«إمام المسجد النبوي»: الاحتفال بليلة 27 رجب بوصفها الإسراء بدعة.. ماذا قالت دار الإفتاء المصرية؟
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
عاد الجدل من جديد حول حكم الاحتفال بليلة 27 رجب، على اعتبار أنها ليلة الإسراء والمعراج، وهذا هذا الاحتفال يعد بدعة، أم لا؟، حيث أكد الشيخ، حسين آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي، في خطبة الجمعة اليوم 10 يناير الجاري، أن «ما يقوم به البعض من الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب زعمًا أنها ليلة الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من حيث الأصل بدعة محدثة، مشيرًا إلى أن الواقع لم يقم به دليل معلوم لا على شهرها ولا على عينها».
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي، خلال الخطبة الثانية، إلى أن ما ينتشر بين الناس، من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب قال: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان»، فهذا الحديث نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تصح، فقد ضعفه النووي، وابن رجب، وجمع من الحفاظ المتأخرين كسماحة الشيخ ابن باز، والألباني رحمة الله عليهم أجمعين، بحسب وكالة الأنباء السعودية واس.
وقال خطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ: تجنبوا الأحاديث الموضوعة والبدع المتعلقة بشهر رجب
وفي نهاية خطبة الجمعة حذر الشيخ، حسين آل الشيخ، من نسبة شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا وفق استيثاق علمي مؤصل لدى أهل العلم، مبينًا أن في الاتباع سعادة وفي الاقتداء بالشرع المطهر الفلاح والفوز.
حول الاحتفال بليلة الإسراء، قال الشيخ، حسين آل الشيخ، إن: «ما يقوم به البعض زعمًا أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم، هذا من حيث الأصل بدعة محدثة، موضحًا أن الواقع لم يقم به دليل معلوم لا على شهرها ولا على عينها.
و لكن دار الإفتاء المصرية كان لها رأي آخر حول حكم إحياء ليلة 27 رجب و ليلة الإسراء والمعراج، حيث أكدت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج من الأمور المستحبة، حيث يجوز إحياؤها بجميع أنواع الطاعات، مثل: «الصلاة - الدعاء - الاستغفار - الذكر»، فرحًا وتعظيمًا لشأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرة إلى أن صيام يوم 27 من شهر رجب مستحب، وذلك فرحًا بما أنعم الله به على رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، وورد ذلك في نصوص بعض الفقهاء، الذين أكدوا أن الصيام في هذا اليوم يعد من أعمال البر التي يُثاب عليها المسلم.
وبحسب دار الإفتاء المصرية، فإنه مع اختلاف العلماء في تحديد وقت الإسراء، إلا أنهم جعلوا تتابع الأمة على الاحتفال بذكراه في السابع والعشرين من رجب شاهدًا على رجحان هذا القول، ودليلًا على غلبة الظَّنِّ بصحَّتِه، إذ قال العلَّامة الزُّرقاني في «شرح المواهب اللدنية» (2/ 71، ط. دار الكتب العلمية) عند قول صاحب «المواهب» (وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من رجب).
والمشهور من أقوال العلماء أنَّ الإسراء والمعراج وقع في شهر رجبٍ الأصمِّ، وقد حكى الحافظ السيوطي ما يزيد على خمسة عشر قولًا، أشهرُها: أنه كان في شهر رجب، حيث قال في «الآية الكبرى في شرح قصة الإسراء» (ص: 52-53، ط. دار الحديث): [وأما الشهر الذي كان فيه: فالذي رجَّحه الإمام ابن المنير على قوله في السنة ربيع الآخر، وجزم به الإمام النووي في «شرح مسلم»، وعلى القول الأول في ربيع الأول، وجزم به النووي في فتاويه، وقيل: في رجب وجزم به في «الروضة»، وقال الإمام الواقدي: في رمضان، والإمام الماوردي في شوال، لكن المشهور أنه في رجب] اهـ.
وأكد الدكتور السيد عبد الباري، أحد علماء الأزهر الشريف، أن ليلة الإسراء والمعراج، هي ليلة مباركة وذكرى لمعجزة إلهية عظيمة، والاحتفال بها من الأمور المستحبة والمحمودة، وعلى العباد الحرص على اغتنامها بشتى الطرق الممكنة.
وقال «عبد الباري»، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس»، المذاع على قناة الناس، أن حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج يمكن عن طرق الصدقة أو الصوم أو الذبح أو الدعاء، لافتًا إلى أن الحمد هو أفضل تسبيح يمكن أن يردده العبد في هذه الليلة المباركة.
وأضاف أن هناك عبادات مستحبة في تلك الليلة المباركة، ومنها الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقيام الليل، وإحياء ما بين العشائين، وقال: «على العباد السعي في قضاء الحاجات وقضاء ساعة من النهار أو الليل في شكر الله سبحانه وتعالى وغيره من القربات والعبادات».
أدعية ليلة الإسراء والمعراجوننشر في السطور التالية أكثر أدعية ليلة الإسراء والمعراج والتي جاءت كالآتي:
- كان رسول صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل رجب: «اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ.. اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ».
- «اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم، واحفظنا من النفاق والرياء، اللهم تقبل منا، وطهّر قلوبنا من الإثم والمعاصي يا رب العالمين».
- «يارب استودعك أدعية فاض بها قلبي فاستجب لي يا لله اللهم لا ترد لنا دعاء ولا تخيب لنا رجاء ولا تسكن أجسادنا داء وادفع عنا كل هم وغم وبلاء واشف مرضانا وارحم موتانا يا رب العالمين».
- «اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي».
- «اللهم إني أسأَلُكَ مِن الخيرِ كلِه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ وأعوذ بكَ مِن الشَّرِ كلِه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن خيرِ ما سأَلكَ عبدُك ونَبيُّكَ وأعوذُ بكَ مِن شَّرِّ ما عاذ به عبدُك ونَبيُّكَ وأسأَلُكَ الجنَّةَ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأعوذُ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأسأَلُكَ أنْ تجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيْتَه لي خيرًا، اللهم وسع رزقي في الأرض وفي السماء».
- «اللّهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللّهم اجعلنا في هذه الليلة من الذين نظرت اليهم وغفرت لهم ورضيت عنهم، اللّهم اجعلنا في هذه الليلة من الذين تُسلّم عليهم الملائكة، واكتبنا فيها ممن وسعت لهم في رزقهم وباركت لهم في عملهم ومالهم وذريتهم يا رحمن»
اقرأ أيضاً«أرض الإسراء يارب».. أصوات الجامع الأزهر تعلو في ليلة السابع والعشرين من رمضان
دعاء الإسراء والمعراج 2024.. أعمال مستحبة في هذه الليلة
الأوقاف تعقد 1444 ندوة علمية تحت عنوان «الإسراء والمعراج.. دروس وعبر»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دار الإفتاء خطبة الجمعة دار الإفتاء المصرية المسجد النبوي إمام المسجد النبوي الاحتفال بليلة الإسراء الاحتفال بلیلة الإسراء والمعراج النبی صلى الله علیه وسلم لیلة السابع والعشرین من لیلة الإسراء والمعراج دار الإفتاء المصریة المسجد النبوی فی هذه اللیلة حسین آل الشیخ لیلة 27 رجب لا على إلى أن
إقرأ أيضاً:
القيامة اقتربت.. أحمد كريمة: كثرة الخبث من علامات الساعة
أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، أن البشرية تعيش في أواخر علامات الساعة، مشيرًا إلى أن انتشار الجرائم والأوبئة هو من بين الدلائل التي تشير إلى ذلك.
ظهور علامات الساعةوأضاف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، أن النبي استيقظ من نومه ذات مرة فزعا، ودخل على زوجته زينب بنت جحش وهو يقول ‘’لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وقَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟، قَالَ: «نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ».
ما المقصود بـ كثرة الخبث ؟ولفت إلى أن الخبث هو الزنا، ولذلك نؤكد أن كثرة الخبث دليل وعلامة من علامات الساعة، وعلى الجميع الإصلاح، والعمل لليوم الآخر، وأن الأب مسؤول عن أولاده، وكل شخص مسؤول عما هو مسؤول عنه.
علامات اقتراب يوم القيامةوكان الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، قال إن أسئلة الدجال التي كانت الإجابة عنها لا، في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، اختلفت تلك الإجابة في هذا الزمان، بشأن تمر بيسان ففي سنة 1965م انقطع نسل تمر بيسان بالكلية، وبيسان قرية في فلسطين، فلم يعد يثمر نخلها، وفي سنة 1979م انخفضت بحيرة طبرية انخفاضًا هائلًا، مما دعا الكيان الصهيوني المغتصب لاحتلال الجنوب اللبناني حتى يستفيد من مياه نهر الليطاني، لصب تلك المياه في طبرية لحل أزمة الماء التي أصابتهم بانخفاض ماء بحيرة طبرية.
الإفتاء: سداد دين الغارم يدخل ضمن مصارف الزكاة
ما حكم الوضوء بماء المطر وفضله؟.. الإفتاء توضح
هل تجوز الزكاة لقريبتي إذا كان زوجها لا يوفر احتياجات البيت؟.. الإفتاء توضح الفئات المستحقة
حكم شراء سلعة لشخص ثم بيعها له بسعر أعلى.. أمين الإفتاء: لا يجوز شرعا في حالة واحدة
وأضاف «جمعة»: أما عين زغر فمنعلامات يوم القيامة، وهو البحر الميت فقد شاهدت بنفسي انخفاض منسوب مائة عن أصله نحو خمسمائة مترًا، وبدأت العلامات في الظهور، بل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه من علامات الساعة، قال -صلى الله عليه وسلم-: «بعثت أنا والساعة كهاتين» [رواه البخاري ومسلم].
وتابع: منعلامات يوم القيامةالتي حدثت في عهده -صلى الله عليه وسلم- انشقاق القمر، قال تعالى: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ* وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ». وروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أن أهل مكة سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم آية فأراهم شق القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما» [رواه البخاري ومسلم].
واستدل بما قاله ابن حجر: «فكان هذا الانشقاق -كما قال الخطابي- آية عظيمة لا يكاد يعدلها شيء من آيات الأنبياء، وذلك أنه ظهر في ملكوت السماء خارجًا من جملة طباع ما في هذا العالم المركب من الطبائع، فليس مما يطمع في الوصول إليه بحيلة فلذلك صار البرهان به أظهر» [فتح الباري].