المعالجة الأمنية في الضفة الغربية
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
#المعالجة_الأمنية في #الضفة_الغربية _ #ماهر_أبوطير
كلما انتقدنا ما تفعله سلطة رام الله في مخيم جنين، من ملاحقة واقتتال، وقطع للكهرباء والمياه وغير ذلك، يخرج علينا البعض ليقول إن السلطة تحمي الفلسطينيين في الضفة الغربية من نسخ نموذج غزة، والتذرع بالفلتان الأمني لإعادة احتلال الضفة والتسبب بمقتلة وتهجير أهلها.
هذا الكلام يبدو في ظاهره منطقيا، لكنه غير منطقي، لعدة أسباب، أولها أنه لا يعقل أن تتزامن جرائم إسرائيل في نابلس وجنين ومناطق ثانية مع ما تفعله قوات السلطة، فالكل يقتل المقاومين، ويقتحم ويحاصر، وكأن السلوك يبدو مشتركا، إضافة إلى أن السلطة تغدق هذه الأيام في تقديم الخدمات آخرها تسليم فلسطينية إلى إسرائيل، وهذا دور أمني معروف وقديم، وليس جديدا، لكنه للمفارقة يتواصل بعد كل مذابح غزة التي عشناها، لكن بذريعة وطنية.
إسرائيل لاتحتاج إلى مبررات من أجل إعادة احتلال الضفة الغربية، أو فرض السيادة عليها، أو قتل أهلها، وهذا يعني أن قمع الفلسطينيين نيابة عن إسرائيل بذريعة عدم توفير حجة لإسرائيل مجرد وهم، وكلنا قرأنا وسمعنا عن مخططات إسرائيل في الضفة الغربية في عام 2025، وهي مخططات سيتم تنفيذها حتى لو لم يتم إطلاق رصاصة واحدة في الضفة.
مقالات ذات صلةالسلطة تعتقد أن إبراق رسائل لواشنطن حول السيطرة الأمنية قبيل وصول الرئيس الجديد سوف يساهم، في كبح المشروع الإسرائيلي، وهذا يفسر ضغط واشنطن على إسرائيل، لتأمين وصول الأسلحة والذخائر إلى السلطة لتجفيف ما تعتبره إرهابا، وهذا يعني تورطا في دور وظيفي أعلى من المراحل السابقة، لكنه لن يؤدي إلى أي نتيجة، لأن المخطط الإسرائيلي متواصل في الضفة الغربية منذ اتفاقية اوسلو، ولم يبق سوى 18 بالمائة من مساحة الضفة الغربية للفلسطينيين حيث تمثل الضفة 22 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية.
الكونغرس يريد شطب مسمى الضفة الغربية واستبداله بيهودا والسامرة، والحسابات الرسمية الإسرائيلية تنشر خرائط عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيها خريطة اسرائيل التاريخية التي تضم كل فلسطين التاريخية، وأجزاء من الأردن، وسورية ولبنان، وكل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تتحدث عن تفكيك السلطة، وإعادة احتلال الضفة، والبحث عن حل للتخلص من الشعب الفلسطيني حتى لو كان نائما لا يطلق رصاصة واحدة.
بهذا المعنى تبدو مبررات السلطة غير قائمة، وغير منتجة، ولأن الضفة الغربية تعد جزءا من الأمن الوطني للأردن، فلا بد أن تتوقف السلطة عن المعالجة الأمنية، لأنها تقود الضفة أيضا إلى اقتتال داخلي وتمدد في المواجهات الدموية، وهو ما قد يخدم إسرائيل، خصوصا، أن أهالي الضحايا هم من عائلات وعشائر كبيرة أيضا، في مجتمع يتعرض إلى ضغط غير مسبوق، بعد مقتل أبرياء من رجال ونساء.
من حقنا أن نسأل عن الذي يتسبب بدب الفوضى فعليا في الضفة، أهلها وشبابها، أو الطرف الذي يعالج أمنيا بطريقة خاطئة ومتهورة ويستدرج الضفة نحو مقتلة كبرى بين أهلها ومؤسساتها، لتكون المفارقة هنا أن هكذا معالجات أمنية كارثية، هي التي ستجلب إسرائيل إلى الضفة، بما يعني أن وقف هذه المعالجة الأمنية بالحسنى، والوصول إلى تهدئة، أفضل بكثير من مواصلة ذات الطريقة التي يتم تزيينها بتسكين الضفة وعدم منح إسرائيل أي مبررات، على اعتبار أن الاحتلال بحاجة لمبررات أصلا لاحتلال الضفة أو تهجير أهلها.
مصلحة الأردن أن يحمي استقراره، واحد عوامل الاستقرار في الجوار، ضمان عدم انهيار الوضع في الضفة، لذلك يتوجب على السلطة في رام الله التوقف عن هذه المعالجة الأمنية التي تستجلب رد الفعل، والثأر، والفوضى، ولن تحمي الضفة من إسرائيل.
هكذا معالجات أمنية تفيد الإسرائيلي في الحسابات الإستراتيجية، وتضر الأردن، ويدفع ثمنها الفلسطيني.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الضفة الغربية فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يقتحم مدنا في الضفة الغربية ومستوطنون يعتدون على الفلسطينيين
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، مدنًا وبلدات عدة في الضفة الغربية، واعتقلت عشرات الفلسطينيين حيث داهمت منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، وشملت الاعتقالات عدة أفراد من عائلة الهذالين في مسافر يطا.
كما هاجم مستوطنون مركبات فلسطينية بالحجارة جنوب بيت لحم، ما أدى إلى تضرر عدد منها، في استمرار لاعتداءات الاحتلال والمستوطنين بحق المدنيين وممتلكاتهم.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، مدينة قلقيلية الفلسطينية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة من مدخلها الشرقي، وانتشرت في حي "الدواوين"، ومنطقة ميدان أبو علي إياد.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، 10 مواطنين من محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة الخليل واعتقلت المواطن حازم الشرباتي عقب مداهمة منزله وتفتيشه، وكما وذكر الناشط أسامة مخامرة أن قوات الاحتلال اقتحمت خربة ام الخير في مسافر يطا وداهمت عددا من منازل المواطنين واعتقلت كل من: عيد الهذالين، وعادل الهذالين، والمعتصم الهذالين، وماجد الهذالين، وطارق الهذالين، وعلي الهذالين، وأحمد الهذالين، وخليل الهذالين، وكما اعتقلت الناشط علي راشد عوض من خربة طوبا في مسافر يطا.
يذكر، أن قرية أم الخير وغيرها من القرى والتجمعات السكنية في مسافر يطا تتعرض لاعتداءات مستمرة من قبل الاحتلال ومجموعات المستعمرين المسلحين مما أدى إلى استشهاد عددا من الأهالي وتدمير جزءا كبيرا من ممتلكاتهم وكان آخرها استشهاد المدرس عوده الهذالين (31 عاما) برصاصة أطلقها أحد المستوطنين عليه مباشرة، الاثنين الماضي.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة مواطنين من محافظة نابلس.
واقتحم الاحتلال أحياء عدة في المدينة ومخيم العين غرب نابلس، وداهمت منازل وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها، واعتقلت كلا من: سعيد محمد أبو يونس، وحمزة مبروكة من مخيم العين، وأحمد البحش من منطقة الجبل الشمالي.
وأضافت المصادر، أن الاحتلال اقتحم بلدة بيت فوريك شرق نابلس، واعتقلت المواطنين محمد باجس خطاطبة، ومحمد فراس مليطات بعد أن داهمت منزليهما وفتشتهما.
وهاجم مستوطنون، ليلة الثلاثاء-الأربعاء، مركبات المواطنين، جنوب بيت لحم.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية، أن أعدادا كبيرة من المستوطنين تجمعوا على الشارع الرئيس عند دوار التجمع الاستعماري "غوش عصيون" المقام على أراضي المواطنين جنوب بيت لحم، ورشقوا مركبات المواطنين بالحجارة، ما أدى إلى تضرر بعضها.