تتزايد التحركات المصرية في السودان بشكل ملحوظ تحت شعارات دعم الاستقرار والحفاظ على وحدة الأراضي السودانية لكن القراءة المتأنية للمشهد تكشف عن أبعاد استراتيجية تتجاوز الدعم المعلن لتدخلات تمثل خرقاً واضحاً للسيادة السودانية هذه التحركات التي تصبغها مصر بالصبغة الدبلوماسية تستبطن أهدافاً سياسية واقتصادية وأمنية تسعى من خلالها إلى فرض نفوذها على السودان واستغلال الأزمة الداخلية لتحقيق مكاسب إقليمية

البيان المشترك الصادر عن مصر وإريتريا والصومال يكشف بوضوح عن نوايا تتجاوز المعلن في تعزيز التعاون الإقليمي إلى ما يمكن اعتباره تدخلاً غير مبرر في الشأن السوداني تحت ذريعة الحفاظ على وحدة الأراضي السودانية والدفاع عن مؤسساتها الوطنية البيان الذي يروج لأهداف التعاون الأمني والدعم الفني يتجاهل تعقيدات الواقع السوداني ومطالب أطراف النزاع بالحل السياسي الداخلي ويؤكد على دعم جيش البرهان بكتائب البراء الداعشية بشكل مباشر ما يعكس انحيازاً واضحاً يعمق الانقسامات ويهدد بتفاقم الأزمة

الاجتماعات المتكررة التي تعقدها القاهرة مع أطراف إقليمية تحت مزاعم تعزيز الأمن والتعاون لا تعدو كونها محاولات لتمهيد الطريق لتدخلات أكثر عمقاً في الشأن السوداني ؛ وفي وقت يحتاج فيه السودان إلى حلول داخلية وسودانية خالصة تتجاهل مصر بشكل واضح مطالب الأطراف السودانية في الحوار الوطني وتوجه طاقاتها لدعم جيش البرهان كمحاولة لاستعادة السيطرة لصالح حلفائها داخل السلطة

يبدو واضحاً أن الدور المصري في السودان ليس إلا امتداداً لاستراتيجية أوسع تسعى من خلالها القاهرة إلى تأمين مصالحها الاقتصادية والتحكم في ملف النيل الذي يمثل أولوية استراتيجية لها وهذه الحسابات تجعل من التدخل المصري في السودان خطوة محفوفة بالمخاطر تهدد ليس فقط الاستقرار السوداني بل أيضاً الأمن الإقليمي بأكمله

إصرار مصر على لعب هذا الدور الأحادي يعكس تجاهلاً تاماً للأصوات السودانية التي تطالب بحل سياسي داخلي يراعي مصالح الشعب السوداني بدلاً من أن فرض حلول خارجية عليه تخدم أجندات إقليمية ودولية وبات واضحاً أن تحركات القاهرة في السودان ليست إلا محاولة لبسط هيمنتها على المنطقة تحت ستار دبلوماسي زائف يعجز عن إخفاء أطماعها الحقيقية

lanamahdi1st@gmail.

com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

كامل إدريس الطيب رئيس الوزراء السوداني

كامل إدريس الطيب سياسي وأكاديمي ودبلوماسي سوداني بارز. وُلد في 26 أغسطس/آب 1954 بمدينة أم درمان. شغل منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) بين عامي 1997 و2008. وفي 19 مايو/أيار 2025، عين رئيسا لمجلس الوزراء السوداني.

المولد والنشأة

ولد كامل الطيب إدريس عبد الحفيظ في 26 أغسطس/آب 1954 في مدينة أم درمان، إحدى المدن الثلاث المشكلة للعاصمة الخرطوم.

ينحدر من أسرة نوبية تنتمي إلى قرية الزورات الواقعة شمال دنقلا في الولاية الشمالية في السودان.

والده هو الطيب إدريس عبد الحفيظ، ووالدته هي أمونة حاج حسين محمد جمعة، وهو متزوج من الدكتورة عزة محيي الدين أحمد مبروك، ولهما 5 أبناء هم: محمد ودينار وداليا ودعد ومؤمن.

نشأ في بيئة تقليدية محافظة، وتلقى تعليمه الأولي في السودان، متأثرا بالقيم الثقافية والدينية لمجتمعه المحلي.

الدراسة والتكوين العلمي

بدأت رحلة كامل إدريس التعليمية بحصوله على شهادة الثانوية العامة بتفوق، ثم التحق بجامعة القاهرة-فرع الخرطوم وفيها نال بكالوريوس الفلسفة بمرتبة الشرف، وبعدها انتقل إلى جامعة الخرطوم، وحصل على البكالوريوس في الحقوق.

ولم يتوقف عند ذلك، بل سعى لتوسيع آفاقه الأكاديمية، فحصل على دبلوم في الإدارة العامة بامتياز من معهد الإدارة العامة في الخرطوم.

وتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال دراساته العليا، فحصل على ماجستير في الشؤون الدولية من جامعة أوهايو، واحتل الرتبة الأولى في دفعته، ثم أكمل دراسته في أوروبا، ونال درجة الدكتوراه في القانون الدولي من المعهد العالي للدراسات الدولية بجامعة جنيف، بتقدير امتياز، عن أطروحة بعنوان "دراسة حول المعاهدة المنشئة لمنطقة التجارة التفضيلية لدول شرق وجنوب أفريقيا".

إعلان

لم تقتصر دراساته على هذه الدرجات الأكاديمية، بل واصل تعميق معرفته في مجالات متعددة، فشارك في دراسات تكميلية في الاقتصاد الدولي والتاريخ الدولي والعلوم السياسية والقانون الدولي للتنمية والقانون الدولي للملاحة والقانون الدولي للنظام المالي والبنكي، وذلك في المعهد العالي للدراسات الدولية في جنيف.

التجربة السياسية والعملية

كان كامل إدريس ناشطا في الحركة الطلابية والسياسية في السودان أثناء سنوات دراسته الجامعية، وبعد ذلك بدأ العمل مع مؤسسات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، خاصة في مجال الاستشارات القانونية وقضايا الملكية الفكرية.

كذلك عمل في مجال التحكيم الدولي، وساهم في تقديم حلول عملية ودبلوماسية لكثير من النزاعات التجارية والدولية.

وفي عام 2000، تولى رئاسة المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، وعمل على تطوير العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.

ترأس أيضا الاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة (أوبوف)، وهو منظمة تركز على تطوير الأنظمة القانونية لحماية النباتات والمزارع.

وكان له دور بارز في محافل دولية أخرى تتعلق بمكافحة الجرائم الاقتصادية، وساهم في تطوير التشريعات الدولية لمحاربة الفساد.

وساهم في العديد من الهيئات الاستشارية الدولية التي ساعدت في صياغة التشريعات والقوانين الدولية الخاصة بالتجارة وحماية البيئة.

وفي 2010، أعلن ترشحه للرئاسة في السودان مرشحا مستقلا، وقدم برنامجا تحت شعار "إنسان السودان أولا"، ودعا إلى بناء دولة مدنية تقوم على سيادة القانون، واستقلال القضاء والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، لكنه خسر السباق نحو الرئاسة.

وفي 19 مايو/أيار 2025، عينه رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان في منصب رئيس وزراء السودان.

وجاء تعيين كامل إدريس بعد فترة من الفراغ الحكومي عقب استقالة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك في أغسطس/آب 2021، إثر إجراءات سياسية اتخذها الجيش في أكتوبر/تشرين الأول 2021.

إعلان

وفي تلك الفترة نفسها جرت مشاورات داخلية وخارجية لتعيين شخصية توافقية تقود المرحلة الانتقالية، وكان اسم كامل إدريس من بين الأسماء المطروحة.

الوظائف والمسؤوليات المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) من نوفمبر/تشرين الثاني 1997 حتى سبتمبر/أيلول 2008. الأمين العام للاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة (أوبوف). عضو لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة. أستاذ الفلسفة والقانون بجامعات القاهرة وأوهايو والخرطوم. رئيس مجلس الوزراء السوداني (19 مايو/أيار 2025).

مقالات مشابهة

  • واشنطن تفرض عقوبات جديدة على السودان بسبب أسلحة كيميائية والحكومة السودانية ترد ببيان ساخن وتكذب إتهامات
  • السوداني: العراق يخطو بشكل متسارع نحو الانتقال للطاقة النظيفة والمتجددة
  • التربية: امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة في موعدها
  • خريطة حديثة توضح مواقع سيطرة الحكومة السودانية
  • قاضٍ فيدرالي أمريكي يمنع الإفراج عن مهاجرين تم ترحيلهم بشكل مفاجئ إلى جنوب السودان
  • كامل إدريس الطيب رئيس الوزراء السوداني
  • احتجاجات في لندن تُندد ب استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية
  • الجيش السوداني يقترب من إعلان السيطرة على الخرطوم بشكل كامل
  • الجيش السوداني: نقترب من إعلان السيطرة على ولاية الخرطوم بشكل كامل
  • الجيش السوداني يعلن السيطرة على ولاية الخرطوم بشكل كامل