سواليف:
2025-07-03@09:45:39 GMT

تأملات قرآنية

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 22 من سورة الحجر: “وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ”.
هذه الآية هي من الأيات التي تخاطب العقل البشري بقصد اقناعه بوجود الخالق، لذلك جاءت بجملة إعجازات منها ما ينال اهتمامات أهل زمن التنزيل، وهو الإعجاز اللغوي والبياني، في الإتيان بجملة فيها فعل وفاعل ومفعول به في لفظة واحدة (فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ)، ويتجلى جمال البيان في تتالي الصور التي تفصلها فاء التتابع القريب، وتبين آلية نزول الأمطار المبتدئة بالأمر الإلهي “أَرْسَلْنَا”.


ومنها الإعجاز العلمي وهو يستهدف عقول الأزمنة اللاحقة التي ستفهمه عندما يتوصلون الى فهم آلية نزول المطر، وآلية دورة الماء في الطبيعة، أما الإعجاز المعرفي الأكبر والذي سأبينه لاحقا، فهو الكامن في تفسير “وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ”.
لم يتمكن البشر قبل القرن العشرين من اكتشاف أن الغيوم هي عبارة عن قطرات من بخار الماء المتجمد المحصور في طبقة الغلاف الجوي، وكان بإمكان الباحثين أن يختصروا ثلاثة عشر قرنا لو كانوا يصدقون بكتاب الله الذي ذكر هذه الحقيقة: “وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ” [النور:43]، فظلوا يعتقدون أن الغيوم هي كالضباب، وبعد جهد طويل توصلوا الى أن آلية نزول الأمطار هي ذاتها التي بينتها هذه الآية وأخرى غيرها، وهي أن هذه الذرات الدقيقة من الجليد تبقى عالقة على ارتفاع معين بفضل التوازن بين الكثافة التي ترفعها للأعلى والجاذبية الأرضية، فلا تسقط على الأرض، ولا ترتفع خارج الغلاف الجوي وتتبدد في الفضاء، بل تبقى كذلك الى أن تأتي رياح فيها أنوية التلاقح فتتجمع هذه القطرات الدقيقة وتتكاثف وتسقط.
اعتقد بعض البسطاء أن معرفة العلماء بهذه الآلية ستتيح لهم التحكم في سقوط الأمطار، لكنهم لم يعرفوا أن ذلك يحتاج الى رياح ذات مواصفات محددة، وعندما توصلوا الى فهم آلية تكون الرياح أدركوا استحالة القدرات البشرية مهما تقدمت على أن تصنع جبهة هوائية واحدة منها.
عوّل البعض على الإستمطار الصناعي بنشر أنوبة تلاقح مصنعة، مثل يوديد الفضة أو اطلاق البروبان السائل في السحابة، لكن العملية لم تكن اقتصادية، كما أنها تلوث الجو وتخرب التوازنات البيئية.
ومن الإعتقادات الخاطئة التي ظل البشر يعتقدون بها طويلا أن هنالك سنوات ممطرة وأخر قاحلة، لكنهم لم ينتبهوا الى خطئهم إلا بعد أن تمكن العلماء من رصد الهطولات المطرية، فوجدوا أنه لا يمر يوم من غير مطر، وأن كمية الهطولات على الكرة الأرضية ثابتة سنوياً، وإنما تتباين بين منطقة وأخرى، وكان هذا أيضا من الإعجازات العلمية، وذلك في قوله تعالى: “وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا” [الفرقان:50]، و”وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ” [المؤمنون:18]، كما جاء في الحديث الشريف: “ما من عامٍ بأكثرَ مطرًا من عامٍ ، لكنَّ اللهَ يُصَرِّفُه بين خلْقِه” [صحيح].
أما الإعجاز المبهر للعقول الكليلة التي تعتقد أن الإنسان هو موجد العلم وليس الله عز وجل، فتأتي في عبارة: (مَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)، وتعني أنه ليس في قدرة البشر حجزه ومنعه من دورته الطبيعية، فهذه العبارة صادمة قاهرة تثبت أن العلم مصدره الله، وما العقل إلا أداة بحث واستكشاف، وليس مُنشئاً لعلم، فكل ابتكار هو استعمال وتطبيق للقوانين الكونية الصارمة التي وجدها الإنسان تحكم كل شيء، وليس بمقدوره تغيير أية خاصية أو وظيفة لأي منها.
فقد ثبت للعلماء مؤخرا أن الماء هو المادة الوحيدة التي لا يمكن ضغطها، كما أنه الوحيد الذي ينتقل بين الحالات الثلاث: الصلبة والسائلة والغازية بلا تدخل بشري، وكميته لا تنقص ولا يستنفد كباقي المواد التي مخزونها محدود ينقص بالإستعمال، لذلك لم يجعل الله مخزنه مقتصرا على الأرض، بل جعله في دوران دائم: في المحيطات والمياه الجوفية والغلاف الجوي، لذلك جعل تبخر الماء في كل درجات الحرارة، وسقوط الأمطار بمقدار، ولولاها لما عاشت الأشجار في الجبال.
ولأن الماء سر الحياة فلا يوجد أي كائن حي يخلو منه، والإنسان يطغى، لذلك لم يستأمنه الله على تخزينه بل أبقاه بيده..فهو ينزل المطر بمشيئته، ويصرفه بحكمته حيث يشاء.

مقالات ذات صلة العالم الجديد وإنكار الذات في الزنزانة 54 2025/01/09

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تأملات قرآنية هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

حكم استخدام المناديل المبلَّلة بالماء في الوضوء.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية من شركة سؤالا بخصوص منتج جديد خاص بالوضوء، حيث إنه في حالاتٍ كثيرةٍ عند وجود المصلين في الحرم المكي أو المدينة المنورة أو في طائرة تطير لمسافاتٍ وساعاتٍ طويلةٍ أو حافلةٍ تسير لمسافات طويلةٍ، يُنتَقضُ وضوء أحد المصلين وخاصَّة السيدات، وهو ما يسبب إحراجًا وإرباكًا لهم؛ لأن خروجهم للوضوء مرةً أخرى وعودتهم للصلاة مع الجماعة تكون صعبةً أو مستحيلةً.

وبعد دراسة مستفيضةٍ لحل هذا الوضع وصلنا إلى "منتجٍ جديد" تحت اسم: "Water Wipes" على هيئة مناديل ورقية صديقة للبيئة وتتحلل تلقائيًّا وهي مغموسة بماءٍ نظيفٍ 100% ومغلف تغليفًا جيدًا، ومقدار الماء للمغلف الواحد الذي يكفي لوضوءٍ شرعيٍّ -من وجهة نظرنا- هو: (60- 80 مللي لتر)، ومرفق طيُّه عيِّنة منه.

فهل يمكن أن يستعمل هذا المنتج كبديلٍ للوضوء في هذه الحالات؟

حكم استخدام المناديل المبللة بالماء فى الوضوء

وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إنه يشترط لصحة الوضوء جريان الماء على الأعضاء الواجب غَسلها فيه، ولا يصح الاكتفاء بالمسح عليها، واستعمال المناديل المبللة أو غيرها في إيصال بلل الماء إلى الأعضاء من غير سيلانه عليها إنما يعد مسحًا لا غَسلًا، ومن ثمَّ فاستعمال المنتج المذكور من المناديل المبللة في الوضوء -وفقًا للعيِّنة المرفقة- عن طريق إمرارها على الأعضاء غير مجزئٍ شرعًا في تحقيق فرض الغَسل.
 

بيان تعظيم الإسلام للطهارة والنظافة
وأوضحت أن الإسلام عظَّم شأن الطهارة والنظافة، فجعلها الله عَزَّ وَجَلَّ سبيلًا لنيل محبته ورضاه، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222].

قال الإمام شمس الدين القُرْطُبِي في "الجامع لأحكام القرآن" (3/ 91، ط. دار الكتب المصرية): [المتطهرون: أي بالماء من الجنابة والأحداث] اهـ.

عبادات مستحبة في شهر المحرم .. تعرف عليهامتى يجوز الصلاة بالحذاء؟.. شوقى علام يجيبما حكم زيارة البحر الميت والصلاة عنده؟.. الإفتاء تجيبحكم الاحتفال بذكرى الميلاد بالصيام شكرا لله؟.. الإفتاء تجيب

الأصل في الطهارة من الحدث الأصغر لمن يريد الصلاة
ومن المقرر شرعًا أن الوضوء هو الأصل في الطهارة من الحدث الأصغر لمريد الصلاة.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» متفقٌ عليه.

قال الإمام شمس الدين الخطيب الشِّرْبِينِي في "مغني المحتاج" (1/ 149، ط. دار الكتب العلمية): [القبول: يقال لحصول الثواب ولوقوع الفعل صحيحًا، وهو المراد هنا بقرينة الإجماع، فالمعنى: لا تصحُّ صلاةٌ إلا بوضوءٍ] اهـ.

حكم استخدام المناديل المبللة بالماء في الوضوء "Water Wipes"
وبينت ان المناديل -محل السؤال- تكون من القماش الرقيق، ولها قدرة عالية على الامتصاص والاحتفاظ بالماء، وتكون مغموسة بماءٍ نظيفٍ، ولا يزيد مقداره في المغلف الواحد عن 80 مللي لتر من الماء تقريبًا، وتُغلَّف بشكلٍ يحفظها من الجفاف والاتساخ، بهدف استعمالها في الوضوء حال تعسُّر الوصول إلى مصدرٍ للماء بالبعد عنه، أو لشدَّة الزحام، أو غيرها من العوائق، كما يحدث في المواصلات أثناء السفر الطويل، أو في ساحات الحرم، كما ورد في السؤال، وشوهِد أيضًا في العيِّنة المرفقة مِن السائل.

ومن المقرَّر شرعًا أنَّ الواجب في أعضاء الوضوء مِن الوجه، واليدين إلى المرفقين، والرجلين إلى الكعبين -هو الغَسل بالماء، عدا الرَّأس فإنه يُكتَفَى فيها بالمسح، كما في "بدائع الصنائع" للإمام علاء الدين الكَاسَانِي الحنفي (1/ 21، ط. دار الكتب العلمية)، و"حاشية الإمام الدُّسُوقِي المالكي على الشرح الكبير" (1/ 85، ط. دار الفكر)، و"منهاج الطالبين" للإمام النَّوَوِي الشافعي (ص: 12-13، ط. دار الفكر)، و"المبدع في شرح المقنع" للإمام برهان الدين بن مُفْلِح الحنبلي (1/ 91-92، ط. دار الكتب العلمية).

والغَسل يراد به لغةً: سيلان الماء مطلقًا، كما في "كشاف اصطلاح الفنون والعلوم" للعلامة التَّهَانَوِي (2/ 1253، ط. مكتبة لبنان ناشرون).

وجماهير الفقهاء على أنَّ المراد بالغَسل في أعضاء الوضوءِ هو جريان الماءِ وإسالته عليها، وأنَّ الجريان والإسالة شرطٌ لصحَّة الغَسل، وبدونه لا يكون غسلًا بل مسحًا؛ إذ المسح هو مجرَّد إصابة الماء للبشرة، بل زاد الحنفية في ظاهر الرواية اشتراط تقاطر الماء عن الأعضاء.

قال الإمام علاء الدين الكَاسَانِي الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 3): [الغَسل: هو إسالة الماء على المحلِّ، والمسح: هو الإصابة، حتى لو غسل أعضاء وضوئه ولم يَسِلِ الماءُ بأن استعمله مثل الدُّهنِ لم يجز في ظاهر الرواية، وروي عن أبي يوسف: أنه يجوز] اهـ.

وقال الإمام زين الدين بن نُجَيْم الحنفي في "البحر الرائق" (1/ 11، ط. دار الكتاب الإسلامي): [الغَسل -بفتح الغين-: إزالة الوسخ عن الشيء ونحوه بإجراء الماء عليه لغة... واختُلف في معناه الشرعي، فقال أبو حنيفة ومحمد: هو الإسالة مع التقاطر] اهـ.

وقال الشيخ عِلِيش المالكي في "منح الجليل" (1/ 92، ط. دار الفكر): [والشرط: جريان الماء من أول العضو إلى آخره] اهـ.

وقال الإمام النَّوَوِي الشافعي في "روضة الطالبين" (1/ 64، ط. المكتب الإسلامي): [يُشترط في غَسلِ الأعضاء جريانُ الماءِ على العُضوِ] اهـ.

وقال الإمام ابن قُدَامَة الحنبلي في "المغني" (1/ 16، ط. مكتبة القاهرة): [الواجب الغَسلُ، وأقل ذلك أن يجري الماء على العضو] اهـ.

وأما ما ورد عن الإمام أبي يوسف من الحنفية من عدم اشتراط السيلان في غَسل أعضاء الوضوء، فغير محمولٍ على ظاهره، وإنما ورد بيانه وتأويله والتنبيه على مراد الإمام منه في كتب المذهب، وهو قوله بجواز الوضوء بما لا يتسارع سيلانه إذا كان يُتَحصَّل منه سيلانُ القطرة والقطرتين عن العضو المغسول به مثل الثلج أثناء الذوبان وإن تأخَّر برهةً عن وقت الغَسل، وليس المراد نفي اشتراط الإسالة على الأعضاء في صحة الغَسل مطلقًا.

قال الإمام ابن عَابِدِين في "رد المحتار" (1/ 96، ط. دار الفكر): [لو توضأ بالثلج ولم يقطر منه شيءٌ لم يجز. عن أبي يوسف هو مجرد بلِّ الـمَحَلِّ بالماء، سال أو لم يسل. اهـ. واعلم أنه صرَّح كغيره بذكر التَّقاطر مع الإسالة وإن كان حدُّ الإسالة أن يتقاطر الماء؛ للتأكيد، وزيادة التنبيه على الاحتراز عن هذه الرواية على أنه ذكر في "الحلية" عن "الذخيرة" وغيرها أنه قيل في تأويل هذه الرواية: إنَّه سال مِن العضو قطرةٌ أو قطرتان ولم يتدارك. اهـ. والظاهر أن معنى "لم يتدارك": لم يقطر على الفور، بأن قطر بعدَ مُهلةٍ، فعلى هذا يكون ذكر السيلان المصاحب للتَّقاطر احترازًا عما لا يُتَدارك، فافهم] اهـ.

ومثال ما أجازه الإمام أبو يوسف مما لم يقطر على الفور: استعمال الثلج قبل تمام الذوبان مع وجود رخاوةٍ فيه وسيلانٍ ناتجٍ عن حرِّ الشمس أو ملاقاة حرارة جسد المتطهِّر.

قال الإمام النَّوَوِي في "المجموع" (1/ 81، ط. دار الفكر): [إذا استعمل الثلج والبَرَد قبل إذابتهما، فإن كان يسيل على العضو لشدَّةِ حرٍّ وحرارةِ الجسم ورخاوة الثلج صحَّ الوضوء على الصحيح، وبه قطع الجمهور؛ لحصول جريان الماء على العضو. وقيل: لا يصح؛ لأنه لا يسمى غَسلًا] اهـ.

فتحصَّل مما سبق اتفاقُهم على اشتراط جريان الماء على الأعضاء، واختلافهم فيما يتأخر سيلانه وجريانه خلال الغَسل.

كما أنَّ من سنن الوضوء المضمضة والاستنشاق، بل اعتبرها بعض الفقهاء واجبًا من واجبات الوضوء، بحيث لا يكتمل الوضوء ويصح إلا بالإتيان بهما.

قال الإمام النَّوَوِي في "المجموع" (1/ 362-363): [المضمضة والاستنشاق... سُنَّتان في الوضوء والغُسل، هذا مذهبنا... والمذهب الثاني: أنهما واجبتان في الوضوء والغُسل، وشرطان لصحتهما، وهو مذهب ابن أبي ليلى، وحماد، وإسحاق، والمشهور عن أحمد، ورواية عن عطاء] اهـ.

وإيصال الماء إلى أعضاء الوضوء باستعمال المناديل القماشية الرقيقة -محل السؤال- عن طريق إمرارها عليها لا يتأتى منه حصول جريان الماءِ وإسالته على أعضاء الوضوء وإن تأخر، بل يُعدُّ مِن قبيل المسح لا الغسل وإن تكرَّر استعمالها على العضو الواحد أكثر من مرَّةٍ، فلا يكون غَسلًا، كما يتعذَّر معه على الإتيان بالمضمضة والاستنشاق.

هذا ولا يجزئ الاكتفاء بالمسح في طهارة الأعضاء المغسولة في الوضوء؛ لأن قيام المسح مقام الغَسل إنما ورد مقتصرًا على عذر الجراح وما هو في حكمها من بعض الأمراض وفي حدود محل العذر دون غيره من باقي العضو وسائر الأعضاء، كما في "مراقي الفلاح" للإمام الشُّرُنْبُلَالِي الحنفي (ص: 63، ط. دار الكتب العلمية، مع "حاشية الإمام الطَّحْطَاوِي")، و"الفواكه الدواني" للإمام شهاب الدِّين النَّفَرَاوِي المالكي (1/ 163، ط. دار الفكر)، و"مغني المحتاج" للإمام شمس الدين الخطيب الشِّرْبِينِي الشافعي (1/ 256، ط. دار الكتب العلمية)، و"المغني" للإمام ابن قُدَامَة الحنبلي (1/ 205).

قال العلامة ابن بَزِيزَة في "روضة المستبين في شرح كتاب التلقين" (1/ 174، ط. دار ابن حزم): [وامتنع الاكتفاء بالمسح؛ لأن فرض الوجه الغَسل لا المسح] اهـ.

وقال العلَّامة أبو الحَسَنَات اللَّكْنَوِي في "عمدة الرعاية بتحشية شرح الوقاية" (1/ 474، ط. دار الكتب العلمية): [ثبوت المسح وقيامه مقام الغَسل على خلاف القياس، فيقتصر على ما وردَ به] اهـ.


وأكدت بناء على ما سبق إنه يشترط لصحة الوضوء جريان الماء على الأعضاء الواجب غَسلها فيه، ولا يصح الاكتفاء بالمسح عليها، واستعمال المناديل المبللة أو غيرها في إيصال بلل الماء إلى الأعضاء من غير سيلانه عليها إنما يعد مسحًا لا غَسلًا، ومن ثمَّ فاستعمال المنتج المذكور من المناديل المبللة في الوضوء -وفقًا للعيِّنة المرفقة- عن طريق إمرارها على الأعضاء غير مجزئٍ شرعًا في تحقيق فرض الغَسل.

طباعة شارك حكم استخدام المناديل المبلَّلة بالماء في الوضوء استخدام المناديل المبلَّلة بالماء في الوضوء الوضوء الطهارة الإفتاء

مقالات مشابهة

  • حلوى العاشوراء: حلى القمح والأرز
  • قد تهلك الجسم.. 5 خرافات عن الماء
  • فن السفر.. من وسط الماء إلى اليابسة
  • ما هو الأساس التاريخي لذلك؟.. عشاق المخلوقات الفضائية يحتفلون بيومهم العالمي
  • هل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟.. تعرف الآيات التي أشارت له
  • هل عليك أن تمتنع عن شرب الكافيين لتتجنب الجفاف؟
  • 403 حلقات قرآنية تحتضن 6787 طالباً في دبي
  • حكم استخدام المناديل المبلَّلة بالماء في الوضوء.. الإفتاء تجيب
  • في ذكرى 30 يونيو.. الأوقاف: 23 مليار جنيه في إعمار المساجد و3.1 مليار للبر وتنفذ 268 ألف مقرأة قرآنية
  • مختصة توجه نصائح للتغلب على صداع الصيف.. فيديو