الثورة نت/..

في خضمِّ لهيب العدوان الصهيوأمريكي المتواصل على قطاع غزة ومع تبني حسابات رسمية صهيونية خرائط تُظهر مناطق في الأردن وسوريا ولبنان ومصر كجزء مما تزعم بـ”إسرائيل الكبرى”، بات واضحًا أن طموحات الحركة الصهيونية لا تقف عند حدود فلسطين المحتلة، بل تتجاوزها، الى الهيمنة الشاملة على المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط عموما.

واليوم، يتضح أن الأطماع الصهيونية لم تعد بحاجة إلى برهان بعد أن نشرت ما تسمى بوزارة الخارجية الصهيونية مؤخرًا عبر حسابها الرسمي “إسرائيل بالعربية” خريطة مزعومة لمملكتي “يهودا وإسرائيل” تعود إلى عام 928 قبل الميلاد، والتي تظهر فيها سيطرة هذه الكيانات الوهمية على أراضٍ فلسطينية وأردنية ومصرية ولبنانية وسورية.

والمؤكد هنا أن نشر العدو الصهيوني هذه الخرائط يكشف بوضوح عن النزعة الاستعمارية الصهيونية، التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من المشروع الصهيوني الكبير ، خاصة أنها تزامنت مع تصريحات مايسمى بوزير المالية الصهيوني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى ضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة.

كما أن هذه الخرائط لا تعد مجرد إشارات عابرة، فما يحدث الآن في إطار الإبادة الجماعية في قطاع غزة، بالإضافة إلى الحرب في الجنوب اللبناني، واحتلال جزء من الأراضي السورية، يمثل رؤية الكيان الصهيوني التوسعية، معتمدًا على الدعم اللامحدود من الإدارة الأمريكية.

ومن الواضح أن السيطرة على الشرق الاوسط بأسره من قبل العدو الصهيوني، هي الهدف الدائم للسياسات الصهيونية، وهذا ما كان قد حذر منه قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي من مخطط خطير يسعى كيان العدو الصهيوني لتنفيذه، يبدأ من سوريا ويمتد إلى دول عربية أخرى تحت رعاية الاحتلال الأمريكي.

وأشار قائد الثورة في خطاب سابق إلى مخطط يُطلق عليه “ممر داود”، الذي يهدف إلى التوغل عبر الأراضي السورية للوصول إلى نهر الفرات، في مناطق تخضع لسيطرة الأكراد المحتلة من قبل الأمريكيين.

وأكد أن الكيان يسعى لاستغلال المناطق الزراعية الخصبة والغنية بالمياه العذبة من جنوب دمشق إلى حوض اليرموك وسهل حوران، مستغلًا الطبيعة الانتهازية للعدو الصهيوني.

وأمام هذا المشهد أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن الكيان الصهيوني وضع خطة لاحتلال دول جديدة مجاورة لفلسطين المحتلة.

وأوضح في تغريدة على منصة “إكس” أن نشر الخريطة يعكس جزءًا من هذه الخطة.. معتبرًا إدانة الأردن مؤشرًا جيدًا على وجود خطر حقيقي قد ينتظر التنفيذ بمباركة أمريكية.

وتساءل الحوثي عن إمكانية تحرك عربي حقيقي لمواجهة هذه المخططات.. مشددًا على ضرورة اتخاذ مواقف حازمة من قبل الأنظمة العربية.

وانطلاقاً من المساعي والمخططات الصهيونية والاستعمارية، أكد محللون سياسيون أن تبني العصابات الصهيونية لهذه الخرائط يقود إلى قناعة بأن الكيان الصهيوني ينوي مواصلة تحركاته باتجاه هذا المشروع الذي لايتوقف عند حدود فلسطين، بل يتسع ليشمل الحلم التاريخي الصهيوني من النيل إلى الفرات .

واعتبر المحللون هذه الخرائط استفزازًا جديدًا من العدو الصهيوني للمنطقة العربية.. مطالبين بإلغاء اتفاقيات السلام مع هذا الكيان الغاصب.

والأمر الآخر بحسب المحللين أنها خطوة تشير إلى أن ما يحدث هو استكمال للتصريح الذي اطلقه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عندما قال: إن مساحة الكيان صغيرة ولا بد من توسعتها، وهو يقصد على حساب الدول العربية، إذ لا يمكن توسعتها في الفضاء أو في البحر.

ودعا السياسيون الدول المحيطة بالكيان الصهيوني إلى الحذر من خطورة المشروع التوسعي الصهيوني الذي سيتم تنفيذه من قبل الادارات الأمريكية.. مطالبين الدول العربية بدعم المقاومة لتكون هي رأس الحربة للقضاء على أحلام الكيان الصهيوني.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

600 يوم على الإبادة الجماعية في غزة .. واقع كارثي يفضح إجرام إسرائيل

#سواليف

تمرّ اليوم 600 يوم على بدء #الحرب #الإسرائيلية على قطاع #غزة، وسط استمرار العدوان العسكري المكثف، وغياب أي أفق لحل سياسي أو إنساني، في واحدة من أطول وأعنف #الحروب التي مرت في تاريخ #الصراع مع #الاحتلال.

في هذه المدة، تحوّلت غزة إلى #منطقة_منكوبة بكل المقاييس، لم تسلم البنية التحتية، ولا المؤسسات الصحية، ولا حتى السكان المدنيون، من عمليات القصف والتدمير المستمر.

وفق وزارة الصحة؛ ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54,084 شهيدا و123,308 إصابات منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، يضاف لهم أكثر من 10 آلاف مفقود.

مقالات ذات صلة تحذير من “أشباه الأجبان” في الأسواق ومطالب بتطبيق القانون على المنتج المحلي 2025/05/28

#دمار_هائل في البنية التحتية

تعرضت البنية التحتية في غزة لدمار شبه كامل، وفقاً لتقارير محلية ودولية.

وتشير تقديرات وزارة الأشغال العامة إلى أن نحو 80% من المباني السكنية إما دُمّرت كليًا أو تضررت جزئيًا.

كما تضررت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي بشكل كبير، ما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية.

وتوقفت معظم محطات المياه والمرافق الخدمية عن العمل، في ظل استهداف مباشر للمرافق الحيوية ونفاد الوقود اللازم لتشغيلها.

“المدينة أصبحت غير صالحة للحياة، كل يوم نعيش بلا ماء، بلا كهرباء، وأحيانًا بلا طعام. لا شيء يعمل”، يقول أبو طارق، أحد سكان حي الزيتون شرق غزة.

القطاع الصحي.. انهيار كامل

تعاني المستشفيات من أوضاع كارثية، بعد استهداف مباشر أو غير مباشر لغالبية المستشفيات والمراكز الطبية العامة والخاصة وأخرجت أغلبها عن الخدمة.

وتعاني الكوادر الطبية من نقص حاد في المعدات والأدوية.

“نُجري عمليات جراحية في ظروف بدائية، بلا أدوات تعقيم، وبلا تخدير في بعض الأحيان”، يقول أطباء.

أزمة النزوح والمعيشة

تشير تقارير محلية ودولية إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني أصبحوا نازحين داخليًا، يبيتون في مدارس متهالكة أو خيام مؤقتة دون مقومات أساسية للحياة.

وتعيش غالبية السكان على المساعدات الغذائية، التي لا تصل حالياً بفعل احكام الحصار، وتفشي المجاعة.

تقارير رسمية تحدثت عن وفاة 60 طفلاً بفعل سوء التغذية، في حين يتهدد المجاعة سوء التغذية الحاد مئات الآلاف من السكان.

كما أشارت إلى أن 41 % من مرضى الفشل الكلوي توفوا خلال الحرب وأن 477 مريضا توفوا ممن ينتظرون السفر للعلاج بالخارج.

التعليم مشلول بالكامل

توقفت العملية التعليمية في غزة منذ بداية الحرب، حيث تحولت غالبية المدارس إلى مراكز إيواء، بينما تعرّضت المئات منها لأضرار جسيمة.

وتشير إحصائيات وزارة التربية إلى أن أكثر من 600 ألف طالب حُرموا من حقهم في التعليم.

صمت دولي وتضاؤل الأمل

رغم حجم الكارثة، لم تُتخذ خطوات دولية حقيقية لوقف القتال أو محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.

ومع تكرار استهداف المدنيين، يرى كثيرون أن ما يجري هو إبادة جماعية ممنهجة، وليس مجرد حرب.

“نحن لا نُقتل فقط، بل يُمحى كل أثر لحياتنا، من المستشفيات إلى المدارس وحتى الأحلام”، قالت ريم، طالبة ثانوية فقدت عائلتها بالكامل في غارة جوية.

غزة تصمد… رغم كل شيء

على الرغم من هذا الواقع المظلم، ما زالت غزة تقاوم. الأهالي يواجهون الدمار بالصبر، ويعيدون بناء الحياة في الخيام، ويصنعون من الألم إرادة لا تنكسر.

ستمائة يوم من الحرب، ولم تنكسر غزة. لكنها كشفت عُري العالم.

مقالات مشابهة

  • 600 يوم على الإبادة الجماعية في غزة .. واقع كارثي يفضح إجرام إسرائيل
  • "متواطئ".. كتاب جديد يفضح دور بريطانيا في تدمير غزة
  • الكيان الصهيوني وتاريخ النازية
  • حكومة السوداني :الكيان الصهيوني تجاوز كلّ الاعتبارات الإنسانية والقانونية في حربه على غزة
  • القوة اليمنية تُرعب الكيان.. تهديدات صنعاء تهزّ حيفا وتعطّل الصناعة الصهيونية
  • صنعاء تُغلق الأجواء وتفتح جبهة الاقتصاد .. الكيان الصهيوني تحت الحصار الجوي
  • البلاد العربية بين إهدار الطعام والمجاعة في غزة
  • الجولان في قبضة الاحتلال.. كيف يغذّي الاستيطان أطماع الكيان الصهيوني؟
  • بين الخرائط الفرنسية والأبراج البريطانية... هل سلك ملفّ الترسيم مع سوريا؟
  • اليمن: استراتيجية الجغرافيا اليمنية في مواجهة الأطماع الاستعمارية عبر العصور