من الحرائق إلى الغلاء والتشريد.. سكان لوس أنجلوس يعانون من توالي الكوارث
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
بعد 5 أيام على فرارها من تقدم النيران التي التهمت حي "باسيفيك باليسايدس" في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية حيث تسكن، لا تزال مايا ليبرمان تشعر بغصة، فإضافة إلى وطأة الكارثة تعاني لإيجاد مكان تقيم فيه.
وتقول منسقة الملابس البالغة 50 عاما، "تضخيم الأسعار أمر جنوني ومشين… لا أجد مكانا أقيم فيه".
وأرغمت الحرائق الكثيرة المستعرة في محيط لوس أنجلوس منذ الثلاثاء الماضي أكثر من 150 ألف شخص على مغادرة منازلهم، ويثير حريق حي باسيفيك باليسايدس الراقي الذي يضم مشاهير كثرا اهتماما لأنه يطال طبقة ثرية في ثاني كبرى المدن الأميركية. ويرى البعض في ذلك فرصة للاستفادة.
تقول ليبرمان، "الأمر جنوني فعلا. تقدمنا بطلب لاستئجار منزل في فينيس أُدرج في الإعلان على أن إيجاره 17 ألف دولار في الشهر. لكن عند وصولنا قيل لنا إننا لن نحصل عليه ما لم ندفع 30 ألفا. قالوا لي إن ثمة أشخاصا مستعدين للمزايدة وللدفع نقدا".
وتقر السيدة الأميركية التي نجا منزلها من النيران والتي تقيم الآن في فندق مع مسبح مطل على شاطئ سانتا مونيكا، "وضعي بطبيعة الحال ليس مأساويا مقارنة بغيري"، لكنّ ذلك لا يمنعها من الشعور بأنها تعامل باستخفاف كما لا يمنعها في الوقت ذاته من التعاطف مع آلاف الأشخاص الآخرين الذين اضطروا للمغادرة وليسوا ميسورين مثلها.
إعلانوتقول بخشية، "مع ما يحصل في السوق راهنا لن يجد بعض الأشخاص مكانا يأوون إليه".
من جانبه، يقول المنتج التلفزيوني أليكس سميث الذي اضطر لمغادرة منزله أيضا "لدي أصدقاء انتقلوا للإقامة في فندق خارج لوس أنجلوس وطلب منهم سعر للغرفة أعلى مما هو معلن عندما وصلوا إلى المكان".
ولا يعد استغلال ضحايا حرائق الغابات في كاليفورنيا التي تعاني بشدة من تداعيات الاحترار المناخي وأسعار العقارات فيها مرتفعة، جديدا لكن المدعي العام قال أمس السبت إن تضخيم الأسعار بشكل مفتعل "جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن سنة وبغرامة قدرها 10 آلاف دولار".
وعند إعلان حالة الطوارئ، يسمح القانون برفع الأسعار بنسبة 10% كحد أقصى.
وحذّر المدعي العام منصات الإيجار وكل الذين يستخدمون برامج خوارزمية تحدد أوتوماتيكيا الأسعار وفقا للطلب من مغبة تجاوز هذا السقف.
وأكد "يجب أن تجدوا طريقة لتكييف أسعاركم لاحترام القانون وإذا اقتضى ذلك التخلي عن البرامج الخوارزمية افعلوا ذلك… سنقوم بالملاحقات الضرورية".
معاناة السكان الأكثر تضرراوبالعودة إلى ليبرمان، فقد قالت السيدة الأميركية إنه إلى جانب الأثرياء الكبار "ثمة أشخاص كثيرون يستأجرون منازل" في باسيفيك باليسايدس، موضحة أن "الحي ليس تماما بالصورة المكونة في أذهان الناس".
وتكفي جولة على مركز إيواء لتوضيح الصورة، ففي موقف السيارات ينام براين في سيارته القديمة منذ الثلاثاء مع غطاء قدمه له الصليب الأحمر.
ويعيش الرجل المتقاعد في باسيفيك باليسايدس منذ 20 عاما في شقة من غرفة واحدة مع إيجار محدد السقف، إلا أن النيران أتت على المبنى الذي يقطنه.
ويقول الموظف البلدي السابق البالغ 69 عاما، "كان النوم في السيارة عندما كنت شابا أمرا مسليا أما الآن في سني فالأمر صعب".
إعلانومع تراجع الصدمة والذهول، يشعر بالقلق إزاء إيجاد مسكن جديد إذ إن أسعار الإيجار في لوس أنجلوس تضاعفت تقريبا في غضون 10 سنوات.
ويقول متنهّدا، "أنا أبحث عن مسكن مع عشرات آلاف الأشخاص. ولا أتوقع أن يكون الأمر سهلا".
ويضيف أنه سيضطر على الأرجح إلى الإقامة في مكان بعيد عن المنطقة التي كان يسكنها "على الأرجح باتجاه شرمان أوكس وستوديو سيتي"، وهما حيان يقعان وراء تلال هوليود وأكثر عرضة بعد لخطر الحرائق.
وأثارت بداية حريق الذعر مساء الخميس في حي ستوديو سيتي، لكن تمت السيطرة عليه سريعا.
ويقول براين متسائلا: "ماذا عساي أفعل؟ يجب أن أتدبر أموري بنفسي".
حصيلة القتلى والخسائر الفادحةعلى صعيد آخر، ارتفعت حصيلة القتلى مساء أمس السبت إلى 16 قتيلا بعدما كانت تشير إلى 11.
وقالت دارا دانتون، من سكان حي باسيفيك باليسايدس، وهي تنظر بأسى إلى زوجها "الأمر مؤثر ومحزن جدا. كل أصدقائنا، أفضل الأصدقاء، خسروا منازلهم ونحن أيضا".
ورغم جهود آلاف عناصر الإطفاء لاحتواء النيران، امتدت الحرائق السبت إلى شمال غرب لوس أنجلوس، مهددة متحف غيتي وأعماله الفنية التي لا تقدر بثمن.
واستفادت فرق الإطفاء من تراجع في حدة الرياح في الأيام الثلاثة الأخيرة، إلا أنها عادت لتشتد الآن.
وحذرت السلطات الصحية السكان من المخاطر الناجمة عن دخان الحرائق، فيما أثارت مشكلات مثل نقص المياه تساؤلات حول كفاءة الإدارة المحلية.
وفي ظل عمليات النهب، فرضت السلطات حظر تجول بين السادسة مساء والسادسة صباحا في المناطق الأكثر تضررا.
ويواصل عمال الإنقاذ، مستعينين بكلاب مدربة، البحث عن بقايا بشرية وسط الأنقاض، فيما يتوقع أن تكون هذه الحرائق الأكثر كلفة حتى الآن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات باسیفیک بالیسایدس لوس أنجلوس
إقرأ أيضاً:
حكومة غزة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة ومصيرها
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء الاثنين، إن دولة الاحتلال سمحت بإدخال 87 شاحنة مساعدات إلى القطاع، وأكد أن غالبيتها تعرض للسرقة تحت حمايتها.
وأضاف المكتب في بيان أن "ما دخل اليوم إلى قطاع غزة لا يتعدى 87 شاحنة مساعدات، وقد تعرضت غالبيتها للنهب والسَّرقة بفعل الفوضى التي يُكرّسها الاحتلال الإسرائيلي عمدا".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مركّبة، بدأت برفض إدخال شاحنات المساعدات، قبل أن يستهدف عناصر تأمينها التابعة للعشائر والعائلات، ما أدى إلى استشهاد 11 شخصا.
وتابع بيان المكتب، "بعد التأكد من قتلهم، فتح الاحتلال المجال لإدخال الشاحنات، لتقع في يد عصابات إجرامية ولصوص تحت حمايته المباشرة بالطائرات المسيرة، والرصاص الحي والمباشر تجاه المواطنين".
اظهار ألبوم ليست
كما أشار المكتب إلى أن "عملية الإنزال الجوي المحدودة التي نُفذت اليوم لم تتجاوز حمولتها نصف شاحنة مساعدات، وسقطت في مناطق قتال حمراء شرق حي التفاح وجباليا، حيث يتواجد جيش الاحتلال، وهي مناطق لا يمكن للمواطنين الوصول إليها مطلقاً".
وأكد أن "ما يجري في قطاع غزة يُعد نموذجا واضحا وممنهجا على أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى بوعي إلى نشر الفوضى وهندسة المجاعة، ويمنع عمدا وصول المساعدات إلى مستودعاتها أو مستحقيها، بما يشكّل جريمة متعمدة ومستمرة بحق المدنيين المحاصرين".
وحمل الاحتلال والإدارة الأمريكية "المسؤولية الكاملة عن هذه الإبادة والتجويع والفوضى المفتعلة والممنهجة"، مطالبا بتدخل دولي فوري وآلية أممية نزيهة لتوزيع المساعدات بما يحقق مبادئ العمل الإنساني.
وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الاثنين، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
والاثنين، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ توم فليتشر إن واحدا من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام، ودعا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تشن دولة الاحتلال حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.