عربي21:
2025-06-11@04:08:55 GMT

لوموند الفرنسية: ماذا سيقى من السودان في عام 2025؟

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

لوموند الفرنسية: ماذا سيقى من السودان في عام 2025؟

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية  تقريرًا سلطت من خلاله الضوء على الكارثة الإنسانية التي تعصف بالسودان، والتي يتطلب ايقافها اتفاق سياسي يشمل قوات مدنية، بدلاً من اقتصاره على أمراء الحرب الذين يتناحرون فيما بينهم منذ نيسان/ أبريل 2023.

وقالت، الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الشعب السوداني قدّم درسًا في الديمقراطية للعالم عند إطاحته من خلال انتفاضة سلمية في نيسان/ أبريل 2019، بنظام الدكتاتور عمر البشير الذي حكم البلاد لمدة ثلاثين عامًا.



وذكرت الصحيفة أن المرحلة الانتقالية الديمقراطية توقفت في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 بسبب انقلاب نفذه الجنرالان عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية،  ومحمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع.

وبسبب طموحاتهم الجامحة واختلاف مصالحهم يخوض البرهان ودقلو منذ نيسان/ أبريل 2023 حربًا شرسة انطلقت من العاصمة الخرطوم وامتدت تدريجيًا إلى مختلف أنحاء البلاد، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين خاصة في دارفور، حيث رافق تقدم قوات الدعم السريع - التي نشأت أصلًا من الميليشيات المسؤولة عن الإبادة الجماعية في عام 2003 - تنفيذ مجازر ضد السكان غير العرب.
تمن التدويل

لا يحظى السودان رغم معاناته باهتمام  واسع من قبل المجتمع الدولي، باستثناء القوى التي تعارض إرساء بديل ديمقراطي في الخرطوم وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات، التي وحدت جهودها في سياق التزامها الثابت والصارم ضد الثورات لدعم انقلاب سنة 2021. ومع ذلك عمقت "حرب الجنرالات" التي اندلعت بعد سنة ونصف من تنفيذ الانقلاب الانقسامات بشكل كبير وسط هذا الثلاثي المؤيد للانقلاب.

وأفادت الصحيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يدعي تبنيه موقفًا محايدًا تجاه الأطراف المتحاربة، مما يخول له التعاون مع جو بايدن وإدارته في إطار جهود نيل الرضا التي باءت بالفشل. من جهته، تراجع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن دعمه الأولي للقوات المسلحة السودانية بسبب عودة شخصيات إسلامية، كانت قد أُقصيت إثر ثورة 2019، إلى دائرة المقربين من البرهان.

 أما حاكم الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد، فيواصل تقديم دعم كبير وغير مشروط لقوات الدعم السريع، التي تسيطر الآن على جزء كبير من العاصمة ودارفور. كما يحرض بن زايد "حميدتي" لمحاولة السيطرة على مدينة الفاشر، وهي المدينة المهمة الوحيدة التي لا تزال خارج سيطرة قوات الدعم السريع في دارفور، وذلك على حساب حصار يحمل تداعيات كارثية.

ويختلف التوجه المتشدد للإمارات العربية المتحدة مع الحذر النسبي لحليفها الروسي، الذي يجمع بين علاقاته الرسمية مع القوات المسلحة السودانية في إطار السعي للحصول على قاعدة بحرية في بورتسودان على البحر الأحمر وتعاونه مع قوات الدعم السريع عبر مرتزقة ينتمون إلى الشركة العسكرية الخاصة "فاغنر". ودفع هذا التعاون الأجهزة الأوكرانية إلى التنسيق بشكل مؤقت مع القوات المسلحة السودانية ضد قوات الدعم السريع في خريف سنة 2023، وهو التدخل الذي لم يُخلف أي تطورات لاحقة.


كارثة إنسانية
وأفادت الصحيفة أن هذه التدخلات الدولية المختلفة فشلت في ايقاف التصعيد نحو التطرف، بل ساهمت السياسة التي اعتمدتها الإمارات على سبيل المثال في تغذيته بشكل مباشر. وقد أدى منطق الحرب الشاملة الذي يحرك كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى عسكرة المجتمع السوداني، الذي أصبحت مكوناته مضطرة إلى الوقوف إلى جانب أحد الأطراف في هذا الصراع. علاوة على ذلك، فإن صعود العديد من الميليشيات، التي تتفاوت في انضباطها، يتيح لكل من البرهان وحميدتي التنصل من مسؤوليتهم الشخصية عن تزايد الانتهاكات.

ومع ذلك، يتم التفاوض مع الجانبين من أجل توفير المساعدة الإنسانية إلى السكان الذين يتحملون عبء الاحتلال المفروض عليهم من قبل القوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع. وهكذا، تعتبر منظمة الأمم المتحدة أن البرهان، الذي تولى السلطة بعد انقلاب 2021 الرئيس الشرعي للبلاد.
نتيجة لذلك، يمكن للأمم المتحدة الحفاظ على تواجدها في بورتسودان، الميناء الرئيسي للبلاد، بعد اضطرارها إلى إخلاء الخرطوم منذ سنة ونصف. وتؤمن الأمم المتحدة توصيل المساعدات الإنسانية عبر تشاد، عبر معبر تينا الذي تسيطر عليه القوات المسلحة السودانية، في حين تفضل العديد من المنظمات غير الحكومية العمل من مدينة أدري التشادية، والتي تتيح الوصول إلى السودان عبر المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. ومع ذلك، لم تتمكن هذه الترتيبات الإنسانية من إيقاف الأزمة المستمرة في السودان.  

ومن بين عدد سكان السودان البالغ 44 مليون نسمة، تم تهجير نحو 12 مليون شخص قسرًا، اضطر ثلاثة ملايين منهم إلى اللجوء إلى الخارج، وخاصة إلى تشاد.

وبسبب الحصار والقصف باتت المجاعة تهدد مناطق كثيرة في البلاد، مما يعني ضرورة إدراك أن المساعدة الإنسانية ليست بمعزل  عن الاتفاق السياسي.

وفي ختام التقرير أشارت الصحيفة إلى أن عجز القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ نيسان/ أبريل 2023 عن تحقيق انتصار عسكري، يتطلب إيقاف هذه الحرب والتوصل إلى اتفاق سياسي  يضمن بقاء السودان كدولة في سنة 2025.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السوداني البرهان حميدتي السودان حميدتي البرهان سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات المسلحة السودانیة قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

فلسطين تنفي علاقتها بالجماعة المسلحة التي تنهب المساعدات في غزة

نفت السلطة الوطنية الفلسطينية اليوم الأحد وجود أي علاقة لها مع جماعة مسلحة تنهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.

وقال الناطق باسم الأجهزة الأمنية أنور رجب: "نحن كمؤسسة رسمية لا علاقة لنا بجماعة (القوات الشعبية التي يتزعمها ياسر) أبو شباب".

وأضاف أن ادعاء تلك الجماعة بأنها "تتبع للرئاسة الفلسطينية أو الشرعية لا صحة له".

وشدد على أن هذه الجهة لا تربطهم بها "أي علاقة" مشيرا إلى أن ما تقوم به هو "دور مخالف للقانون وخارج إطار النقاش".

وادعت عصابة مسلحة تسمى "القوات الشعبية" على صفحتها بمنصة "فيسبوك"، الخميس، إنها تعمل "تحت مظلة الشرعية الفلسطينية".

ويوم السبت، قالت هذه العصابة إنه تتم دراسة إدخال مساعدات إنسانية إلى شمال قطاع غزة "بالتنسيق مع الصليب الأحمر والجيش الإسرائيلي وبحمايتها"، الأمر الذي نفته بشكل قاطع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مساء السبت.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قد نشرت تقريرا الجمعة، وصفت فيه عصابة "القوات الشعبية" بأنها "ميليشيا محلية تمارس التهريب والابتزاز ولا تهتم بالقضية الفلسطينية"، وفق ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه.

وأضافت أن زعيمها ياسر أبو شباب، وهو بدوي يبلغ من العمر 32 عاما من سكان رفح، "اشتهر بعد اتهامه بنهب شاحنات تابعة للأمم المتحدة العام الماضي، وإعادة بيع المساعدات الإنسانية"، وهي اتهامات نفى صحتها.

وأعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس الماضي للمرة الأولى بأن حكومته تدعم هذه العصابة بالسلاح، مبررا ذلك باستخدامها من قبله ضد حركة "حماس" في قطاع غزة.

فيما أكدت "حماس" أن "هذه العصابات التي امتهنت الخيانة والسرقة تتحرك تحت إشراف أمني صهيوني مباشر"، مؤكدة أنها "أدوات رخيصة بيد العدو، وعدو حقيقي لشعبنا الفلسطيني".

وذكرت أن "هذه العصابات ستتم ملاحقتها ومحاسبتها بحزمٍ من قوى شعبنا والأجهزة المختصة".

وفي أكثر من مناسبة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن "عصابات مسلحة" مدعومة من إسرائيل تنهب المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل غزة، وسط حصار إسرائيلي خانق.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بدعم هجوم للدعم السريع على موقع حدودي
  • القوات المسلحة: الدعم السريع وقوات حفتر يهاجمون المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا
  • الجيش السوداني يتهم حفتر بمساندة مباشرة للدعم السريع
  • شبكة أطباء السودان: 179 قتيلاً جراء قصف الدعم السريع على الفاشر في مايو
  • برنامج الأغذية العالمي: نحتاج إلى 500 مليون دولار في السودان لتقديم مساعدات طارئة
  • د. حسن محمد صالح: من حول الدعم السريع الي المشروع الغربي العلماني؟
  • حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو
  • تصاعد المعارك بين الجيش و الدعم السريع في دارفور وكردفان
  • فلسطين تنفي علاقتها بالجماعة المسلحة التي تنهب المساعدات في غزة
  • السودان بين سيطرة الجيش وتصعيد الدعم السريع.. قصف إغاثي وحصار مستمر