قالت الدكتورة هند الرستماني ، الاختصاصية الإماراتية في الصحة النفسية بعيادة “أمان للعافية” في دبي : علي الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تغييرا شاملا في تواصلنا مع بعضنا ومع العالم حولنا الا انها أيضا تركت آثارا سلبية على الجيل الأول الذي تنتشر فيه وسائل التواصل الاجتماعي منذ الولادة.
وتكمن خطورة هذه المنصات على الأطفال والمراهقين فيما يعرف بـ “الريلز”
الذي يواجه الأطفال بالمحتوي غير اللائق وعدم استيعاب وفهم الخصوصية على منصات التواصل الاجتماعي والأطراف الخارجية التي تستهدف هذه الفئات لأغراض استغلالية.

ما هو الريلز؟
وأضافت الرستماني أن كلمة “ريلز” (Reels)، تعني فيديو قصير يتراوح بين 15 إلى 90 ثانية، وهو مقطع فيديو قصير ينشر على تطبيقات مثل الفيسبوك والإنستغرام، حيث يمكن للمستخدمين المشاركة بمحتوى سريع وممتع، مثل المقاطع التعليمية أو الترفيهية.
وإن إدمان “الريلز” في منصات التواصل الاجتماعي قد يؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على الأطفال من الناحية الجسدية والعاطفية والنفسية والاجتماعية.

أخطار الادمان
إن التنمر بين الاقران في هذه الفئة العمرية يمكن أن يسبب نتائج نفسية واجتماعية عميقة بما في ذلك الاكتئاب والقلق والعزلة الشديدة والانتحار بشكل مأساوي. وهناك ظاهرة جديدة اقترحها الباحثون تسمي “اكتئاب الفيسبوك”.
1. قلّة اكتساب مهارات التواصل وجهًا لوجه مثل تفسير لغة الجسد والنبرة العاطفية في المحادثة.

2. خلق صراعات نفسية داخلية لدي الأطفال للتوفيق بين الشخصية الافتراضية والواقعية.
3. يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تشوه تصور الاطفال للواقع مما قد يؤدي إلى شعور بعدم الرضا عن ظروف حياتهم أو مظهرهم.
4. تشوش وتشويه وعدم القدرة على تخزين المعلومات بصورة منتظمة ومنطقية.
5. يستيقظ الطفل بصعوبة ويقاوم الذهاب الي المدرسة وفي الفصل يكون مشتتا لقلة النوم ولا يستطيع التركيز على دراسته مما يؤدي الي التشتت والتأخر الأكاديمي.
6. ويفتقر الأطفال إلى الوعي بقضايا الخصوصية في الرسائل والصور ومقاطع الفيديو فقد تكون غير لائقة وأن ما يتم نشره قد يبقي دون حذف مما يعرضهم وعائلاتهم الي أخطار اجتماعية وقانونية.

تشكيل وعي الطفل
وذكرت الرستماني أن الأطفال يولدون بمشاعر قوية ويتواصلون مع العالم بحواسهم الخمسة بينما يكون جانب الادراك والوعي والمنطق في عملية نمو مستمرة وذلك لان الطفل لم يكتسب اللغة بعد ليعبر بها.
وتعتبر منصات التواصل الاجتماعي بيئة خصبة وقوية يختبر فيها الطفل مشاعره والتي غالبا ما تتفاقم وتعطيه شعور بالرضا والفرح بسبب عدد الاعجابات التي يتلقاها الطفل. ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى القلق والاكتئاب عند مواجهة ردود فعل سلبية أو عندما لا تتحقق توقعاته من المشاركة.
وحين يستمر الطفل في التصفح فهو يتنقل بين البحث عن الفرح والهروب من الألم لساعات متواصلة ويقع في الدائرة المفرغة والمتكررة بين الفرح وخيبة الامل والقلق والخوف ويدخل في دائرة الإدمان.

نصائح
وأكدت الرستماني على ضرورة قيام الوالدين والمربين بدورهم عبر اتباع النصائح التالية:
– أن يكون لدي الاهل معرفة واطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي للأطفال.
– التسجيل في منصات دليل المتابعة للمواقع التي تتيح اشراف آمن على حسابات الأطفال.
– اعداد الطفل وتحضيره قبل أن يستلم أي جهاز ذكي والاشراف على التسجيل في المواقع الآمنة.
– الحوار المفتوح مع الأبناء عن فوائد ومخاطر هذه المنصات.
– مشاركة الأطفال في تصفحهم للمنصات يعطي الأهالي فكرة عن عالم أطفالهم.
– تحديد الأوقات للتصفح حسب الاعمار.
– مشاركة الأطفال في هواياتهم مما يعزز التواصل الاجتماعي وينمي لديهم الشعور بالانتماء.
– ملاحظة ومتابعة التغيرات السلوكية لدي الأطفال، خاصة العزلة والرغبة في البقاء في غرفهم طوال الوقت


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی

إقرأ أيضاً:

الأزهر يرد على فتوى تحليل الحشيش: إدمان مُحرّم وإن اختلفت المُسميات

نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك يرد فيه على فتوى تحليل الحشيش، التى أثارت بها الجدل الدكتورة سعاد صالح، وأوضح حكم الشرع فى كل ما يذهب العقل وقال: إدمان مُحرّم .. وإن اختلفت المُسميات. 

وأوضح الأزهر للفتوى أن الشريعة الإسلامية أمرت بحفظ العقل وصيانته عن كل ما يغيبه أو يُفسده، والابتعاد به عن كل مُسكر ومُخدر ومُفتّر ومُدمّر؛ باعتبار أن العقل أشرفُ الصفات الإنسانية ومناطُ التكاليف الشرعية، وحمايةً للفطرة، وحفظًا للدين والنفس والأخلاق.

نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 برقم الجلوس.. تم اعتمادها عبر رابط بوابة الأزهر استعلم الآنالتقوى.. تعرف على معناها وثمراتها وكيف يكون المسلم من المتقيندعاء للميت في شهر صفر.. ردده الآن يدخله الفردوس الأعلىدعاء أول يوم من شهر صفر.. ردده يريح قلبك ويشرح صدرك

المُسكرات: تغييب للعقل 
ونوه بأن المُسكر هو ما غيَّب العقل دون الحواس، وأذهب التمييز، مع شعور بالنشوة، والاندفاع النفسي، وميل وجرأة على البطش والعدوانية وارتكاب جميع الموبقات، ومثاله: الكحول بأنواعه وهو من كبائر المُحرمات، القليل منه والكثير، يقول الحق سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90]، ويقول سيدنا رسول الله ﷺ في الحديث الشريف: «كُلُّ مُسْكِرٍ خمرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حرامٌ». [ متفق عليه]، ويقول ﷺ: «الخمرُ أمِّ الخبائثِ، فمنْ شربَها لمْ تُقبلْ صلاتُه أربعينَ يومًا، فإنْ ماتَ وهيَ في بطنِهِ ماتَ ميتةً جاهليةً» [أخرجه الطبراني في الأوسط] 


المُخدِّرات: تغييب للعقل وتخدير للحواس
وبين أن المخدر هو ما غيب العقل، وبدد الإدراك، وخدَّر الأطراف والحواس، دون نشوة، وأدى إلى هلاوس حسّية وسمعية، وبطء شديد في ردود الأفعال العقلية والحسية؛ وهو ما يفسر لنا علاقته المباشرة بارتكاب الجرائم.


واشار إلى أن المخدرات من الخبائث التي يحرم تعاطيها؛ قياسًا على الخمر؛ لتغييب العقل في كليهما؛ ولقول الله تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ } [الأعراف: 157] سواء أكانت المخدرات من المواد الخام أم المصنعة أم المستحضرة، وأمثلتها كثيرة؛ منها: الحشيش بجميع أنواعه كالماريجوانا (وهو مُخدّر ومُفتّر)، والأفيون، والكوكايين، وعقاقير الترامادول واللاريكا.


▪️المُفترات: تغييب للإدراك وفتور عام
ونوه أن المُفتّر هو كل ما يؤدي تناوله إلى الفتور وخدر الأطراف وتثبيط للجهاز العصبي للإنسان وقدراته، وخمول في الحواس، واختلال في التوازن العضلي والنفسي، ومثاله: بعض أنواع التدخين المعالج بمواد مخدرة مثل الحشيش وهو من المُحرمات المنهي عنها في الحديث الشريف :«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ». [أخرجه أبو داود] 
يقول الإمام القرافي رحمه الله: "والقاعدة أنه إذا ورد النهي عن شيئين مقترنين ثم نص على حكم النهي عن أحدهما من حرمة أو غيرها أعطي الآخر ذلك الحكم بدليل اقترانهما في الذكر والنهي، وفي الحديث المذكور ذكر المُفتر مقرونًا بالمُسكر، وتقرر عندنا تحريم المسكر بالكتاب والسنة والإجماع؛ فيجب أن يعطى المُفتر حكمه بقرينة النهي عنهما مقترنين". [الفروق 1/ 216]


▪️العقاقير المنشطة: نشاطٌ زائف ودمارٌ عصبي
وذكر أن «المنشطات» هي مواد تُستخدم بغرض تحفيز الجهاز العصبي؛ لرفع القدرة الجسدية أو العقلية مؤقتًا، لكنها تؤدي لاحقًا إلى الإدمان والانهيار النفسي والعصبي؛ ويحرم تناولها قطعًا؛ للأدلة المذكورة وللضرر المؤكد طبيًا ومجتمعيًّا جراء تناولها وإدمانها، فهي تعرض متعاطيها لتوتر دائم، وقلق، وأرق، وتهيّج عصبي، وهلاوس وذُهان، واضطرابات قلبية وعقلية مزمنة وفقدان للشهية، وقد تؤدي إلى الجنون المؤقت والانتحار، وهذا فضلًا عن صلتها المباشرة بالجريمة وعدد من الأمراض والمشكلات المجتمعية، وأمثلتها كثيرة، منها:  الكبتاجون، الشبو، والأيس.

ويدل على حرمتها ما ذكر من الأدلة السابقة، وقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وقول سيدنا رسول الله ﷺ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» [أخرجه ابن ماجه]
 

ولفت إلى أنه مما اختلفت صور الإدمان ومسمّياته، فإن حكمه في الشريعة واحد؛ إذ العبرة في التصرفات بالمقاصد والمعاني لا بمجرد الألفاظ والمباني.


وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على هذا الحكم الشرعي - وهو تحريم الحشيش وكل مال يغيب العقل- وحذر من محاولات تمييع الحق أو تزييف الوعي العام عبر فتاوى شاذة، تُبرر تعاطي هذه السموم أو تُهوِّن من خطرها؛ سيما وأن تعمد إصدار فتاوى مضللة تُحل ما حرّمه الله، أو تُلبس على الناس دينهم يُعد جرمًا شرعيًا وأخلاقيًا ومهنيًّا، وفعلًا يستوجب المساءلة القانونية؛ لما يترتب عليه من إفساد للعقول، وتمييع للحدود، وإهدار للثوابت القيمية في المجتمع.

طباعة شارك المُسكرات فتوى تحليل الحشيش الأزهر يرد على فتوى تحليل الحشيش الأزهر يوضح حكم تعاطى الحشيش الأزهر يوضح حكم الحشيش الحشيش المُخدِّرات المخدر المُفترات التدخين المعالج بمواد مخدرة العقاقير المنشطة المنشطات

مقالات مشابهة

  • أخطاء شائعة في التعامل مع نوبات غضب الأطفال
  • شاهد.. الفيديو الأكثر تداولاً على مواقع التواصل السودانية والعربية.. طفل سوداني يبكي ويذرف الدموع أمام الروضة الشريفة شوقاً لزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم (أنا اشتقت ليهو)
  • السجن المشدد 5 سنوات عقوبة استغلال الأطفال في هذه الأعمال بالقانون
  • أوريغامي.. حين يتحول الورق إلى معلم للصبر والتركيز
  • معاملة عادلة وحب غير متساو.. متلازمة الطفل المفضل تكسر قلوب الأبناء
  • مختصة توضح كيفية حماية الأطفال من التعليقات السلبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • وسائل التواصل الاجتماعي معنية.. شروط جديدة للحصول على “الفيزا” الأمريكية
  • الأزهر يرد على فتوى تحليل الحشيش: إدمان مُحرّم وإن اختلفت المُسميات
  • النيابة العامة تحذر من انتشار منصات الاستثمار الوهمية
  • حبس تاجر أسلحة بيضاء على وسائل التواصل الاجتماعي