فيديو مذهل من السماء.. كيف تحولت قصور لوس أنجليس إلى ركام
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
تُظهر لقطات مذهلة بواسطة طائرات بدون طيار كيف تحولت أحياء كاملة في لوس أنجليس الفاخرة إلى أطلال، ولم يبقَ سوى جذوع الأشجار المتفحمة وهياكل المباني وسط الركام.
لوس أنجليس تشهد أسوأ حرائق غابات في تاريخها
حريق منطقة باليساديس غرب لوس أنجليس يلتهم أكثر من 15 ألف فدان
أكثر من 100 ألف شخص يضطرون لإخلاء المنطقة
وكشفت صور وفيديوهات مروعة حجم الدمار غير المسبوق الذي تسببت به أسوأ حرائق غابات تشهدها لوس أنجليس في التاريخ، حيث بدأت بسحابة دخان صغيرة ارتفعت من حديقة خلفية على أطراف المدينة، لكنها سرعان ما تحولت لسحابة كثيفة مع اشتعال النيران في النباتات الجافة، وفقاً لما ورد في "دايلي ميل" البريطانية.
وبعد أقل من 48 ساعة، على اندلاع الشرارة الأولى، أصبحت الحرائق على وشك أن تصبح الأكثر تدميراً على الإطلاق، بعد أن اجتاحت القصور الفاخرة للمشاهير وتسببت في أضرار تقدر بـ 60 مليار دولار.
حاصرت الحرائق لوس أنجليس من جبهات مختلفة، اليوم الخميس، واقتربت من هوليوود، رمز صناعة السينما الأمريكية، بعد اشتعال حريق جديد في التلال المطلة على هوليوود بوليفارد وممشى المشاهير (ووك أوف فيم).
وشوهدت حلقة النار التي طوقت لوس أنجليس، من الجو على شكل كماشة، حيث تضمنت حريقاً كبيراً بين سانتا مونيكا وماليبو على الجانب الغربي من المدينة، وآخر هائلاً في الشرق بالقرب من باسادينا.
واندلعت 6 حرائق متفرقة على الأقل في مقاطعة لوس أنجليس، صباح اليوم الخميس. ووُصف ثلاثة منها بأنها "خرجت عن نطاق السيطرة"، ومنها حريق منطقة باليساديس في الغرب، وحريق إيتون في الشرق، والحريق الأصغر في صن ست في هوليوود هيلز.
وأمرت السلطات بإجلاء أكثر من 100 ألف شخص، ولقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم منذ اندلاع الحرائق يوم الثلاثاء.
وأظهرت لقطات جوية مجموعة تلو الأخرى من المنازل المشتعلة في منطقة باسيفيك باليساديس.
واندلعت الحرائق في منطقة جنوب كاليفورنيا التي لم تشهد هطول أمطار منذ أشهر. ثم جاءت رياح سانتا آنا القوية محملة بهواء صحراوي جاف من الشرق نحو الجبال الساحلية فأذكت الحرائق أثناء هبوبها فوق قمم التلال وعبر الأودية.
ومددت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أمد التحذير الشديد لمقاطعتي لوس أنجليس وفينتورا حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي من يوم غد الجمعة بسبب الانخفاض الشديد في الرطوبة وقوة الرياح.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حرائق لوس أنجلیس
إقرأ أيضاً:
غزّة.. بين مطر الشتاء ووعد السماء
لم يكن الشتاء مجرّد تبدّل في الفصول فوق غزّة؛ بل كان امتحانًا جديدًا تتجلّى فيه سنّة الابتلاء التي تحدّث عنها القرآن، حين تشتدّ المحن لتكشف خبايا القلوب، وتُظهر المواقف كما هي دون أقنعة.
فالمطر الذي ينزل على كل الأرض، نزل على غزة بوجهٍ آخر:
مطرٌ يطرق خيامًا بلا جدران، ويهوي فوق بقايا منازل لم يُسمح لها بأن تُبعث من تحت الركام، وبردٌ يلامس أجساد أطفالٍ لم يجدوا إلا العراء.
في تلك الليالي العاصفة، تشعر غزة وكأنها تقف على حدّ آيةٍ من كتاب الله:
?أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ…?
فالخوفُ حاضر، والجوعُ حاضر، ونقصُ الأمن والمال والبيوت حاضر… لكن معها أيضًا يقينٌ لا ينكسر، يمتدّ في جذور الأرض كما تمتدّ بقايا الزيتون تحت الركام.
وحده الإنسان الفلسطيني يمضي في مسيره، يحمل على كتفيه ما لا تحمله الجبال، ويقف بإرادةٍ تصنعها العقيدة لا الظروف.
ففي كل خيمةٍ تُقتلع، تُولد أخرى من روحٍ لا تُهزم، وفي كل ركامٍ يعلو، ترتفع عزيمةٌ تُذكّر بأنّ الشعوب قد تنهك… لكنها لا تستسلم.
ومع ذلك، يبقى هناك سؤال مطروح على الساحة العربية:
كيف تحوّلت غزة، بكل ما فيها من دماء ودموع وصبر، إلى ملفّ يُدار في غرف مغلقة، بينما تُفتح الأبواب على مصاريعها لوفودٍ تشدّ الرحال إلى واشنطن في مواسم التبعية الجديدة؟
مشهد الهرولة السياسية نحو البيت الأبيض ليس مشهدًا عابرًا، بل انعكاس لمعادلة يريدها الغرب واضحة:
أمنُ الكيان المؤقّت أولًا،
ومشاريع إعادة الهندسة الإقليمية ثانيًا،
وتحويل بعض العواصم العربية إلى أدوات تنفيذ ثالثًا.
وما يجري اليوم من محاولات لفرض خرائط جديدة، أو إعادة تشكيل التحالفات، ليس إلا جزءًا من مسار طويل يسعى إلى خنق أي صوت مقاوم، وتجفيف الوعي، ومنع تحوّل الشعوب إلى قوى فاعلة.
لكنّ هذه الحسابات، مهما بدت دقيقة، تغفل سنةً مذكورة بوضوح في القرآن:
?إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا?
وأنّ الظلم حين يبلغ ذروته، يبدأ أفوله.
في اليمن، يتجلّى هذا الفهم بوضوح أكبر.
شعبٌ حوصر وقُصف، ثم نهض أكثر رسوخًا في موقفه تجاه فلسطين، وكأنّ الجراح التي أصابته لم تزدْه إلا بصيرةً.
فقد تعلّم اليمنيون أن القضايا العادلة لا تُقاس بالجغرافيا، بل بالحق، وأنّ الأمة التي تتخلّى عن فلسطين تتخلّى عن نفسها قبل أن تتخلّى عن قضيتها.
لذلك، لا غرابة أن يصبح الموقف اليمني مصدر قلقٍ لدى القوى الكبرى؛ فمجرّد وجود شعبٍ ما يزال يؤمن بالآيات التي تُذكّر بوعد المستضعفين، يشكّل تهديدًا لمشاريع التطويع ومسارات الاستسلام.
وما بين غزة المحاصرة واليمن الصامد، يمتدّ خيط واحد: خيط الوعي.
وعيٌ يرى أنّ ما يحدث ليس فصلًا من فصول السياسة، بل جزءٌ من معركةٍ أوسع بين مشروعٍ يريد للأمة أن تسقط، ومشروعٍ يريد لها أن تنهض.
وإذا كان البرد قد اشتدّ، والمطر قد أغرق الخيام، والليل قد طال.. فإنّ القرآن يعلّمنا أن الفجر لا يتأخّر، وأنّ النصر لا يأتي وفق توقيت القوى العظمى، بل وفق وعدٍ إلهيّ ثابت لا يخلف:
?حَتَّى? إِذَا ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ أَنَّهُمْ قَدْ أُحِيطَ بِهِمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ?.
غزة اليوم ليست مأساةً تُروى، بل شاهدًا على خذلان الشعوب الإسلامية، وموت ضمير العالم.
وشتاء غزة، مهما قسا، ليس إلا مقدّمة لنهاية مأساة وفرج قريب تعرفه القلوب قبل أن تراه العيون، لمن ظنّ أنّ الحرب قدرًا أبديًا، وتُكتب فيه البداية لمن آمن بأنّ الصبر طريق، وأنّ الدمّ لا يبقى بلا ثمرة، وأنّ الأرض التي تعمّدها الشهداء لا تموت، وأن البلاء كلما أشتد فالوعد كان أقرب.