أراد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من برج خليفة أن يكون صرحاً شامخاً وإرثاً عظيماً، يجسّد أحلام الإمارات في سباقها مع الزمن.
طوال فترة بنائه التي بدأت في يناير/ كانون الثاني 2004، عرف البرج باسم برج دبي، ويوم افتتاحه للبرج الأيقوني في عام 2010، قال سموّه: «عندما أحضروا لي المشروع.
وأضاف سموّه: «أنا قلت: نريد في هذا المكان أطول بناء بناه الإنسان ونريد حدائق، ونريد نوافير، ونريد فنادق، ونريد سكناً، ونريد أسواقاً ممتازة»، لافتاً سموّه إلى أن «برج خليفة لم يكن برجاً فقط.. كان مدينة جديدة في قلب المدينة».
وتابع سموّه: «لما صار هذا البرج على هذا المستوى، الأكثر ارتفاعاً في العالم بناه الإنسان، كان لازم يرتبط بأسماء العظماء.. فسميناه برج خليفة».
بُرج خليفة ناطحة سحاب لم يسبق لإنسان أن بنى مثلها على ارتفاع 828 متراً، (ويصل مع الهوائي إلى 829.8 متر، ما يزيد قليلاً على نصف ميل).
والبرج يزخر بالأرقام القياسية التي بدأت حتى قبل الانتهاء من بناء الهيكل الخارجي الذي أنجز خلال خمس سنوات في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2009.
وفي حفل مهيب، شهده قادة وأعيان البلاد، افتتح صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في 4 يناير/ كانون الثاني 2010، البرج الذي لا يزال حتى يومنا هذا يحتفظ بلقب أعلى بناء، والأهم أنه تحوّل إلى رمز لنهضة دبي والإمارات عموماً، وأحد أهم المعالم في التاريخ الحضاري والعمراني إلى جانب أيقونات الماضي والحاضر.
التنويع الاقتصادي
واستند قرار تشييد المبنى إلى رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بالتنويع الاقتصادي، ولكي تكون دبي وجهة سياحية عالمية.
وحطم المبنى العديد من الأرقام القياسية، بما في ذلك تصنيفه كأطول مبنى في العالم، من تطوير شركة «إعمار العقارية»، ومن تصميم المهندس المعماري أدريان سميث، من شركة سكيدموري، أوينغس وميريل، والذي استمد في تصميمه العمارة الإسلامية. واختيرت شركة هايدر للاستشارات للإشراف على الأعمال الهندسية، ومجموعة شركات نورر الاستشارية الدولية المحدودة للإشراف على الهندسة المعمارية، وتولَّت عمليةَ البناء شركة سامسونغ سي آند تي كوروبريشن.
بلغت كلفة المشروع الإجماليّة 1.5 مليار دولار، وبمساحة إجماليّة تبلغ 4,000,000 متر مربع، يضم البرج 160 طابقاً، وفندقاً يتكون من 403 أجنحة فندقية، و57 مصعداً كهربائياً، أسرعها تصل سرعته إلى ما يقارب 10 أمتار في الثانية، وللوصول إلى ارتفاع 500 متر تحتاج إلى 55 ثانية.
يضم البُرج أعلى شرفة مشاهدة مفتوحة للجمهور، وكذلك أعلى مسجد، وأعلى مطعم، وأعلى حوض سباحة، فضلًا عن أرقام تخص مكونات البرج الذي شارك بتنفيذه نحو 12 ألف عامل ومهندس منذ بدء إنشائه عام 2004.
وبلغ إجمالي المساحة المبنية 526,760 متراً مربعاً مُقسَّمة إلى 171,870 متراً مربعاً للوحدات السكنيّة و27,870 متراً مربعاً للمكاتب. عدد الطوابق المخصصة للمكاتب 49 طابقاً، منها 12 طابقاً في مبنى المكاتب الملحَق بالبُرج. وإجمالي عدد الشُقَق السكنيَّة ضِمْن بُرج خليفة 900.البُرج الذي يمكن رؤيته من مسافة 95 كيلومتراً، يتألف من نحو 200 طابق، ويتركز النشاط البشري في البُرج حتى 163 طابقاً. و124 هو رقم الطابق الذي توجد فيه شرفة «قمة البرج، برج خليفة»، أعلى شرفة مراقبة مفتوحة للجمهور في كافة أنحاء العالم.
يقيم ويعمل في البرج نحو 12 ألف شخص والارتفاع الذي وصلت إليه عملية ضخ الإسمنت 605 أمتار، وهو رقم قياسي عالمي. والمسافة التي يقطعها مصعد الخدمة الرئيسي في بُرج خليفة 504 أمتار. ووزن الحمولة التي يستوعبها مصعد الخدمة الرئيسي في البُرج 5500 كيلوغرام.
وفي البرج 3000 موقف للسيارات موجودة تحت الأرض.
تحديات البناء
وصل عدد العُمَّال الذين وجدوا في موقع العمل خلال فترة ذروة تنفيذ الأعمال الإنشائية 12000.
استخدم في هيكل بُرج خليفة 39000 طن متري من القضبان الفولاذية، ويبلغ وزن البُرج فارغاً 500 ألف طن.
ويغطي واجهة البرج أكثر من 142,000 متر مربع تضم أكثر من 25,000 لوح زجاجي عاكس ولوحات من الألمنيوم والفولاذ المقاوم للصدأ.
يوفر الزجاج المعماري أداءً ضد حرارة الشمس، إضافة إلى درع مضادة للوهج من أشعة الشمس القوية في الصحراء ودرجات الحرارة القاسية والرياح القوية.
الزجاج يغطي مساحة تزيد على 174,000 متر مربع. تتراوح أبعاد ألواح الواجهة النموذجية لبرج خليفة بين 1.4 متر بالنسبة للعرض و3.3 متر بالنسبة للارتفاع ويبلغ وزن كل لوح نحو 360 كيلوغراماً، مع ألواح أعرض عند حواف المبنى وأعلى عند القمة.
برج خليفة ليلاً
صُمم البرج من قبل شركة سكيدموري، أوينغس وميريل (SOM) والتي صممت أيضاً برج ويليس (المعروف سابقاً ببرج سيرز) في شيكاغو وبرج وان للتجارة العالمي في نيويورك.
يستخدم برج خليفة النظام الأنبوبي لبرج ويليس، الذي ابتكره فضلور رحمان خان. بسبب نظامه الأنبوبي استُخدمت نصف كمية الصلب تقريباً في البناء مقارنة ببرج إمباير ستيت.
يستمد تصميم برج خليفة من نظم تنميط متجسدة في العمارة الإسلامية. ووفقاً للمهندس الهيكلي، بيل بيكر من SOM، يشتمل تصميم المبنى على العناصر الثقافية والتاريخية في المنطقة مثل مئذنة الملوية في سامراء.
جوهر الهيكل
وضع المهندسون نظاماً هيكلياً جديداً يسمى جوهر لدعم الارتفاع غير المسبوق للمبنى، والذي يتكون من مجموعة أساسية سداسية معززة بثلاث دعامات تشكل «Y». هذا النظام الهيكلي يتيح للمبنى دعم نفسه أفقياً ويحافظ عليه من الميلان. في أعلى نقطة، يمكن للبرج أن يميل قرابة 1.5 متر.
ويُعتقد أن درجة الحرارة الخارجية في أعلى المبنى من المفترض أن تكون باردة بمقدار 6 درجات مئوية.
أنظمة تصريف وتزويد المياه
كمية المياه التي يمكن تجميعها من معدات التبريد في البُرج 15000 لتر، وفيه تقنيات لتجميع المياه لري الحدائق المحيطة بقاعدة البرج والبالغة مساحتها 19 هكتاراً.
يوفر نظام المياه في برج خليفة ما معدله 946,000 لتر من المياه يومياً بواسطة 100 كيلومتر من الأنابيب. إضافة إلى ما مجموعه 213 كيلومتراً من الأنابيب التي تخدم نظام مكافحة الحريق، و34 كيلومتراً من الأنابيب التي تزود نظام تكييف الهواء بالمياه المبردة.
يقوم نظام تكييف الهواء بسحب الهواء من الطوابق العليا حيث يكون الهواء أكثر برودة وأنظف. تبلغ قدرة التبريد 62 ألف حصان ما يعادل ذوبان 13 ألف طن من الجليد في اليوم. يستخدم ماء التبريد في ري الحدائق المجاورة.
24348 نافذة
من أجل تنظيف 24,348 نافذة، بإجمالي مساحة تبلغ 120,000 متر مربع من الزجاج، زُوِّد المبنى بثلاثة مسارات أفقية تحتوي كل منها على وعاء بحجم 1500 كجم. تُستخدم أوعية تقليدية مزودة بأذرع رافعة لتنظيف النوافذ في الطوابق من 109 وحتى أعلى القمة. أما نوافذ الجزء العلوي من المبنى فتُنظف بواسطة طاقم يستخدم الحبال للنزول من الأعلى.
في الظروف العادية وعندما تكون جميع وحدات صيانة المباني جاهزة للعمل، يحتاج الأمر إلى 36 عاملاً وفترة زمنية من ثلاثة إلى أربعة أشهر لتنظيف الزجاج الخارجي بالكامل.
تقوم الآلات بتنظيف القمة وغطائها الزجاجي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات محمد بن راشد 000 متر مربع برج خلیفة فی الب
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة أسيوط يفتتح مبنى الإسكان الفاخر للطالبات بعد تطويره
افتتح الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط اليوم الأربعاء مبنى الإسكان الفاخر (3) بالمدن الجامعية للطالبات، وذلك عقب الانتهاء من أعمال الإحلال والتجديد الشاملة التي نُفذت به، وذلك من خلال الموارد الذاتية والجهود الداخلية لقطاع المدن الجامعية، دون الاستعانة بأي مقاول خارجي.
وأكد الدكتور أحمد المنشاوي أن جميع مراحل التطوير تم تنفيذها بسواعد مهندسي وعمال قطاع المدن الجامعية، في تجربة ناجحة تعكس كفاءة الكوادر الفنية والإدارية بالجامعة، وقدرتهم على تنفيذ مشروعات نوعية بأعلى مستويات الجودة، وبأقل التكاليف. وأضاف أن هذا الإنجاز يأتي في إطار خطة الجامعة المستمرة للتطوير والتوسع في منشآت المدن الجامعية، ورفع كفاءة البنية التحتية بها، بما يضمن تحسين مستوى الإقامة والخدمات المقدمة للطلاب المغتربين، ويعكس في الوقت نفسه التزام الجامعة بتطبيق مبادئ الاستدامة وترشيد الموارد.
وحضر الافتتاح؛ الدكتور أحمد عبدالمولى، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وامحمود عنتر، مدير عام المدن الجامعية، وعرفة أبوالعلا استشاري بقطاع المدن الجامعية، وسلوى شريت مديرة المدينة الجامعية (طالبات)، وعماد محمد سيد مدير المدينة الجامعية(طلاب)، واماني مصطفى رئيس مبنى الإسكان الفاخر (٣) وفاطمة فؤاد مديرة العلاقات العامة بالمدينة الجامعية، وعدد من العاملين والمشرفين بقطاع المدن الجامعية
وشملت أعمال تطوير مبنى الإسكان الفاخر (3) تنفيذ حزمة من أعمال الإحلال والتجديد، تضمنت إعادة طلاء المبنى بالكامل، وصيانة شبكات السباكة والكهرباء، وإصلاح دورات المياه، وتطوير مدخل المبنى والحديقة المحيطة به، بالإضافة إلى إعادة تأثيث الغرف والمرافق المختلفة لتوفير بيئة إقامة مريحة وعصرية لطالبات المدن الجامعية.
وأشار رئيس جامعة أسيوط إلى أن عمليات التأثيث اعتمدت على حلول مبتكرة نفذتها وحدة الصيانة بقطاع المدن الجامعية، حيث جرى إعادة تدوير الأثاث القديم وتحويله إلى قطع حديثة تشمل خزانات ملابس وطاولات ومقاعد وركنات، وذلك في تجربة رائدة تعكس توجه الجامعة نحو تطبيق مفاهيم الاستدامة وترشيد الموارد، وتسهم في تحسين الشكل الجمالي للمبنى وتهيئة بيئة معيشية متكاملة للطالبات.
وأضاف الدكتور المنشاوي أن المبنى يتكون من أربعة طوابق، ويضم 177 غرفة مزدوجة، جرى تجهيزها بأثاث حديث ومستلزمات إقامة تضمن مستوىً متميزًا من الراحة والخصوصية، كما يحتوي المبنى على عدد من المرافق الخدمية الحديثة، من بينها صالة استذكار مكيفة تسع لـ 65 طالبة، وقاعة تليفزيون، ومركز للحاسب الآلي، ومكتب لتقديم خدمات التصوير والطباعة.
وخلال جولته التفقدية داخل المبنى، اطمأن الدكتور المنشاوي على جاهزية الغرف ومدى توافر التجهيزات والمستلزمات الأساسية بها، معربًا عن تقديره للجهود المبذولة من كافة العاملين المشاركين في تنفيذ المشروع، وموجهًا الشكر لوحدة الصيانة وجميع العاملين بقطاع المدن الجامعية، مثمنًا روح الالتزام والتعاون التي أسهمت في تحقيق هذا الإنجاز.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد عبدالمولى، نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون التعليم والطلاب، أن قطاع المدن الجامعية يُعد من الركائز الحيوية في منظومة رعاية الطلاب بالجامعة، حيث يستوعب آلاف الطلاب والطالبات من مختلف محافظات الجمهورية. وأشار إلى أن الطفرة التي يشهدها القطاع حاليًا على صعيد التوسعات وأعمال التطوير ورفع كفاءة المنشآت القائمة تُعد نقلة نوعية في مستوى الخدمات، وتعكس حرص إدارة الجامعة على توفير بيئة سكنية آمنة ومجهزة تساهم في دعم التحصيل العلمي وتلبي تطلعات الطلاب.
وفي السياق ذاته، أوضح محمود عنتر، مدير عام المدن الجامعية، أن القطاع يشهد خلال الفترة الحالية سلسلة من مشروعات الإحلال والتجديد، تشمل أعمال تطوير مبنى (س) ومبنى (ع)، إلى جانب تطوير الدور الرابع بمبنى (ل)، فضلًا عن قرب الانتهاء من تجهيز الملعب الشاطئي بالمدينة الجامعية للطالبات خلف مبنى (م)، وذلك ضمن خطة شاملة لتحسين المرافق وتعزيز جودة الخدمات المقدمة للطلاب والطالبات.