جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@16:41:11 GMT

أصداء الخطاب السامي (1)

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

أصداء الخطاب السامي (1)

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

يلفت انتباه أي متابع للخطابات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ توليه مقاليد الحكم قبل خمس سنوات، اهتمامه البالغ والمستمر وحرصه على تحقيق الهوية الوطنية العُمانية، والحفاظ على الموروث الأخلاقي والقيمي والسلوكي للمجتمع العُماني، وهذا يأتي من إدراك جلالته- أعزه الله- بأنَّ انطلاق أي أمة لا بُد أن يكون مبنياً على أساس أخلاقي وقيمي قوي وأساس متين؛ فالدول التي تعتمد على أسس غير أخلاقية لا بُد وأنها ستنهار يومًا ما.

وتأتي توجيهات جلالته السامية في إطار تبني سياسات وبرامج تعزز القيم الأخلاقية والانتماء الوطني والتي لا بُد أن تكون عملية مشتركة بين المؤسسات جميعها وليس جهة مُعينة دون غيرها خاصة مؤسسات المجتمع المدني والأسرة والمسجد والمدرسة وغيرها من المؤسسات التي يفترض عليها واجب أخلاقي وقيمي يتم إيصاله إلى الأجيال الحالية والمُستقبلية.

والهوية الوطنية العُمانية تُمثل مزيجًا فريدًا من القيم والتقاليد والمبادئ التي ورثها العُمانيون عبر الأجيال والتي تتجسد في عاداتهم وتقاليدهم وأفكارهم الراسخة، وقد أدرك جلالة السلطان هيثم أهمية هذا الأمر، فبرزت من خلال خطاباته السامية إشارة واضحة إلى التحديات التي تُواجه المجتمع العُماني، والتي تتعلق بالهوية والأخلاق والتربية والبنية الاجتماعية المتماسكة، ويبدو أنَّ هذه التحديات ليست فريدة لعُمان، بل هي سمة مشتركة بين المجتمعات التي تواجه متغيرات العصر الحديث.

إنَّ الخطاب السامي في يوم 11 يناير 2025، يبرز ضرورة خلق توازن بين المحافظة على الموروث الاجتماعي والانفتاح على العالم، وأن هذا التوازن لا يعني التفريط في الهوية أو الشخصية العُمانية، بل يُعزز من قدرة المجتمع على التفاعل مع التغيرات العالمية دون المساس بجوهره، وهذا التوجه يعد ضروريًا في عالم يتجه نحو العولمة؛ حيث يتعين على المجتمعات الحفاظ على خصوصياتها الثقافية في ظل الانفتاح على الثقافات الأخرى.

وحقيقة أننا كعُمانيين نمتلك الكثير من المعطيات التي تؤهلنا للحفاظ على الهوية العُمانية ومن ضمن هذه المعطيات وجود تراث مادي وشفوي وتاريخي كبير يجعلنا نملك القدوات السامقة والعالية، فيكفينا مثلًا رواية قصص الشخصيات التاريخية العُمانية وإنجازاتها لتعزيز الهوية الوطنية من الجانب التاريخي؛ إذ إن وجود القدوات والشخصيات البارزة يغرس في نفوس الشباب روح الطموح والإلهام ويحفز الشباب على المساهمة في الحفاظ على تراثهم والعمل على تطويره، دون فقدان أصالته، فالموروث الثقافي والتاريخي ليس مجرد إرث للماضي، بل هو مصدر إلهام للحاضر والمستقبل فهو يُعزز الروابط الاجتماعية، ويوفر للأفراد شعورا بالاستقرار النفسي والأمان الاجتماعي.

إنَّ الهوية الوطنية العُمانية ليست مجرد مفهوم يدرس في الكتب، وليست مجرد تاريخ يروى ويحكى، بل هي مستقبل يبنيه أبناء كل وطن وواقع يعاش ويمارس بشكل يومي، وفي ظل التحديات المعاصرة، يبقى الإصرار على تعزيز الهوية والتمسك بالقيم الأصيلة هو السبيل للحفاظ على النسيج الاجتماعي المتماسك، كلما نجح العُمانيون في التمسك بهويتهم، زادت قدرتهم على مواجهة التحديات والمساهمة في بناء مُستقبل مشرق لعُمان.

إنَّ الحفاظ على هذا الإرث العُماني والحضاري والاعتزاز به هو واجب على كل عُماني، لضمان استمرارية القيم والمبادئ التي شكلت أساس المجتمع العُماني المتماسك، وتحت قيادة جلالة السلطان المُفدّى يبدو المستقبل واعدًا؛ حيث يجتمع الماضي والحاضر لخلق غدٍ أفضل لعُمان.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدرسة عمر بن الخطاب تحصد لقب بطولة المملكة لتنس الطاولة لطلاب دور القرآن

صراحة نيوز- اختتمت اليوم الخميس منافسات بطولة المملكة لتنس الطاولة لطلاب دور القرآن والمدارس الشرعية، التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في صالة اللجنة البارالمبية بمدينة الحسين للشباب، بمشاركة 160 لاعباً يمثلون 54 فريقاً.

ورعى، مندوباً عن أمين عام وزارة الأوقاف، مساعد الأمين لشؤون المديريات/ مدير التعليم الشرعي الدكتور حاتم سحيمات، حفل الختام الذي شهد وصول فريقي مدرسة عمر بن الخطاب الشرعية في إربد، ودار القرآن في مسجد سعد بن معاذ بعجلون إلى المباراة النهائية، والتي انتهت بفوز فريق مدرسة عمر بن الخطاب.

وأكد سحيمات حرص وزارة الأوقاف على تنظيم الفعاليات الرياضية لتنمية القدرات الفنية ورفع المستوى التنافسي لطلبة المدارس الشرعية ودور القرآن الكريم، واستثمار أوقاتهم بما يعزز مهاراتهم، إضافة إلى دعمهم في مسيرة تعليم وحفظ كتاب الله.

وأشار إلى الدعم الكبير الذي تقدمه الوزارة، ممثلة بوزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة، للأنشطة الرياضية والثقافية التي تنظمها مديرية التعليم الشرعي، ما أسهم في تحقيق نتائج مميزة للطلبة، مثمناً في الوقت ذاته جهود اللجنة البارالمبية والمشرفين على دور القرآن في إنجاح البطولة.

وفي ختام الفعالية، توّج سحيمات الفريقين الفائزين بكأسي المركزين الأول والثاني، كما كُرّم أمين عام اللجنة البارالمبية الدكتور عمر الهنداوي واللاعبون الفائزون والمشاركون والمشرفون بالميداليات.

وضم فريق مدرسة عمر بن الخطاب اللاعبين: عثمان جرادات، محمد الحايك، يزن العمري، والمشرف محمد انجادات. فيما ضم فريق مسجد سعد بن معاذ: محمود الشويات، محمد عنانبه، محمود بعاره، والمشرف عمر الشويات

مقالات مشابهة

  • "الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الهند" تُعيد رسم ملامح الاقتصاد العُماني
  • «الوطني الاتحادي» يستقبل وفد «الشورى العُماني»
  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • باحث قانوني: بعض الموظفين بمكاتب السجل المدني حوّلوا الهوية الوطنية إلى سلعة تباع وتُشترى
  • الرئيس العراقي السابق يتولى منصب المفوض السامي لشئون اللاجئين
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض رؤى وطموحات الهوية الوطنية
  • البذاءة بوصفها إستراتيجية جمالية للمقاومة وتفكيك السلطة
  • مدرسة عمر بن الخطاب تحصد لقب بطولة المملكة لتنس الطاولة لطلاب دور القرآن
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يكشف ملامح شخصية عمر بن الخطاب قبل إسلامه