شبكة انباء العراق:
2025-12-02@19:35:27 GMT

جمهور يصفق مرة ويلعن مرة

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

لدينا في العراق تراكمات اجتماعية ثقيلة، ونعاني من توجهات سياسية خطيرة تسعى للاستحواذ على عقل المواطن وتشفيره. نستعرضها هنا باختصار:

التجهيل: لم تخطط معظم الكيانات لخلق إنسان يفكر، بل خلق جمهور يصفق، ويقدم لهم فروض الولاء والطاعة. جمهور متقلب في توجهاته. تارة معهم وتارة مع خصومهم.

يصفق مرة ويلعن مرة، لكنه عاجز عن تقرير مصيرة. الخوف من وعي الجماهير: أكثر ما يكرهونه هو المواطن الواعي المثقف. يكرهون فيه جرأته وحماسه، ويبغضون قدرته على التفكير بشكل مختلف عنهم. . التشفير: معظم الاحزاب ترى ومنذ سنوات انها لا تمتلك زمام السيطرة على المواطن القروي أو البدوي إلا إذا أقنعته بأنه سلبي وبائس ومتخلف وغير قادر على تحديد خطواته المستقبلية. . ⁠الادمان على الخطأ: المشكلة الأخرى ان المجتمعات الجنوبية دأبت على تكرار ارتكاب الأخطاء، واصرت على مشاهدة الفيلم الانتخابي نفسه بانتظار ان ترى نتائج مختلفة. . ⁠مغنية الحي لا تُطرب: ودأبت أيضاً على التشكيك بمواهب كل كفوء ومجتهد، بينما انشغلت الشعوب من حولنا برعاية الأجيال الواعدة وتشجيعهم ومؤازرتهم. .
ربما تنطبق علينا حكاية المجنون الراقد في مستشفى الأمراض العقلية، عندما سأله الطبيب: في أي يوم نحن ؟. فأجاب: السبت. .
سأله الطبيب: وماذا عن غد ؟. . رد المريض: سيكون السبت أيضاً. . فقال الطبيب: ومتى يأتي الأحد ؟. . أجاب المريض: سوف يأتي عندما يختلف اليوم عن الأمس، أو عندما نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، أو عندما تكون عدالة اليوم أفضل من عدالة الأمس. حينها فقط، أيها الطبيب، سيأتي الغد. .
هناك سببان تجعلنا نفقد الثقة بمعظم المتحكمين بنا:
اولاً: اننا لا نعرفهم جيداً. .
ثانياً: اننا نعرفهم جيداً. .
وبالتالي ينبغي ان لا يكون حالنا مثل حال ذلك العبد الروماني الذي فاز في المصارعة، فحصل على حريته وحصل على مبلغ من المال، وعندما سألوه: ماذا ستفعل بالمال ؟. . قال لهم: سوف اشتري سيداً يعاملني بلطف. .
كلمة اخيرة: ربما تجرحنا بعض الحقائق لكنها تصحح أفكارنا. . د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الإرتزاق من الدين

#الإرتزاق من #الدين
مقال الإثنين: 1 / 12 / 2025

بقلم: د. #هاشم_غرايبه
قال الإمام الشافعي – رحمه الله – :لأن أرتزق بالرقص أهون عليّ من أن أرتزق بالدين.
الإرتزاق هو طلب الرزق عن طريق إظهار التدين بهدف الإستفادة من ارتباط ذلك في الأذهان بالصلاح وحسن الأخلاق، أو تسخير المرء علمه وفقهه في الدين وفق أهواء ومصالح ذوي السلطة والجاه والمال، مقابل النفع منهم.
يطلق البعض على هذه الحالة المذمومة مسمى الإتجار بالدين، لكن جذورهذه التسمية تعود الى ممارسات رجال الكنيسة عندما كانوا يوزعون صكوك الغفران والحرمان، مقابل بدل نقدي أونفعي، وبما أن ذلك ليس موجوداً في الإسلام، فالتسمية الأصح هي الإرتزاق.
أحد الشيوخ كنت أعتبره من الصالحين، لما كان يشاع عنه أنه من ليس من شيوخ السلاطين، لكنه سقط من اعتباري، عندما استمعت لحديث إذاعي له، يقول فيه إننا نعتبر آل البيت هم كل آل هاشم، لذلك يجب علينا الصلاة عليهم.
بالطبع ليس من دافع لهذا التزييف غير التزلف تكسبا وارتزاقا، فأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبا هم زوجاته وبناته، وأما أهل بيته شرعيا فهم كل تقي من أية سلالة أو لون “أنا جد كل تقي”.
لا شك أن الشيخ يعلم أنه لا يجوز لنا أن ندعو بالصلاة على مشرك، لمجرد قرابته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي دعاه للإيمان فرفض، فإذا كان ذلك لا يجوز للنبي فالأحرى أنه لا يجوز لنا، لقوله تعالى: “وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ” [التوبة:114].
إن قولنا عند ذكر اسم النبي “صلى الله عليه وسلم”، جاء تنفيذا لتوجيه الله لنا بذلك: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”، والنص واضح فالأمر مقصور على النبي دون غيره من الرسل، والذين نوقرهم ولكن بلفظ مختلف: “عليهم السلام”، رغم أنه يجوز أن نلحق به آله وأصحابه وحتى كل المسلمين المتبعين لنهجه، تكريما له وليس لذات الملحقين، بمعنى أن الصلاة عليهم بذاتهم ولوحدهم غير جائزة.
وبناء على ذلك فتكريم آل البيت ليس بأشخاصهم ونسبهم الهاشمي، بل بتقواهم، فالله لا يفاضل بين الناس بالنسب بل بالتقوى، بدليل أن بلالاً الحبشي في أعلى عليين، وأبا لهب الهاشمي في أسفل سافلين.
لو عدنا الى تاريخنا لوجدنا أن أهم أسباب الفتن والمصائب وتوقف نهضة الأمة تعود سوء استغلال الرافعة التي ارتقى بها العرب، وهي الدين.
إذ نقلتهم في ثلاثين عاما، من رعاة حفاة، الى رواد العلم والفلسفة، مؤسسين لحضارة إنسانية ارتقت بالإنسان لأول مرة في تاريخ البشرية، حدث ذلك خلال هذه الفترة القصيرة التي اتبعوا فيها الدين، لكنهم لما حولوه تابعا لهم يخدم أغراضهم، تحولت هذه الحضارية الى مثل مسار الحضارات البشرية الأخرى، امبراطورية قوامها المال والسلطان، لذلك آلت الى ما آلت إليه من سبقتها… سادت زمنا ثم بادت.
رافعة الدين كان مفعولها عظيما عندما استعملت في ما وجدت من أجله: ضبط النوازع البشرية في الطمع والإستئثار، لكنها عندما سخرت لخدمة أطماع السلطان وتبرير احتكاره للسلطة، حدث الإضطراب المجتمعي الممهد للسقوط.
قد يتساءل سائل: لكن لماذا الأمر مرتبط بالدين، هنالك أمم ارتقت وسادت من غير دين ولا أخلاق؟.
الإجابة متعلقة بالخصوصية العربية، التي ظلت ركيزتها الثقافية أشعار الحماسة الجوفاء: المديح أوالفخر، فيما الأمم الأخرى رصيدها فكري وفلسفي، لذا جاء الدين بزخمه الفكري الهائل، ليحقق للعرب تفوقا مفاجئا، وللمحافظة على هذا التفوق، كان لا بد من التمسك به.
لكن بعد انقضاء عهد تلاميذ مدرسة النبوة النجباء، واصبحت الدولة مترامية الأطراف، ودخلت ألوان من الترف ورغد العيش، أصبح نوال الحكم مغنما بعد أن كان مسؤولية ثقيلة، لذلك استعان الطامحون للحكم بفقهاء طامعين في عرض الدنيا، ومن هنا بدأ الإرتزاق من العلم الديني.
هكذا بدأ توظيف الدين لتبرير الأطماع بدل أن يؤدي دوره في الحد منها.
وما زال هذا منهج الساسة ورجال الحكم الى اليوم، وسيظلون المعيق الأكبر لهذه الرافعة العملاقة أن تعاود رفع الأمة من جديد، الى أن يقيض الله لهذا الدين من يحرره من بين أيديهم.

مقالات مشابهة

  • من لقب استشاري إلى طلاق وانهيار علاقات عاطفية .. أزمة الطبيب محمد المغربي تضرب السوشيال ميديا
  • كأس العرب.. تغييرات في نظام كسر التعادل تمنح البطولة طابعًا أكثر عدالة واحترافية
  • الإرتزاق من الدين
  • أبو الدهب: علامة استفهام حول عدم اعتراض جمهور الزمالك على اختيارات حلمي طولان
  • محمود أبو الدهب: علامة استفهام حول عدم اعتراض جمهور الزمالك على اختيارات حلمي طولان مثلما حدث مع حسام حسن
  • الرئيس اللبناني: أبلغوا العالم اننا لن نستسلم أو نرحل
  • خداع جمهور السوشيال.. ضبط ناشرى فيديوهات تزعم كشف أغذية فاسدة (إنفوجراف)
  • الطبيب الحياري يجري عملية نوعية لمريض عربي دون ايذاء للعين وقاع الجمجمة
  • 30 نوفمبر(عيد الاستقلال) بين الأمس واليوم..!
  • «عزة الأمس ذلة اليوم» مخطوط من عالم أذربيجاني إلى أهل عُمان