عربي21:
2025-05-31@13:34:34 GMT

جحيمُ أمريكا

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

لا يمكن ذكر اسم الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام، من دون ذكر الجحيم، الذي يعني النار والخراب والدمار، فالرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب، يتوعد الشرق الأوسط بالجحيم، وكل تغريداته منذ أن فاز بعهدة رئاسية جديدة في أمريكا، مجرد نيران عابرة للقارات، من الشرق الأوسط إلى بنما ومن الصين إلى كندا، وحتى جزر غرينلند العائمة في أحضان الدانمارك، هددها بالجحيم، وأمريكا نفسها تعاني حاليا جحيم النيران المدمرة التي لم يسبق للبشرية وأن عاشتها في فصل الشتاء، والأحداث الدامية على أرضها بين دهس وإطلاق نار وانتحارات.



كلها مرتبطة بأوضاع خاطئة في بلد صار يريد تقسيم العالم بالجحيم، إلى جزأين، أولهما يعيش فيه هو وحده لا شريك له من دون مكسيكيين ولا “ملوَّنين”، والجزء الثاني لحلفائه من الذين يخضعون لنزواته أو من المطيعين المازوشيين الذين يحبون أن يبقوا بلا حول ولا قوة، أما بقية العالم فهو يهددهم بالجحيم بين تخويف وتنفيذ.

لم يعد الكيان الصهيوني يتحرّج، وهو ينشر خارطة الأحلام، مقتطعا أراض سورية ولبنانية وأردنية، لبلدان لها سيادة، ويزعم بأنه صاحب هذه الأرض منذ ثلاثة آلاف سنة، ويصف أبناء الشام جميعا بالغزاة.

ويقول أحد نافخي الجحيم الإرهابي نتنياهو، بأن الكيان الإسرائيلي لا يمكنه أن يحلم برجل داعم له مثل دونالد ترامب، وينصح اليهود بأن يقيموا له تمثالا في كل شبر من فلسطين، لأنه الوحيد الذي بارك جحيم غزة، ووعد بمزيد من الجحيم.
عرفت أمريكا الكثير من الرؤساء غريبي الأطوار
عرفت أمريكا الكثير من الرؤساء غريبي الأطوار، من الذين أعلنوا الحروب في أمريكا الوسطى وجزر بعيدة، وآسيا، وتفادوا نقل الجمر إلى بلادهم، ولكن أن يقول أحدهم إنَّ خارطة ما يسميها “إسرائيل”، صغيرة جدّا، ووجب توسيعُها بأخذ أراضي الغير، فذاك ما لم يخطر على بال أحد، لأنَّ ما قاله الرئيس القادم لأمريكا، وما تريد خارطة “إسرائيل التاريخية” المزعومة فرضه كأمر واقع، هو إعلانٌ للجحيم في بلاد مسالمة احتوت أكبر الحضارات التي مرّت على البشرية، وهو إعلان رسمي عن فتح باب الجحيم، الذي يُعرف عنه بأنه بابٌ إذا فُتح، فإنه لن يغلق أبدا.

في أمريكا نفسها، الناس مقتنعون بأن ترامب لا يحسب لما هو آت، مثل رجالات المال والأعمال الجشعين الذين يدخلون في صفقات مبهمة المعالم، فيجمعون المال بسرعة ولا يقدّرون ما سيحدث لهم مستقبلا، وقد ينهارون بسرعة، لأن الذي ينوّع أعداءه، بين صيني وروسي وعربي ومكسيكي وكندي ودانماركي وفارسي، قد يجد نفسه يحارب نفسه، فتكون نهايته قتلا أو انتحارا، كما حدث لكل الذين عاشوا الجحيم وعيّشوا غيرهم فيه.

اشتهر الرئيس الأمريكي ترومان، بمخاطبته لكل مسؤول أمريكي متهوّر بالقول: “أنصحك لا تقذف كرة الغائط بقدمك في زمن الحرّ”، ويبدو أن الرئيس ترامب، سيلعب بها مباراة ريغبي بالقدم واليد والدماغ، في زمن الجحيم.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الشرق الأوسط الشرق الأوسط الاحتلال ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عودة البلهاء إلى سدة القرار: من جديد.. السودان يُدفع نحو الجحيم

عودة البلهاء إلى سدة القرار: من جديد.. السودان يُدفع نحو الجحيم:

Return of the Fools to the Helm: Sudan Thrust Back into Isolation:

إسماعيل ع مضوي

الفقه السياسي الغائب والعقوبات الحاضرة: Absent Political Wisdom, Present Sanctions:

أيها المبتهج بالعقوبات، دعني أشرح لك الأمر ببساطة:

العقوبات تعني أنك لا تستطيع بيع ذهبك وصمغك ومنتجاتك مباشرة في السوق العالمية، بل تضطر إلى بيعها عبر وسطاء – كالإمارات أو مصر – الذين يبتزونك ويأخذون الجزء الأكبر من الأرباح، فقط لأن اسمك ممنوع من التعاملات الدولية.

أما في حالة رفع العقوبات، فالأمر يختلف تماماً: يمكنك أنت – كدولة – أن تدخل مباشرة إلى البورصات العالمية، وتبيع منتجاتك بشفافية وبأسعار عادلة، وتستفيد أنت من العائد الكامل دون وساطة ولا ابتزاز.

فهل فهمت الآن الفرق.؟

هل يُعقل أن بلدًا بكامل سيادته وموارده وطاقاته البشرية يدار بعقلية لا تخطئها السذاجة، بل لا تبررها حتى قسوة الحاجة؟! ها نحن نعود إلى مربع العقوبات، الحصار، العزلة، وبأيدينا لا بأيدي عمرو. عادت مصفوفة العقوبات الدولية لتحاصر كل شريان حي في جسد الدولة السودانية، لا لأننا مستهدفون، بل لأننا ببساطة فشلنا في أن نحمي أنفسنا من أنفسنا.

إن من يُردد بمنتهى البلادة: “خليهم يعملوا لينا عقوبات، ما فرقت!”، يفضح جهلًا قانونيًا واقتصاديًا فاضحًا، ويعكس ذهنية انتحارية لا تحترم حياة المواطن، ولا كرامة الدولة، ولا قوانين المجتمع الدولي.

العقوبات؟ نحنا سبقناها!

بعض العباقرة يطمئنون الناس أن العقوبات الأمريكية ما بتأثر، لأن “نحنا اتعودنا”… وكأننا كنا دولة مزدهرة والعقوبات جات قطعت خطتنا الخُمسية!

الحقيقة؟

نحن عايشين تحت العقوبة من قبل ما تتفرض.

لا طيران، لا بنوك، لا دواء، لا كهرباء… وأي بلد طبيعي لما تُفرض عليه عقوبات بيحاول يتفاداها.

إلا نحن…

بنحتفل، ونشوفها نيشان بطولة!

العقوبات؟

نحن سبقناها بخطوات…

ما في أسهل من فرض عقوبات على بلد هو أساسًا “معاقب نفسه ذاتيًا”

العقوبات ليست نكتة سيادية: Sanctions Are Not a Sovereign Joke:

في القانون الدولي، تخضع العقوبات لمبادئ وميثاق الأمم المتحدة، لكنها تُستخدم سياسياً كسلاح ضغط، وكسوط على رقاب الدول الفاشلة إداريًا وأخلاقيًا.

عندما تُفرض العقوبات، لا تُصيب من صدرت بحقهم فقط، بل تُصيب النظام البنكي، الاستثمارات، الشحن البحري، الطيران، التأشيرات، الأدوية، التكنولوجيا، وحتى الحوالات البسيطة للمواطن الفقير.

أنتَ أيها البليد، قد لا تشعر، لأنك أصلاً خارج الدورة الاقتصادية، لكنك بحمقك تسببت في أن يُعامل السودان كـ”جذام سياسي”، تتجنبه الدول وتحاصره البنوك ويهرب منه المستثمرون.

جريمة اقتصادية ذات أبعاد قانونية: An Economic Crime with Legal Consequences:

إن حرمان السودان من الاندماج في النظام المالي العالمي، ومن الوصول إلى أدوات التنمية والتمويل والتكنولوجيا، يُعد جريمة اقتصادية بحق شعبه. إن من يعطل تطبيع العلاقات البنكية، وعودة المنظمات الدولية، وحركة الطيران والنقل والشحن، هو شريك في تخريب الاقتصاد وخلق سوق سوداء للسماسرة والمهربين.

عندما تفقد الدولة القدرة على الشراء المباشر، تستنجد بالوسطاء.. وعندها، تصبح عُرضة للنهب والتلاعب والابتزاز.

مصر وأصدقاء السودان… الضحكة الصفراء Egypt and Sudan’s “Friends”: The Opportunistic Grin:

يا للمفارقة، الذين أسقطوا بأصواتهم في مجلس الأمن عام 2021 ضد رفع العقوبات، عادوا اليوم ليحصدوا ثمار نفس العقوبات من جديد.

صوتوا ضدك خوفًا من أن تنهض، وها هم الآن يتعاملون مع بلدك من موقع القوة. بينما أنت تبحث عن دولارك في السوق السوداء، يبحثون هم عن عقود توريد واستثمار بأثمان بخسة.

إنه الاقتصاد السياسي للمذلة!

حين يصبح بعض الأبناء أعدى من الأعداء: When a Nation’s Own Are Its Worst Enemy

من يتحكم اليوم في القرار السيادي، ويفرض على السودان عزلة دبلوماسية ومالية، ليس عدواً من الخارج، بل هو النسخة الأسوأ من أبناء هذا الوطن.

هؤلاء لم يفشلوا فقط في إدارة الدولة، بل خدعوا المواطن بمسرحيات السيادة والشرف الوطني، بينما كانوا يبيعون الدولة قطعة قطعة، بالغباء أو بالولاء، والنتيجة واحدة: وطن مدمر وشعب مسحوق.

الحق أمامكم ولكنكم عميٌ لا تبصرون: The Truth Is Visible Yet Willfully Ignored:

أيها السادة، العالم لا ينتظرنا، ولا يعترف بعنتريات الشعارات الفارغة.

إن لم نُدر بلادنا بعقلانية واحترافية واحترام للقانون الدولي… إن لم نبنِ شراكات متوازنة تحفظ لنا كرامتنا وتفتح لنا الأسواق… إن لم نكفّ عن إشعال الحرائق ثم التسول بالماء…

فأبشروا بمزيد من العقوبات، بمزيد من الفقر، بمزيد من العزلة… وبعدها لا تلوموا إلا أنفسكم.

وكان من الطبيعي أن يدرك الشعب السوداني، خاصة بعد ثورة ديسمبر المجيدة، أن نهج العزلة والمواجهة مع المجتمع الدولي قد أثبت فشله، ليس فقط من حيث النتائج، بل حتى في أعين من تبنّوه. فقد وصلت حتى قيادة النظام السابق إلى قناعة بأن هذا الطريق مسدود، بعد أن تجرعت بنفسها مرارة تبعاته، بدءًا من العزلة الاقتصادية، وصولاً إلى مذكرات التوقيف الدولية.

المنهج الذي عُول عليه طويلاً – والذي لخصه أحد قادة النظام في تصريح شهير بتقزيم القرارات الدولية إلى “جزمة” – لم يجلب سوى الحصار، العقوبات، وتدهور مكانة السودان على الساحة الدولية.

لقد جرب النظام السابق كل وصفة لتطبيع علاقاته مع العالم: وعود الإصلاح، مشاركات في مكافحة الإرهاب، وحتى تقديم تنازلات استراتيجية، ومع ذلك لم ينجح في رفع العقوبات أو محو آثار قرارات المحكمة الجنائية الدولية.

ما كان يُنتظر بعد الثورة هو القطع الكامل مع هذا الإرث الفاشل، والانتقال إلى سياسة عقلانية واقعية، تُعيد السودان إلى موقعه الطبيعي ضمن الأسرة الدولية، بما يتيح له الاستفادة من الفرص الكبرى – كإعفاء الديون – لتحقيق تنمية حقيقية يستفيد منها المواطن السوداني

الفيديو المصاحب هدية للبلهاء قليلي الفهم أو عديميه::::

https://web.facebook.com/ismail.modawiy/videos/2094053634429845

#السودان_يُختطف_من_جديد

#العقوبات_ليست_سيادة

#نريد_دولة_لا_عصابة

الوسومإسماعيل مضوي الأمم المتحدة الإمارات السودان العقوبات العقوبات الأمريكية القانون الدولي مصر

مقالات مشابهة

  • ترامب يوجه نصيحة لماكرون بعد الفيديو الذي أثار ضجة كبيرة مع زوجته بريجيت: عليك إبقاء باب الطائرة مغلقًا
  • اليابان: لا اتفاق تجاري مع أمريكا دون إلغاء شامل للرسوم
  • ترامب يقود حربا جديدة ضد الصين على أرض أمريكا .. تفاصيل
  • بولتون الذي تجاوزه التاريخ يواصل دعم دعاية البوليساريو
  • «أونروا»: غزة تحولت من جحيم إلى مقبرة بسبب تزايد القصف الإسرائيلي
  • وجه “مارألاغو”.. هوس الجمال بملامح عائلة ترامب يغزو أمريكا
  • ترامب يوسّع حربه على طلبة الجامعات الأجانب.. ما الذي نعرفه عن قصة التأشيرات؟
  • 600 يوم من الجحيم في غزة والإبادة مستمرة وعالم أعمى
  • ترامب يحذر نتنياهو من تعطيله ويلفت لاقتراب أمريكا من اتفاق مع إيران
  • عودة البلهاء إلى سدة القرار: من جديد.. السودان يُدفع نحو الجحيم