الجيش السوداني يقترب من مصفاة الجيلي واحتفالات باستعادة ود مدني
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
قالت مصادر الجيش السوداني -للجزيرة- إن الجيش يواصل عملياته لاستعادة السيطرة على مصفاة الجيلي للنفط شمالي مدينة الخرطوم التي تعتبر أكبر مصفاة للنفط بالبلاد، بينما عمت أفراح شعبية المدن والقرى باستعادة الجيش ود مدني من قبضة قوات الدعم السريع.
وأضافت المصادر أن الجيش -منذ اندلاع الحرب- وصل إلى محيط الشركة السودانية لتكرير النفط الواقعة شمالي تمركز قوات الدعم السريع الموجودة بالمصفاة.
وكانت مصادر في الجيش أبلغت الجزيرة، أمس السبت، أن الجيش سيطر على سلسلة جبال البكاش شمالي المصفاة.
وشهدت مصفاة الجيلي وما حولها سلسلة معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ اندلاع الحرب بينهما، وتعرضت على أثرها للقصف عدة مرات، محدثا أضرارا بالغة بها، وتبادل الطرفان حيالها الاتهامات.
وتقع هذه المصفاة بمنطقة الجيلي التاريخية، وتبعد بنحو 70 كيلومتراً شمالي مدينة الخرطوم بحري، وتعتبر واحدة من أهم المنشآت النفطية بالسودان، كما تعتبر أكبر مصفاة لتكرير خام البترول بالبلاد.
وتوقفت مصفاة جيلي عن العمل في أكتوبر/تشرين الأول 2023 بسبب الحرب، وتبعها توقف الإنتاج بعدد من الحقول المنتجة لخام البترول المغذي للمصفاة ومنها حقل بليلة بولاية غرب كردفان.
إعلانوتبلغ الطاقة التصميمية لهذه المصفاة 100 ألف برميل في اليوم، من الديزل والبنزين وغاز الطهي، وتوفر 45% من احتياجات البلاد من المنتجات النفطية.
ووصلت تكلفة إنشاء المصفاة 7 مليارات دولار، وهي شراكة مملوكة لحكومة السودان والشركة الوطنية للبترول الصينية.
وفي وقت سابق، استهدف قصف مدفعي للجيش السوداني من أم درمان مواقع لقوات الدعم السريع بالخرطوم بحري، وسط تقدم لقوات الجيش في العاصمة بعد تقدم سابق في محاور أخرى.
وقال مصدر عسكري للجزيرة إن الجيش تقدم من معقله بسلاح المدرعات جنوبي العاصمة نحو وسط الخرطوم، وأشار إلى أن الجيش تمكن من تدمير دفاعات قوات الدعم السريع بمجمع الرواد السكني ومستشفى بست كير.
كذلك أعلن الجيش السوداني أنه سيطر على مجمع الرواد، قائلا إنه كبّد الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح. وأكد المصدر أن الجيش في طريقه للالتحام مع قوات الدعم الموجودة بمنطقة المقرن وسط الخرطوم.
احتفالات ود مدنيفي غضون ذلك، عمت أفراح شعبية مدن وقرى السودان باستعادة الجيش ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة من قبضة قوات الدعم السريع.
وخرج الآلاف خاصة بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش جنوبا وشرقا وشمالا، وردد المتظاهرون شعارات مثل "جيش واحد شعب واحد".
وعبرت احتفالات السودانيين حدود البلاد، حيث بث ناشطون الاحتفالات في مكة والرياض بالسعودية، وعدة مناطق في القاهرة والإسكندرية بمصر، وقطر والكويت وفي العاصمة البريطانية.
وكان الجيش السوداني استعاد السيطرة أمس على وَد مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد.
وأوضح مصدر بالجيش أن استعادة السيطرة على هذه المدينة جاءت بعد معارك محتدمة مع قوات الدعم السريع حول مقرّ الفرقة الأولى في المدينة.
وقالت وزارة الخارجية إن الانتصار في ود مدني بداية "نهاية الكابوس المتمثل في المليشيا الإرهابية المتمردة والذي جثم على صدر الشعب السوداني" قرابة عامين.
إعلانوهنأت الخارجية -في بيان- الشعب السوداني والجيش والقوات المشتركة بما وصفته بالانتصار العظيم الذي تحقق باستعادة المدينة.
وفي السياق ذاته، قال مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور والقيادي بالقوات المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني إن الجيش والقوات المتحالفة معه سيواصلان عملياتهما حتى تحرير كل المدن التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وفي المقابل، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إن قواته خسرت جولة ولم تخسر معركة.
وأكد حميدتي -في تسجيل صوتي بثته قناة الدعم السريع عبر تليغرام- أن قواته خسرت مدينة ود مدني، مشيرا إلى أنهم سيعملون على استعادتها مرة أخرى.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، وتسببت الحرب بأكبر أزمة نزوح في العالم وبأزمة إنسانية كبيرة وفق الأمم المتحدة التي تقدر بأن أكثر من 30 مليون سوداني، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحاجة إلى المساعدة بعد 20 شهرا من الحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی أن الجیش ود مدنی
إقرأ أيضاً:
انتهاكات بلا سقف.. حصار وقتل واغتصاب.. «الدعم السريع» يوسع دائرة الدم في كردفان
البلاد (الخرطوم)
تواصل الأزمة السودانية تصاعدها مع اتساع رقعة العمليات العسكرية في جنوب كردفان، حيث كثّفت قوات الدعم السريع تحشيدها العسكري خلال الأيام الأخيرة، في خطوة وصفت بأنها محاولة لإعادة تموضع ميداني، وتعزيز نفوذها في الإقليم الذي يشهد واحداً من أعقد فصول الصراع الدائر في البلاد منذ أبريل 2023.
وبحسب مصادر ميدانية وشهود، رُصدت تحركات مكثفة لقوات الدعم السريع في عدة مناطق من ولاية جنوب كردفان، خصوصاً من الجهة الشمالية، حيث نقلت أرتال عسكرية وقطعاً حربية من ولاية غرب كردفان باتجاه الولاية. وترمي هذه التعزيزات إلى إسناد قوات الحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو – التي تتعرض لضغط عسكري متزايد إثر الهجمات التي شنّها الجيش السوداني في الجبال الشرقية خلال الأيام الماضية.
وتشير المعلومات إلى سعي الدعم السريع، عبر هذه التعزيزات، لشنّ هجمات جديدة على مدينتي الدلنج وكادوقلي المحاصرتين منذ عامين، بهدف إسقاط كادوقلي عاصمة الولاية والسيطرة على الدلنج ثاني أكبر مدنها، مما يمنحها موقعاً استراتيجياً حاسماً في الإقليم المضطرب.
وتخضع كادوقلي والدلنج لحصار مشترك من الحركة الشعبية والدعم السريع منذ قرابة عامين، ما تسبب في نقص حاد بالمواد الغذائية والدواء، رغم عمليات الإسقاط الجوي التي نفذتها بعض المنظمات الإنسانية. وتتعرض المدينتان لقصف مدفعي وجوي متكرر، كان أعنفه مؤخراً القصف الذي طال منشآت مدنية في كادوقلي وأدى إلى مقتل نحو مئة شخص، بينهم عشرات الأطفال.
وفي السياق، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلق بالغ من احتمال تكرار الانتهاكات الواسعة التي شهدتها مدينة الفاشر، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها في أكتوبر الماضي، في أعقاب حصار دام 18 شهراً وانتهى بعمليات قتل جماعي وتعذيب وعنف جنسي واسع النطاق.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023، اتُّهمت قوات الدعم السريع وميليشياتها المتحالفة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، شملت القتل المنهجي للرجال والأطفال إلى جانب الاغتصاب والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات، إضافة إلى منع السكان من الوصول إلى المساعدات الإنسانية. وعلى الرغم من محاولاتها تقليل حدة الاتهامات، واصلت الدعم السريع بحسب منظمات دولية ارتكاب انتهاكات واسعة، كان آخرها في الفاشر بعد سيطرتها على المدينة في أكتوبر 2025.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في يناير 2025، أنها خلصت إلى أن أفراداً من قوات الدعم السريع ارتكبوا جريمة الإبادة الجماعية، في واحدة من أقوى الإدانات الدولية التي طالت هذه القوات منذ بدء الصراع.