بدء برنامج شامل يجمع بين البحث العلمي والمشاركة المجتمعية لتعزيز أهداف التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
أجمع عدد من خبراء البيئة أن مصر بدأت برنامجاً شاملاً للحفاظ على التنوع البيولوجي لمواجهة التحديات البيئية، من خلال نهج متعدد الأوجه، يجمع بين البحث العلمي وجهود الحفظ والمشاركة المجتمعية لمعالجة الأسباب الجذرية لفقدان التنوع البيولوجي وتعزيز العلاقة المستدامة مع الطبيعة، حيث تؤكد مصر من جديد التزامها بالجهود البيئية العالمية من خلال مشاركتها الفاعلة فى الاتفاقيات والمبادرات الدولية، بصفتها موقعة على اتفاقية التنوع البيولوجي ومشاركة فى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
قالت هبة زكي، خبير البيئة، لـ«الوطن» إن التنوع البيولوجي فى مصر يواجه ضغوطاً شديدة، حيث تتعرض الأنواع والنظم البيئية لتهديدات متزايدة من التوسع العمراني، والإفراط فى الصيد، وتغير المناخ، والتلوث، على الرغم من أن تنوع مصر البيولوجي فريد من نوعه ومهم للغاية، نظراً للنظم البيئية الأرضية، واحتواء صحارى مصر على أنواع فريدة مثل وعل النوبة، وثعلب الفنك، والسلحفاة المصرية، وكلها متكيفة مع المناخ الصحراوى القاسى، والتنوع البيولوجى البحرى، حيث يضم البحر الأحمر أكثر من 1200 نوع من الأسماك، بما فى ذلك سمك النابليون والشعاب المرجانية الملونة التى تُعد من بين الأكثر تنوعاً فى العالم بالإضافة إلى دلتا النيل، إحدى أكثر المناطق خصوبة فى العالم، أنواعاً مهمة من الطيور مثل الإوزة المصرية والبلشون الأرجوانى.
وأشارت «هبة» إلى أن مصر بدأت برنامجاً شاملاً للحفاظ على التنوع البيولوجى لمواجهة هذه التحديات، يجمع بين البحث العلمى وجهود الحفظ والمشاركة المجتمعية لمعالجة الأسباب الجذرية لفقدان التنوع البيولوجى وتعزيز العلاقة المستدامة مع الطبيعة، من خلال إعادة التشجير واستعادة الأراضى لمكافحة التصحر وفقدان المواطن الطبيعية، يركز البرنامج على جهود إعادة التشجير واستعادة الأراضى من خلال زراعة النباتات المحلية فى المناطق المتدهورة، مثل أشجار الأكاسيا فى المناطق الصحراوية وأشجار المانجروف فى المناطق الساحلية.
وأوضحت أن مصر تؤكد من جديد التزامها بالجهود البيئية العالمية من خلال مشاركتها الفاعلة فى الاتفاقيات والمبادرات الدولية، بصفتها موقعة على اتفاقية التنوع البيولوجى ومشاركة فى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، تقوم مصر بمواءمة سياساتها الوطنية مع الأهداف العالمية، والتى تعزز رؤية مصر 2030 الطموحة دمج حفظ التنوع البيولوجى فى التخطيط الاقتصادى والتنمية، مضيفة أن مصر تتخذ إجراءات لحماية التنوع البيولوجى ومكافحة تغير المناخ، تماشياً مع التزاماتها بالاتفاقيات البيئية العالمية، تصعد مصر جهودها لحفظ التنوع البيولوجى مع معالجة الآثار الأوسع لتغير المناخ، من خلال عدة مبادرة، حيث يتم تعبئة الموارد، إشراك المجتمعات، وتنفيذ السياسات لحماية الموارد الطبيعية للأمة للأجيال القادمة.
«علام»: 5 مسارات لهجرة الطيور داخل مصر فى 26 موقعاً.. وأفريقيا المتضرر الأكبر من الانبعاثات العالميةمن جانبه، قال مجدى علام، خبير البيئة الدولى، إن التنوع البيولوجى من أهم الملفات، وتعد اتفاقية التنوع البيولوجى من أوائل الاتفاقيات التى وقعتها الدول نظراً لأهميتها فى الحفاظ على التوازن البيئى ومكافحة تغير المناخ، حيث إن التنوع البيولوجى له أهمية خاصة فى التعامل مع إدارة التوازن البيئى، مضيفاً أن السنوات الأخيرة، شهدت انقراض عدد من الكائنات الحية، وتغير بعضها ورجوع البعض بعد غيابه عن البيئة، ويعود ذلك لما نعانيه بسبب الأراضى القاحلة وشبه القاحلة والجفاف الشديد وحركة الكثبان الرملية وردم الأراضى الزراعية نتيجة الكثبان الرملية والتغيرات الهوائية الشديدة.
وأشار «علام» إلى أن هناك 5 مسارات لهجرة الطيور داخل مصر، فى 26 موقعاً من المواقع المسجلة بوزارة البيئة فى حماية الطبيعة وتشمل كافة الكائنات الحية بداية من النباتات حتى الفراشة والنحلة، لأنه يعتبر جزءاً من التنوع البيولوجى.
وأضاف أن مؤتمر المناخ الأخير cop29 ناقش ملف التنوع البيولوجى، سواء ما سبق فى السنوات الأخيرة أو السنوات المقبلة، للحفاظ على الطبيعة وتوفير صندوق الخسائر والأضرار البيئية، ومن التوصيات المهمة التى جاءت خلال المؤتمر خفض نسبة الكربون وهو ما يساهم فى الحفاظ على التنوع البيولوجى، لأن زيادة الكربون الناتج من الفحم يزيد من التأثير الضار على جميع الكائنات الحية، ومن ثم التنوع البيولوجى.
وأكد «علام» أن مؤتمر المناخ مطالب بتخصيص تمويل لقارة أفريقيا على الأخص، لأنها متأثرة من نسبة الانبعاثات العالمية، وتحتاج لحماية خاصة لطبيعتها وتنوعها البيولوجى، مشيراً إلى أن التمويل هو أزمة الدول الفقيرة، ولا بد من الوصول إلى حل عالمى لتوفير التمويل لهذه الدول كى تستمر فى الحياة والمعايشة.
أشار «علام» إلى أن استمرارية البشر مرتبطة باستمرارية الكائنات الحية أى التنوع البيولوجى، ولابد من التحول للطاقة الشمسية وطاقة المياه والرياح كى تصبح البيئة نظيفة ومنخفضة فى التلوث وهو ما يحافظ على البيئة والتنوع البيولوجى للكائنات الحية داخلها.
وأوضح أن هناك معاناة مما يطلق عليه «الظواهر الجامحة شديدة التأثير» وهى الأتربة المغطاة على الطريق والشمس الشديدة المسببة للتعرض للإصابة بضربة الشمس، حيث إن درجة الحرارة الشديدة أو المنخفضة سواء فى فصل الصيف أو الشتاء تؤثر على التنوع البيولوجى بشكل كبير.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التنوع البيولوجى تغير المناخ حماية البيئة تطوير المحميات التنوع البیولوجی التنوع البیولوجى الکائنات الحیة على التنوع من خلال أن مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
البيئة أبوظبي تفوز بجوائز الحوكمة الرشيدة العالمية
حصدت هيئة البيئة – أبوظبي جائزتين من جوائز الحوكمة الرشيدة العالمية لعام 2025 التي تقدمها سنوياً مؤسسة "كامبريدج آي إف إيه" البريطانية، لتصبح بذلك أول جهة حكومية في الإمارة تنال هذا التكريم الدولي المرموق تتويجاً لتميزها في مجال الحوكمة.
وفازت الهيئة بجائزة القيادة في الحوكمة المستدامة، تقديراً لجهودها في دمج مبادئ الاستدامة ضمن أطرها التنظيمية والتشغيلية، بالإضافة إلى جائزة التميز في الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG)، التي تؤكد ريادة الهيئة في تبني هذا النهج ضمن استراتيجياتها وعملياتها وقراراتها.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي إن حصولهم على هذا التقدير الدولي يعد إنجازاً يضاف إلى مسيرتهم الرائدة في مجال الحوكمة المستدامة والتميز في اتباع المعايير العالمية ضمن إطار الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ما يؤكد تفاني فرق العمل لديهم، وقوة أنظمتهم، وثقتهم أن الحوكمة الرشيدة هي الأساس لتحقيق أثر بيئي مستدام، مؤكدة الحرص على المضي قدماً في التزامهم بتعزيز قيم المسؤولية المجتمعية لخدمة الإنسان والكوكب معاً.
وتُمنح جائزة القيادة في الحوكمة المستدامة تقديرًا للجهات المتميزة التي أثبتت ريادتها في مجالات الحوكمة، والتزمت بالمعايير الأخلاقية، وعززت النزاهة والإنصاف والمساءلة ، بالإضافة إلى الالتزام بالمسؤولية البيئية والاجتماعية من خلال ممارسات مستدامة، وقواعد الحوكمة، والشفافية في إعداد التقارير.
أخبار ذات صلةأما جائزة التميز في الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) فهي تحتفي بالتزام الهيئة بهذا النهج لاسيما إطار الحوكمة المتكامل المدعوم بتسع لجان رسمية، أبرزها لجنة الحوكمة التي تأسست عام 2017 التي تم إعادة تشكيلها في عام 2022، بالإضافة الى قيام الهيئة بقياس نضج الحوكمة المؤسسي لديها و التي بلغت نسبته 79.3%، وتطوير عدة سياسات مثل سياسة مكافحة تضارب المصالح وسياسة الاحتيال، وحصولها على عدد من شهادات الجودة العالمية(الآيزو)، وتعمل الهيئة حالياً للحصول على شهادة آيزو37000 للحوكمة المؤسسية.
أُقيم حفل تقديم الجوائز السنوي العاشر، في بروناي ضمن فعاليات قمة الحوكمة الرشيدة العالمية، بمشاركة شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم.
وتسلّم الجائزتين نيابة عن هيئة البيئة -أبوظبي، المهندس سالم البريكي، رئيس لجنة الحوكمة ومدير إدارة النفايات والسيدة عائشة الكتبي، مديرة مكتب التخطيط الاستراتيجي، حيث شارك المهندس سالم البريكي أيضاً في جلسة حوارية على هامش القمة بعنوان "تحويل الحوكمة لمواجهة الأولويات العالمية في الصحة والبيئة".