عربي21:
2025-07-29@16:15:09 GMT

جحيمُ أمريكا

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

لا يمكن ذكر اسم الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام، من دون ذكر الجحيم، الذي يعني النار والخراب والدمار، فالرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب، يتوعد الشرق الأوسط بالجحيم، وكل تغريداته منذ أن فاز بعهدة رئاسية جديدة في أمريكا، مجرد نيران عابرة للقارات، من الشرق الأوسط إلى بنما ومن الصين إلى كندا، وحتى جزر غرينلند العائمة في أحضان الدانمارك، هددها بالجحيم، وأمريكا نفسها تعاني حاليا جحيم النيران المدمرة التي لم يسبق للبشرية وأن عاشتها في فصل الشتاء، والأحداث الدامية على أرضها بين دهس وإطلاق نار وانتحارات.



كلها مرتبطة بأوضاع خاطئة في بلد صار يريد تقسيم العالم بالجحيم، إلى جزأين، أولهما يعيش فيه هو وحده لا شريك له من دون مكسيكيين ولا “ملوَّنين”، والجزء الثاني لحلفائه من الذين يخضعون لنزواته أو من المطيعين المازوشيين الذين يحبون أن يبقوا بلا حول ولا قوة، أما بقية العالم فهو يهددهم بالجحيم بين تخويف وتنفيذ.

لم يعد الكيان الصهيوني يتحرّج، وهو ينشر خارطة الأحلام، مقتطعا أراض سورية ولبنانية وأردنية، لبلدان لها سيادة، ويزعم بأنه صاحب هذه الأرض منذ ثلاثة آلاف سنة، ويصف أبناء الشام جميعا بالغزاة.

ويقول أحد نافخي الجحيم الإرهابي نتنياهو، بأن الكيان الإسرائيلي لا يمكنه أن يحلم برجل داعم له مثل دونالد ترامب، وينصح اليهود بأن يقيموا له تمثالا في كل شبر من فلسطين، لأنه الوحيد الذي بارك جحيم غزة، ووعد بمزيد من الجحيم.
عرفت أمريكا الكثير من الرؤساء غريبي الأطوار
عرفت أمريكا الكثير من الرؤساء غريبي الأطوار، من الذين أعلنوا الحروب في أمريكا الوسطى وجزر بعيدة، وآسيا، وتفادوا نقل الجمر إلى بلادهم، ولكن أن يقول أحدهم إنَّ خارطة ما يسميها “إسرائيل”، صغيرة جدّا، ووجب توسيعُها بأخذ أراضي الغير، فذاك ما لم يخطر على بال أحد، لأنَّ ما قاله الرئيس القادم لأمريكا، وما تريد خارطة “إسرائيل التاريخية” المزعومة فرضه كأمر واقع، هو إعلانٌ للجحيم في بلاد مسالمة احتوت أكبر الحضارات التي مرّت على البشرية، وهو إعلان رسمي عن فتح باب الجحيم، الذي يُعرف عنه بأنه بابٌ إذا فُتح، فإنه لن يغلق أبدا.

في أمريكا نفسها، الناس مقتنعون بأن ترامب لا يحسب لما هو آت، مثل رجالات المال والأعمال الجشعين الذين يدخلون في صفقات مبهمة المعالم، فيجمعون المال بسرعة ولا يقدّرون ما سيحدث لهم مستقبلا، وقد ينهارون بسرعة، لأن الذي ينوّع أعداءه، بين صيني وروسي وعربي ومكسيكي وكندي ودانماركي وفارسي، قد يجد نفسه يحارب نفسه، فتكون نهايته قتلا أو انتحارا، كما حدث لكل الذين عاشوا الجحيم وعيّشوا غيرهم فيه.

اشتهر الرئيس الأمريكي ترومان، بمخاطبته لكل مسؤول أمريكي متهوّر بالقول: “أنصحك لا تقذف كرة الغائط بقدمك في زمن الحرّ”، ويبدو أن الرئيس ترامب، سيلعب بها مباراة ريغبي بالقدم واليد والدماغ، في زمن الجحيم.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الشرق الأوسط الشرق الأوسط الاحتلال ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

10 آلاف أسير في خطر.. شهادات تكشف جحيم التعذيب والتجويع في سجون الاحتلال

أظهرت شهادات حديثة من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي وضع مأساوي عن الواقع الذي يعيشه آلاف الأسرى الفلسطينيين، في ظل تصاعد غير مسبوق للانتهاكات الجسدية والنفسية، وغياب شبه كامل للرقابة الدولية.

وكشفت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية، أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تمارس سياسة منظمة تهدف إلى كسر إرادة المعتقلين، من خلال التجويع المتعمد، والحرمان من العلاج، والضرب والتنكيل الممنهج، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة أكثر من 10 آلاف أسير وأسيرة يقبعون خلف القضبان، من بينهم أطفال وقاصرون.



واستند تقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية إلى شهادات محامين زاروا عددًا من المعتقلات، أبرزها سجن عوفر والنقب الصحراوي، كشف عن تفاصيل مروعة توثق حجم الانتهاكات.

وروى الأسير بلال عمرو، من بلدة دورا جنوب الخليل، في سجن عوفر، أنه يعاني من آلام حادة في الظهر والقدم نتيجة وجود قطع بلاتين في جسده، إلى جانب ضعف شديد في البصر، إلا أن إدارة السجن ترفض منذ شهور تقديم أي علاج أو حتى توفير مسكنات، رغم تقدمه بعشرات الطلبات المكتوبة والشفوية، وقال بلال لمحامي الهيئة: "الألم لا يفارقني ليلًا ولا نهارًا، لا أريد سوى حبة مسكن تُعينني على النوم".

أما الأسير علاء العدم من بيت أولا، فحكايته تتعلق بالإهمال الطبي المتعمد أيضًا، إذ يعاني من حساسية جلدية حادة بمنطقة الفخذين، وحكة مزمنة تسببت له بجروح، دون أن يُعرض على طبيب أو يحصل على دواء مناسب. يصف علاء حالته قائلًا: "الجلد يتآكل، والإدارة تتفرج وكأننا لسنا بشرًا".


وفي سجن النقب، واجه الأسير حسن عماد أبو حسن من اليامون غرب جنين موقفًا مأساويًا حين أُجبر على النوم في سرير استخدمه أسير مريض بمرض السكابيوس الجلدي، ما أدى لانتقال العدوى إليه، وبعد تأخر طويل، حصل على مرهم طبي ساعد بتحسين حالته، لكن وحدات القمع اقتحمت غرفته لاحقًا، صادرت العلاج واعتدت عليه بالضرب الوحشي دون أي سبب.

وحملت الهيئة، في بيانها، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، ودعت إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في أوضاع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، مشيرة إلى أن ما يجري يتجاوز "الإهمال"، ليصل إلى مستوى "الجريمة المنظمة برعاية حكومية".

وبينما تتصاعد المطالب الحقوقية لمحاسبة الاحتلال إسرائيل على خروقاتها الجسيمة، لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن وقف نزيف الألم داخل الزنازين.

مقالات مشابهة

  • أخيرا.. بورتسودان تتبرد بعد أيام في الجحيم
  • «لسنا إسرائيل أو إيران».. روسيا لـ ترامب: نهجك يؤدي لحرب تشمل أمريكا
  • استئناف المحادثات بين أمريكا والصين.. ما هي التوقعات؟
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يُهدد بـفتح أبواب الجحيم على غزة في حال عدم الإفراج عن الرهائن
  • الرجل الذي أنقذ العالم من جحيم الحر.. من هو كارير مخرع التكييف؟
  • عاجل. خليل الحية ينتقد انسحاب إسرائيل من مفاوضات الدوحة رغم التقدم الذي تحقق ويدعو العرب للزحف نحو فلسطين
  • عاجل. ترامب: لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة ولا أعلم ما الذي قد يحدث هناك
  • تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا وأوروبا مع اقتراب محادثات ترامب وفون دير لاين باسكتلندا
  • الطلب على السجون الخاصة في أمريكا يزدهر بسبب سياسات ترامب
  • 10 آلاف أسير في خطر.. شهادات تكشف جحيم التعذيب والتجويع في سجون الاحتلال