هند عصام تكتب: إيخو وناركيسوس
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
مجدداً قصة جديد لحورية يونانية تدعي إيخو، حورية جبل فاتنة من أشهر الحوريات، إيخو فتاة رائعة الجمال فائقة الحسن، متحدثة لبقة تعرف كيف تدير دفة الحديث تقدر على التأثير بحديثها على من يستمع إليها، طليقة اللسان وبارعة في القول.
عاشت إيخو وسط المروج الخضراء على ضفاف البحيرات والأغادير، كانت مولعة بالحديث مع المار والغادى ومن أقرب المقرَّبات إلى ديانا، كما أولعت بها جونو أيضًا، ولكن ذات يوم وجدت جونو أن إيخو أخرتها عمدًا بحديثها الحلو، بينما كان جوبيتر يلهو مع حوريات أخريات.
ومن ذلك الوقت غضبت جونو من إيخو وأتبرت إنها هي السبب وعاقبت جونو إيخو بأن سلبتها كل قوة لأن تبدأ الكلام، لا تستطيع إيخو إلا أن تجيب عندما يخاطبها شخص ما.
تسبب هذا العقاب في مضايقة إيخو، وأي مضايقة، حتى تَصادَفَ مرورُ شاب جميل اسمه ناركيسوس في الغابة التي بها إيخو، فأحبته إيخو بمجرد أن أبصرته، ولكنه عندما تحدث إليها، كان كل ما أمكنها قوله هو أن تكرر ألفاظه، فظنها تسخر منه، وعمل كل ما في وسعه؛ لكي يتجنبها.
غير أن إيخو كانت تتبعه أينما سار، وحيثما توجه، لم يمكنها الرد على تأنيب ناركيسوس إلا بتكرار الألفاظ التي ينطق بها.
وإذ يئست إيخو أخذت تذوي حتى صارت مجرد صوت فحسب، صوت يؤم الكهوف والصخور والأماكن المنعزلة والمهجورة، حيث تكرر كل ما تسمعه.
ومع ذلك، فلم ينفر ناركيسوس من إيخو وحدها، بل نفر من سائر الحوريات الأخريات؛ إذ ركب الغرور رأسه، فكان يعتقد أنه ما من فتاةٍ تصلح له مهما بلغتْ من الحسن والملاحة.
وأخيرًا تمنت إحدى العذارى أن يعرف ناركيسوس معنى أن يحب ولا يقابل بحبٍّ متبادل، فمنحت هذه الفتاة أمنيتها بطريقةٍ بالغة الغرابة، فذات يوم انحنى ناركيسوس على بركة ماءٍ عذب في الجبل؛ لينهل من مائها البارد الرائق، فلمح صورة وجهه في مائها بين الأمواج، فظنها حورية ماء خجلَى تتدارى من نظراته الغرامية.
فأخذ يتحدث إليها ويبثها لواعج غرامه، وأخيرًا مد يديه ليعانقها، ولكن عبثًا حاول، ومثلما حدث لإيخو ذوَى هو أيضًا ومات.
فخرجت من جسمه زهرة ما زالت تحمل اسمه، هي زهرة النرجس.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
من دلالة اسمه إلى توجهه التبشيري.. 10 أشياء قد لا تعلمها عن البابا ليون الرابع عشر
(CNN)-- الكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست - المعروف الآن بالبابا ليون الرابع عشر - هو أول بابا للفاتيكان من الولايات المتحدة، ويُعرف هذا الرجل، البالغ من العمر 69 عامًا، من شيكاغو، بأنه قائد ذو خبرة عالمية، قضى جزءًا كبيرًا من حياته المهنية مبشرًا في أمريكا الجنوبية، وقاد مؤخرًا مكتبًا قويًا في الفاتيكان لتعيين الأساقفة.
ويمثل انتخابه استمراريةً لبابوية البابا الراحل فرانسيس، ومن المتوقع أن يواصل إصلاحات الأخير للكنيسة، بالإضافة إلى تركيزه على الفقر والمهمشين، إليكم ما يجب أن تعرفوه أيضًا عن البابا الأمريكي الجديد:
وُلد بريفوست في شيكاغو وعمل لمدة عقد في تروخيو في البيرو، ثم عُيّن أسقفًا على تشيكلايو، وهي مدينة بيروفية أخرى، حيث خدم من عام 2014 إلى عام 2023.كان يحظى باحترام كبير من البابا فرنسيس، ووفقًا لمراسل شبكة CNN في الفاتيكان، كريستوفر لامب، كان البابا فرنسيس الراحل "يحترمه ويقدره تقديرًا كبيرًا"، وأن من الواضح أن "البابا فرنسيس رأى فيه شيئًا مميزًا - فقد رآه قائدًا كفؤًا"، والتقى لامب بالبابا الجديد ليون الرابع عشر عندما كان كاردينالًا، وقال إنه التقى "شخصًا عميق التفكير، وشخصًا متزنًا للغاية"، وبشكل عام، كان متواضعًا.عضو في الرهبنة الأوغسطينية، فالبابا ليو عضو في الرهبنة الأوغسطينية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وقاد الرهبنة لأكثر من عقد من الزمان بصفته رئيسها العام، واستغل البابا الجديد تصريحاته الأولى ليؤكد أنه ابن القديس أوغسطينوس، مقتبسًا عبارته الشهيرة: "أنا أسقف بالنسبة لك، ومعك، أنا مسيحي"، وهذا يعكس فكرة أن جميع أفراد التسلسل الهرمي للكنيسة - من القادة إلى الأعضاء العاديين - يسيرون معًا.يتمتع بخبرة قيادية واسعة، إذ عيّنه البابا فرنسيس رئيسًا لدائرة الأساقفة، المسؤولة عن تقييم المرشحين لمنصب الأساقفة وتقديم توصيات بشأن التعيينات الجديدة، كما شغل منصب رئيس اللجنة البابوية لأمريكا اللاتينية.لديه توجه تبشيري: قال بريفوست في مقابلة مع فاتيكان نيوز بعد توليه منصبه القيادي في روما: "ما زلت أعتبر نفسي مبشرًا، رسالتي، كرسالة كل مسيحي، هي أن أكون مبشرًا، وأن أنشر الإنجيل أينما كنت"، وقال في مقابلة أخرى إن فترة إقامته في بيرو كانت التجربة الحياتية الأكثر تأثيرًا عليه.هو أيضًا مواطن بيروفي، ليو مواطن مزدوج الجنسية، أمريكي وبيروفي، إذ حصل البابا المولود في أمريكا على الجنسية البيروفية في أغسطس/ آب 2015، وفقًا لسجل الهجرة الوطني في بيرو، ووصف الرئيس البيروفي، دينا بولوارت، انتخابه بأنه "لحظة تاريخية للبيرو والعالم".يعكس اسمه البابوي التزامه تجاه الفقراء، إذ كان البابا ليو الثالث عشر، آخر بابا حمل اسم ليو، بابا مناصرًا للفقراء ومدافعًا عن العمال، وكان ليو الثالث عشر، الذي تولى منصب البابا من عام 1878 إلى عام 1903، شديد التركيز على حقوق العمال والعقيدة الاجتماعية الكاثوليكية، لذا فإن اختيار هذا الاسم للبابا الجديد يُمثل رسالة قوية.يُنظر إليه على أنه مُوَحِّدٌ وسطي، وهو يتفق مع البابا فرنسيس في توجه الكنيسة وفي عملية تعزيز كنيسة عالمية أكثر شمولاً، ولكن من المتوقع أن يقود كرجل مستقل، ومن المتوقع أن يميل إلى نهج أكثر تقدمية في القضايا الاجتماعية كالهجرة والفقر، ولكنه أكثر انسجامًا مع المعتدلين في القضايا الأخلاقية المتعلقة بالعقيدة الكاثوليكية، ولكي يحصل على أغلبية الثلثين في مجمع الكرادلة، كان عليه أن يحظى بقبول واسع، حتى بين الأعضاء الأكثر اعتدالًا أو المحافظين.درس الرياضيات وحصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة فيلانوفا في بنسلفانيا، ثم حصل على دبلوم في اللاهوت من الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي في شيكاغو، وأُرسل في النهاية إلى روما لدراسة القانون الكنسي، وفي وقت لاحق من حياته المهنية، درّس القانون الكنسي في المعهد اللاهوتي في تروخيو، بيرو.من مُحبي التنس، إذ قال بريفوست في مقابلة مع الرهبانية الأوغسطينية بعد فترة وجيزة من رسامته كاردينالًا: "أعتبر نفسي لاعب تنس هاوٍ تمامًا، منذ مغادرتي بيرو، لم تُتح لي سوى فرص قليلة للتدرب، لذا أتطلع للعودة إلى الملاعب"، وأضاف أنه في أوقات فراغه يُحب القراءة والمشي والسفر إلى "أماكن جديدة ومتنوعة".