جيروزاليم بوست: الصراع بين كاتس وهاليفي يضعف أمن إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن آخر ما تحتاجه إسرائيل في زمن الحرب هو صدام علني بين كبار القادة العسكريين، مشيرة إلى أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي متورطان في صراع مرير حول ما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وذكر مراسل الصحيفة العسكري يوناه جيريمي بوب إن هذه ليست المرة الأولى التي تجد فيها الحكومة نفسها على خلاف مع الجيش، إذ تعرض المتحدث باسم الجيش الأدميرال دانيال هاغاري للتوبيخ في ديسمبر/كانون الأول بعد انتقاده "مشروع قانون فيلدشتاين" باعتباره "خطيرا للغاية على الجيش الإسرائيلي".
ومشروع قانون فيلدشتاين -الذي صادق عليه الكنيست الشهر الماضي- يسمح للجنود وموظفي الأجهزة الأمنية بتسليم معلومات سرية لرئيس الوزراء أو وزير الدفاع دون الحاجة للحصول على إذن مسبق.
صراعووصف كاتس تصريحات هاغاري بأنها "خارجة تماما عن المسموح به والمتوقع من شخص يرتدي زيا عسكريا في نظام ديمقراطي".
وأمس الأربعاء، انحاز كاتس علنا إلى مراقب الدولة متنياهو إنغلمان، الذي اتهم الجيش الإسرائيلي بعرقلة تحقيقه في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وطالب كاتس الجيش بإكمال تحقيقه الخاص في غضون 3 أسابيع.
وبدوره، انتقد هاليفي كاتس لكشفه عن مسائل الأمن القومي الحساسة، وقال "تجب مناقشة هذه القضايا على انفراد خلف الأبواب المغلقة"، لأن نهج كاتس لا يضر فقط بمصداقية الجيش الإسرائيلي بل بالأمن القومي الإسرائيلي، حسب هاليفي.
إعلانويرى المراقبون -الذين استشهد بهم المراسل- أن تحركات كاتس ذات دوافع سياسية، وتهدف إلى حماية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتحويل اللوم عن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى هاليفي والجيش.
تصاعد التوتر
وأشارت الصحيفة إلى أن إنغلمان اتهم الجيش بتسجيل المقابلات سرا مع الضباط ورفض تسليم التسجيلات، وهو ما رد عليه فريق هاليفي بأن التسجيلات كانت من أجل "السجلات الداخلية".
بَيد أن هذا الخلاف العام يؤدي إلى تآكل الثقة في كل من الجيش والحكومة -حسب الصحيفة- وكما قال عضو مجلس الحرب السابق بيني غانتس "الثقة بين وزير الدفاع ورئيس الأركان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي".
وقد صرح هاليفي بأن العمليات العسكرية الجارية لها الأولوية على الوفاء بالمواعيد النهائية التي حددها كاتس لإكمال التحقيقات، ملمحا إلى أن نشر النتائج قد يزيد من الضغوط عليه وعلى جنرالاته للاستقالة.
وهذه هي الخطوة التي يعتقد الكثيرون أن كاتس حريص على رؤيتها، مع أن هاليفي نبه إلى أن رفض نتنياهو السماح بالتحقيق في دوره في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ساهم في التأخير.
وتصاعد التوتر بين كاتس وهاليفي عندما أعلن كاتس أنه لن تتم الموافقة على أي تعيينات جديدة في الجيش حتى يتم تقديم جميع نتائج تحقيق 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى مكتبه، وبدا أن توجيه كاتس محاولة متعمدة للضغط على هاليفي.
وقد علق الصحفي بن كاسبيت بصحيفة معاريف قائلا "يبدو أن الدور الأساسي ليسرائيل كاتس الآن، هو جعل حياة هاليفي بائسة وتسريع رحيله".
ودعت جيروزاليم بوست كاتس وهاليفي وجميع قادة الجيش إلى التحلي بالنضج، لأن المخاطر مرتفعة، ولأن إسرائيل لا تستطيع تحمل هذا النوع من الانقسام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات أکتوبر تشرین الأول إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاملونا كمجرمين.. شهادات صادمة من ناشطي أسطول الحرية بعد احتجازهم من قبل الجيش الإسرائيلي
أوضحت إحدى الناشطات أن القوات الإسرائيلية اقتادتها إلى ميناء أشدود، حيث تم توقيفهم، ومصادرة أمتعتهم، واحتجازهم في غرف استجواب. وأكدت أن متعلقات كثيرة لا تزال مفقودة حتى الآن. اعلان
قال ناشطان أستراليان إنهما تعرضا لـ"تعذيب نفسي وحشي" ومعاملة "كمجرمين" من قبل القوات الإسرائيلية، بعد اعتراض قارب مساعدات كانا على متنه ضمن "أسطول الحرية" المتجه إلى قطاع غزة.
وأوضحا في حديث لصحيفة "الغارديان" أنهما خضعا للتفتيش وتم تقييدهما، ومنعا من التواصل مع العالم الخارجي أو الحصول على الأدوية، قبل أن تتدخل السفارة الأسترالية.
وكانت الصحفية تانيا صافي والناشط الحقوقي روبرت مارتن ضمن 21 متضامنًا على متن قارب هندالة الذي تم اعتراضه يوم الأحد الماضي من قبل البحرية الإسرائيلية، خلال محاولته إيصال مواد غذائية وحليب أطفال وحفاضات وأدوية إلى غزة، وسط أزمة إنسانية صنّفها خبراء أمميون بأنها "أسوأ سيناريو مجاعة".
Related مع اقترابه من شواطئ غزة.. كيف سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع أسطول الحرية؟أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة "تحالف أسطول الحرية" يكشف عن مشروعه الجديد (2018) لكسر الحصار البحري عن غزة تفاصيل "الاعتقال"قالت صافي، عقب وصولها إلى مطار سيدني، إنها لا تزال "ضعيفة ومتألمة"، ووصفت ما حدث بأنه "تجربة صادمة". وأوضحت أن نحو 30 جنديًا إسرائيليًا مسلحين صعدوا إلى القارب، وكان بعضهم يحمل حتى أربعة أسلحة. وأضافت: "أحدهم ضربني في ساقي بسلاحه الرشاش"، مشيرة إلى محاولات نفسية لإجبارهم على قبول الطعام والماء أمام الكاميرات، لكنهم رفضوا "أخذ أي شيء من كيان يتسبب في تجويع الأطفال حتى الموت".
وأوضحت صافي أن القوات الإسرائيلية اقتادتها إلى ميناء أشدود، حيث تم توقيفهم، ومصادرة أمتعتهم، واحتجازهم في غرف استجواب. وأكدت أن متعلقات كثيرة لا تزال مفقودة حتى الآن.
وفي روايتها، أشارت صافي إلى تعرض الناشط الأميركي كريس سمولز، وهو الناشط العمالي الوحيد من ذوي البشرة السمراء، لـ"الضرب والركل والخنق من قبل سبعة أو ثمانية جنود"، وقالت: "حين سألت عن حاله، اقتحموا الغرفة وسحبوني من ذراعيّ، لا تزال الكدمات واضحة".
وأضافت: "ألقوني أرضًا، وأجبَروني على خلع كل ملابسي، وتم تفتيشي بشكل عارٍ تمامًا، وأُجبرت على أداء حركات القرفصاء أمامهم. لقد عاملونا كمجرمين".
منع التواصل وغياب الرعاية الطبيةووفقًا لصافي، لم يُسمح لهم بالتواصل مع عائلاتهم أو محاميهم إلا بعد تدخل السفارة الأسترالية. وقالت: "استيقظنا على أصوات صراخ وبكاء سجناء آخرين من شدة الألم. كانوا يقيدونني بالأصفاد ثم يضربونني بها على الحائط".
من جانبه، قال روبرت مارتن إنه تعرض لـ"الاعتداء الجسدي" مع آخرين عند مطالبته بحقه في محامٍ، مضيفًا: "لم يكن لنا أي حقوق. أتناول أدوية مهمة، لكنهم رفضوا إعطائي إياها. كما رفضوا السماح لي أو لأي شخص آخر بإجراء مكالمات هاتفية، رغم مطالبة الحكومة الأسترالية بذلك".
وأشار إلى أنهما نُقلا مكبلين من تل أبيب إلى الأردن، وهناك تلقيا رعاية من السفارة الأسترالية وتم إسعافهما إلى المستشفى، حيث تم اعتبار حالتهما الصحية غير مستقرة للسفر جوًا. وقال: "كنا نظن أنهم سيتخلصون منا هناك، بدون مال أو هاتف أو وسيلة تواصل. كان ذلك مرعبًا".
"نُقلنا رغماً عنا" ومحاولات لانتزاع اعتراف كاذبقالت صافي إنها لم تدرك مدى تدهور حالتها إلا بعد أن تم توصيلها بالمحاليل الوريدية في المستشفى، مضيفة: "فقدت الوعي ونمت 16 ساعة متواصلة. في السجن لم أستطع النوم، كانوا يسلطون الكشافات في وجهي أو يطرقون الباب كلما أغمضت عيني".
وتابعت: "لم نرتكب أي جريمة. حاولوا إجبارنا على توقيع وثائق تزعم أننا دخلنا إسرائيل بطريقة غير قانونية، وهو أمر غير صحيح... تم أخذنا بالقوة وتعرضنا للتعذيب النفسي بجميع أشكاله".
ويأتي هذا الحادث بعد أسابيع من اعتراض القارب "مدلين" التابع لأسطول الحرية أيضًا، والذي جرى توقيفه من قبل الجيش الإسرائيلي في المياه الدولية في 9 يونيو وسُحب إلى ميناء أشدود. وكان على متنه 12 ناشطًا، من بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، وتم لاحقًا ترحيلهم.
وتعود أشهر واقعة في هذا السياق إلى عام 2010، حين قُتل تسعة نشطاء على متن السفينة التركية مافي مرمرة بعد أن أطلق الجنود الإسرائيليون النار عليهم، وأصيب بعضهم برصاص في الرأس من مسافة قريبة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة