بوابة الوفد:
2025-05-25@07:17:29 GMT

الفن.. الحياة

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

يلجأ الإنسان إلى المنطق والبيان حينما يحاول التعبير عن شعور أو إحساس أو موقف؛ مستخدما اللغة المنطوقة أو المكتوبة أو الفعل أو حتى الإشارة، فإذا كان الشعور فيّاضا والإحساس مرهفا، والموقف يحمل رؤية معينة يكون الحماس لها قويا؛ فليس أمام المرء سوى أن يختار لونا من الآداب أو الفنون يعبر من خلاله عن شعوره أو إحساسه أو موقفه.

ومع اختلاف الثقافات والحضارات عرفت الأمم المختلفة ألوانا عديدة من الآداب والفنون، وكان من الطبيعى أن تزدهر بعض هذه الآداب والفنون فى كل أمة بينما لا يزدهر بعضها فى أمم أخرى، فالحضارة الأوروبية على سبيل المثال عدت اللوحة والتمثال والعمارة ومختلف الفنون التشكيلية فنها الراقى، بينما الحضارة اليابانية وجدت فنها الراقى فى تصميم الحدائق.

ويلاحظ أن الفنون والآداب المختلفة قد تطورت بتطور الحياة الإنسانية ذاتها، كما أن هذا التطور أدى إلى ظهور فنون جديدة لم تكن معروفة من قبل، ففن النحت الذى عرفه الإنسان البدائى تطور كثيرا إلى أن صار لما هو عليه اليوم كفن له أصوله ومدارسه الفنية المختلفة، وفنون المسرح التى عرفها الإنسان فى العصر اليونانى القديم بعد إرهاصات سابقة لهذا العصر تطورت كثيرا وأفادت من مستحدثات التكنولوجيا والفكر الإنسانى إلى أن صارت هذه الفنون إلى ما هى عليه اليوم. وفى الوقت ذاته فإن التطور التكنولوجى والفكرى للإنسان أدى إلى ظهور فنون جديدة فى العصر الحديث لم تكن معروفة من قبل مثل فنون الراديو والسينما والتليفزيون، وقد تبلورت هذه الفنون بعد تطورها المستمر إلى أن أصبحت فنونا مستقلة قائمة بذاتها.

إن تطور الفنون المختلفة وارتباط ذلك التطور بتطور الإنسان ذاته، يؤكد بوضوح ارتباط الفنون المختلفة بحياة الإنسان وبمفردات هذه الحياة ومن ثَم بالمجتمع الإنسانى وبالبيئة الحضارية بوجه عام.

ونتيجة لذلك، فإن الفنان يرتبط بمجتمع ما وببيئة حضارية معينة بصورة أو بأخرى، وهذا الارتباط يمثل علاقة الفنان بمجاله فى الحياة والتجارب التى يتولد عنها الشعور والإحساس والموقف الذى يعبر عنه بفنه، إذ لا يمكن أن ينفصل العمل الفنى عن مجاله وإلا أصبح بلا معنى، فالفنان إذًا لا يمكن أن ينفصل عن مجتمعه بقيمه وعاداته وتقاليده، إذ يُعد هو فى حد ذاته نتاجا لهذه القيم والعادات والتقاليد، ومتأثرا بها بصورة أو بأخرى.

فالعمل الفنى قد يعكس صورًا من حياة الفنان، ولكن هذا لا يعنى أنه تعبير عن حياة الفنان، لأن شخصيته وتجاربه فى الحياة ليست هى التى تحدد العمل الفنى وتعطيه كيانه، وإنما الذى يحدد ذلك العمل هو عقله الخالق وتجاربه الفنية، وعلى قدر نضوج هذا العقل الخالق وتمكن الفنان من فنه تكون قيمة العمل الفنى.

وفى النهاية، تظل الحياة لتجسد أسلوب كل منا فى التعبير عن فنه؛ فنه فى الكتابة، وفنه فى التحدث، وفنه فى التعامل، بل وفنه فى السكوت فى بعض الأحيان، وهذا ما ذهب إليه الأديب الفرنسى «شاتوبريان» عندما قال: «الفن هو الأسلوب، والأسلوب هو الإنسان».

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب جامعة المنصورة

[email protected]

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان الفن الحياة العمل الفنى

إقرأ أيضاً:

وزير العدل يتفقد توريدات تجهيزات المحاكم ومعهد القضاء والمطبعة وهيئة حقوق الإنسان

الثورة نت/..

تفقد وزير العدل وحقوق الإنسان، القاضي مجاهد أحمد، اليوم، مستوى توريد التجهيزات المكتبية والتقنية إلى مخازن الوزارة لتغطية احتياجات المحاكم، وتزويدها باحتياجاتها، خاصة المحاكم العامة والمتخصصة والنوعية المُنشأة حديثًا.

ووجه القاضي مجاهد إدارتَي التجهيزات والمشتريات بوضع خطة عاجلة لتوفير المستلزمات المطلوبة وفق أعلى المعايير.

واطلع وزير العدل وحقوق الإنسان، اليوم على مستوى تنفيذ المطبوعات القضائية للمحاكم بمبنى المطبعة القضائية.

وشدد على ضرورة إنجاز المطبوعات القضائية خلال خمسة أيام وبجودة عالية، مؤكداً أهمية التزام المطبعة بالمواصفات الفنية الدقيقة لضمان استمرارية وجودة العمل القضائي.

إلى ذلك تفقد وزير العدل وحقوق الإنسان، سير العمل بمشروع صيانة مبنى المعهد العالي للقضاء الذي تنفذه وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بتمويل من عائدات الرسوم المحصلة من المحاكم ومكاتب التوثيق.

واطلع على إجراءات توريد الأثاث لسكن طلاب المعهد، الممول من صندوق دعم القضاء، ووجه بسرعة بدء إنشاء “هنجر” لمطبخ داخلي للطلاب الدارسين في المعهد كأحد المتطلبات الأساسية لإعانتهم في التأهيل العلمي والقضائي خلال فترة الدراسة.

واطلع القاضي مجاهد على سير العمل في الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، ومستوى تنفيذها للمهام المناطة بها وفي مقدمتها أعمال الرصد والتوثيق لجرائم وانتهاكات العدوان الأمريكي، الإسرائيلي والبريطاني على اليمن.

وخلال الزيارة حث وزير العدل، مسؤول قطاع حقوق الإنسان علي تيسير، وقيادات الهيئة وموظفيها، على سرعة إعداد ملفات خاصة بالجرائم والانتهاكات بالتنسيق مع النيابة العامة والجهات ذات العلاقة واستكمالها تمهيداً لملاحقة مرتكبيها قضائياً داخلياً ودولياً.

وشدد على سرعة إعداد خطة الهيئة للعام 1447هـ وفقاً لأولويات حكومة التغيير والبناء وبرنامج الوزارة ومتطلبات المرحلة.

وأكد القاضي مجاهد، أن الزيارات تأتي في سياق تعزيز منظومة العدالة وتحسين الخدمات القضائية، بالإضافة إلى دعم جهود الدولة الرامية مواجهة انتهاكات العدوان والدفاع عن حقوق اليمنيين عبر آليات القوانين المحلية والقانون الدولي.

مقالات مشابهة

  • مروة ناجي تُعيد سحر أم كلثوم إلى الحياة: "وسام على صدري" وطرح أغنية جديدة بروح الست
  • المعرض 40 لـ «الإمارات للفنون التشكيلية».. قراءة للذات والطبيعة وبساطة الأشياء
  • أحمد معلا: التقنيات الحديثة صنعت «ديمقراطية الإبداع»
  • وزير العدل يتفقد توريدات تجهيزات المحاكم ومعهد القضاء والمطبعة وهيئة حقوق الإنسان
  • «الاستوديو المتنقل».. تجربة رائدة لترسيخ الفن للجميع
  • أخبار الفن: مسلم يرد علي انتقادات بدلته وأزمة زوجته مع بلوجر شهير .. أحمد السقا فى أول ظهور بعد انفصاله
  • بطل الساحر : ابتعدت عن الفن 23 عامًا بسبب سفري للسويد وعملت هناك مدرسا
  • جاسيكا حسام الدين تنضم لفيلم إذما مع أحمد داود .. خاص
  • الدبيبة: بحثت مع “حليمة” تعزيز سيادة القانون
  • الدبيبة: بحثت مع وزيرة العدل تعزيز سيادة القانون