الجديد برس:

صحيح أن تصريحات الإماراتي عبدالخالق عبدالله لا تنسجم مع تصريحات السعودية فيما يتعلق بوحدة اليمن، إلا أنها تنسجم وبشكل كبير من سياستها ونهجها العملي.

الأسبوع الماضي، أقر مستشار بن زايد أن الوحدة اليمنية لم تكن من أولويات التحالف في اليمن عند إطلاق العملية العسكرية السعودية في مارس من العام 2015.

تصريحات عبدالخالق جاءت بالتزامن مع تصاعد التوتر بين السعودية والإمارات على خلفية صراع النفوذ في اليمن.

وبطبيعة الحال فإنها تهدف إلى التشكيك في الموقف السعودي من الوحدة اليمنية والذي تبلور بشكل تلقائي جراء توتر الوضع بين الرياض والمجلس الانتقالي الجنوبي على خلفية منع الأخير من التمدد عسكريا باتجاه المحافظات الشرقية لليمن.

موقف السعودية من تمدد الانتقالي باتجاه وادي حضرموت ومحافظة المهرة أظهرها كمدافع عن وحدة اليمن، رغم أن الانتقالي سيطر عسكريا على محافظتي أبين وشبوة في وقت سابق بمباركة منها.

والحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن السعودية حالت دون تمدد الانتقالي عسكريا إلى ما تعتبرها مناطق نفوذ لها. تدرك السعودية أن محاولة الانتقالي التمدد شرقا كانت بإيعاز إماراتي، وهو أمر مزعج بالنسبة إليها.

لم تكن السعودية لتشعر بأي انزعاج من سيطرة الانتقالي على كافة المحافظات اليمنية الجنوبية إن لم يكن مرتبطا بأجندة خارجية. بمعنى أن السعودية ليست ضد انفصال شمال اليمن عن جنوبه، إن لم تكن معه قلبا وقالبا، لكنها ضد اقتراب الإمارات من مناطق نفوذها.

من هنا، وعلى ما يبدو، جاءت تصريحات عبدالخالق عبدالله الأخيرة لتكشف عن الموقف الحقيقي للمملكة العربية السعودية من وحدة اليمن. لكن السعودية قد تستفيد من مثل هذه التصريحات، من خلال التصريحات المضادة للإعلاميين والناشطين التابعين لها أو المحسوبين عليها. فبعد ساعات من تصريحات المستشار الإماراتي، شن سعوديون هجوما مضادا على عبدالخالق عبدالله تضمن تأييدا لوحدة اليمن.

وفي هذا السياق، كتب الباحث السعودي علي عريشي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ردا على ما كتبه عبدالخالق عبدالله: هذا افتراء وتدليس على التحالف، بل كان أمن اليمن ووحدته وسلامة أراضيه من أهم وأبرز الخطوط العريضة والمنصوص عليها في جميع القرارات واللقاءات الاقليمية والدولية.

وأضاف العريشي: لا يحق لأحد أن يقرر وحدة أو تقسيم اليمن غير اليمنيين أنفسهم.

وعلى هذا النحو جاءت تدوينات كثير من الناشطين والإعلاميين السعوديين في مواقع التواصل.

وعلى كل حال، لم تكن تصريحات عبدالخالق عبدالله ارتجالية وغير محسوبة، فبالنظر إلى توقيتها، وتزامنها مع الأحداث التي تشهدها المحافظات اليمنية الجنوبية، يمكن القول إنها تصريحات مدروسة جدا، وبتوجيه من جهات عليا.

كما أنها تكشف عن تصاعد غير مسبوق للخلاف بين البلدين حول الملف اليمني. وهي، أولا وأخيرا، تكشف عن الموقف الحقيقي للسعودية من الوحدة اليمنية.

*عرب جورنال – عبدالرزاق علي

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: عبدالخالق عبدالله وحدة الیمن لم تکن

إقرأ أيضاً:

طارق صالح يبدأ تحركات لإزاحة “الإصلاح” عسكرياً ويقدم قائمة مرشحين لقيادة المناطق العسكرية

الجديد برس| بدأ طارق محمد عبدالله صالح، قائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي لليمن، ضغوطًا مكثفة على رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، في مسعى واضح لخلافة حزب الإصلاح في قيادة المناطق العسكرية بمأرب وتعز. وتأتي هذه الضغوط بالتزامن مع تحركات أمريكية مرتقبة لتصنيف جماعة الإخوان– التي يُعد الإصلاح جزءاً منها – على لائحة الإرهاب. وكشفت مصادر مطلعة في عدن أن طارق صالح قدّم للعليمي قائمة طويلة بأسماء قيادات عسكرية من الموالين لنظام عمه السابق، بهدف تعيينهم في مواقع حساسة كانت تقليدياً خاضعة لنفوذ “الإصلاح”، وخاصة في المناطق العسكرية الثالثة والسادسة والسابعة. وبحسب المصادر، فإن طارق يعمل على تعزيز تحالفه مع المجلس الانتقالي الجنوبي، مستغلاً امتلاك الأخير لثلاثة مقاعد داخل المجلس الرئاسي، لضمان تمرير قائمة التعيينات التي يقترحها. ولفتت إلى أن تصريحاته الأخيرة التي لمح فيها إلى إمكانية التقارب مع حركة أنصار الله “الحوثيين”، قد تكون جزءاً من استراتيجية للضغط السياسي وخلط الأوراق لكسب مزيد من النفوذ. التحركات تأتي عشية تسريبات أطلقها الإعلامي مصطفى القطيبي، المذيع في قناة اليمن الممولة من الرياض، حول نية العليمي الإعلان عن تغييرات عسكرية واسعة تشمل قيادات محاور ومناطق عسكرية تابعة للإصلاح. في السياق نفسه، صعّدت السعودية من انتشار فصائل “درع الوطن” في مناطق شرق اليمن، في مؤشر إضافي على نيتها تقليص حضور “الإصلاح” عسكرياً، تمهيداً لإعادة تشكيل الخارطة العسكرية لصالح أطراف موالية لها ومقربة من أبو ظبي. ويرى مراقبون أن حزب الإصلاح يواجه واحدة من أخطر موجات الإقصاء منذ بداية الحرب، خصوصاً في ظل التصعيد الأمريكي المحتمل تجاه الجماعة الأم “الإخوان المسلمين”، ما يضعه أمام واقع سياسي وعسكري متغير بشكل جذري في المرحلة القادمة.

مقالات مشابهة

  • تايلند تتأهب عسكريا بسبب النزاع الحدودي مع كمبوديا
  • طارق صالح يبدأ تحركات لإزاحة “الإصلاح” عسكرياً ويقدم قائمة مرشحين لقيادة المناطق العسكرية
  • الانتقالي في مأزق.. “أزمات داخلية وخارجية تهدد مستقبله السياسي في اليمن”
  • السعودية تستضيف ذوي شهداء القوات اليمنية لأداء فريضة الحج تكريمًا لتضحياتهم
  • عدن.. مليشيا الانتقالي تمنع دخول محامية لعدن بذريعة سفرها دون "محرم"
  • إطلاق نار يستهدف طقماً عسكرياً لـ”درع الوطن” في المهرة
  • الخارجية الأمريكية: النزاع في السودان يهدد المنطقة ولا حل عسكرياً
  • لماذا انتصرت إسرائيل في لبنان وفشلت في اليمن؟: السعودية تفتح ملفاً مسكوتاً عنه
  • متحدث الانتقالي يعلن استقالته من منصبة بعد أيام من تعيينه
  • السعودية.. مدير مكتب محمد بن سلمان يعلق على وفاة والد سعود القحطاني شيخ قبيلة الوهابة