«غرفة طوب وأسمنت»... تعدٍ صارخ على الجامع العباسي الأثري في المنوفية (صور)
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
حصلت بوابة الفجر الإلكترونية، على عدد من الصور والفيديوهات التي توثق تعديًا على جامع أثري في مركز شبين الكوم في محافظة المنوفية، والذي يعود إلى عصر أسرة محمد علي، وبه العديد من النوادر التي تُعد كنزًا في مجال العمارة والفنون المصرية القادمة لنا من تلك الحقبة.
بناء من الطوب والأسمنتوقال مصدر مطلع في وزارة السياحة والآثار إلى الفجر، إن التعدي عبارة عن بناء من الطوب والأسمنت والخرسانة تم بناؤه في حرم الجامع، بل وتم التعدي على حائط الجامع كما توضح الصور، وذلك على الرغم من أن الجامع مسجل كأثر تحت رقم 481 لسنة 2001م، كما تم تحديد حرم تجميل له وهو الأمر الذي يجعل مجرد البناء بجوار الجامع دون ملامسته تعديًا فما بال ونحن نبني على حائط الجامع نفسه.
وأشار المصدر إلى أن التعدي لم يأت من جار للجامع أو من أحد المواطنين، بل هي غرفة تم بناؤه وتجهيزها بمعرفة إدارة المنطقة الأثرية كي تكون مقرًا للعاملين، وتم البناء منذ عام تقريبًا.
وأكد المصدر في تصريحاته إلى الفجر، أنه تم الانتهاء من بناء تلك الغرفة بموافقة أحد قيادات المنطقة والآن تتم عملية التشطيب، من تركيب السيراميك والدهانات والأبواب والشبابيك وتمت تلك الأعمال أثناء عمليات الترميم الدقيق للجامع.
الأضرار الناجمةوفي ذات السياق أشار مصدر آخر في تصريحات إلى الفجر، إلى أن ذلك التعدي يؤثر على بانوراما الأثر، ويعتدي على حرم الجامع، كما أنه يعتدي على أحد حوائط الجامع الأثرية، مما يُعد مخالفة صريحة لقرار تسجيل الأثر ولقرار تحديد حرم الأثر ومخالف كذلك لقرار رئيس الوزراء الخاص ببانوراما الأثر، ولمناقصه ترميم الأثر، وكذلك لقرار اللجنة الدائمة في هذا الشأن لأن البناء تم دون علمها.
رد المنطقة الأثريةوبالتواصل مع عدد من قيادات الآثار في محافظة المنوفية، حول هذا الشأن قال أحد المصادر، إن الغرفة ليست مقرًا إداريًا كما يدعي البعض وإنما هي «بيارة» لأن الجامع يعاني من المياه الجوفية.
وردًا على ذلك قال مصدر آخر للفجر، من منطقة آثار المنوفية، إن كلام المسؤولين عن أن تلك الغرفة لعمل بيارة خاصة بالجامع غير صحيح، لأن الغرفة تم تركيب سيراميك وشبابيك «ألوميتال» لها، ولما بلغت الشكاوى مكتب الأمين العام، تم خلع السيراميك والألوميتال مع الإدعاء أن الغرفة تم بناؤها كبيارة.
والسؤال هنا لو كان الجامع يعاني من المياه الجوفية فلماذا تم ردم البيارة الموجودة في صحن الجامع قديما التي كانت تقوم على صرف مياه الوضوء وتم ردمها عند دخول الخدمات إلى الحي «المجاري».
والسؤال الثاني، لماذا لم يتم مخاطبة المسؤولين لشفط هذه المياه الجوفية، علما بأنه كان يتم العمل في أعمال الترميم الدقيق بالجامع، وفجأة تم اكتشاف أن هناك مياه جوفية ويجب بناء غرفة لها.
رد ثاني من المنطقة الأثريةوأوضح أحد قيادات منطقة آثار المنوفية، أن المياه الجوفية بالفعل مرتفعة حول الجامع، وتلك الغرفة ما هي إلا بيارة لخفض منسوب تلك المياه، ولكن أصر العاملون هناك على أن تلك المياه ليست جوفية وإنما هي تجمعات مياه تم ملئها تعمدًا أمام لجان المعاينة المختلفة، وتم رفع عدة شكاوى في هذا الشأن إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
تساؤلات مشروعةوبعد هذا العرض السابق تطرح الفجر التساؤل التالي، وهو أن هناك بالفعل تعد واضح على الجامع العباسي في شبين الكوم يالمنوفية، وسواء ما تم بناؤه كان مقرًا إداريًا أو بيارة، فلماذا هذا الموضع الذي يفسد حرم وبانوراما الأثر، مع العلم أن وزارة السياحة والآثار نفذت عشرات المشروعات لخفض المنسوب أشهرها مشروع منطقة الأهرامات، دون أن يبدو للزائر مثل هذا المبنى القبيح المسئ للآثار المصرية.
خلفية تاريخيةومنشئ الجامع العباسي هو الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1329ه - 1911م، والجامع على طراز المساجد المغلقة، له صحن منخفض وشخشيخة تغطي الصحن، ويحيط بالصحن 4 أروقة اكبرها رواق القبلة ويحمل سقفه 15 عمودًا من الرخام الإيطالي.
ويضم الجامع عددًا التحف الأثرية النادرة منها نجف كريستال نقي، ومشكاوات، ومنبر ودكة مبلغ من الرخام، ويُعد منبر الجامع تحفة اثرية نادرة يبلغ ارتفاعه 5 متر وله 8 دعامات حجرية ومزخرف بالنقوش، والمنبر ودكة المبلغ من الرخام التركي المستورد ويحملان عمل تركيا القديم.
4c91fd82-9e78-4e80-badb-f31431bc1f41 5e6f81c6-15a3-492f-a57d-41b2760232c1 8aa71904-2abc-43e3-b042-0b21054ab5a5 9cbe7ecc-9145-4d76-af0c-aa9893d689cf 597dd69d-053b-4e93-af41-899024f24b8e 602cea50-8ba9-4efb-ae6c-b8163991874e c32a8979-dfb1-4952-93d1-fc878cd36fa4 c601f437-547d-471c-a0f8-3c06b9a5cb22 Capture d8f28f06-290d-4524-a9db-db680c19f033المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: طوب أسمنت المنوفيه آثار المنوفية تعدي جامع أثري شبين الكوم المیاه الجوفیة
إقرأ أيضاً:
بتوجيهات ذياب بن محمد بن زايد..مجلس الشؤون الإنسانية الدولية يُطلق مبادرة “صُناع الأثر “
أكد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني أهمية إثراء المحتوى الإنساني بوصف ذلك مسؤولية مؤسسية ومجتمعية مشتركة تضطلع بها المؤسسات الإعلامية مع صانعي المحتوى الرقمي المتنوع في ظل اهتمام القيادة الرشيدة للدولة ودعمها الكبير لرفد المواهب العربية الشابة بالأدوات والمهارات المتقدمة في مجال السرد القصصي المرتبط بالعمل الإنساني والتنموي، وتعزيز التعاضد المجتمعي، وتسليط الضوء على الجهود الإنسانية الرائدة والمساهمات التنموية البارزة والمؤثرة إيجاباً في حياة ملايين الناس في مختلف قارات العالم، لافتاً إلى أن لدولة الإمارات مبادرات ومشروعات إنسانية عظيمة تعكس مكانتها العالمية الرائدة.
جاء ذلك بمناسبة إطلاق مجلس الشؤون الإنسانية الدولية بتوجيهات سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان مبادرة “صُناع الأثر” بالتعاون مع أكاديمية الإعلام الجديد، وتشمل عدداً من البرامج التعليمية والورش التدريبية المتخصصة في الإعلام الرقمي المرتبط بمختلف المجالات الإنسانية والتنموية.
وشدَّدَ سموه على ضرورة تمكين الأفراد من إنشاء محتوى إنساني إيجابي ومؤثر يتناول مختلف القضايا الإنسانية، وزيادة الوعي المجتمعي بهذه القضايا من خلال استخدام مهارات السرد القصصي واستراتيجيات الإعلام الملائمة لدعم الجهود المؤسسية والمجتمعية ذات الأبعاد الإنسانية المتعددة، لاسيما المشروعات والمبادرات والبرامج الإنسانية المُوجهة إلى المجتمعات المُحتاجة والشعوب الأكثر تأثُّراً واحتياجاً للحصول على الخدمات الأساسية في المجالات التعليمية والصحية، كأولويات حياتية ذات أهمية قصوى في تحقيق التنمية والازدهار وضمان الأمن والاستقرار.
تستهدف المبادرة العاملين في ميدان الصحافة من المتخصصين في الشأن الإنساني والتنموي، مثل الصحفيين وفرق التصوير وصناع المحتوى المتخصصين في الشأن الإنساني، ممن يمتلكون الشغف في صناعة المحتوى الرقمي حول المبادرات والبرامج الإنسانية والتنموية والخيرية، لتعزيز قدراتهم على فهم وكتابة وتوزيع البيانات الصحفية التي تعكس الجهود الإنسانية، وطـــــرق السرد القصـــــصي المختـــــلفة، وتقنيــــــات الترجمة الصوتية والصورية، لتناسب مختلف القوالب الصحفية والوسائل المستخدمة في النشر.
وتهدف المبادرة إلى استقطاب صّناع المحتوى الرقمي من دولة الإمارات ومختلف أنحاء الوطن العربي والدول الصديقة في مختلف أنحاء العالم، للانضمام لعدد من البرامج التدريبية المتخصصة في الإعلام الرقمي، والتي تمكنهم من اكتساب المهارات والأدوات اللازمة لإنتاج محتوى إبداعي حول المبادرات والبرامج الإنسانية والتنموية والخيرية على مستوى العالم، بالإضافة إلى استقطاب المتحدثين الرسميين ممن يمثلون المؤسسات الإنسانية المانحة في دولة الإمارات والجمعيات الخيرية لتدريبهم على استراتيجيات السمعة المؤسسية وإدارة الأزمات إعلامياً.
تجدر الإشارة إلى أن البرامج التعليمية والدورات التدريبية تعمل على تطوير مهارات المؤثرين من أصحاب المواهب المتنوعة، وتمكنهم من تقديم محتوى إنساني هادف بأساليب متطورة، يسهم في إيصال رسالة إعلامية إنسانية لقطاعات واسعة من المتابعين.
وتواصل “أكاديمية الإعلام الجديد” تقديم الدعم لصناع المحتوى والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، لتمكينهم من تقديم رسالتهم بشكل احترافي يسهم في تطوير المجتمعات ورقيها وتنميتها، ومن بين تلك البرامج مبادرة “صناع الأثر” التي ستثري محتوى صانعي المحتوى وتلبي تطلعات متابعيهم في الاستفادة مما يقدمونه.
تتضمن مبادرة “صُناع الأثر” 5 برامج تدريبية، تبدأ مع برنامج “مهارات المتحدث الرسمي والظهور الإعلامي وإدارة الأزمات إعلامياً”، وبرنامج “صحافة التأثير الإنساني”، وبرنامج “صُناع محتوى التأثير الإنساني”، بنسختيه العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى برنامج “صُناع محتوى التأثير الإنساني – بالشراكة مع مركز الشباب العربي”.