفنان جهاد عبده مديراً عاماً للمؤسسة العامة للسينما.. عودة مؤثرة للساحة الفنية

أصدر وزير الثقافة السوري محمد صالح قراراً بتكليف الفنان السوري العالمي جهاد عبده بمنصب مدير عام المؤسسة العامة للسينما، في خطوة تعكس توجهات جديدة تعزز من دور السينما في إعادة بناء الهوية الوطنية والتعبير الفني الحر.

وفي أول تصريح له بعد التكليف، عبّر عبده عن فخره واعتزازه بالعودة إلى وطنه سوريا، مؤكداً أن السينما ليست مجرد ترف بل ضرورة فكرية وثقافية.

وقال: “السينما هي أنجع سلاح فكري، قادرة على مد الجسور وبعث الحياة في حكايات قُمعت لعقود”.

وأوضح أن هدفه هو جعل السينما “صوت الناس لا السلطة، ومرآة التنوع لا أداة وحدة قسرية”، مع اهتمام خاص بتسليط الضوء على كل منطقة وثقافة في سوريا بلا تهميش.

جهاد عبده، المولود في دمشق عام 1962، قضى سنوات طويلة في العمل الفني على الصعيدين المحلي والدولي، حيث اشتهر بمشاركته في أفلام عالمية بارزة مع نجوم كبار مثل توم هانكس ونيكول كيدمان. كما حقق نجاحات في عالم الأفلام القصيرة التي تناولت قضايا اللجوء، وحاز أحدها على جائزة أوسكار طلابية.

وبعد سنوات من الغربة والعمل في هوليوود، يعود عبده ليحمل راية السينما السورية برؤية جديدة تهدف إلى “إعادة رسم صورة سوريا في وعي العالم، ليس كأرض حرب، بل كمهد للمواهب والقصص والطاقات الإنسانية”. ويؤمن بأن السينما هي أداة أساسية لتضميد الجراح وتوثيق الحقيقة، وفتح نوافذ على العالم.

آخر تحديث: 22 يونيو 2025 - 17:47

مقالات مشابهة

  • سوريا.. زيادة بنسبة 200% على الرواتب والأجور المقطوعة للعاملين
  • الرئيس السوري يرفع رواتب الموظفين وأصحاب المعاشات 200%
  • سوريا.. الشرع يقرّ زيادة بنسبة 200% على رواتب العاملين والمتقاعدين
  • سوريا.. خلاف حول مطار القامشلي الدولي بين الشرع والإدارة الذاتية
  • الأهلي في كوكب تاني.. إيهاب الخطيب يوجه رسالة نارية للشامتين في الأحمر
  • لاعب الأهلي السابق يوجه رسالة للاعبين قبل مواجهة بورتو
  • شوبير يوجه رسالة للاعبي الأهلي :مفيش غير نتيجة واحدة لازم نلعب عليها
  • "مهندسين الإسكندرية" تستقبل حُجَّاجها العائدين من الأراضي المقدسة بعد أداء فريضة الحج
  • مادورو يوجه رسالة إلى يهود العالم تتعلق بنتنياهو والحرب على إيران
  • عمرك ما وصلت.. لاعب الأهلي السابق يوجه رسالة لجماهير الزمالك