من المعاش إلى البستان.. سيد يفتش عن عشقه القديم في عالم النباتات| صور
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على جانب الطرق المزدحمة، حيث يلتقي الإنسان بعناصر الطبيعة في تناغم رائع، تبرز المشاتل الصغيرة كجزء من الجمال الذي يعم الفضاءات المحيطة، فهي ليست مجرد محطات بيع للنباتات، بل هي معارض حية تروي قصة الطبيعة بألوانها الزاهية وروائحها العطرة، وتقدم للمارة فرصة لاقتناء لمسات من الجمال الطبيعي، حيث تنبثق النباتات والخضرة بمظهرها الهادئ الخلاب وسط زحام السيارات والطريق لتمثل نافذة طبيعية تضفي جمالًا وسحرًا من نوع خاص.
بعد سنوات طويلة من العمل الوظيفي، قرر "سيد" أن يحقق حلمه الذي طالما شغلته عنه ضغوطات الحياة العملية، ففور تقاعده عن العمل، اختار أن يخصص وقته لزراعة النباتات الطبيعية والورود، ويعيش في وسط الطبيعة الخلابة التي تمنحه راحة نفسية لا مثيل لها، فقد وجد في زراعة النباتات متنفسًا له من ضغوط الحياة اليومية، حيث أصبح يقضي أكثر من نصف يومه بين الزهور والصبارات التي يعتني بها بعناية وحب، كما يستمتع بزراعة مجموعة متنوعة من النباتات الطبيعية التي تنمو في مختلف الفصول، ويعطي اهتمامًا لزراعة الورود بألوانها الزاهية التي تضفي جمالًا واسترخاء.
محررة البوابةيقول "سيد" الذي يدير مشتلًا صغيرًا على جانب الطريق، أنه بدأ هذا المشروع بهدف تحقيق دخل إضافي واستغلال المساحات الفارغة بجانب الطريق، وأضاف أن المشتل يضم مجموعة واسعة من النباتات، بدءًا من الزهور ذات الألوان الزاهية التي تضفي بهجة على أي مكان توضع فيه، وصولًا إلى الأشجار الصغيرة التي يمكن استخدامها في تزيين الحدائق المنزلي، موضحًا أن الكثير من المارة يتوقفون عند المشتل لجمال ترتيبه وألوان النباتات التي تجذب الأنظار، حيث يختار البعض الزهور لتزيين منازلهم أو مكاتبهم، بينما يفضل آخرون شراء الأشجار الصغيرة للاستفادة منها في تحسين البيئة المحيطة بهم، مؤكدًا أن النباتات ليست فقط وسيلة لتجميل الأماكن، بل لها دور مهم في تنقية الهواء وتحسين الحالة النفسية للأشخاص.
وأشار "سيد" إلى أن أسعار النباتات تبدأ من جنيهات قليلة للزهور الصغيرة، بينما تصل إلى مئات الجنيهات للأشجار الكبيرة والنادرة، وهذا التنوع في الأسعار يجعل المشاتل الصغيرة وجهة متاحة لكل فئات المجتمع، سواء كانوا يبحثون عن الجمال أو الاستثمار في الزراعة، وأوضح أنه يأمل إلى اهتمام الأجيال القادمة بالنباتات الطبيعية وإعادة الانسجام مع الطبيعة بدلًا من الأشجار الصناعية، وأضاف أنه يقوم بعمل ورش تدريبية صغيرة لتعليم الناس كيفية العناية بالنباتات وتنسيق الحدائق، مؤكدًا أن النباتات ليست مجرد تجارة، بل هي شغف ورسالة لنشر الجمال والمحافظة على البيئة، مؤكدًا أن هذه الهواية منحته حياة جديدة مليئة بالهدوء والاسترخاء، ويأمل أن يكون قادرًا على مشاركة تجربته مع الآخرين، داعيًا الجميع لتخصيص وقت للطبيعة التي تمنحنا الطاقة والتجدد.
وفي حديثه عن إقبال المواطنين، أشار "سيد" إلى أن الزهور تحظى بشعبية كبيرة بين عشاقها، الذين يعتبرونها تعبيرًا عن الفرح والسعادة في مختلف المناسبات، كما أضاف أن هناك فئة كبيرة من محبي النباتات يعتبرون هذه الزهور جزءًا من عائلاتهم، ووأوضح نباتات الفل والياسمين ومسك الليل والريحان والورد البلدي، ما زالت تحظى برواج كبير خاصة في فصل الصيف، كما يشهد الطلب ارتفاعًا على نباتات الظل التي تتحمل الظروف المناخية الصعبة، مما يجعلها مثالية لتزيين المنازل، موضحًا أن أسعار الزهور والنباتات مناسبة لكافة الطبقات الاجتماعية، حيث تبدأ من 10 جنيهات للزهور الصغيرة مثل الفل والياسمين، وتزداد مع نباتات الظل التي تبدأ من 150 جنيهًا، كما تتفاوت أسعار بويكهات الورود المستخدمة في الأفراح حسب جودتها وندرتها، ووفيما يتعلق بطموحاته المستقبلية، أكد أنه يتمنى تطوير هذه المهنة لتكون أكثر حيوية وابتكارًا، بما يتناسب مع جمال المناخ المصري وجودته الملائمة لكل النباتات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الورود الطبيعة الخلابة تنسيق الحدائق
إقرأ أيضاً:
من قلب الجدار القديم .. نافذة مفتوحة على إنسانية بلا حدود
في مساحة فنية ضمن معرض للصور المتصورة بالمحمول ، خطفت إحدى الصور المعلّقة الأنظار بقدرتها على تجسيد روح الحياة البسيطة في لحظة عميقة وهادئة.
تنقل الصورة مشهداً نابضاً بالواقعية لامرأة تطل من نافذة بيت تقليدي، في لقطة تنضح بالعفوية والدفء الإنساني.
تبدو الشخصية في الصورة غارقة في تفاصيل يومية صغيرة، يديها تمتدان نحو قطعة قماش تتدلّى من حبال الغسيل، بينما ينساب الضوء على الجدار الطيني القديم ليصنع لوحة تجمع بين البساطة وطيبة القلب .
ما يلفت الانتباه هنا ليس المشهد في حد ذاته، بل الروح الهادئة التي تنبعث من الصورة، وكأنها لحظة التقطتها الحياة قبل أن تلتقطها الكاميرا.
يُشيد الزوار بهذه اللقطة لما تحمله من صدق شديد؛ فهي ليست مجرّد صورة، بل حكاية تختزل علاقة الإنسان بمكانه، وتبرز جانباً أصيلاً من الحياة في البيوت الشرقية. النافذة المفتوحة، الجدران القديمة، ضوء الشمس الذي يعانق الظلال، كلها عناصر تجعل الصورة أقرب إلى مشهد سينمائي مكتمل، لكنها تحتفظ بروحها الخام دون أي تكلّف.
اختيار هذه الصورة لعرضها في معرض دولى لهواوى العالمية يعكس رغبة القائمين على المعرض في تقديم أعمال تلامس الإنسان قبل أن تدهشه تقنياً. فهي تذكّر المشاهد بأن الجمال الحقيقي قد يوجد في لحظة عابرة، في حركة يومية بسيطة، أو في نظرة شاردة تحمل ما هو أعمق من الكلمات.
بهذه التلقائية التي لا تُصطنع، نجحت الصورة في أن تكون واحدة من أكثر الأعمال تأثيراً في المعرض، لأنها ببساطة تُعيد تعريف الفن بوصفه مرآة للحياة، لا تحتاج سوى لعين صادقة تلتقطها.