هناك أحاديث تثار حول مسألتين، الأولى نوع العقوبة المفرطة حين تخرج عن القانون وتتسم بالانتقام، والثانية وجود مجتمعات من ضمن مجتمعات ولاية الجزيرة قد تطالها خصوصا عقوبات أكثر من غيرها بشكل جماعي فيما يسمى بمجتمع الكنابي. هذه نقاط حول الموضوع:
أولا: لابد من الحسم القاسي في الميدان لهؤلاء الذين يحملون السلاح في وجه المواطنين وفعلوا فيهم كل الجرائم، كل من لا يزال يحمل السلاح هناك ويروع المواطنين ويسرق ويقتل يجب حسمه بقوة دون تردد.

ثانيا: كل من سلم أو أسر ويعلم الناس أنه من المليشيا ومن اللصوص يجب أن تكون هناك ترتيبات واضحة لمعاملته كمجرم يحاكم بالقانون. يجمعوا في جماعات ويرسلوا لمحاكمة عاجلة وتؤخذ شهاداتهم لمحاكمات تطال القيادات والمليشيا ككل.

ثالثا: من الخطأ تصور قضية الكنابي كقضية اجتماعية لمجمتعات غريبة على المكان، هذه مجتمعات قديمة بعمر المشروع وقطنت بسياسات سكانية استعمارية طالت كل القرى وأنشأت ال camps لعمال زراعيين ومنها جاء اسم الكمبو، هذه السياسات نفسها طالت القرى مع سياسات للملكية وتوزيع القرى وفق خريطة المشروع. هذا الواقع ومنذ مدة طويلة اتخذ طابع جديد مع تغيرات المشروع نفسه وتغير نمط المعيشة وغيرها مما يطول شرحه، على أي حال هناك قرى وتجمعات تتساكن وبينها علاقات جديدة والكنبو لم يعد ذلك المعنى القديم بل هو قرية أخرى بكل المعنى.

رابعا: يعلم الناس وجود متعاونيين وشخصيات كثيرة تعاونت مع المليشيا وتورطت معها وقد تكون في الكنابي أو في أماكن أخرى، من المهم محاسبة هؤلاء وكشفهم وهذا يحتاج عمل أمني واستخباراتي لكن دون تجاوز ودون تعدي على الحقوق، مع الأخذ في الاعتبار أن تعريف التعاون نفسه قد يكون نوع من الاضطرار تحت التهديد.

خامسا: أنا على ثقة تامة بأن غالب المتحركين في الميدان على وعي كبير بهذه الحقائق، لكن المشكلة توجد في مستويين فقط:
الأول: بعض التجاوزات التي تحدث في الواقع وتصور بالفيديو، قد تثير الفتن بعد أن تنتشر وتعمم على الكل، في حين أن الغالب هو الالتزام والانضباط. يجب حل هذه المشكلة ويجب على قيادات المستنفرين بذل الجهد أكثر.

الثاني: خطابات بعض السياسيين العنصريين وبعض المحسوبين على خطاب الحركات المسلحة القديم، هناك من العنصريين الجدد من يرغب في إشعال الفتنة وفتح ملف المجتمعات في الكنابي، دون الأخذ في الحسبان ما وصفناه بالتحولات وأننا أمام قرى توجد هنا ربما لأكثر من ثلاث أجيال. هذا خطاب عنصري وجاهل ومخرب للبلاد.

أما خطابات بعض الناشطين المحسوبين على الحركات المسلحة ولا نقول كلهم، فهي تبدو من ترسبات (لوثة السودان الجديد) القديمة، أو رغبة براغماتية في التكسب السياسي وتصوير أنفسهم كحاملين لقضايا هذه المجتمعات، في الحقيقة وموضوعيا لا توجد (علاقة خصوصية) بين الحركات المسلحة وبين مجتمعات الكنابي، لا يعرفونهم أصلا إلا في ظل تلك العلاقة العامة التي تجمعنا كلنا كسودانيين، بالتالي يجب أن يتحفظ هؤلاء الناشطون أكثر من غيرهم، ويضبطوا خطابهم بحيث لا يفهم الرأي العام أنهم أدخلوا مجتمعات جديدة في خطابهم الخصوصي، ومن المهم لهم استراتيجيا تجاوز الخصوصية نحو قومية عامة لاسيما وأن واقع الحرب أنتج فرصة كبيرة للتعاقد القومي الراسخ، العقلاء منهم يفعلون.

هشام عثمان الشواني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

العد التنازلي ليوم الحسم..سخونة المشهد الانتخابي تتصاعد في الأقصر قبل التصويت

تواصل محافظة الأقصر استعداداتها للحدث الانتخابي المرتقب يوم الاثنين المقبل وسط تصاعد حدة المنافسة بين المرشحين على انتخابات مجلس الشيوخ 

وتشهد المحافظة نشاطًا مكثفًا للمرشحين الذين كثفوا من جولاتهم الميدانية واللقاءات الجماهيرية في الساعات الأخيرة، حيث تحولت القرى والنجوع إلى ساحات تفاعل انتخابي حيوي، وسط مشاركة كبيرة من الأهالي في المؤتمرات التي تُعقد يوميًا لدعم كل مرشح 

ورغم اقتراب موعد الاقتراع، فإن الصورة لم تتضح بعد، ولا يزال الشارع الأقصرى في حالة ترقب لحسم هوية الفائز بالانتخابات، في ظل تباين التوقعات وتزايد حجم المؤيدين لكل مرشح 

انطلاق 40 رحلة بالون طائر بالأقصر على متنها 800 سائح من عدة جنسياتالأقصر على مدار 24 ساعة.. قوافل طبية وحملات تموينية وفعاليات جماهيرية تنبض بالحياةمحافظ الأقصر يشهد ملتقى جماهيريا بمكتبة مصر العامة احتفالا بعام من الإنجازات والعطاء

ويضم السباق الانتخابي 11 مرشحًا، منهم 9 مستقلين و2 من الأحزاب، وهم: محمد عبد العليم حسين محمد (حزب مستقبل وطن - رمز: القلم)، الضوي أحمد الضوي عديسي (حزب مستقبل وطن - رمز: الكتاب)، محمد أبو الغيط محمد عبد الجليل (حزب العدل - رمز: الحصان)، محمد عبد الرحمن محمد صالح (مستقل - رمز: الأسد)، محمود محمد إبراهيم علي (حزب إرادة جيل - رمز: الصقر)، عادل محمد أحمد محمود (حزب الوفد المصري - رمز: النخلة)، ياسر سعدي صحابي محمد (مستقل - رمز: بندقية صيد)، محمد محمود ياسين أبو السعود (مستقل - رمز: الهدهد)، الطيري حسن عبده حسن (مستقل - رمز: طائرة هليكوبتر)، جبريل أحمد كامل حسانين (مستقل - رمز: أتوبيس)، الدكتور عبد الحكيم أبو القاسم سليم (حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي - رمز: القطار)

وتبذل الجهات التنفيذية والرقابية جهودًا كبيرة لضمان تنظيم العملية الانتخابية في أجواء من الشفافية والنزاهة، حيث تم تجهيز المقرات وتوفير التأمين اللازم لضمان سير التصويت بسلاسة يوم الإثنين المقبل

ويُتوقع أن تشهد الساعات المقبلة مزيدًا من الحراك السياسي والمفاجآت الانتخابية، في مشهد بات حديث الشارع في الأقصر بالكامل

طباعة شارك الاقصر اخبار الاقصر انتخابات مجلس الشيوخ

مقالات مشابهة

  • عيار 21 يخسر 500 جنيه من أعلى سعر.. سعر الذهب يواصل الهبوط القاسي
  • العد التنازلي ليوم الحسم..سخونة المشهد الانتخابي تتصاعد في الأقصر قبل التصويت
  • عبد العاطي: مصر ستتخذ كافة التدابير بالقانون الدولي لحماية أمنها المائى
  • حزب الله أمام لحظة الحسم: هل سيقاتل؟ ومَن ومتى؟
  • البحوث الفلكية: لا توجد أي علاقة بين زلزال روسيا ومصر
  • صاروخ "طيفون" يهز الميدان.. تركيا تدخل نادي القوى الفرط صوتية بصناعة محلية
  • تفاصيل تحقيقات النيابة مع رمضان صبحي.. والعقوبة المنتظرة حال إدانته |فيديو
  • اليمن يتصدر في الميدانِ الأقدس.. لنصرةِ القضية العادلة
  • "الأحرار": الاحتلال لا يأبه بالقانون الدولي ويواصل جرائمه في غزة
  • شوبير: هناك بعض اللاعبين داخل الأهلي لا توجد لديهم نية للتجديد